في 27 نيسان/أبريل 2013م، اعتقلت الشرطة في داغستان، روسيا؛ موكب زفاف مزين بأعلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن وزارة الشؤون الداخلية في داغستان ذكرت في موجز رسمي حول 'قمع السلطات لمحاولة اقتحام في كيزلار من قبل موكب مكون من 25 سيارة تابعة لأعضاء حزب التحرير المحظور في روسيا.' ثم نشرت وسائل الإعلام الاتحادية والإقليمية خبر 'اقتحام في كيزلار من قبل متطرفين من حزب التحرير". وهكذا، تحول الاعتداء على موكب الزفاف من قبل "وزارة الداخلية في داغستان" إلى "اقتحام من قبل متطرفين"!

تم توقيف مسلمين، بمن فيهم النساء والأطفال، الذين كانوا في موكب الزفاف عند المدخل في كيزلار من قبل ضباط الشرطة. اتضح فيما بعد، أن سبب التوقيف هو رايات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي زين بها ضيوف حفل الزفاف سياراتهم، وطالب ضباط الشرطة إزالة كل أشكال الزينة من السيارات. وحين سأل المسلمون الضباط عن السبب القانوني لمثل هذه المطالب، نظرا لأن المظاهر الإسلامية ليست محظورة في روسيا، كان الرد الذي تلقوه هو "أن ذلك أمر من سيدنا". حينها فهم المسلمون أنهم مضطرون إلى إزالة الزينة للمضي قدما في رحلتهم.

عندما تم تجميع كل الرايات في سيارة واحدة، وغادر جزء من الموكب، قام أحد الضباط بدفع امرأة مسلمة، ما أثار غضب أخيها وزوجها مما أدى إلى اندلاع نزاع مع الشرطة. بعدها، بدأ رجال الشرطة إطلاق النار في الهواء وضرب ضيوف حفل الزفاف بالهراوات. ثم اعتقلت الشرطة العديد من المسلمين، وتم اتهام أربعة منهم بمقاومة رجال الشرطة.

الواقع، هو أن ضباط وزارة الداخلية هم من قاموا بضرب مدعوين في حفل زفاف، والقبض على بعض منهم ثم بعد ذلك نشروا الكذبة حول "اقتحام موكب من قبل أعضاء حزب التحرير". وقد تعرض ماجومد كارتاشوف، المعروف جيدا في داغستان وروسيا كممثل للمنظمة غير التجارية "اتحاد العدالة" ومنظم لمظاهرات مؤيدة للمسلمين، للأئمة في مقاومة رجال الشرطة.

وهكذا، اعتقل مسلمون وأسيء إليهم لرفعهم كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله". فبدلا من التحية والاحترام لحفل الزفاف، اعتقل المسلمون وأهينوا لتزيين موكبهم برايات النبي محمد صلى الله عليه وسلم. في حين أنه في هذه الأرض الإسلامية لا يتم إيقاف أي أحد لكونه في حالة سكر أو عندما يلوح بأعلام نادي كرة القدم، فهل يجوز مثل هذا الانحراف؟

من الواضح، أنه مرة أخرى أصبحت الرايات سببا لكبح الإسلام والمسلمين. ولكن كراهية الأعداء لدين الله في كل مرة يتحول إلى وضع مخز لهم- فأدلتهم ضعيفة وتنتهك قوانينهم التالفة. هذه المرة لم يتمكنوا من جلب أي سبب قانوني لفعلهم. فقد هاجموا حفل الزفاف ثم ألقوا باللوم على المشاركين فيه بالاعتداء على الشرطة.

نحن نأمل أن يكون سبب منع حفل الزفاف هذا هو فقط التوتر الذي أصاب الجيش والذي عم خوفه جميع أرجاء داغستان. ونأمل أن يكونوا نادمين عن جهلهم، الناجم عن كراهيتهم للأعلام التي تحوي جوهر الإسلام. ونطالب السلطات بإطلاق سراح جميع المشاركين في حفل الزفاف الإسلامي، والاعتذار لذوي العروسين وتعويض الضرر.

يا حنان يا رحيم، يا عدل! امنح المسلمين القدرة على إظهار دينهم بدون تضييق!

قال الله سبحانه وتعالى:
((يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)) [التوبة:32-33]

المكتب الإعلامي لحـزب التحـرير في روسيا