الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Al Raya sahafa

 

2023-11-22

 

جريدة الراية: إنَّ للعزة طعماً لا يعرفها إلا الأعزاء وإنَّ للرجولةِ نكهة لا يدركها إلا الرجال

 

 

نعلم أنّ الكثير من السياسيين والإعلاميين والمشايخ قد تغير خطابهم تحت (ما يطلبه المشاهدون) أو (ما يطلبه الحكام)، وما يطلبه المشاهد هنا هو الذي أجبر الأنظمة على رفع السقف قليلا، ما جعل بالتالي الكثير يرفع سقفه، ندرك هذه المعادلة جيداً لكن ومع ذلك نقول لإخواننا من الإعلاميين والسياسيين والمشايخ:

 

أولًا: ابقوا واثبتوا على كلامكم ومواقفكم ولا تكونوا كمن قال الشاعر فيهم: (ومَا أَنَا إِلَّا مِنْ غَزِيَّةَ إِنْ غَوَتْ... غَوَيْتُ وَإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ).

 

ثانياً: احفظوا مواقفكم حتى لا تكونوا كمن يكذب وينسى، فإنَّ الأمة ستحفظ أن فلاناً الذي كان يدافع عن اتفاقية السلام في وادي عربة وأوسلو وقبلها كامب ديفيد هو الآن من يطالب بإلغائها، لأنَّ يهود قد تغيرت نظرة هؤلاء لهم، وهو الآن يطالب بإلغاء اتفاقية المياه والكهرباء ويعيد النظر في وادي عربة وأوسلو، بل إن بعض من كان بالأمس القريب مطبعا صار يطالب بفتح باب الجهاد، وهو مستعد للتضحية بالماء لنصرة أهله في غزة.

 

ومن كان يشيطن المجاهدين أصحاب الأجندة الخارجية بحسب وصفه هو الآن يتغنى ويتغزل بغزة والمقاومة التي في غزة، فليحذر هؤلاء من أن يبدلوا جلودهم كل يوم، فيوما يجرد أدلته لدعم الاتفاقيات والمعاهدات ومرة أخرى يخالفها.

 

ونصيحة ثالثة: أن يبني هؤلاء تصوراتهم على أصول ثابتة، وغالبهم مسلمون فكيف يصح من إعلامي أو كاتب مسلم يصلي ويصوم، ثم يقول بعد حرب غزة (تبين لي أن يهود لا يحفظون العهود) أو أنهم قتلة، أو أنهم لا يريدون سلاماً مع أن هذه الأوصاف ضربها الله عليهم ضرب النقود والسكة، فأصبحت طبيعتهم من زمن موسى عليه السلام، فكيف نضع حِجراً على الآيات البينة الجلية من كتاب ربنا في وصف يهود، ونعيد التجارب وكأننا لا نصدقها وننتظر حتى نتبين؛ آالله أصدق أم هم؟!

 

وأخيراً أيها المتغيرون إلى الخير ونرجو أن تبقوا كذلك:

 

لا تضعوا لتغيركم أصولاً وثوابت تبنوا عليها مواقفكم ولا تجعلوا ثوابتكم طاعة (ولي الأمر) فهؤلاء لا ثابت عندهم.

 

أفرح عندما أرى أن إعلاميا أو شيخا أو كاتبا غيّر خطابه ورفع سقفه، ولو كان ذلك بإذن من الدولة وطلبٍ من النظام، فلربما شعوره بالعزة وخطاب العلو والرفعة يجعله يتذوق طعم العزة والأنفة، فالكثير من هؤلاء لم يتذوق طعم أن يكون عزيزاً ولم يستنكه يوماً حلاوة الإيمان وطعم الرجولة، ولست هنا أعاتبه أو أُجهز عليه، ولكن أقول لهؤلاء الذين كانوا لسنوات وسنوات يسيرون عكس تيار الأمة ويظنون أن الحاكم أو ولي الأمر وحي يوحى، فإذا قاد عملية سلام فهو الحق والخير، وإن نقضها أو طالب النواب بمراجعتها فهو الخير أيضاً، فهو يميل حيث تأخذه رياح الحاكم، ويعينه من يؤصل له ذلك تحت باب المصلحة وإن احتاج أن يستعير من الخطاب الديني ما يلزم، استعاره.

 

إنَّ للعزة طعماً لا يعرفها إلا الأعزاء وإنَّ للرجولةِ نكهة لا يدركها إلا الرجال... إن الضريبة التي دفعها ويدفعها أهل غزة أحدثت طوفانا فكرياً وعقائدياً عند الأمة، وتيار الأمة لا يقاوم وليس لأحد بعد هذا الطوفان أن يقول: ﴿سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ﴾.

 

 

بقلم: الأستاذ أبو المعتز بالله الأشقر

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع