- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تهنئة أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة
بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك لعام 1440هـ الموافق 2019م
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد...
إلى الأمة الإسلامية الكريمة، إلى حجيج بيت الله الحرام، إلى حملة الدعوة الكرام، إلى زوار الصفحة المحترمين...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... تقبل الله الطاعات، وجعل الله العيد عليكم حافلاً بالخير والبركات... تقبل الله من الحجيج حجَّهم، وجعله الله حجاً مبرورا، وسعياً مشكوراً، وذنباً مغفوراً... وأن يوفق الله الذين لم يحجوا أن يحجوا العام القادم بخير وعلى خير...
الإخوة الكرام، نكبر الله ونحمده على نعمة الإسلام... ونحمده سبحانه ونكبره على نعمة حمل الدعوة في صفوف حزب التحرير لإقامة الخلافة... نحمده سبحانه ونكبره أنْ بقي هذا الحزب واقفاً رغم كيد الكفار المستعمرين وعملائهم الحكام في بلاد المسلمين... ورغم مكر المنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفين... نعم نكبر الله: الله أكبر الله أكبر الله أكبر... لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد... إن الخلافة التي يعمل لها الحزب تقض مضاجع الكفار المستعمرين، وترعب عملاءهم الحكام في بلاد المسلمين... وتؤزُّ رؤوس المنافقين، والحاقدين ممن في قلوبهم مرض الذين يركضون وراء الكفار ليحموهم بزعمهم مما يصيبهم ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.
لقد اشتدت الأزمات أيها الإخوة على الحزب منذ نشوئه، وقد حمل وزرها أناس شتى ممن أعمى الله بصائرهم بكفرهم أو أمات الله قلوبهم بنفاقهم، فتعاونوا على الإثم والعدوان ظناً منهم أنهم يستطيعون الحيلولة دون عودة الخلافة، فكانوا دولاً تصعقهم كلمةُ الحق، وجماعاتٍ وأفراداً تخيفهم كلمةُ الصدق، وكلٌّ من الفريقين يحيط به مكره السيئ وصدق الله العظيم ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾: أما الدول الكافرة المستعمرة الحاقدة على الإسلام وعودة دولته، الحاقدة على الخلافة حقدَ الحروب الصليبية... هذه الدول وعملاؤها بذلوا الوسع في رسم الأساليب الخبيثة وصناعة الوسائل البشعة في ملاحقة العاملين لدولة الخلافة واعتقالِهم وتعذيبهم لدرجة الاستشهاد في سجونهم، مبررين لأنفسهم ذلك بفرية الإرهاب تارة، وبفرية الحزام الناقل للإرهاب تارة أخرى، ثم تفتق ذهنهم مؤخراً عن فرية الإرهاب الإلكتروني! وأن الحزب يملأ صفحات شبابه بآراء وأفكار إرهابية تحرض على العنف، وأصبحوا يلاحقون شباب الحزب في صفحاتهم ويلاحقونهم بالاعتقال والتعذيب بحجة قيامهم بالإرهاب الإلكتروني! وكلُّ ذي عينين يرى صفحات شباب الحزب تشع بصدق الكلمة وبيان الحقيقة في حين إن صفحات أولئك الأقوام تطفح بالغش والخداع والكذب والافتراء؟ قاتلهم الله أنى يؤفكون...
وأما الذين في قلوبهم مرض، والمنافقون والمرجفون... فقد بدأت مخالفاتهم وافتراءاتهم من قبلُ وليس منذ اليوم، ولكن انتقادهم في البداية وافتراءهم كان مُركَّزاً ضد القيادة والمسئولين مع الخداع بإظهار الثقة بفكرة الحزب وطريقته... هكذا كانوا يُظهرون ويخفون هدفهم الأساس وهو هزُّ كيان الحزب وليس هزَّ القيادة فحسب... ولكنهم في السنوات الأخيرة بدأوا الهجوم على بنية الحزب فكرةً وطريقة، فأصبحوا يركزون الهجوم على التبني والنصرة وقيادة الأمة والمحاسبة والشهرية...إلخ، وهكذا فضحوا أنفسهم قبل أن يفضحهم غيرهم! فالهدف الذي كانوا يخفونه، وهو هزُّ كيان الحزب في فكرته وطريقته قد ظهر وبان لكل من كانت له عينان... وبقي الحزب قائماً مكيناً طيباً ﴿كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾ فالحمد لله رب العالمين.
الإخوة الكرام، إن الدول الكافرة المستعمرة وعملاءها لن يقعدوا بل إنهم سيستمرون في صناعة الأساليب الخبيثة الواحدِ تلو الآخر لأن الحيلولة دون نجاح الحزب في إقامة الخلافة هي قضيةٌ مصيرية عندهم تماماً كما أن إقامةَ الخلافة هي قضيةٌ مصيرية عند الحزب وكل المؤمنين، فأعداء الإسلام لن يتخلوا عن كيدهم للحزب والخلافة، ولن يقعدوا عن مكرهم، ومع أن إمكانياتهم الدنيوية فوق إمكانياتنا إلا أن هناك حقائق أربعاً تطمئن بها قلوبنا، وتشتد بها عزائمنا، فلا تهزُّنا بإذن الله محن ولا تضعفنا فتن، بل تزيدنا قوة فوق قوة، ويرتد كيد تلك الأقوام في نحرهم ويقتلهم مكرهم ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾ ومن ثم يستمر الحزب قائماً يصدع بالحق لا يخشى في الله لومة لائم حتى يقيم الخلافة بإذن الله وأنف أولئك الأقوام راغمٌ...
أما هذه الحقائق الأربع فهي:
الأولى: أن الشدة تؤذِن بالفرج، وهذه في محكم آيات الله في أكثر من موضع ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾، وتؤكدها سيرة رسول الله e فقد اقترب النصر مع شدة الأزمة... جاء في سيرة ابن هشام: (قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ثُمّ إنّ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ وَأَبَا طَالِبٍ هَلَكَا فِي عَامٍ وَاحِدٍ فَتَتَابَعَتْ عَلَى رَسُولِ اللّهِ e الْمَصَائِبُ... وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين... قالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ إظْهَارَ دِينِهِ وَإِعْزَازَ نَبِيّهِ e وَإِنْجَازَ مَوْعِدِهِ... لَقِيَ رَهْطاً مِنْ الْخَزْرَجِ... فَدَعَاهُمْ إلَى اللّهِ عَزّ وَجَلّ... فَأَجَابُوهُ وَقَبِلُوا مِنْهُ...) وفي الموسم التالي كانت بيعة العقبة الأولى ثم الثانية فالهجرة وإقامة الدولة... وهكذا فإن الشدة على المؤمنين العاملين تؤذن بالفرج والنصر بإذن الله القوي العزيز الحكيم...
والحقيقة الثانية: أن الله وعد بالاستخلاف ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ والرسول e بشر به بعد هذا الملك الجبري الذي نحن فيه: أخرج أحمد وأبو داود عن حذيفة قال e: «...ثُمَّ تَكُونُ جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، ثُمَّ سَكَتَ...
والحقيقة الثالثة: أن وعد الله بالاستخلاف وبشرى رسوله بعودة الخلافة مسطور في قدر الله، في علمه سبحانه في اللوح المحفوظ، مسطور في موعد محدد عند الله العزيز الحكيم لا يتخلف، وكل يوم يمرّ يقربنا من ذلك الموعد، ولا يبعدنا، ومن ثم تبقى أنفسنا معلقةً به مستبشرة.
والحقيقة الرابعة: أن الله لا ينزل ملائكة من السماء تقيم لنا خلافة، بل سنة الله في خلقه أن يكرم الله من أهل الأرض من يستحق شرف إقامتها على يديه بجده واجتهاده وإحسان عمله لها وإتقانه... وإن حزبَ التحرير العاملَ لها لهو بإذن الله أحقُّ بها وأهلُها، ونسأل الله سبحانه أن يكرمنا بالنصر والفتح، فنكونَ من جند الخلافة وشهودها، ومن ثم تختلط تكبيراتنا في أعيادنا مع تكبيرات الجند الفاتحين في معارك النصر المبين ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ﴾، الله أكبر الله أكبر ألله أكبر... لا إله إلا الله... الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
في ليلة العاشر من ذي الحجة 1440ه عطاء بن خليل أبو الرشتة
الموافق 11/08/2019م أمير حزب التحرير