السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

Al Raya sahafa

 

2024-07-24

 

جريدة الراية: صناعة اليأس!!

حرب الجنرالين في السودان نموذجاً

 

 

إن الناظر في واقع الحرب الجارية في السودان بين الجنرالين، البرهان وحميدتي، ومن كر وفر بين الفريقين يصيبه القنوط واليأس والإحباط، وإنه في تزايد مستمر ولم يكن وليد سياسة عشوائية بل كان وليد سياسة ممنهجة مدروسة، صرحت بها العديد من الدول الكبرى في نظرية الفوضى الخلاقة، التي أنتجها العقل الاستراتيجي الأمريكي في التعامل مع البلاد الإسلامية، بدلالات سلبية تعدم الاستقرار والطمأنينة وتنهب خيرات البلاد غنائم مع خبث المقاصد في كل بلد من بلاد المسلمين، حتى تجعل قوى المجتمع تلبي وتستجيب لمتطلبات تلك الدول الكبرى.

 

إن الحرب بين الجنرالين في السودان طبقت فيها أسوأ نظريات الفوضى حتى وصل الناس أقصى درجات اليأس، ولولا نعمة الإسلام والإيمان لفسد الناس جميعاً.

أما كيف صُنع اليأس بهذه الحرب؟

 

1- انسحابات الجيش المتكررة سواء بمبرر أم بغير مبرر

 

فخلال الأشهر الماضية، استولت قوات الدعم السريع على القصر الجمهوري ومطار الخرطوم وحاميات الجيش في جبل الأولياء وولاية جنوب دارفور، وغرب دارفور ووسط دارفور وشرق دارفور وولاية الجزيرة، بجانب عدد من المواقع العسكرية في الخرطوم، مثل مقرات الاحتياطي المركزي والكتيبة الاستراتيجية والتصنيع الحربي.

 

ففي تصريح للجزيرة نت أوضح الخبير العسكري موسى حامد أن ما جرى في مدينة ود مدني يكتنفه غموض لن يفك طلاسمه إلا التحقيق، لأن قوات الجيش في المدينة لم تحاصَر، والطرق إليها سالكة لمدها بالسلاح والرجال، والطبيعي أن تصمد في القتال، ولكنها انسحبت منها بعد 4 أيام. وفي حديثه للجزيرة نت يقارن الخبير بين ما جرى في ود مدني وما حدث في قيادات الفرق العسكرية في نيالا وزالنجي والجنينة في دارفور التي استمرت في القتال 7 أشهر حتى استنفدت ما لديها من الذخائر وحوصرت من قوات الدعم السريع، ولم تجد أي إمداد لوجستي حتى اضطرت إلى الانسحاب. ويوضح أن الفرقة العسكرية لا تنسحب بقرار من قائدها، وإنما بموافقة القيادة العسكرية العليا للجيش، وفي أوقات الحروب تكون غرفة العمليات (مجلس الحرب) - التي تضم القيادات العسكرية - مسؤولة عن التقديرات ويصنع فيها القرار العسكري، معربا عن خشيته من تقديم قائد فرقة ود مدني "كبش فداء" لامتصاص الغضب الشعبي.

 

إن إظهار الجيش بهذا الضعف، رغم أنه ليس كذلك، قد أوجد يأسا عند الناس من إنهاء الحرب بما يسمى بفك اللجام.

 

2- هذه الانسحابات من قبل الجيش وعدم حسم المعركة بعد مرور سنة ونيف وإظهار جرائم الدعم السريع إعلاميا من قتل واغتصاب ونهب وإرهاب... هذه الأمور أظهرت قوات الدعم السريع بأنها قوة لا تغلب خاصة بعد تمددها في دارفور التي لم يتبق منها إلا الفاشر. هذا الإظهار لقوات الدعم السريع أوجد هزيمة نفسية عند الناس وعند بعض قيادات الجيش.

 

فمن المستفيد من صناعة هذا اليأس في الأمة؟ إن المستفيد منه هو من صنع هذه الحرب وهي أمريكا التي انتهجت سياسة الفوضى الخلاقة لتحقيق غايتها بإبعاد عملاء الإنجليز ونفوذهم في السودان. فأمريكا هي التي تمسك بلجام الجيش من القضاء على قوات الدعم السريع. فقد صرح بلينكن وزير خارجيتها عقب بدء الحرب بين الجنرالين بأن هذه الحرب لا تحسم عسكريا، وكرر هذا التصريح في مناسبات عدة بأن هذه الحرب لا تحسم إلا عبر المفاوضات، التي خصصت لها مؤتمر جدة. وكذلك وزير خارجية السودان ردد هذه العبارة، فقد صرح للعربية نت في 14/04/2024م أنه ليس لدى بلاده مانع من عودة مباحثات جدة، مؤكدا الالتزام بذلك.

 

والحقيقة التي يجب أن لا تغيب هي أن أهل السودان جزء من أمة الإسلام التي لا تعرف اليأس ولا تستكين لظالم، لأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.

 

فيا أهلنا في السودان، وخاصة المقاتلين في الجيش وقوات الدعم السريع: كيف تقتتلون فيما بينكم لمصلحة الكفار المستعمرين؟! كيف تقتلون أنفسكم، وتدمرون بيوتكم، وتنتهكون حرماتكم؟! كيف تنسون قول رسول الله ﷺ الذي أخرجه البخاري، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «إذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: «إِنَّهُ كَانَ حَرِيصاً عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ»؟! فكيف إذا كان هذا الاقتتال لمصلحة أمريكا وأعوانها؟! إنه إذن أدهى وأمر...

 

أيها الأهل في السودان: أوقفوا هذا الاقتتال بين الجـيش وبين قوات الدعم السريع فهم أبناؤكم وإخوانكم أو أقاربكم وجيرانكم أو معارفكم... وأنتم لا شك تسمعون وتبصرون مأساة هذا الاقتتال.. فتداركوا الأمر قبل الندم ولات حين مندم. وانفضوا أيديكم من سلاسل الاستعمار بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

 

 

 

بقلم: الأستاذ إبراهيم مشرف

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع