الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير

على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فكري"

 

جواب سؤال

الفلسفة الإسلامية

إلى اسد الظاهريه

 

السؤال:

 

ذكر في كتاب المفاهيم لحزب التحرير الصفحة ٣٥ السطر ٧ و٩ "الفلسفة الإسلامية"، وما هو معلوم عندنا في الحزب أنه لا يوجد في الإسلام فلسفة ولا فلاسفة.

والله يجزيكم كل خير

 

الجواب:

 

جاء في كتاب المفاهيم ص35 ما يلي:

 

(وعلى ذلك فإن العمل الإنساني مادة يقوم به الإنسان قياماً مادياً إلاّ أنه حين يقوم به يدرك صلته بالله من كون هذا العمل حلالاً أو حراماً، فيقوم به أو يمتنع عنه على هذا الأساس، وهذا الإدراك من الإنسان لصلته بالله هو الروح. وهو الذي يجبر الإنسان أن يعرف شرع الله ليميز أعماله، فيفهم الخير من الشر حين يعرف ما يرضي الله من الأعمال وما يسخطه، ويميز القبيح من الحسن حين يعيّن له الشرع الفعل الحسن والفعل القبيح، وليرى القيم التي تلزم للحياة الإسلامية في المجتمع الإسلامي حسب ما يعيّنها الشرع. وبهذا يمكنه حين يقوم بالعمل ويدرك صلته بالله أن يقدم على العمل أو يحجم عنه حسب هذا الإدراك، لأنّه يعلم نوع العمل ووصفه وقيمته. ومن هنا كانت فلسفة الإسلام مزج المادة بالروح أي جعل الأعمال مسيرة بأوامر الله ونواهيه. وكانت هذه الفلسفة دائمية لازمة لكل عمل مهما قلّ أو كثر، دقّ أو جلّ. وكانت هي تصوير الحياة، ولما كانت العقيدة الإسلامية هي أساس الحياة، وهي أساس الفلسفة، وهي أساس الأنظمة، كانت الحضارة الإسلامية ــ التي هي مجموع المفاهيم عن الحياة من وجهة نظر الإسلام ــ مبنية على أساس واحد روحي، هو العقيدة، وكان تصويرها للحياة هو مزج المادة بالروح، وكان معنى السعادة في نظرها هو رضوان الله.)

 

نعم هذه هي الفلسفة بالمعنى الإسلامي (مزج المادة بالروح) أي إدراك الصلة بالخالق فهي مصطلح صحيح بهذا المعنى...

 

أما استعمالها بالاصطلاح اليوناني أو نحوه أي (البحث فيما وراء الوجود أو ما وراء المادة) فهذا ينكره الإسلام. جاء في كتاب التفكير نفسه في مقدمته ص (4) أي قبل المذكور أعلاه:

 

(لقد قطعت الإنسانية هذه المسافة الطويلة من الحياة، ومن عمر الزمن وهي تعنى أكثر ما تعنى بنتاج العقل، وبنتاج التفكير دون أن تعني نفسها بواقع العقل وبواقع التفكير. صحيح أنه قد وجد من يحاول إدراك واقع العقل من علماء المسلمين، ومن علماء غير مسلمين، في القديم والحديث، ولكنهم أخفقوا في إدراك هذا الواقع. ووجد من يحاول رسم طريقة للتفكير، ولكنهم وقد نجحوا في نواحٍ من ثمرات هذه الطريقة بالمنجزات العلمية، ولكنهم ضُلّلوا عن معرفة التفكير من حيث هو تفكير، وضللوا غيرهم من المقلدين الذين بهرهم هذا النجاح العلمي. ومن قبل، منذ أيام اليونان ومَن بعدهم، اندفعوا في الوصول إلى التفكير فوصلوا إلى ما يسمى بالمنطق، ونجحوا في الوصول إلى بعض الأفكار، ولكنهم أفسدوا المعرفة من حيث هي معرفة، فكان المنطق وبالاً على المعرفة بدل أن يكون - كما أريد له - سبيلاً للوصول إليها ومقياسا لصحتها. وأيضاً فإن هؤلاء الذين اندفعوا في الوصول إلى التفكير، قد وصلوا أيضاً إلى ما يسمى بالفلسفة، أو ما يعرف بحب الحكمة، والتعمق فيما وراء الوجود، أي ما وراء المادة، فأوجدوا بحثاً لذيذ المعرفة لذيذ النتائج، ولكنه كان بعيداً عن الواقع، بعيداً عن الصدق، فكان أن أبعد عن الحقيقة وبعد عن الواقع، فضلل الكثيرين، وانحرف بالتفكير عن جادة الصواب.)

فدراسة ما جاء في كتاب التفكير دراسة هادئة متأنية بتدبر تبين بإذن الله الحقيقة في موضوع الفلسفة...

 

آملاً أن يكون في هذا الكفاية والله أعلم وأحكم.

 

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

 

03 جمادى الآخرة 1443هـ

الموافق 2022/01/06م

 

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على :الفيسبوك

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) ويب

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع