الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير

على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فكري"

 

جواب سؤال

لفظ الخيانة ومدلوله

 

إلى راغب أبو شامة

 

السؤال:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذه لأميرنا حفظه الله ورعاه...

 

شيخنا وأميرنا الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حفظكم الله ورعاكم وفتح بالخير على أيديكم، تعلمنا وعلّمنا الذين فتح الله عليهم أن نحرّر المصطلحات ونقف على معانيها ونضبطها، وكلامي هنا عن (الخيانة) ووصف الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين بأنها أنظمة خائنة.

 

وكما تعلمون - شيخنا الفاضل - أن الخيانة تقتضي أن يكون الموصوف بها قد سبق له أن كان على استقامة ثمّ خان، أو كان يحمل الأمانة ثم خانها، أو كان على عهدٍ ثمّ نقضه وخانه، غير أنّ هذه الأنظمة لم تكن يوماً تحمل أمانة ولا قائمة على عهدٍ مع الأمة ومع الله، ولم تكن يوما تحمل أو تصون أمانةً ثمّ نقضتها، هذه أنظمة مصنوعة صناعة غريبة غربية لا تمتّ لنا أو لديننا أو لقضايانا بصلة، إلا صلة المؤامرة والعمالة وتنفيذ أوامر صانعيها.

 

فقولنا إنها خائنة يعني أنها كانت على شيء، وهي لم تكن يوما على شيء. فما يراه ابنك وتلميذك أن لا نصف تلك الأنظمة بالخيانة بل بالعمالة ابتداءً وانتهاءً، أصلاً وجذراً، نشأةً واستمراراً...

 

وبارك الله بكم شيخنا.

 

ابنك وتلميذك وسهم في كنانتك راغب أبو شامة (سيف الدين عابد) فلسطين...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الجواب:

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 

في البداية فإني أكبر فيك اهتمامك باللغة ولكني ألفت نظرك إلى أمرين:

 

الأول أن الفعل هو المرتبط بالزمان، فتقول جاء ويجيء، وحضر ويحضر واحضر، كل ذلك له علاقة بالزمان في الماضي والمضارع وفي الأمر... وبناء عليه تقول خان ويخون وخن، فكلها تبين الخيانة في زمن ماض أو حاضر أو مستقبل من حيث الماضي والحاضر والمستقبل والأمر...

والثاني أن المصدر هو اللفظ الدال على الحدث مجرداً عن الزمان متضمناً أحرف فعله لفظاً مثل علم علماً، أو تقديراً مثل قاتل قتالاً، أو معوضاً مما حذف بغيره مثل وعد عدة، وسلم تسليماً...

 

وهكذا فإن لفظ خيانة يدل على الخيانة كحدث ولكن لا يدل على الزمان، أي متى كانت الخيانة ومنذ متى... فقد تكون اليوم وقد تكون منذ سنوات... فأنت إذا رأيت أمراً اليوم يساس على غير أحكام الشرع تقول هذه خيانة وليس بالضرورة أن يكون هذا الأمر قبل اليوم الذي رأيته فيه كان يساس دون خيانة فقد يكون قبل اليوم أمانة كما جاء في رسالتك وقد يكون قبل اليوم خيانة أيضاً... ولذلك فمقولتك بأن الخيانة تعني بأنها كانت أمانة سابقاً ثم أصبحت خيانة لاحقاً، أي أنها مرتبطة بالزمان، فهذا غير دقيق... ويحتاج إلى قرينة تبين متى بدأت الخيانة...

 

ثم يبدو أن هناك التباساً! فأنت تقول في آخر السؤال لا نقول خيانة لأنها تعني أنها كانت عند صاحبها في زمن سابق أمانة، ولكنك في الوقت نفسه تقول بوجوب وصف هذا الخائن بالعمالة، فكيف ذلك؟ فإن كنت ترى أن (خيانة) كانت من قبل (غير خيانة)، فكذلك هي كلمة (عمالة) لأن كلاً من (خيانة وعمالة) مصدر وينطبق على أحدهما ما ينطبق على الآخر من حيث الحدوث والزمان...

 

والخلاصة أن المصدر يتعلق بالحدوث وليس بالزمان... وأما الفعل فيتعلق بالزمان...

 

على كل واضح من رسالتك أنك مهتم باللغة ومداركها، ومن كان كذلك فهو بإذن الله سائر إلى أعماق فقه اللغة... وإني أسأل الله أن يزيدك فقهاً وعلماً وحكمة وفهما...

 

أما ما وقَّعت به رسالتك (ابنك وتلميذك...) فلنعم الابن والتلميذ أنت... حفظك الله من كل سوء ووقاك من كل شر.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

 

23 ذو القعدة 1442هـ

الموافق 2021/07/04م

          

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على الفيسبوك

 رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) ويب

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع