- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير
على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك (سياسي)
جواب سؤال
العجز في ميزانية أمريكا
إلى أحمد سعيد
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
ما نعرفه أن أمريكا عندها عجز في ميزانيتها يصل إلى ما يقرب من 20 تريليون دولار، والسؤال عندي من شقين:
1) هل هي مديونة؟ وإلى من؟
2) وإذا كانت كذلك فما الذي يمنعها وهي التي تصدر عملة الدولار وتفرضه على العالم مع أنه غير مغطى بالذهب والفضة، ما الذي يمنعها من أن تطبع من الدولارات ما يسد عجزها؟ وجزاكم الله كل خير.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
لقد سبق أن سئلنا مثل هذا السؤال وأجبنا عليه في 22 جمادى الأولى 1430هـ - 2009/5/16م
وأعيد عليك السؤال والجواب:
(السؤال: إن الأزمة الاقتصادية لا تزال تأكل العالم بأسره. فعلى أمريكا ديون طائلة لعدد من دول العالم، وبخاصة الصين، أفلا تستطيع أمريكا أن تطبع دولارات وتسد ديونها أمام الصين، أم أن قوانين صندوق النقد الدولي تمنع ذلك؟
الجواب: إن أمريكا تستطيع أن تطبع أوراقاً نقدية، بموافقة صندوق النقد الدولي أو سراً "وحتى علناً" دون موافقته، فإنها ذات النفوذ الفعلي في الصندوق، ويمكنها أن تظهر أسباباً مزيفة وتخفي حقيقة الأمر ويسندها الصندوق في ذلك! ولكن طبع أوراق نقدية بهذه الطريقة يؤدي إلى انخفاض قيمة الدولار، وبالتالي إلى التضخم، أي إلى ارتفاع الأسعار، ولذلك فإن أمريكا لا تقدم عليه إلا إذا كان لها مصلحة راجحة.
فمثلاً تناقلت الأنباء أن أمريكا طبعت ما بين "2 تريليون – 4 تريليون" خلال المضاربات النفطية التي سببت زيادة الأسعار حتى قرابة 150 دولاراً للبرميل "ولم تكن أمريكا بعيدة عن تلك المضاربة"، فطبعت أمريكا تلك الأوراق لتتمكن من شراء أكبر كمية من النفط مباشرة أو غير مباشرة لتضيفها إلى مخزونها، وهي رأت في ذلك مصلحة لها تفوق تصاعد الأسعار، وانخفاض الدولار، لكنها توقفت عن ذلك مع بداية تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية، لأن أسواق أمريكا لم تعد تحتمل تضخماً زائداً بسبب إفلاس كثير من الشركات وتصاعد المديونية، وانخفاض الإنتاج والاستهلاك...
ولا يمكن لأمريكا الآن طباعة أوراق نقدية دون مقابل اقتصادي متصاعد، وقد يستمر هذا في المدى المنظور.
لكن أمريكا في أي وقت تجد مصلحة لها في طباعة أوراق دون مقابل، فإنها تفعل، فهي الدولة الوحيدة التي يتحكم نقدها في نسبة كبيرة من احتياطي الدول الأخرى بالإضافة إلى نفوذها الفعلي في صندوق النقد الدولي.
وعليه فهي الآن لو طبعت أوراقا لتسديد ديون مستحقة عليها فإنه لن يكون مجدياً لسببين:
الأول: لأن سعره ينخفض، فكلما زادت كمية الأوراق المعروضة قل سعرها، وبالتالي فإن مشكلة اقتصادية سوف تحدث بين الدائن والمدين. وإذا كان الدائن دولة كبرى مثل الصين مثلاً فإن هذا سيؤثر في العلاقات الاقتصادية بين البلدين وسيزيد من أزمة أمريكا الاقتصادية فوق ما هي عليه، وبخاصة فإن أمريكا وأوروبا تريد من الصين أن تساهم في حل الأزمة لا أن تتخلى عنها.
والثاني: أن زيادة المعروض من الورق النقدي دون مقابل اقتصادي سيؤدي إلى زيادة أسعار السلع داخل أمريكا، وهذا ما لا تحتمله الأسواق الاقتصادية في أمريكا...
لكل هذا فليس من المتوقع أن تطبع أمريكا أوراقاً نقدية جديدة دون مقابل اقتصادي متصاعد، وذلك على الأقل في المدى المنظور.
ولكن كما قلنا، فإن الاحتمال يبقى وارداً، فإذا وجدت أمريكا أن هناك مصلحة راجحة لها، سياسية أو اقتصادية، فإنها ستفعل بدافع انتشار دولارها في احتياطي كثير من الدول في العالم، وبدافع نفوذها الفعلي في صندوق النقد الدولي.
22 جمادى الأولى 1430هـ - 2009/5/16م) انتهى
ولعل في هذا الكفاية.
أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة
04 ربيع الأول 1440هـ
الموافق 2018/11/12م
رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على: الفيسبوك
رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على غوغل بلس
رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) ويب