المكتب الإعــلامي
التاريخ الهجري | 19 من رمــضان المبارك 1428هـ | رقم الإصدار: |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 19 أيلول/سبتمبر 2007 م |
بيان صحفي فكرة المفاوضات ... فكرة خبيثة يسعى الغرب الكافر من خلالها لتمزيق ما هو ممزق من بلاد المسلمين!
تتداول أجهزة الاعلام المحلية والعالمية المفاوضات المرتقبة بين حكومة السودان وحركات التمرد في دارفور في اكتوبر القادم بليبيا. فما هي حقيقة هذه المفاوضات، وهل هي حقاً ستحل مشكلة دارفور؟! لقد أشعل الغرب الكافر في كل مكان من بلاد المسلمين حرباً، وصنع متمردين من أبناء الأمة ومدّهم بالمال والسلاح ليكونوا رأس الحربة في تنفيذ مخططاته الرامية لتمزيق ما هو ممزق، وتفتيت ما هو مفتت من بلاد المسلمين، وضلل الساسة والحكام وأشغلهم بما يسمى بالمفاوضات، التي تكون أجندتها في الأصل هي أجندته، وما يتوصل إليه من اتفاقيات هي ما يرمي إليه ويريده. إن المفاوضات التي جرت وتجري في الشأن السوداني، ويُقصد بها إيقاف الحرب بين الحكومة والمتمردين هي ليست في الأصل علاجاً للمشكلة القائمة، وإنما هي إيقافٌ مؤقت للحرب بإلقام قيادات التمرد وظائف ووزارات، وما اتفاق نيفاشا عنا ببعيد. لذلك فإن مفاوضات ليبيا القادمة لن تحل أزمة دارفور بل سيتم فيها بعض التنازلات من الحكومة للمتمردين، وفي هذا السياق يفهم حديث زعيم أحد الحركات المتمردة للـ (بي بي سي) بأنه (في حال فشل المفاوضات سيطالب بالانفصال) بأنه نوع من الضغط على الحكومة من الآن لتقديم أكبر قدر من التنازلات. إن مشاكل الأهل في دارفور ناتج عن عدم جعل الإسلام أساساً في رعاية شؤون الناس من قبل الحكومات، التي تقوم على أساس الأنظمة الوضعية الفاسدة، وعدم جعل الناس أيضاً الإسلام أساساً في مطالباتهم بإحسان رعايتهم، بل جعلوا من القبلية والعصبية والجهوية أساساً في كل صغيرة وكبيرة، وعدم ردّهم الأمر في حالة الاختلاف للإسلام، يقول الله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}. ولن تحل هذه المشاكل إلا بجعل الإسلام أساساً للحكم والسلطان، فيعطى كل ذي حق حقه بالعدل والإنصاف؛ وهذا يقتضي منا ونحن في هذه الأيام المباركات من شهر الخير والرحمات؛ شهر رمضان العظيم أن نحاسب على أساس العقيدة الإسلامية، ونأطر حكامنا أطراً لتطبيق الاسلام في الدولة والمجتمع، وعلاج جميع المشاكل على أساسه. وبذلك يُقطع الطريق أمام الكفار الطامعين في ثرواتنا وبلادنا. يقول الله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}. |
|
|
المكتب الإعلامي لحزب التحرير |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |