المكتب الإعــلامي
روسيا
التاريخ الهجري | 26 من رجب 1435هـ | رقم الإصدار: 09/1435u0647u0640 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 25 أيار/مايو 2014 م |
بيان صحفي دور تتارستان في السياسة الروسية (مترجم)
هنّأ رئيس تتارستان رستام مينيخانوف يوم 21 أيار/مايو 2014 سكان تتارستان بمناسبة قرب حلول الذكرى السنوية لاعتناق سكان فولغا بلغاريا الدين الإسلامي.
وقد جاءت تهنئة رستام مينيخانوف لتعكس أولويات المجتمع العلماني الذي تتم فيه تنحية الإسلام عن واقع حياته. وفي مجتمع كهذا، يستطيع المرء الاحتفال إلى أكبر قدر يريده بحقيقة أن الإسلام كان في يوم من الأيام الدين الرسمي للدولة في فولغا بلغاريا وبعدها في (القبيلة الذهبية) مغول القبجاق، لكن ذلك لا يغير من موقف سكان تتارستان شيئاً. وذلك لأن رؤية العالم للجيل الحاضر تتبع خطا المجتمع الغربي المتهاوي، بقيمه الفاسدة المنحطة التي تقاس وفقاً للصورة التي ابتدعوها للإنسان في تلك الثقافة. وليس أدلّ على هذا الانهيار السريع من مسابقة غناء يوروفيجِن التي عقدت مؤخراً.
إن من الواجب على الشعوب الإسلامية أن تحمد الله سبحانه وتعالى على إنجازاتها، فهذه حقيقةٌ لا ينبغي إغفالها، وقد ذكرها رستام مينيخانوف في مستهلّ تهنئته. إلا أنه مع المضيّ قُدُماً في كلامه قام بإدخال فكرة القومية، وذلك حينما قال: أن قازان هذا العام هي "العاصمة الثقافية للعالم التُركيّ". وبعدها، وصف البلغار بأنهم "لؤلؤة الحج" على الصعيد الدولي، وهو ما يتناقض مع المبادئ والأسس الإسلامية أيضاً.
إن الإسلام دين حياة، يكتسب المزيد من وعي الناس حول العالم نظراً لقدرته على حلّ ومعالجة المشاكل، سواءً في الجانب الروحي أو الجانب الماديّ من جوانب حياة الناس. ومحاولة إظهار الإسلام على أنه بضعة نُصُبٍ تذكارية قديمة لا يمكن أن تصدر إلا عن أولئك الذين يحاولون حصر الإسلام في زاوية محددة أو جانب واحد فقط من الحياة، لا التعامل معه باعتباره نظاماً تشريعياً كاملاً متكاملاً للبشرية جمعاء.
لقد حددت الحكومة الروسية لتتارستان الدور الذي تريدها أن تلعبه، وهو أن تكون "الجسر" الذي يربط بين روسيا والعالم الإسلامي. وذلك لأن روسيا في أمسّ الحاجة للاستثمارات، خصوصاً في مواجهة تهديدات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بتشديد العقوبات الاقتصادية عليها. ومن المقرر أن تعقد في أوائل حزيران/يونيو القمة الاقتصادية لدول منظمة التعاون الإسلامي في قازان، التي يأمل الكرملين أن يحقق من خلالها اختراقاً في هذا الاتجاه. إن في مقدور روسيا، من خلال تتارستان، أن تلفت انتباه وتثير شهيّة رجال الأعمال في بلدان منظمة التعاون الإسلامي. أما إن وصل الأمر إلى الحديث عن بناء علاقات مع الأمة الإسلامية، فإنه يجب على روسيا أولاً أن تتخلى تماماً وإلى الأبد عن سياستها الإجرامية بحق المسلمين داخل بلادها وخارجها معاً. حيث إنها ما زالت تعتقل المسلمين وتعذبهم في تشيستوبول. كما أنها، وبالرغم من افتضاح أمر صنوف التعذيب التي تمارسها أجهزتها ضد المسلمين، من بترٍ للأطراف وتحطيمٍ للعمود الفقري وتمزيقٍ للأعضاء الداخلية، إلا أنها لم تقدم إلى الآن أحداً ممن اقترفوا هذه الجرائم البشعة إلى العدالة. وهذا هو الوضع الحقيقي الذي تعيشه المنطقة التي قدم رستام مينيخانوف التهاني لسكانها قبل أيام.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في روسيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير روسيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-russia.info |
E-Mail: mail@hizb-russia.info |