- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2024-07-31
جريدة الراية: أمريكا تأمر الجيش والدعم السريع بالذهاب لمنبر تفاوضي جديد في جنيف!
دعت الولايات المتحدة الثلاثاء الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى محادثات سلام في آب/أغسطس المقبل في سويسرا بهدف إنهاء النزاع في السودان بينما يتصاعد القتال في العديد من الجبهات بعد تهديدات من قبل قادة الجيش السوداني. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان إن واشنطن "دعت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع للمشاركة في محادثات بشأن وقف إطلاق النار، بوساطة الولايات المتحدة، تبدأ في 14 آب/أغسطس في سويسرا". وأضاف أن المحادثات التي ترعاها أيضا السعودية ستضم الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقب. وأوضح بلينكن أنها "تهدف إلى تحقيق وقف العنف في جميع أنحاء البلاد، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها، ووضع آلية مراقبة وتحقّق قوية من أجل ضمان تنفيذ أي اتفاق".
ورحب قائد قوات الدعم السريع السودانية في وقت متأخر الثلاثاء 23 تموز/يوليو بالدعوة الأمريكية. وقال محمد حمدان دقلو (حميدتي) عبر منصة إكس إنه "يرحب" بدعوة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مضيفا "أُعلن مشاركتنا في محادثات وقف إطلاق النار القادمة في 14 آب/أغسطس 2024 في سويسرا".
إن الإعلان عن ترتيب واشنطن لمفاوضات سودانية في سويسرا لم يكن مفاجئاً، وإن بدا للبعض كذلك. فكثير من التحركات والمحادثات التي شهدتها بورتسودان، والاتصالات الهاتفية في الآونة الأخيرة كانت تصب في هذا الاتجاه. كذلك كانت التصريحات المتكررة من المبعوث الأمريكي الخاص توم بيريلو تشير إلى أن واشنطن تضغط باتجاه استئناف مفاوضات منبر جدة مع بعض التعديلات في صيغتها.
حتى المحادثات المتعلقة بجوانب الإغاثة والمساعدات الإنسانية التي رتب لها رمطان لعمامرة، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، يمكن قراءتها على أنها كانت بمثابة تمهيد للخطوة التالية التي جاءت من واشنطن على لسان وزير الخارجية أنتوني بلينكن في دعوته القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى محادثات لبحث وقف الحرب. فالملاحظ أن رمطان لعمامرة في بيانه الذي أصدره في ختام المفاوضات غير المباشرة في جنيف بين وفدي الطرفين وصفها بأنها كانت "خطوة أولية مشجعة في إطار عملية طويلة ومعقدة.
وردا على سؤال حول فرص نجاح المحادثات المرتقبة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إنه لا يمكنه "تقييم احتمال التوصل إلى اتفاق لكننا نريد ببساطة إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات". وأضاف "نأمل أن يأتي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى طاولة المفاوضات وأن تكون هذه فرصة للوصول أخيرا إلى وقف لإطلاق النار". وأشار بلينكن إلى أن المحادثات، إن عقدت، لن "تعالج قضايا سياسية أوسع نطاقا".
الملاحظة الأولى هي بالطبع نقل مكان المفاوضات إلى جنيف، بعدما كانت واشنطن تتحدث قبل ذلك عن السعي لاستئنافها في جدة، بل إن بيريلو حدد موعداً طموحاً في أيار/مايو الماضي، ثم في حزيران/يونيو للمحادثات، وهو ما لم يتحقق بسبب التعقيدات التي استجدت في الحرب بعد تمددها، وتمسك الحكومة السودانية بضرورة تنفيذ ما اتفق عليه في إعلان جدة في أيار/مايو 2023، لا سيما الشق المتعلق بإخلاء قوات الدعم السريع منازل الأهالي والمنشآت المدنية والخدمية التي احتلتها، بوصفه خطوة أولى يعقبها انسحاب هذه القوات من مراكزها وتجميعها في معسكرات محددة.
من المعلوم أن هذه الحرب أنشأتها أمريكا عبر عميليها عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو لإزاحة عملاء بريطانيا عن الحكم، التي كانت تسعى عبر الاتفاق الإطاري لحكم البلاد، فقطعت أمريكا الطريق عليها بهذه الحرب. ومع قرب الانتخابات الرئاسية تريد أمريكا أن تضع حدا لهذه الحرب التي أنشأتها حتى تبيض وجهها القبيح.
فأمريكا ما دخلت بلدا عبر عملائها إلا وكانت الفتن والحروب وعدم الاستقرار هي السائدة في ظل سياستها التدميرية. فقد تم تدمير السودان جراء هذه الحرب الشعواء من قتل واغتصاب ودمار وسرقة للممتلكات. فمثل هذه الأعمال الوحشية التي ترعاها أمريكا وتخطط لها ليست بدعة، فقد دمرت أفغانستان والعراق من قبل. وسيظل الدمار مستمرا ما دام النظام الرأسمالي هو الحاكم والمسيطر. فكان لا بد للعمل بصورة جادة لإزالة هذا المبدأ الذي ملأ العالم فسادا وإفسادا ودمارا، وإقامة دولة على أساس متين؛ على عقيدة لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. هذه الدولة التي سوف تنتشل العالم من ظلم الرأسمالية إلى حكم الإسلام الذي حكم العالم ثلاثة عشر قرنا فملأه عدلا ونورا.
بقلم: الأستاذ عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان
المصدر: جريدة الراية