كشف وزير التعاون الاقتصادي والتنمية الألماني ديريك نيبل في مؤتمر صحفي مشترك عقده يوم السبت 8 كانون ثاني/يناير 2011م في صنعاء مع نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية، وزير التخطيط والتعاون الدولي عبد الكريم الأرحبي أن بلاده حريصة على الإسهام في حشد الدعم الدولي لمساعدة اليمن، وكشف الوزير الألماني أن مستشارة بلاده أنجيلا ميركل وعدت بتقديم مقترح خلال مؤتمر الدول الصناعية الثماني القادم لدعم اليمن بمبلغ خمسة ملايين يورو تخصص لقطاع الصحة الإنجابية، بالإضافة إلى 900 ألف يورو كمساعدة عاجلة، ولم يُخْفِ الوزير أن بلاده تتولى دعم الصحة والتعليم والمياه في اليمن، المتمثل بأعمال وكالة التنمية الألمانية جي. تي. زد.

 

تأتي زيارة هذا المسئول الألماني قبل انعقاد مؤتمر الرياض حول اليمن المزمع عقده في آذار/ مارس القادم ضمن توحيد الموقف السياسي الأوروبي في وجه السياسة الأمريكية في اليمن.

 

إن السكان عامل من عوامل قوة الأمم وليس من عوامل ضعفها، وإن الحكام في اليمن الذين لا يفرقون بين النعمة والنقمة هم وحدهم من اقتنعوا بقول ميركل وأمثالها الغربيين بتحديد النسل، بينما هم يشجعون زيادة السكان في بلدانهم. ويعتبر النظام الحاكم في اليمن بأن الزيادة السكانية مشكلة لأنها تلتهم الموارد القليلة، وأن الحل هو في تحديد النسل! بدلاً من السعي الجاد لتنمية الموارد وإدارتها بشكل صحيح، وهو السعي الحقيقي لطلب الرزق الذي أمرنا الله به، ولم يأمرنا قط بتقليل النسل، بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "تناكحوا تكثروا، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة".

 

وكان نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي عبد الكريم الأرحبي قال "اليمن تنفذ خطة طموحة للنهوض بالتنمية وتطوير الأداء الاقتصادي"، وعنونت صحيفة الثورة الحكومية يوم السبت "مباحثات يمنية-ألمانية تناقش دعم خطط التنمية والإصلاحات الاقتصادية في اليمن".

 

أهكذا تكون التنمية؟

 

كنا قد ذكرنا في بيان سابق بعنوان "حقيقة التنمية التي لم ولن تتم في اليمن"، أن الغرب يرمي لنا بفتات مما يحصل عليه من بلادنا، فما هي 5.9 ملايين يورو؟ إنها ليست ثمن حمولة ناقلة نفط واحدة مما تحصل عليه ألمانيا من نفط المسلمين. إن من سوء الأحوال أن يقبل المسلمون بذل الكفار ويقبلون منهم ثمناً بخساً مقابل سلعة إستراتيجية يستطيعون بيعها كما يشاءون.

 

يا حكام اليمن! إن كنتم غير قادرين على رعاية شئون الناس إلا بمساعدة الغرب الكافر فتنحوا عن المناصب التي اعتليتموها بغير وجه حق، ودعوها لخليفة يبايَع على الحكم بالإسلام؛ يسوس المسلمين بما يرضي الله ويحفظ كرامتنا وليس بما يمليه عليكم الغرب ولا يحفظ كرامتنا.

 

يا أهل اليمن! بملء الفم نقول لكم: اطردوا كل أولئك الغربيين الذين يظهرون الحسرة علينا ويُضمِرون لنا كل الخبث باستعمار بلاد المسلمين بهدف منع تحكيم الإسلام في حياتنا "في دولة الخلافة"، وبهدف وضع أيديهم على ثرواتنا من نفط وغيره، ومعهم الحكام الذين أطاعوهم وجعلونا كالمتسولين؛ نمد أيدينا لنقبل 900 ألف يورو في بلاد تمتلئ بخيرات حبانا الله بها، قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).

 

م . شفيق خميس

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير

ولاية اليمن