إننا في مكتب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية تركيا نبارك للشعب المسلم في تركيا حلول عيد الأضحى المبارك، راجين من الله عز وجل أن يتقبل منهم الأضاحي وسائر الطاعات، وأن يجعل قدوم عيد الأضحى قدوماً للخيرات والبركات للمسلمين جميعاً، ونبتهل إليه سبحانه أن يجعل اتحاد المسلمين في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة قريباً عاجلاً.

 

أيها الشعب المسلم في تركيا،

 

إننا على قناعة تامة بأن الإخلاص الذي أبديتموه في تقديم الأضاحي لله سبحانه وتعالى هو الإخلاص ذاته الكامن في صدوركم والذي تتقوون لإظهاره في تنفيذ سائر الأحكام الشرعية، إلا أن الحكام الخونة القابعين فوق رؤوسنا يقدمون خيرات البلاد وثرواتها للكفار المستعمرين بثمن بخس فجعلوكم محكومين للذل والهوان، وفي الوقت الذي يئن فيه إخواننا المسلمون يُقتلون ويعذَّبون في بلاد الإسلام الرازحة تحت نير الاحتلال بصورة يومية نجد الحكام الخونة بدلاً من أن يجيشوا الجيوش لنصرتهم والذود عنهم نجدهم يرددون العبارات الفارغة التي لا تخدم إلا سياسة أسيادهم المستعمرين من مثل "القانون بين الدول" و"الجهود الدبلوماسية" و"الوساطة من أجل السلام"! إننا نعلم أن تصرف الحكام هذا وتكراره يجعلكم تشعرون بانسداد الطريق وعدم وجود بصيص أمل للخلاص. وعلى صعيد آخر فإن تصاعد الإهانات الموجهة للإسلام والمسلمين والاستهزاء بالأحكام الشرعية عالمياً تحت ذريعة "الحرية الفكرية"، والتجرؤ على كتاب الله وإحراق نسخ منه في كيان يهود (إسرائيل) والمحاولات المماثلة في الولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى الإمعان في إذلالكم في مسعى منهم لزعزعة ثقتكم بإسلامكم العظيم عقيدة وأحكاماً ومن ثم قطع ارتباط الأمة الإسلامية بإسلامها تماماً للإجهاز عليها بعد أن تصبح خاوية الفكر والمشاعر.

 

بالرغم من هذا السرد المظلم لواقع الأمة الحالي إلا أن الله سبحانه وتعالى وليحقق وعده في قوله ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِيـنَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا)) أتمَّ نعمته علينا ولطف بالأمة الإسلامية بأن مَنَّ عليها بقيام حزب التحرير فيها وهو حزب سياسي مبدؤه الإسلام متشكلٌ من شباب تقي مخلص نذر نفسه لتزويدكم بالأفكار الإسلامية النقية المستنبطة استنباطاً شرعياً وبالحلول الإسلامية الصحيحة لقضايا الأمة الحساسة التي تطرقنا لجزء منها آنفاً دون أن يخرجوا في ذلك عن طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم قيد أنملة ودون أن يخشوا في الله لومة لائم، مصداقاً لقول رسول الله: "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِي أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ".

 

أيها المسلمون في تركيا؛

 

إننا في هذه المناسبة نجدد دعوتنا لكم لضم جهودكم وقواكم لجهود حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي لن نشعر ببهجة وحلاوة العيد الحقيقية إلا في ظل رايتها. ((وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)).

 

مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير

في ولاية تركيـا