الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

Al Raya sahafa

 

2023-03-29

 

جريدة الراية: أطماع دويلة يهود في أفريقيا لن توقفها إلا دولة الخلافة

(الحلقة الثالثة والأخيرة)

 

 

أورد موقع عزة برس خبرا بتاريخ 2023/2/3م بعنوان: "إسرائيل: السودان دولة استراتيجية ذات موارد" مفاده: كشف وزير خارجية يهود إيلي كوهين عن تقديم تل أبيب مسودة اتفاق سلام مع السودان سيوقع خلال هذا العام. واعتبر في تصريحات صحفية عقب عودته لكيانه أن توقيع اتفاق السلام سوف يخدم البلدين. وأشار إلى أن السودان دولة استراتيجية ذات موارد تطل على شاطئ البحر الأحمر.

 

فمن المعلوم أن لكيان يهود مصالح وأطماعاً في السودان كباقي الدول الطامعة للثروات المتوفرة لديها كما وصفها الكثيرون بالدولة القارة، وبسلة غذاء العالم، فقد أورد موقع الجزيرة نت في 2021/2/8 تقريرا بعنوان: "أطماع إسرائيل بالقارة الأفريقية.. بدأ فيها بموارد السودان" مفاده: حدد كيان يهود 4 مصالح أساسية واضحة للتطبيع مع السودان تتلخص في الأمن والهجرة والسياحة والزراعة، وتطمح تحقيقها، من خلال الاستثمار بهذا البلد الذي يتشارك حدوديا مع 7 دول أفريقية، وربطه بالطرق. ويستخدم ميناء بورتسودان لإيصال المنتجات الزراعية، في وقت وصفت تل أبيب السودان بأنه "سلة غذائية" للقارة الأفريقية.

 

ويسابق كيان يهود الزمن للهيمنة على مقدرات الخرطوم، وهو ما تجلى بزيارة وزير مخابراته، إيلي كوهين، للسودان، مؤخرا، والذي كشف عن مصالح وأطماع يهود، عبر الاستثمار بالقطاعات التجارية والصناعية والزراعية، وإنشاء مصنع للأسمدة والكيماويات بالخرطوم، ليكون أول مصنع ليهود يقام في دولة عربية أو بلد إسلامي.

 

وينظر كيان يهود إلى الخرطوم على أنها بوابتها إلى أفريقيا، عدا الأطماع باستغلال الموارد الزراعية والطبيعية لتوسيع نشاط شركاته في القارة، وليضع موطئ قدم له بأفريقيا وعلى البحر الأحمر، لمنافسة أي محاولات استثمارية للسعودية ومواجهة النفوذ والاستثمار التركي.

 

وتطمع شركات كيان يهود ورجال أعماله بالتوغل إلى السودان، من خلال الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة والصحة والطيران والزراعة، حيث تشجع سلطات يهود شركاتها على تنفيذ هذه المشاريع. وتجلت خطوتها الأولى، بإعلان شركة داشان لصناعة الأسمدة والكيماويات الزراعية استعدادها لتمويل كامل واستثمار بنسبة 100%، لإنشاء مصنع للأسمدة بالخرطوم.

 

وأضاف التقرير: وللإمعان في السيطرة على خيرات وموارد السودان، يتطلع كيان يهود لانتداب وفوده وبعثاته المختصة إلى الخرطوم بغية تحديد الطرق الممكنة للهيمنة على الثروة الحيوانية والزراعية وتربية الأبقار والمواشي، ووضع اليد على هذا القطاع الذي يتميز به السودان، ليكون تحت سيطرة شركات يهود وتستغل موارد السودان لمضاعفة الأرباح والتوغل بالقارة الأفريقية.

 

وبافتراض حدوث توغل كيان يهود بالسودان اقتصاديا وتجاريا، فإن الخرطوم من وجهة نظر تل أبيب، وفق الصحفي اليهودي، المختص بالاقتصاد داني زاكين "قصة مختلفة تماما عن دول الخليج. فالصناعة الرئيسية في السودان، هي الزراعة في حوض النيل الذي يمر عبر السودان، وعلى طول الطريق ذي الاتجاهين من إثيوبيا وكينيا في الجنوب إلى مصر، توجد مناطق زراعية ضخمة، إذ من المحتمل أن تكون المياه والتربة الخصبة القادمة من الجبال الإثيوبية حظيرة حبوب وسلة غذائية في أفريقيا تتحكم بها إسرائيل".

 

وبحسب الصحفي نفسه، فإن وجود تل أبيب سينافس أي مبادرات للسعودية وأي محاولات لتركيا للاستثمار في السودان، لتكون الهيمنة التجارية والاقتصادية في المكان مستقبلا لكيان يهود.

 

إن الذي ترك هذا الكيان يصول ويجول في هذه القارة بلا حسيب ولا رقيب، هم حكامنا العملاء الرويبضات فاقدو الأهلية لحكم هذه الشعوب، ولولاهم ما وجد هذا العدو موطئ قدم له في شبر منها، وفي ظل وجود هؤلاء الحكام؛ الذين هم وكلاء الغرب، سيسهل لهم نهب الثروات والخيرات بلا ثمن.

 

فليس للأمة اليوم راعٍ يرعاها ويحافظ على مكتسباتها ويذود عنها، ويحرص عليها وعلى مصالحها، بل تفكر الفئة الحاكمة في مصالحها الشخصية لا غير، فقد أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 تصريحات عن وزير مالية يهود الأسبق يائير لبيد اتهم فيها رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بتلقي رشوة مقابل تمرير صفقة التطبيع مع كيان يهود، وبحسب الوزير فإن الرشوة عبارة عن منزل يقع في ماليبو/ كاليفورنيا، يتبع للملياردير اليهودي شيلدون أديسون يبلغ سعره 5 ملايين دولار دفعها محمد بن زايد عن طريق وكيله اللبناني الأمريكي جورج نادر، وأوردت الصحيفة صورا لمنزل وصفته بأنه المنزل المهدى لحمدوك!

 

إن هذه الأمة العزيزة القوية بدينها ليس همها إيقاف هذه الأطماع فقط، بل همها اقتلاع هذا الكيان من جذوره إلى غير رجعة، وهذا لا يتحقق إلا في ظل وجود خلافة يحكمها خليفة كعبد الحميد الثاني رحمه الله الذي وقف عقبة كأداء وجبلاً أشم أمام أطماع يهود عندما أغروه بأموال طائلة ليتنازل عن أرض فلسطين مع حاجته الملحة للمال آنذاك، لكنه رد عليهم رد الرجال الرجال، رد صاحب قضية قائلاً: "إني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية. لقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه. فليحتفظ اليهود بملايينهم. وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن. أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة".

 

أو كصلاح الدين الأيوبي محرر بيت المقدس عندما سئل ذات يوم لماذا لا تضحك؟! فأجاب بعبارته التي سجلها التاريخ: "كيف أضحك والأقصى أسير؟!". فلم يُر الناصر صلاح الدين ضاحكا بعد تلك اللحظة قط إلا حينما حرر بيت المقدس، وقال: "الآن أضحك". فإلى العمل الجاد مع العاملين لإعزاز دينه وإقامة دولته، حينها تعز الأمة وتقطع دابرهم وتحرر كل شبر احتلوه وعاثوا فيه الفساد.

 

 

 

بقلم: الأستاذ عبد الخالق عبدون علي

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع