الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير

على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فقهي"

 

جواب سؤال

صيام الأيام العشرة الأوائل من ذي الحجة

 

إلى رشيد الرضي‏

 

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

العالم الجليل عطاء بن خليل حفظه الله ورعاه،

لي سؤال متعلق بصيام الأيام العشرة الأوائل من ذي الحجة؛ هل هي مستحبة وتعتبر من الأعمال الصالحة، أم أنها بدعة ولم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ فقد قرأت من الأحاديث الواردة في هذا المجال ما يظهر وكأنه متناقض، فهل يمكن الجمع بين هذه الأحاديث؟ أفيدونا بارك الله فيكم؟

 

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

ورد في صيام التسع من ذي الحجة وخاصة اليوم التاسع يوم عرفة، وردت أحاديث في هذا الموضوع... وكذلك وردت أحاديث في فضل العمل الصالح في أيام ذي الحجة العشرة الأُوَل، وقد ورد أيضاً لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها لم ترَ الرسول صلى الله عليه وسلم صام في تلك الأيام العشرة... وسنذكر من هذه الأحاديث، وبعد ذلك نذكر الجمع بينها إن شاء الله:

 

أولاً: استعراض بعض الأحاديث في موضوع صيام تسع ذي الحجة:

 

1- صيام تسع من ذي الحجة بما فيها يوم عرفة

 

- أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «ثَلَاثٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ فَهَذَا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ».

 

- وأخرج مسلم في صحيحه عن أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: وَسُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ».

 

- أخرج أحمد في مسنده عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ امْرَأَتِهِ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ» وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، وأخرجه أبو داود في سننه.

 

2- العمل الصالح في عشر ذي الحجة

 

- أخرج البخاري في صحيحه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما العمل في أيام أفضل منها في هذه، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء».

 

- أخرج البيهقي في السنن الكبرى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله في سبيل الله ثم لا يرجع من ذلك بشيء». وأخرجه ابن حبان في صحيحه.

 

3- حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

 

أخرج مسلم في صحيحه حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ وَإِسْحَاقُ - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ الْآخَرَانِ: - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَائِماً فِي الْعَشْرِ قَطُّ».

 

ثانياً: الجمع بين الأدلة:

 

إن الأحاديث الأولى تبين أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة وخاصة يوم عرفة...

 

والأحاديث الثانية تبين فضل العمل الصالح في أيام ذي الحجة العشرة الأولى...

 

وحديث عائشة رضي الله عنها تقول إنها لم ترَ الرسول صلى الله عليه وسلم صائماً في أيام ذي الحجة العشرة الأولى...

 

وكما هو في الشخصية الجزء الثالث، باب التعادل والتراجيح - بند سابعها:

 

(سابعها: الدليل المثبت مرجح على الدليل النافي، فإذا وجد دليلان أحدهما إثباتاً والآخر نفياً، فالمثبت مرجح على النافي لاشتماله على زيادة علم، وذلك كخبر بلال بأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل البيت وصلى، وخبر أسامة أنه دخل ولم يصل، فإنه يرجح خبر بلال.)

 

فيكون المثبت مرجحاً على النافي أي أن الأحاديث التي تُفيد صيام الرسول صلى الله عليه وسلم ليوم عرفة وباقي التسع الأُوَل من ذي الحجة هو المرجح على حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أي أن صيام الأيام التسعة من ذي الحجة وبخاصة اليوم التاسع يوم عرفة ليس بدعة بل فيه أجر عظيم عظيم، والله أعلم وأحكم.

 

وآمل أن يكون في هذا الكفاية.

 

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

 

25 ذو القعدة 1440هـ

الموافق 2019/07/28م

 

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على الفيسبوك

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع