- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
(سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير
على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فقهي")
جواب سؤال
أحاديث افتراق الأمة
إلى محسن العظامات
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أميرنا حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد أعياني تخريج حديث الافتراق بروايته الثانية التي جاءت "كلها في الجنة إلا واحدة" حيث قرأت أن هذه الرواية صححها الحاكم بلفظ غريب وقال المقدسي عنها إنها أصح من رواية "كلها في النار إلا واحدة" التي هي أشهر، فإن كان لك فضل وقت أن ترشدني، وبارك الله لك في علمك ووقتك.
أميرنا، بالنسبة لجملة "صححها الحاكم" فقد وردت في كتاب كشف الخفاء ص150 للعجلوني ونصها "ورواه الشعراني في (الميزان) من حديث ابن النجار. وصححه الحاكم بلفظ غريب وهو: "ستفترق أمتي على نيِّف وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة"، وفي رواية عند الديلمي: "الهالك منها واحدة"، قال العلماء: هي الزنادقة". أنا أدرك ان الزيادة التي جاءت بلفظ هم الزنادقة موضوعة، لكن ما أريده هو أين صحح الحاكم الرواية دون زيادة الزنادقة؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أولاً: بالنسبة لسؤالك عن افتراق الأمة فما ورد من أحاديث في هذا الموضوع ثلاثة أصناف:
1- صنف يذكر افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة.
2- وصنف يذكر الثلاث والسبعين مع زيادة "كلها في النار إلا واحدة"
3- وصنف يذكر الثلاث والسبعين مع زيادة "كلها في الجنة إلا واحدة"
أما الصنف الأول أي الحديث دون زيادة فهو صحيح ولم أر أحداً ضعَّفه كما أعلم:
- أخرج أبو داود في سننه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفَرَّقَتْ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً».
- وأخرج الترمذي في سننه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ: «تَفَرَّقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ أَوْ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَالنَّصَارَى مِثْلَ ذَلِكَ وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً»، وَفِي الْبَاب عَنْ سَعْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
- وأخرج الحاكم في مستدركه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله e: «افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة». وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وله شواهد... ووافقه الذهبي.
وأما الصنف الثاني بزيادة "كلها في النار إلا واحدة" فقد وردت أكثر الروايات بصحتها أو بتحسينها...:
- أخرج الترمذي في سننه: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ الْأَفْرِيقِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e «... وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»، قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ...
- أخرج ابن ماجه في سننه: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e «افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَافْتَرَقَتْ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ الْجَمَاعَةُ».
- وأخرج أحمد في مسنده: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَوْزَنِيُّ قَالَ أَبُو الْمُغِيرَةِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ الْحَرَازِيُّ عَنْ أَبِي عَامِرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لُحَيٍّ قَالَ حَجَجْنَا مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَامَ حِينَ صَلَّى صَلَاةَ الظُّهْرِ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ «إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابَيْنِ افْتَرَقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً يَعْنِي الْأَهْوَاءَ كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ».
- وأخرج الطبراني في الصغير: حدثنا عيسى بن محمد السمسار الواسطي، حدثنا وهب بن بقية، حدثنا عبد الله بن سفيان المدني، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة، قالوا: وما هي تلك الفرقة؟ قال: ما أنا عليه اليوم وأصحابي» لم يروه عن يحيى إلا عبد الله بن سفيان.
- أخرج البيهقي في دلائل النبوة: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر النحوي، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو اليمان، حدثنا صفوان، عن الأزهر بن عبد الله، عن أبي عامر عبد الله بن لحي، قال: حججنا مع معاوية فلما قدمنا مكة قام حين صلى الظهر بمكة، فقال: إن رسول الله e قال: «إن أهل الكتاب افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الأهواء، كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة».
- وأخرج الحاكم في المستدرك على الصحيحين: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ الْبَهْرَانِيُّ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ الْأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لُحَيٍّ، قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ... ثُمَّ قَامَ حِينَ صَلَّى الظُّهْرَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ e: «إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ تَفَرَّقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ...» قال الحاكم هَذِهِ أَسَانِيدُ تُقَامُ بِهَا الْحُجَّةُ فِي تَصْحِيحِ هَذَا الْحَدِيثِ... ووافقه الذهبي.
- أخرج أبو داود في سننه: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، ح وحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ، نَحْوَهُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَازِيُّ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ قَامَ فِينَا فَقَالَ: أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَامَ فِينَا فَقَالَ: «أَلَا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ: ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ»، وحسنه الألباني.
وأما الصنف الثالث بزيادة "كلهم في الجنة إلا فرقة واحدة" فهذه الرواية ضعفها كثيرون ومنهم:
- أخرج العقيلي في "الضعفاء الكبير":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجَبَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ يَاسِينَ الزَّيَّاتُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَبْرَدُ بْنُ أَبِي الْأَشْرَسِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «تَفَرَّقُ أُمَّتِي عَلَى سَبْعِينَ أَوْ إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ إِلَّا فِرْقَةً وَاحِدَةً، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: الزَّنَادِقَةُ وَهُمُ الْقَدَرِيَّةُ».
وقال العقيلي مُعَاذُ بْنُ يَاسِينَ الزَّيَّاتُ عَنِ الْأَبْرَدِ بْنِ الْأَشْرَسِ، رَجُلٌ مَجْهُولٌ وَحَدِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ
- وأخرج العقيلي كذلك في "الضعفاء الكبير":
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ يَاسِينَ الزَّيَّاتِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ أَخِي يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي الْجَنَّةِ إِلَّا فِرْقَةً وَاحِدَةً، وَهِيَ الزَّنَادِقَةُ».
وقال العقيلي: هَذَا حَدِيثٌ لَا يَرْجِعُ مِنْهُ إِلَى صِحَّةٍ، وَلَعَلَّ يَاسِينَ أَخَذَهُ عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ أَبْرِدَ هَذَا، وَلَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْلٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَلَا مِنْ حَدِيثِ سَعْدٍ.
- جاء في الموضوعات لابن الجوزي (1/ 267) - كتاب السّنة وذم الْبدع - بَاب افْتِرَاق هَذِه الأمة:
أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى ابْن إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنا مُعَاذُ بْنُ يس الزَّيَّاتُ قَالَ حَدَّثَنَا الأَبْرَدُ بْنُ الأَشْرَسِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله e: «تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى سَبْعِينَ أَوْ إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ إِلا فِرْقَةً وَاحِدَةً قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: الزَّنَادِقَةُ وَهُمُ الْقَدَرِيَّةُ» وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ مِنْ حَدِيثِ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَن خَلَفِ بْنِ يَاسِينَ عَنِ الأَبْرَدِ.
طَرِيق ثَان: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا العتيقي قَالَ حَدثنَا يُوسُف بن الدَّخِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَن يَاسِينَ الزَّيَّاتِ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ أَخِي يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي الْجَنَّةِ إِلا فِرْقَةً وَاحِدَةً وَهِيَ الزَّنَادِقَةُ».
طَرِيق ثَالِث: أَنْبَأَنَا الْجَرِيرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الصَّيْدَلانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الأَيْلِيُّ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَس بن مَالك يَقُول: سَمِعت رَسُول الله e يَقُولُ: «تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي الْجَنَّةِ إِلا الزَّنَادِقَةِ». قَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نَرَاهُمُ الْقَدَرِيَّةَ.
وهَذه الأَحادِيث لَا تَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ففي إسناد كل منها ضعف في مكان أو أكثر من مكان، وبيان ذلك:
- أورد ابن الجوزي في الموضوعات الروايات الثلاث أعلاه ثم قال:
(قَالَ عُلَمَاء الصِّنَاعَة:
الْأَبْرَد "أحد رجال السند في الرواية الأولى" كَانَ وضاعا كذابا، وَأَخذه مِنْهُ ياسين فَقلب إِسْنَاده وخلطه وَسَرَقَهُ عُثْمَان بن عَفَّان "وهو أحد رجال السند في الرواية الثالثة أعلاه".
وَأما الْأَبْرَد فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة: كَذَّاب وَضاع.
وَأما ياسين "أحد رجال السند في الرواية الثانية" فَقَالَ يحيى: لَيْسَ حَدِيثه بشيء. وَقَالَ النسائي: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَأما عُثْمَان فَقَالَ عُلَمَاء النَّقْل: مَتْرُوك الحَدِيث لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى سَبِيل الِاعْتِبَار.
وَأما حَفْص بن عمر "أحد رجال السند في الرواية الثالثة" فَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ كذابا وَقَالَ الْعقيلِيّ: يحدث عَن الْأَئِمَّة بِالْبَوَاطِيل.)
- جاء في لسان الميزان لابن حجر العسقلاني:
362 - أبرد بن أشرس - عن يحيى بن سعيد الأنصاري...
قال ابن خزيمة: كذاب وضاع.
وهكذا فإن الزيادة "كلها في الجنة إلا واحدة" غير صحيحة.
ثانياً: وأما ما ذكرته في سؤالك (وصححه الحاكم بلفظ غريب وهو: "ستفترق أمتي على نيف وسبعين فرقة كلها في الجنة إلا واحدة") فلم أجد هذا التصحيح عند الحاكم بقدر ما أعلم... ومع ذلك فحتى لو وُجد ما ذكرته في مكان لا أعرفه أو لم تقع عيني عليه فهي لا تقف أمام أكثر المحققين الذين ضعفوا تلك الزيادة.
ثالثاً: والخلاصة هي أن الحديث بافتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة دون الزيادات هو صحيح... وأن الزيادة الأولى "كلها في النار إلا واحدة" حسنها كثيرون... وأما الزيادة الثانية "كلها في الجنة إلا واحدة" فقد ضعفها كثيرون والذين صححوها أو حسنوها قلة... وعليه فالذي أرجحه هو أن الزيادة التي يؤخذ بها هي "كلها في النار إلا واحدة"، أما الزيادة الأخرى "كلها في الجنة إلا واحدة" فلا يؤخذ بها، وذلك وفق ما ذكرناه من روايات للزيادتين...
هذا ما أرجحه، والله أعلم وأحكم.
أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة
24 ربيع الآخر 1439هـ
الموافق 2018/01/11م
رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على الفيسبوك
رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على غوغل بلس
رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على تويتر