المكتب الإعــلامي
روسيا
التاريخ الهجري | 28 من جمادى الثانية 1435هـ | رقم الإصدار: 07 / 1435u0647u0640 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 28 نيسان/ابريل 2014 م |
بيان صحفي انتصار الحق مسألة وقت لا غير (مترجم)
نشرت وسائل الإعلام الجماهيري يوم 25 نيسان/ أبريل تقارير عن الوجبة التالية من الأحكام التي صدرت بحق المسلمين من حزب التحرير. وقد صدرت الأحكام هذه المرة من محكمة سيباي في جنوب بشكيريا.
كما نقلت وسائل الإعلام رأي المحكمة بشأن التهمة، الذي نصّ على: أن هابيروف، العضو الناشط في منظمة "حزب التحرير" المحظور في روسيا، شارك في نشاطات فرع الحزب في سيباي. حيث كان الرجال المتهمون يجتمعون سرّاً في شقة مستأجرة لدراسة أعمال المنظمة الإرهابية بهدف نشر الآراء والأفكار وبرامج ردود الأفعال المتطرفة".
وبناءً على هذه الادعاءات، أصدرت المحكمة حكمها على عبد الرشيد هابيروف المولود في 1978 استناداً للجزء 1 المادة 282-2 من القانون الجنائي للاتحاد الروسي بالسجن لمدة سنتين. كما حكمت المحكمة على المسلمين الأربعة الآخرين بدفع غرامات تراوحت بين 100 و 150 ألف روبل.
وبعبارة أخرى، لقد تمثلت "جريمة" هؤلاء المسلمين في حقيقة أنهم اجتمعوا من أجل دراسة دينهم والتباحث في طريقة الدعوة إلى الحق الذي جاء به. وقد تم توجيه الاتهام لهؤلاء المسلمين من حزب التحرير بالتطرف، بل وحتى بالإرهاب، بناءً على هذه الأسباب لا غير.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المحاكمة كانت قد بدأت منذ وقت طويل في 2012، ولذلك حُكم هؤلاء المسلمون على أساس ما يسمى قضية "مكافحة التطرف" الجنائية ذات الطبيعة غير الخطيرة. وذلك على الرغم من أن أركان هذه الجريمة بعينها باتت منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2013 تعدّ كافية للمحاكمة وفقاً للمادة 205-5 مكافحة إرهاب من القانون الجنائي، التي تقضي بالسجن لمدة 20عاماً. كما يشار إلى أنه بالرغم من عدم محاكمة أحد بموجب المادة 205-5، فقد أقرّ مجلس الدوما تعديلاً يقضي على الأشخاص الذين يحاكمون بموجبها بالسجن مدى الحياة.
إن السبب الوحيد الذي يكمن وراء تشديد العقوبات ضد حزب التحرير هو تصعيد السلطات لسياساتها المناهضة للإسلام. وقد كانت الخلفية القانونية لهذا الاضطهاد هي قيام المحكمة العليا في الاتحاد الروسي عام 2003 بضم حزب التحرير، دونما مبرر معقول، إلى قائمة المنظمات الإرهابية. ولذلك باتت روسيا البلد الوحيد في العالم الذي يعتبر الحزب السياسي الإسلامي "حزب التحرير" منظمة إرهابية. وبدلاً من اعتبار قرار المحكمة العليا ذاته قراراً إجرامياً وشطب اسم حزب التحرير من هذه القائمة، قامت السلطات بتجريم الانضمام إلى الحزب، وذلك عوضاً عن تجريم حقيقة الإرهاب نفسه. وبهذا تكون السلطات قد صعّدت على نحو خطير مقاومتها لحزب التحرير، وهو صراع كانت قد بدأته منذ عقد ونيّف.
ويمكن للمرء أن يشاهد سنوات الاضطهاد الموجّه لحملة الدعوة الإسلامية من خلال المصير الذي لاقاه عبد الرشيد هابيروف المحكوم بالسجن. لكنه واحد من أبناء الأمة الإسلامية العظام الذين صدعوا بتوضيح كلمة الحق رغماً عن كل أعمال السلطات وإجراءاتها المضادة. إذ كان عبد الرشيد قد حوكم أول مرة في 2007 على دعوته للإسلام وكونه عضواً في حزب التحرير، وحُكم عليه بالسجن سنة واحدة مع وقف التنفيذ. ولكن أعيد اعتقاله مجدداً في 2008 بتهم جديدة، حيث حكم عليه بعدها بالسجن لمدة عامين، قضاها في زنزانة انفرادية.
وبعد إطلاق سراحه، واصل عبد الرشيد عمله المخلص في الدعوة إلى الإسلام مع حزب التحرير، حتى أصبح متّهماً من جديد في قضية أخرى. إذ تم اعتقاله مرة أخرى في 2012، ثم أخلي سبيله بعد أن قضى بضعة أشهر في السجن، وذلك على إثر إدخال تعديلات جديدة على القانون الجنائي للاتحاد الروسي. غير أنه تم الحكم عليه مرة أخرى بالسجن سنتين في قضية أخرى. فقد جعل نشاطُ الشباب المسلمين أمثال عبد الرشيد وصلابتهم قريشَ القرن الـ 21 تشدد بعض قوانينها إلى حدٍ يفرض على أي حامل للدعوة أن يقضي عقوداً من حياته في السجن.
إن الناظر إلى حياة عبد الرشيد ليرى رأي العين الصراع المرير بين الحق والباطل، وهو نفس الصراع الذي كان في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام. فقد وصلت قريش ليلها بنهارها في التفكير والتدبير لوقف الدعوة إلى الإسلام، حيث ابتدأت بتشويه سمعة حامل الدعوة وسوء المعاملة له ولأتباعه. ولما فشلت، لجأ أعداء الله إلى استخدام الأعمال المادية من سجنٍ وتعذيب وقتل ضد أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم.
لكن قريشاً لم تفلح في تغيير مجرى التاريخ بالرغم من كل قواها وتأثيرها على المجتمع، إذ إن مسار التاريخ قد وضعه وحدّده الله القوي العزيز سبحانه. والباطل المنتفش اليوم صائرٌ إلى زوال، وظهور الحق وانتصاره ما هو إلا مسألة وقت لا غير.
قال جلَّ من قائل: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في روسيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير روسيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-russia.info |
E-Mail: mail@hizb-russia.info |