أيها المسلمون: إن الذي يغير هذا الواقع إلى ما يرضي الله سبحانه وتعالى، فتعيشوا أقوياء بربكم بعد ضعف وتمزق، وأعزاء بدينكم بعد ذلة وصغار هو التلبس بالعمل الجاد لإقامة تاج الفروض؛ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي أظل زمانها، فهي وحدها القادرة على قلب الحياة رأساً على عقب لتصبح حياة إسلامية، يتوحد فيها المسلمون تحت راية خليفة واحد يحكم بكتاب الله، ويصون حرماتِ الرعية المسلم منهم والذميِّ، ويستنفر طاقات…

إنّ هذا الشهرَ الكريم الذي هو شهرُ الانتصارات والفتوحات، نسألكم فيه يا أهل القوة والمنعة: من منكم يحب أن يكون كصلاح الدين لينقذ المسلمين من صليبيي اليوم؟ فسارعوا لإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة....

فإذا تحدث متحدث عن التوبة تبادر إلى الذهن توبة الأفراد فحسب، أما توبة الأمة بعامة فقلَّ أن تخطر بالبال. وهذا من الأخطاء في باب التوبة؛ ذلك أن سنته عز وجل في الأفراد، وفي مغفرته للتائبين وعفوه عن المذنبين هي هي سنته سبحانه في الأمم والشعوب.

انتفعوا، أيها المسلمون، من شهر رمضان المبارك يرحمكم الله. توجهوا إلى الله سبحانه وتعالى بتكثيف عملكم وكفاحكم ضد الحكام الفاسدين وإحلال الخلافة مكانهم، فبالخلافة وحدها يقام الإسلام كسلطان يحمي بيضة المسلمين ودينهم، ويقذف الرعب في صدور الأعداء.