- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2015-11-18
جريدة الراية: مؤتمر فينا الثاني.. الأهداف والنتائج
انتهت يوم السبت الماضي الجولة الثانية من محادثات فينا بشأن سوريا وقد اتفق المشاركون على عقد لقاء جديد في باريس قبل نهاية العام لإجراء تقييم للتقدم بشأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار وبدء عملية سياسية واختيار الوفود المشاركة في المحادثات السياسية في البلد المضطرب، بحسب ما جاء في البيان الختامي.
وقال البيان إن ممثلي الدول الـ17 إضافةً إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية اتفقوا خلال لقاء فينا على جدول زمني محدد لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا خلال ستة أشهر وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا رغم استمرار خلافهم على مصير بشار الأسد.
ومن جهته، أعلن وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير أن الدول المشاركة في مؤتمر فينا قررت بدء محادثات فورية مع جماعات معارضة، وكشف عن مساع لعقد أول لقاء بين النظام السوري والمعارضة بحلول مطلع كانون الثاني/يناير المقبل.
من جهتها أشادت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بـ"الاجتماع الجيد جدا"، الذي جرى حول الأزمة السورية بين 17 بلدا وثلاث منظمات دولية في فينا اليوم. وقالت أيضا إن اجتماع فينا "يأخذ معنى آخر" بعد اعتداءات باريس.
وهذا هو الاجتماع الدولي الثاني خلال 15 يوما، ويأتي بعد ساعات من هجمات باريس التي أوقعت ما لا يقل عن 128 قتيلا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الأردن سيشرف على عملية تحديد من هي الجماعات التي يمكن عدّها جماعات إرهابية، على أن تكتمل هذه العملية قبيل موعد بدء العملية السياسية بين الحكومة والمعارضة في كانون الثاني/يناير المقبل.
وأقر كيري أن المشاركين فشلوا في الاتفاق على تحديد دور الأسد في المرحلة الانتقالية أو دوره المستقبلي في الحكومة. إذ قالت الولايات المتحدة وحلفاؤها إن الحرب لا يمكن أن تنتهي ما دام الأسد في السلطة، بيد أن روسيا وإيران أصرتا على أن القرار يجب أن يكون لأهل سوريا لاختيار قيادتهم.
وخلال مؤتمر صحافي أعقب اجتماع فينا قال كيري "حققنا تقدما كبيرا وما زال أمامنا عمل كثير"، وأضاف "توصلت الدول إلى تفاهم يتعلق بعدد من النقاط التي من شأنها إيجاد نهاية للصراع في سوريا". وأكد كيري "نتفق على حوار سياسي ووقف إطلاق النار، وقد وضعنا الخطوات الأولى لذلك. اتفقنا على ضرورة بدء محادثات رسمية بين المعارضة والنظام تحت رعاية الأمم المتحدة".
وكان وزير خارجية أمريكا قد حث الدول المشاركة في محادثات فينا بشأن سوريا على إظهار المرونة، معتبراً أن فرص التوصل إلى حل دبلوماسي في سوريا تتوقف في جانبٍ منها على الميزان العسكري.
وأقر كيري في كلمة له بمركز للأبحاث في واشنطن قبل مغادرته إلى محادثات فينا، بأن الحل في سوريا ليس قريباً، وقال: إن بروز أي اتفاق محتمل سيعتمد على تطورات القتال على الأرض، وعلى تضييق فجوة الخلافات الجوهرية بين الولايات المتحدة وبين روسيا وإيران حول مستقبل رأس النظام السوري.
وكان قد أعلن قبل انعقاد المؤتمر أن هناك ثلاثة فرق تعمل في وقت واحد، أولها فريق معني بتحديد هوية الجماعات الإرهابية في سوريا، وذلك من وجهة نظر كل من أمريكا وروسيا والسعودية وإيران وتركيا وأوروبا.
والفريق الثاني من المؤتمرين يسعى لتحديد هوية من سيمثل المعارضة في المحادثات السورية، والفريق الثالث مكلف بأكثر القضايا حساسية، وهي المتمثلة في كيفية تنظيم المساعدات الإنسانية في حال تقدم المحادثات.
وكان السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، قد أعطى تحليلاً متشائماً لإمكانية إيجاد حل للأزمة السورية خلال ندوة في المؤتمر السنوي لمعهد الشرق الأوسط، فقد أشار إلى أن مفاوضات فينا لن تحقق أي نجاح أو تنهي الحرب، فهي مبنية على "استراتيجية الأمل" فقط، لافتاً إلى أنه "لا يوجد حل قريب". واختتم قائلاً إن "الأطراف المقاتلة تكون مستعدة لتقديم تنازل عندما تصبح منهكة، وهذا ليس الوضع في سوريا الآن"، متوقعاً أن تستمر الحرب لسنوات.
مؤتمر فينا الثاني يأتي تكملة للأول الذي انعقد قبل أسبوعين، فبعد أن اتفقت الأطراف المجتمعة في الأول على شكل الدولة القادمة في سوريا وأنها علمانية ديمقراطية واتفقت أيضا على الحفاظ على مؤسسات الدولة وأجهزتها، ها هي تجتمع مرة ثانية بقيادة أمريكا لوضع خطوات عملية للوصول لهدفها البعيد، فبدأت واشنطن بالضغط على جماعات الثوار تحت مسمى تحديد الجماعات الإرهابية - وهذا هو الهدف الأساسي من المؤتمر - لاستثنائها من المفاوضات. هذا الضغط عن طريق الحبال السُّرية التي يرتبط بها بعض الثوار ودول الجوار، فقد بدأت عمليات إعادة الهيكلة وإعادة الإنتاج لبعض المجموعات الثورية التي بدأت بولادة ما يسمى "جيش الشام"، بقيادة عناصر سابقة من "أحرار الشام" و"النصرة"، ولم تنته بولادة "قوات سوريا الديمقراطية"، ومن غير المتوقع أن يكون "جيش سوريا الجديد" آخر إنتاجاتها، حيث تعتبر أن اللاعبين الإقليميين والدوليين، يسعون بعد التدخل الروسي المباشر في الحرب إلى نزع صفة الإرهاب عن القوى التي تدور في فلكهم، فواشنطن تصنف "النصرة وتنظيم الدولة" إرهابية، ولديها شكوك حول ارتباطات "أحرار الشام" بتنظيم "القاعدة"، خصوصاً أنها من أبرز حلفاء جناحه السوري، أي جبهة النصرة، من خلال التعاون بينهما في غرف عمليات "جيش الفتح"، بالرغم من إشارة بعض التقارير أن أمريكا تميل لاعتبار "أحرار الشام" جزءاً من الحل، وتعمل واشنطن على تعزيز دور كل من "قوات سوريا الديمقراطية" و"جيش سوريا الجديد". المرتبطين بها.
الجانب المهم في كل ما سبق هو تحديد الغاية والهدف ووضوحه عند الثوار، فإذا كان الهدف بعد كل هذا الدمار والتهجير والدماء وأكثر من 250 ألفا من الشهداء وأكثر من 11 مليون مهجر هو إزالة بشار واستلام الحكم من بعده ضمن نفس المنظومة من العلاقات الدولية والقوانين الدولية فبئس بها من غاية وهدف، أما إذا كانت الغاية والهدف ساميا ويسعى لتغيير منظومة العلاقات الدولية وإعادتها منسجمة تماما مع الوعد الإلهي وبشرى الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم والثبات على هذه الغاية ولا حياد عنها مع الوعي على كل ما يحاك لإجهاض هذه الثورة من كل الأعداء والمتربصين في الداخل والخارج من الأصدقاء والأعداء، بهذا وبهذا فقط يتنزل نصر الله إن شاء الله وتهزم أمريكا وأعوانها وما ذلك على الله بعزيز.
بقلم: حاتم أبو عجمية - الأردن
المصدر: جريدة الراية