- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2015-11-11
جريدة الراية: المراوغات السياسية تغدو سيدة الموقف في اليمن!
ذكرت مصادر دبلوماسية أن الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام أبلغ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اعتذاره عن إعلان رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي" للجماعة صالح الصماد، وأكد عبد السلام، أن وفد الحوثيين سيشارك في المحادثات مع الحكومة الشرعية اليمنية، برعاية الأمم المتحدة والتي من المقرر أن تنطلق منتصف الشهر الجاري. ويأتي اعتذار محمد عبد السلام، بعد 24 ساعة من إعلان الصماد على حسابه في موقع التواصل "فيس بوك"، أن الترتيبات التي تجريها الأمم المتحدة بشأن المفاوضات بين الحكومة الشرعية اليمنية مع الانقلابيين، فاشلة، وأن ما يتردد في وسائل الإعلام ما هو إلا خداع وتضليل، كما شن هجومًا لاذعًا على الأمم المتحدة والدور السلبي الذي يقوم به مبعوثها.
هذا وكان وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، قد وجه انتقادات لاذعة الأسبوع الماضي لإيران، واتهمها بإصدار تعليمات للانقلابيين بعدم المشاركة في الحوار، ودعا طهران إلى "العودة إلى رشدها، والتعامل مع الحكومة الشرعية في اليمن في حال أرادت إعادة العلاقات مع بلاده".
كما صرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حول قرب انتهاء الحرب في اليمن، إذ قال "إن ثمة مؤشرات على أن العملية التي تنفذها قوات التحالف العربي قد تنتهي قريبا، مبديا أمله في أن تفضي المفاوضات، التي ترعاها الأمم المتحدة إلى حل سياسي يمضي باليمن نحو مستقبل أفضل"..
إنه رغم التصريحات التي تشير إلى قرب انتهاء الحرب في اليمن والجلوس للمفاوضات التي لم يحدد موعدها قطعا ولا مكانها إلا أن المراوغة من الحوثيين وصالح هي سيدة الموقف؛ فكلما تنازل الطرف الموالي لهادي وحكومته وكذا دول التحالف الداعمة لهادي تحت ضغوط الطرف الآخر ممثلة بالأمم المتحدة ومن خلفها أمريكا نجد أن الحوثيين وعلي صالح يراوغون ويحاولون الثبات قدر ما يمكنهم على الأرض حيث يفهمون تصريحات خصومهم بقرب إيقاف الحرب وإجراء المفاوضات أنها تعبر عن هزيمة لخصومهم. إن الحوثيين يراهنون على طول نفسهم في الحرب - حال أي مليشيا - واستنزاف خصومهم والضغوط الأممية التي تسعى لصالحهم، كما ويعولون على الاختلافات التي تعصف بخصومهم وخاصة في عدن التي لم تستطع الحكومة البقاء فيها أو العودة إليها مجددا بعد التفجيرات والاغتيالات وظهور بعض المسلحين تحت مسمى تنظيم الدولة أو الحراك الانفصالي الموالي لإيران، وكذلك في تعز فهناك اختراقات للمقاومة من قبل الحوثيين وصالح وفي غيرها من المناطق، وكذلك يعول الحوثيون على الاختلافات والتباينات التي تطفو على السطح بين هادي وحكومته. أما على مستوى دول التحالف فهم يعولون على الاختلافات في العائلة السعودية الحاكمة والصراع الإنجلو أمريكي فيها، كما ويعولون على الاختلافات بين بعض فصائل المقاومة ودولة الإمارات خاصة المقاومة المحسوبة على حزب الإصلاح.
ورغم وصول طائرة شحن إماراتية هبطت هذا الأسبوع في مطار صنعاء الدولي تحمل على متنها 75 طناً من المساعدات الطبية العاجلة مقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي، وكذا مع وصول طائرة روسية إلى مطار صنعاء قيل أنها تحمل مساعدات إنسانية، إلا أن محللين يرون أن إجلاء روسيا ل70 من رعاياها الذين كانوا طوال الفترة الماضية في اليمن يعد دلالة على استبعاد نجاح المفاوضات على المدى القريب مع استمرار استعار الحرب وفرض مزيدٍ من الحصار على صنعاء والعمل على تحرير بقية المدن خاصة تعز وما تبقى من جيوب في مأرب وغيرها.
إن الحل السياسي معقد في اليمن ولن يكون إلا وليد نتائج المواجهات على الأرض، فمن رجحت كفته فسيفرض شروطه على الطرف الآخر، مع أنه يبدو مائلاً في الظاهر لصالح التحالف لكنه واقعيا ليس كافياً حتى الآن لإجبار الطرف الآخر على القبول بالنهاية السياسية للحرب خاصة وأن الحوثيين الذين تدعمهم أمريكا بالإضافة لما ذكرت أعلاه يرون أن هادي وحكومته الموالين للإنجليز لم يستطيعوا إدارة المناطق المحررة والعودة إليها في ظل تنامي الفوضى في تلك المناطق وخاصة عدن، بل ليس من السهل أن يسلموا سلاحهم فهم سيتذرَّعون بأنه لا وجود لحكومة قادرة على إدارة البلاد في ظل غيابها على الأرض، كما لن يوافقوا على تسليم سلاحهم للجيش الذي صنعه هادي وأغلبه كما يرونه يتبع الإصلاح أو السلفيين أو تنظيم الدولة أو القاعدة وسيحاولون إقناع الرأي العام الدولي أن هذا الجيش - المقاومة - هو مليشيات إرهابية وبالتالي فرض محاربة ما يسمونه بالإرهاب أولا الذي اعتبره ولد الشيخ العدو المشترك.
إن حال أهل اليمن يزداد كل يوم تأزماً وشقاءً، فقد صارت الحرب مغنما عند تجار الحروب فكثرت الأسواق السوداء وزاد الاتجار بأقوات الناس ومصالحهم، وهذا الحال لن يذهب عنا يا أهلنا في اليمن إلا بأن تعملوا مع العاملين المخلصين الذين يحملون مشروع الخلاص لليمن والأمة، بل للعالم أجمع، إنه مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
بقلم: عبد المؤمن الزيلعي
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
المصدر: جريدة الراية