الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق فرنسا تغطي عورتها الفكرية بالقوة العسكرية

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، مساء اليوم الأربعاء، إن حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" قد تشارك في العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، معتبرا أن الوضع في الشرق الأوسط يبرر وجود هذه الحاملة. وأضاف في كلمة له أمام عسكريين على متن الحاملة - التي انطلقت من ساحل جنوب فرنسا إلى مياه الخليج العربي - "سننفذ - إذا استدعت الحاجة - عمليات في العراق.. أكثر فاعلية ودقة.. ستعمل حاملة الطائرات شارل ديغول بتعاون وثيق مع قوات التحالف.. وذلك يعكس أهمية ما تقبلون عليه في السياق الدولي الحالي.. مضافا إليه الهجوم الذي نفذ أخيرا على أراضينا". الجزيرة.نت


التعليق:


لافت للنظر أن تحشد فرنسا آلاف الجنود في الداخل لحماية المؤسسات ومعابد اليهود، في حشد عسكري غير مسبوق، حيث أكد وزير الدفاع أنها "المرة الأولى التي يتم فيها حشد مثل هذا العدد من القوات على أراضينا"، مشيرا إلى "حجم التهديدات" التي لا تزال تواجهها فرنسا.


هل يصح هنا السؤال عن الحالة الاقتصادية التي تمر بها فرنسا وأعداد العاطلين عن العمل الذي يتزايد منذ تولي الرئيس أولاند مهام الرئاسة؟ وهل من رابط مشترك بين ردة الفعل هذه على الحدث وما يمكن أن تحققه من مكاسب لشخص الرئيس ولسلطته التي اهتزت في الآونة الأخيرة بحيث أصبح الحديث في الشارع عن فشل الرئيس وعدم قدرته على إدارة البلاد والحد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.


هل لتزايد أعداد المنتحرين من الشباب في فرنسا في العام المنصرم والتي تعود أسبابها في الدرجة الأولى إلى عدم وجود نظرة مستقبلية وأمن على مستقبلهم في ظروف اقتصادية ونسبة بطالة تقارب العشرة بالمائة، هل لهذا علاقة بردة الفعل العنيفة هذه؟


هل توجه حاملة الطائرات للقتال في العراق ضد تنظيم الدولة - رغم التكاليف الباهظة - هو ردة فعل مناسبة على حدث "داخلي" تم اتهام تنظيم الدولة به في البداية حسب التصريحات الأولية، والآن تتهم القاعدة في اليمن بهذا العمل، حيث أعلن من ينسب عنه أنه مسؤول عن القاعدة في اليمن مسؤولية قاعدة اليمن عن العملية. أم هو استعراض للعضلات ومناورة عسكرية لإظهار قوة فرنسا وتوحدها ضد الإسلام؟


هل تشعر فرنسا الآن أو الغرب كافة أن قيام الدولة الإسلامية الحقيقية على منهاج النبوة قد أصبح وشيكا، فلا بد من حشد القوى الشعبية في كل الجهات العالمية للتصدي لهذه الدولة الوليدة، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؟


الحقيقة أن ردة الفعل في الواقع لا تتناسب مع الفعل نفسه، حتى ولو كان عدد القتلى في الجانب الفرنسي كبيراً، إلا أن المنفذين للعملية لا يتعدون ثلاثة من الشباب أثبت الفكر الفرنسي والنظام الفرنسي فشله في معالجتهم أو السيطرة عليهم فكريا وسياسيا، فكان لا بد من إظهار هذه القوة الحاشدة لإرهاب الناس وتخويفهم، بدل معالجتهم فكريا أو الحوار معهم ثقافيا على مستوى رفيع يليق بدولة تدعي لنفسها الحريات والثقافة الرفيعة وقوة التعبير.


كان الأولى بالحكومة الفرنسية أن تراجع معطياتها الفكرية وقدراتها السياسية، وتعمل على إنهاء هذا التوتر الذي سيؤدي حتما لمزيد من ردات الفعل من الطرفين، مما سيصعب السيطرة عليه مستقبلا وبشكل سريع.


لعل هذا أيضا من غايات هذه السياسة الحمقاء للتغطية على السقوط الشخصي للرئيس، والفشل الذريع للسياسة، والعجز الفكري للنظام الديمقراطي.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق - أبو فراس

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع