الخميس، 24 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

في الذكرى العاشرة للثورة

(4)

30 يونيو والدعم الأمريكي للحركة الانقلابية

 

حاول الانقلابيون وعلى رأسهم السيسي، تصوير حركتهم تلك على أنها حركة "وطنية" خالصة، بعيدة عن أي تأثير غربي وخصوصا التأثير الأمريكي، فادّعوا أنهم قضوا على حكم الإخوان الذين رهنوا البلاد لأمريكا، وراهنوا عليها في استمرار حكمهم لمصر، ومن ثم حاول السيسي أن يظهر في ثوب من يحارب النفوذ الأمريكي في البلاد، ولكنه لم يستطع أن يستمر طويلا في هذه الرواية الهزلية، فقد بان بشكل واضح ليس فقط الرضا الأمريكي على تلك الحركة الانقلابية، بل الترتيب والتنسيق لها منذ شهور سبقت، ثم ما لبث نظام ما بعد 30 حزيران/يونيو أن قام بتنسيق أمني على أعلى مستوى مع كيان يهود الذي سمح بتحركات عسكرية مصرية في سيناء، فضلا عن زيارة سرية أعلن عنها راديو كيان يهود قام بها البرادعي - الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس المؤقت - وبعض القادة العسكريين لكيان يهود، وقد سارعت الرئاسة المصرية حينها بالنفي على لسان مصطفى حجازي المستشار السياسي للرئيس المؤقت، وهذا النفي لم يرد على لسان البرادعي نفسه، كما أنه جاء في صورة التصورات وليس النفي القاطع، فحجازي قال: "لا أتصور أن يكون ما نشرته الصحف صحيحاً".

 

الإعلان عن هذه الزيارة كان يوم الاثنين 2013/7/15م، حيث تبعها مباشرة فجر يوم الثلاثاء 7/16 موافقة كيان يهود على السماح لمصر بنشر كتيبتين من القوات المسلحة بسيناء. وأشارت مصادر أمنية بشمال سيناء إلى أن التعزيزات الجديدة سيتم نشرها في مناطق جنوبي الشيخ زويد ومنطقة بغداد في القطاع الأوسط من سيناء لتطويق العناصر والجماعات الجهادية.

 

وكان وزير دفاع كيان يهود موشيه يعلون قال للإذاعة العامة لكيانه إن مصر "قدمت لنا عدة طلبات في الأيام الأخيرة للسماح بإدخال تعزيزات إضافية مصرية من أجل محاربة الإرهاب" وأضاف: "طالما أن هذه القوات تشارك في مكافحة الإرهاب وتتم استشارتنا بالإضافة إلى عدم تقويض معاهدة السلام بين البلدين، فنحن موافقون على طلبهم من أجل مكافحة تحدي الإرهاب في سيناء". وتابع: "عند هزيمة الإرهابيين سيعود الوضع إلى ما كان عليه".

 

إذاً، فالحديث عن تحرر مصر من الهيمنة الأمريكية بعد عزل مرسي، كان محاولة من السيسي للظهور في صورة البطل في نظر أهل مصر الذين يدركون أن أمريكا هي سبب البلاء، بينما هو في الحقيقة مجرد تابع ومنفذ لسياسة أمريكا في مصر، وسنبين فيما يلي مدى ارتباط الانقلابيين وتبعيتهم لأمريكا:

 

1- ذكر موقع (حركة مصر المدنية) في 2013/4/22م، تحت عنوان "شروط أمريكا للموافقة على تدخل الجيش بشكل لا يظهر فيه أنه انقلاب عسكري"، أن جون كيري تحدث عن دور مهم للجيش المصري في السيطرة على الأحداث لحظة نزول الشعب للميادين والحيلولة دون نشوب حرب أهلية بين التيارات المختلفة، ثم أضاف كيري قائلا: "إنه صدم من ضعف قدرات الإخوان، واضطراب حديثهم، وأكد أنه يثق في الوقت المناسب بأن الجيش سيقوم بدوره".

 

2- نقلت رويترز عن بيان البيت الأبيض في 2013/7/2م: تأكيد أوباما على أن "الأزمة الحالية يمكن فقط أن تحل عبر عملية سياسية". وأنه يطلب من الرئيس مرسي الاستجابة لمطالب المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بإسقاط الرئيس! وعند حصول الانقلاب أعلن عن اجتماع الرئيس الأمريكي أوباما مع كبار مستشاريه في البيت الأبيض بخصوص ما حصل في مصر، وقد قال بعد ذلك: "إن القوات المسلحة المصرية ينبغي أن تتحرك بسرعة وبمسؤولية لإعادة السلطة الكاملة لحكومة مدنية في أقرب وقت ممكن".

 

3- نقلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الثلاثاء 2013/7/17م، في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني عن بيرنز قوله لعدد من الصحفيين عقب يوم حافل بالاجتماعات مع أعضاء الحكومة الانتقالية الجديدة، ومن بينهم القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي: "إن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة مصر في إنجاح الثورة الثانية وتحقيق مطالبها". وأضاف بيرنز "لست ساذجا. أعلم أن بعض المصريين لديهم شكوك حيال الولايات المتحدة، وأعلم أن الأمر ليس سهلا"، وقالت الصحيفة: "يبدو أن لهجة بيرنز تؤكد تحول موقف الإدارة الأمريكية في التعامل مع الوضع الراهن في مصر خلال الأسبوعين الماضيين، من توجيه تحذير ضد خلع رئيس منتخب ديمقراطيا إلى الوقوف بكل ثقلها وراء مؤيدي الثورة".

 

وكان وليام بيرنز قد قال في مؤتمر صحفي عقده الاثنين 2013/7/16م، بالقاهرة إن لدى المصريين فرصة ثانية لتصحيح أخطاء السنتين الماضيتين، مما يعكس دعم واشنطن للسيسي وحركته الانقلابية.

 

4- من يتصور أن السيسي قد قام بهذه الخطوة بقرار منفرد بعيدا عن التنسيق مع أمريكا، أو أنه لم يأخذ الضوء الأخضر منها، فليبك على عقله، فقرار بهذه الخطورة لا يمكن أن تتفاجأ به أمريكا وتقرأه في الصحف، فتهتف قائلة يا للهول لقد فعلها السيسي! وقد أعلن السيسي نفسه في مقابلة تلفزيونية أنه أطلع مسئولاً أمريكياً كبيراً على نيته الإطاحة بحكم مرسي في شهر آذار/مارس 2013م، أي قبل الانقلاب بثلاثة أشهر.

 

5- السيسي حاصل على زمالة كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006م، وقد توثقت علاقة الجيش الأمريكي بالسيسي منذ أكثر من ثلاثين عاما، بعد دورة تدريبية في جورجيا عام 1981م، وكان أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة سناً قبل اختياره لمنصبه في 12 آب/أغسطس 2012م، حين أصدر مرسي قراراً بترقيته من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول وبتعيينه وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة، خلفاً للمشير محمد حسين طنطاوي، وكان قبلها يشغل منصب رئيس المخابرات الحربية والاستطلاع. ففي 2012/8/5م تم قتل ستة عشر عنصرا من قوات الأمن المصري وجُرح سبعةٌ آخرون في هجوم شنه مسلحون على حاجزٍ أمني في منطقة الماسورة بمدخل مدينة رفح المصرية، وحينها كان اللواء السيسي هو رئيس المخابرات الحربية والاستطلاع، أي المسئول الأول عما حدث! فكيف يقع مثل هذا العمل الإجرامي الفظيع والمخابرات العسكرية وقوى الاستطلاع الحربية تتفاجأ به هكذا وهي غائبة عنه تماما؟! وعلى إثر هذا الحادث تم عزل المشير طنطاوي وترقية اللواء السيسي إلى رتبة فريق ومن ثم وزيرا للدفاع، فإن كان السيسي لا يعلم من قام بذلك العمل الإجرامي فتلك مصيبة، وإن كان يعلم - وهذا ما يفترض فيه - فالمصيبة أعظمُ! فالسيسي لم يتكلم حتى الآن، بل لم يطالبه أحد، لا وقتها ولا بعدها ولا حتى الآن، أن يدلي بما يعرفه من معلومات عن تلك الحادثة، التي كانت مبررا قويا لعزل طنطاوي وتعيين السيسي بدلا منه.

 

6- قالت صحيفة وول ستريت جورنال في عددها الصادر يوم السبت 2013/7/13م، إن وزارة الخارجية الأمريكية ترى في الجنرال السيسي، نقطة ارتكاز مهمة في العلاقات بين البلدين، وأضافت الصحيفة أن وزير الدفاع الأمريكي هاجل يريد دفع العلاقة بين واشنطن والجيش المصري.

 

7- في الأيام التي سبقت عزل مرسي، جرت مكالمات عدة بين السيسي وهاجل، استمرت إحدى هذه المكالمات أكثر من ساعتين، كما نقلت وول ستريت جورنال عن مسئول أمريكي كبير في وزارة الدفاع الأمريكية قوله: "إن الفريق السيسي مباشر جدا وصريح مما يسهل على الإدارة الأمريكية التعامل معه".

 

8- الدكتور البرادعي كشف في حديث له لصحيفة نيويورك تايمز أنه اتصل بجون كيري وزير الخارجية الأمريكي من أجل تأييد الانقلاب العسكري.

 

هذا ما رصدناه حينها، وأدركنا من خلاله أن أمريكا هي من تقف وراء تلك الحركة الانقلابية، ثم بعد ذلك كشفت الأيام كيف حظي السيسي بدعم أمريكي غير محدود، وقد وصفه الرئيس الأمريكي ترامب بأنه ديكتاتوره المفضل.

 

الجزء الأول: اضغط هنــا

 

الجزء الثاني: اضغط هنــا

 

الجزء الثالث: اضغط هنـا

 

 الجزء الخامس: اضغط هنـا

 

الجزء السادس: اضغط هنـا

 

الجزء السابع : اضغط هنــا

 

الجزء الثامن: اضغط هنــا

 

 الجزء التاسع: اضغط هنـا

 

الجزء العاشر: اضغط هنـا

 الجزء الحادي عشر: اضغط هنا

 

الجزء الثاني عشر: اضغط هنا

 

  الجزء الثالث عشر:اضغط هنا

 

الجزء الرابع عشر: اضغط هنا

 

 الجزء الخامس عشر:اضغط هنا

 

الجزء السادس عشر: اضغط هنا

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حامد عبد العزيز

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع