السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Al Raya sahafa

 

2023-11-01

 

 

جريدة الراية: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾

 

 

المسلمون إما أن يسكنوا دار الإسلام أو دار الحرب، وهذا معلوم في الإسلام. والذين يعيشون في دار الحرب؛ إما أنهم أسلموا ولم يهاجروا فهؤلاء لهم أحكام كما وردت في حديث بريدة رضي الله عنه، عن الرسول ﷺ: «وإذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَادْعُهُمْ إلى ثَلَاثِ خِصَالٍ - أَوْ خِلَالٍ - فأيَّتُهُنَّ ما أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلَامِ، فإنْ أَجَابُوكَ، فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى التَّحَوُّلِ مِن دَارِهِمْ إلى دَارِ المُهَاجِرِينَ، وَأَخْبِرْهُمْ أنَّهُمْ إنْ فَعَلُوا ذلكَ فَلَهُمْ ما لِلْمُهَاجِرِينَ، وَعليهم ما علَى المُهَاجِرِينَ، فإنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا منها، فَأَخْبِرْهُمْ أنَّهُمْ يَكونُونَ كَأَعْرَابِ المُسْلِمِينَ، يَجْرِي عليهم حُكْمُ اللهِ الذي يَجْرِي علَى المُؤْمِنِينَ، وَلَا يَكونُ لهمْ في الغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شيءٌ إلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مع المُسْلِمِينَ».

 

وإما أن هؤلاء كانوا جزءاً من دار الإسلام وغاب سلطان الإسلام عنها، وسيطر عليها الكفر، وهذه عائدة لأحكام الجهاد لكونها كانت جزءاً من الدولة الإسلامية، ويحمل أهلها تابعية الدولة وتجب إعادتها لدار الإسلام، وهذا واقع البلاد المحتلة كفلسطين والشيشان وغيرهما، ومن هنا نفهم أن مسألة فلسطين تبحث من باب أحكام الجهاد لا الهجرة، ومعلوم قطعاً أنه إذا احتُل شبر من أرض الإسلام فإن الجهاد يصبح فرضاً على المسلمين عموماً، حتى يندفع شر الأعداء، وهذا بإجماع علماء المسلمين.

 

يقول القرطبي في تفسيره ج8 ص151: "إذا تعين الجهاد بغلبة العدو على قطر من الأقطار، أو بحلوله بالعقر، فإذا كان ذلك وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافاً وثقالاً شباباً وشيوخاً، كلٌّ على قدر طاقته، من كان له أب بغير إذنه ومن لا أب له، لا يتخلف أحد يقدر على الخروج، من مقاتل أو مكثر، فإن عجز أهل تلك البلدة عن القيام بعدوهم، كان على من قاربهم وجاورهم أن يخرجوا على حسب ما لزم أهل تلك البلدة، حتى يعلموا أن فيهم طاقة على القيام بهم ومدافعتهم، وكذلك كل من علم بضعفهم عن عدوهم، وعلم أنه يدركهم ويمكنه غياثهم، لزمه أيضاً الخروج إليهم، فالمسلمون كلهم يد على من سواهم، حتى إذا قام بدفع العدو أهل الناجية التي نزل العدو عليها، واحتل بها، سقط الفرض عن الآخرين، ولو قارب العدو دار الإسلام ولم يدخلوها، لزمهم الخروج إليه، حتى يظهر دين الله، وتُحْمَى البيضة، وتُحْفَظ الحوزة، ويُخْزَى العدو، ولا خلاف في هذا".

 

وفلسطين أرضُ وقفٍ إسلامي على جميع أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، فتحها المسلمون في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتشاور بشأنها مع الصحابة فاستقر رأيهم على وقف الأرض على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، مع بقاء الأرض بأيدي أصحابها ينتفعون بها وبخيراتها.

 

ولأن فلسطين أرض المسلمين، فلا سلام مع الغاصبين ما داموا يحتلون شبراً واحداً من ديار المسلمين سواء في فلسطين أو في الجولان، أو غيرهما؛ لأن كل بلاد المسلمين هي دار إسلام، وكل دار إسلام هي حق ثابت لكل المسلمين، لا يملك أحدٌ كائناً من كان التنازلَ عن ذرةٍ من ترابها لغاصبٍ، ومن تصرّف بشيءٍ من ذلك فقد تصرف فيما لا يملك وتصرفه باطلٌ شرعاً، ولا يترتب عليه أي أثرٍ شرعيٍ.

 

فواجب الأمة هو تحرير فلسطين بتحريك الجيوش والدخول بالحرب الفعلية مع يهود حتى تعود إلى دار الإسلام وحكم الإسلام.

 

إن هذه الافكار معلومة قطعاً عند المسلمين وقد بينها علماء الإسلام قديما وحديثا بل تدركها الأمة كلها.

 

هذه رسالة أرسلها أهل مدينة سرقسطة لإخوانهم المسلمين بالأندلس يطلبون منهم النصرة والعون ضد عدوهم الصليبي وذلك سنة 512هـ، وهي تنطبق على حالنا تماماً، وقد ورد فيها: "ونحن نأمل منك بحول الله أسباب النصرة بتلك العساكر التي أقر العيون بهاؤها وسر النفوس زهاؤها... أتحسبون يا معشر المرابطين وإخواننا في الله المؤمنين إن سبق على سرقسطة القدر بما يتوقع من المكروه والحذر أنكم تبلعون بعدها ريقاً، وتجدون في سائر بلاد الأندلس عصمها الله مسلكاً من النجاة أو طريقاً.. كلا، والله ليسومنكم الكفار عنها جلاءً وفراراً، وليخرجنكم منها داراً فداراً، فسرقسطة حرسها الله هي السد الذي إن فتق فتقت بعده أسداد، والبلد الذي إن استبيح لأعداء الله استبيحت له أقطار وبلاد، فالآن... هذه أبواب الجنة قد فتحت، وأعلام الفتح قد طلعت، فالمنية لا الدنية، والنار لا العار، فأين النفوس الأبية، وأين الأنفة والحمية، ولن يسعك عند الله ولا عند مؤمن عذر في التأخر والارعواء من مناجزة الكفار والأعداء، وكتابنا هذا أيها الأمير الأجل، اعتذار تقوم لنا به الحجة في جميع البلاد، وعند سائر العباد في إسلامكم إيانا إلى أهل الكفر والإلحاد ونحن مؤمنون، ومهما تأخرتم عن نصرتنا فالله ولي الثأر منكم ورب الانتقام، ويغنينا الله عنكم وهو الغني الحميد".

 

فوجوب نصرة المسلمين لا يجهله أحد ولا عذر لأحد بعده.

 

 

بقلم: الأستاذ حسن حمدان – ولاية الأردن

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع