الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية تركيا

التاريخ الهجري    25 من رجب 1441هـ رقم الإصدار: 1441 / 11
التاريخ الميلادي     الجمعة, 20 آذار/مارس 2020 م

بيان صحفي


النظام الرأسمالي الكافر الذي ينجرف نحو الانهيار أشدُّ فتكاً من فيروس كورونا
(مترجم)

 


لقد وضع فيروس كورونا العالم تحت سيطرته، وتطاير شرره إلى تركيا، وفقد أربعة أشخاص حياتهم وأصيب 359 بهذا الوباء. بدايةً نسأل الله سبحانه أن يقِيَ المسلمين شر هذا الوباء، وأن يشفي ويعافيَ المرضى المصابين.


في ظل هذا الوباء، وفي ظل أجواء الهلع النفسي والمجتمعي التي أثارها الفيروس؛ جاءت حزمة التدابير التي أعلنها رئيس الجمهورية أردوغان أمام شاشات التلفزة مع الأسف متركزة في أكثرها على الناحية الاقتصادية. والناظر في محتوى هذه الحزمة يجد أنها لم ترفع عن كاهل الناس أعباء الأزمة الاقتصادية التي ازدادت سوءاً تحت وطأة الوباء. فهذه الحزمة التي أعلن عنها في ظل خروج الاستثمارات الأجنبية وانحسار حركة الإنتاج والتصدير ووصول السياحة إلى حالة الشلل وارتفاع البطالة؛ جاءت تظهر بوضوح أن حماية الشركات الكبرى وليس صحة الناس ولا الأعباء الاقتصادية التي تثقل كاهل أصحاب الدخل المحدود؛ هي التي تأتي في أولويات الدولة. فقيمة 100 مليار ليرة تركية التي تمخضت عنها حزمة التدابير لا تنسجم مع خطاب الاقتصاد التركي القوي الذي يتردد في كل منصة. فبدلاً من زيادة الإنفاق تخفيفاً على الناس؛ ركزت الدولة على تأخير مستحقاتها، وترحيل أعباء الأزمة على الناس، وحماية قطاعات السياحة والعقارات والبنوك والتمويل وغيرها قبل التفكير بالاحتياجات الأساسية لعامة الناس. لذلك نجد الدعم الذي تقدمه هذه الحزمة لعامة الناس محدوداً جداً، على شكل تأخير ما تعتبره من حقها من الضرائب والمدفوعات والأقساط، وخفض معدلات بعض الضرائب وفتح صنابير الديون الربوية وزيادة الإنتاج وحماية التوظيف لتحريك الأسواق الداخلية.


ولا يمكن بعد هذا أن نتوقع من حزم التدابير المشابهة التي يمكن أن تأتي في المستقبل أن تكون حلاً للأزمة الاقتصادية. بل بالعكس وجد الحكام في بلدنا كما هو شأن الحكام في جميع الدول الرأسمالية في وباء الفيروس فرصة لتحميله فاتورة النظام الاقتصادي المتجه نحو الانهيار. وما حزم التدابير التي أُعلِن عنها، والتي تبلغ في قيمتها تريليون دولار في أمريكا، و550 مليار يورو في ألمانيا، و300 مليار يورو في فرنسا، و200 مليار يورو في إسبانيا، و100 مليار يورو في هولندا؛ سوى تدابير الحفاظ على أنظمتها المتعفنة الآيلة للانهيار، وتدابير تأخير هذا الانهيار، وليس الهمَّ والرغبة في حماية الناس وتخليصهم من شر الوباء. فالقطاعات الاقتصادية والمالية مقبلة على انهيار كامل، والنظام الرأسمالي بلغ نقطة الإفلاس، وانقلبت رأسا على عقب كلُّ أسس الاقتصاد الحقيقي من إنتاج وتجارة وسياحة وخدمات، وجميع أدوات النظام المالي تحت وطأة هذا الوباء الذي ضرب العالم كله. وجميع هذه الحزم المعلن عنها بالتالي لن تكون بالتأكيد حلاً، ولن تتمكن من عرقلة انهيار النظام.


أيها المسلمون! إن العالم يعيش بالتأكيد مخاض تحول جديد، ووباء كورونا يشكل انهيار هذا النظام الرأسمالي المتآكل في جذوره وبنيانه، والظالم في ممارساته وتطبيقاته، والخاسر في مآله وعاقبته. والوضع الدولي اليوم حامل لنظام جديد، ولا بديل عن انطلاق الحياة الإسلامية من جديد. وما على الأمة الإسلامية عموماً، وأصحاب القوة اليوم إلا أن يدركوا أن هذا الوضع فرصة لإسقاط الأنظمة المتعفنة، وأن يسارعوا إلى إقامة دولة الخلافة الراشدة التي تطبق الإسلام في الحياة. وعندها لن يتخلص العالم من مشكلته الصحية المتمثلة في وباء كوفيد 19 فحسب، بل سيتخلص كذلك من الرأسمالية التي هي أشد فتكا من هذا الوباء. وعندها يشع نور الإسلام ويندحر ظلام الكفر، وتعود حاكمية الإسلام إلى الحياة من جديد، يستظل بظلها الناس، ويخيم الخير والرفاه على العالم أجمع.

 


المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

 

#كورونا

#Corona

#Covid19

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية تركيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
http://www.hizb-turkiye.com
E-Mail: bilgi@hizb-turkiye.org :

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع