الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

Al Raya sahafa

 

 

2020-02-05

 

جريدة الراية:

تخفيض أمريكا التكتيكي والسياسي لقواتها في أفغانستان

 

(مترجم)

 

 

قال الرئيس الأفغاني أشرف غاني في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي إن الحكومة الأفغانية لن تواجه أي مشكلة بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، إلا أنه إذا استمرت هذه المفاوضات مع طالبان بدلا من حكومته، فإن هذه الحرب يمكن أن تدخل مرحلة جديدة.

 

إذا راقبنا عن كثب عملية مفاوضات السلام بين أمريكا وطالبان، فإن حكومة الرئيس غاني وجدت نفسها أمام الأبواب المغلقة فقط، ولا تملك أي إمكانية للحصول على أدنى معلومة موثوقة عن وضع هذه المفاوضات. وفي حين إن الرئيس غاني يستخدم كل وسيلة للوصول إلى طاولة المفاوضات، فإن الوضع بائس لدرجة أنه قبل إلغاء السلسلة السابقة من مفاوضات السلام، كان زلماي خليل زاد، المبعوث الأمريكي الخاص لمحادثات السلام، قد سمح للرئيس غاني أن يقرأ فقط من نسخة مطبوعة من مسودة اتفاق السلام أعيرت له لبضع دقائق. ويرجع ذلك في الواقع إلى حقيقة أن الأمريكيين لديهم قدر قليل من الثقة في الدمى في كابول، وأن الحكومة الأفغانية لم تعترف بعد بالطبيعة الحقيقية للاستعمار، حيث لا يُسمح أبداً للدمية بأن يكون لها رأي في القضايا الكبرى.

 

في برنامج دونالد ترامب المقترح، سوف ينسحب عدد من القوات الأمريكية من أفغانستان حتى الانتخابات الأمريكية عام 2020، وسينسحب منها في المرحلة الأولى 4000 جندي. ويرجع كل هذا إلى حقيقة أن حرب أفغانستان تحولت إلى جرح نازف لأمريكا وأطول حرب لها في التاريخ. ويتزايد الاستياء الشعبي داخل أمريكا وخارجها ضد حرب أفغانستان، ولا يعتبر الرأي العام الأمريكي هذه الحرب سوى فشل ومهمة سخيفة. لذلك، تهدف أمريكا إلى خفض قواتها في أفغانستان لإخفاء هزيمتها من ناحية وتحقيق انتصار انتخابي للرئيس ترامب من ناحية أخرى.

 

إن الخطة الأمريكية لخفض قواتها في أفغانستان هي مناورة سياسية، حتى لا توجد علاقات مباشرة مع محادثات السلام الجارية، وإلا فإن ذلك سيعتبر هزيمة لأمريكا في أفغانستان. وهكذا، نسمع أحيانا سياسيين أمريكيين ينكرون العلاقة المشتركة بين انسحاب القوات الأمريكية ومحادثات السلام. ولهذا السبب أعلن مارك إسبر، وزير الدفاع الأمريكي، أن انسحاب قواته من أفغانستان ليس رداً على المفاوضات، سواء أكانت محادثات السلام جارية أم لا.

 

لذلك، لا يوجد تناقض بين تصريح الرئيس غاني حول انسحاب القوات الأمريكية وبين أسياده. وهو أصغر بكثير من القدرة على اتخاذ قرار أو التعليق على طبيعة انسحاب القوات الأمريكية. في الواقع الرئيس غاني وفريقه في قلق حقيقي بشأن هذا الانسحاب وبقائهم ما بعد الانسحاب من أفغانستان، لأن القوات الأفغانية لن تقدر على القيام بأية عمليات عسكرية، إذا ذهب الدعم المالي والعسكري الأمريكي.

 

ومع ذلك، يحاول أشرف غاني من ناحية دعم انسحاب القوات الأمريكية، من أجل إقامة علاقات أوثق مع دونالد ترامب - لتلقي معروف - ولكن في الناحية الأخرى، يريد أن يتم تنسيق هذه الانسحابات مع حكومته، وضمان قبضته على السلطة في مرحلة ما بعد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان. في حين إن أول عمل رئاسي له كان في الواقع هو التوقيع على الاتفاق الأمني الثنائي في غضون 24 ساعة من توليه منصبه، لضمان سلطته، ويدعي الآن أنه لا يواجه أي مشكلة بعد سحب القوات الأمريكية!

 

والحقيقة التي لا شك فيها هي أن الشعب الأفغاني المسلم مستاء من الوجود الأمريكي في أفغانستان ويحاول بكل طريقة ممكنة أن يخرجه وينهي هذا الاحتلال. المجموعة الوحيدة من الناس، الذين هم غاضبون من هذا الانسحاب تتكون من أولئك الذين جاءوا إلى السلطة نتيجة للاحتلال. هؤلاء هم التكنوقراط والعلمانيون أنفسهم الذين عادوا من الدول الغربية ويسيطرون على المناصب الرئيسية في هذه الحكومة، وينهبون موارد البلاد. وهم لا يتمتعون بأي احترام بين الناس، وليس لديهم أي دعم سياسي أو شعبي في البلد.

 

ونتيجة لذلك، لا يسعنا إلا أن نتوقع انسحابا سياسيا وتكتيكيا للقوات الأجنبية من أفغانستان. بيد أن هذا لن يؤدي بأي حال من الأحوال إلى انسحاب كامل لهذه القوات من أفغانستان، بغض النظر عن العنوان المُعطى. ويرجع ذلك إلى أن أمريكا لن تستبدل بالموقع الجغرافي الاستراتيجي الأفغاني أي شيء. إن الوسيلة الوحيدة الممكنة التي يمكن أن تجبر أمريكا على سحب قواتها من أفغانستان وأن تضع حداً لجرائمها ضد الإنسانية، هي تسيير الجيوش الإسلامية في ظل حكم الخلافة على منهاج النبوة.

 

 

بقلم: الأستاذ سيف الله مستنير

 رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

#أفغانستان
Afghanistan#
Afganistan#

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع