الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير

على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فقهي"

جواب سؤال

حوار الصحابي الجليل ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس

إلى محمد المصلح

 

السؤال:

 

سجل التاريخ لنا حوارا دار بين الصحابي الجليل ربعي بن عامر ورستم قائد الفرس عن الأفكار العامة للإسلام والجهاد فماذا قيل فيه؟

 

خلال فتح المسلمين لفارس أرسل رستم قائد الفرس يطلب من المسلمين وفدا للحديث معه؛ وذلك لرغبته الأكيدة في الصلح، أو أية وسيلة أخرى يرجع بها الجيش المسلم دون الدخول معه في حرب، فذهب ربعي بن عامر ليقابل رستم، و"ربعي" هذا لم يكن من قواد الجيوش الإسلامية، ولكنه سيد في قومه.

 

إليكم الحوار..

 

رستم: ائذنوا له بالدخول.

 

فدخل "ربعي" بفرسه على البُسُطِ (السجاد) الممتدة أمامه، وعندما دخل بفرسه وجد الوسائد بها ذهب؛ فقطع إحداها، ومرر لجام فرسه فيها وربطه به، ثم أخذ رمحه، واتجه صوب رستم وهو يتكئ عليه، والرمح يدب في البسط فيقطعها، ووقف أهل فارس في صمت، وكذلك رستم، وبينما هم يفكرون في جلوسه جلس على الأرض، ووضع رمحه أمامه يتكئ عليه، وبدأ رستم بالكلام.

 

رستم: ما دعاك لهذا؟ (أي: ما الذي دفعك للجلوس على الأرض؟)

 

"ربعي": إنا لا نستحب أن نجلس على زينتكم.

 

رستم: ما جاء بكم؟

 

"ربعي": لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فمن قَبِلَ ذلك منا قبلنا منه، وإن لم يقبل قبلنا منه الجزية، وإن رفض قاتلناه حتى نظفر بالنصر.

 

رستم: قد تموتون قبل ذلك.

 

"ربعي": وعدنا الله عز وجل أن الجنة لمن مات منا على ذلك، وأن الظفر لمن بقي منا.

 

رستم: قد سمعت مقالتك (أي فهمت مقصدك)، فهل لك أن تؤجلنا حتى نأخذ الرأي مع قادتنا وأهلنا؟ فهو يطلب منه مهلة يفكر فيها.

 

"ربعي": نعم، أعطيك كم تحب: يوماً أو يومين؟

 

رستم: لا، ولكن أعطني أكثر؛ إنني أخاطب قومي في المدائن.

 

"ربعي": إن رسول الله قد سنَّ لنا أن لا نمكن آذاننا من الأعداء، وألا نؤخرهم عند اللقاء أكثر من ثلاث (أي ثلاثة أيام فقط حتى لا يتمكنوا منا ويتداركوا أمرهم)، فإني أعطيك ثلاثة أيام بعدها؛ اختر الإسلام ونرجع عنك أو الجزية، وإن كنتَ لنصرنا محتاجاً نصرناك، وإن كنتَ عن نصرنا غنياً رجعنا عنك، أو المنابذة في اليوم الرابع، وأنا كفيل لك عن قومي أن لا نبدأك بالقتال إلا في اليوم الرابع، إلا إذا بدأتنا (أي: أنا ضامن لك أن لا يحاربك المسلمون إلا في اليوم الرابع).

 

رستم: أسيِّدُهم أنت؟ (أي: هل أنت سيد القوم ورئيسهم حتى تضمن لي أن لا يحاربوني؟).

 

"ربعي": لا، بل أنا رجل من الجيش، ولكنَّ أدنانا يجير على أعلانا. (فهو يقصد أن أقل رجل منا إذا قال كلمة، أو وعد وعداً لا بُدَّ وأن ينفذه أعلانا).

وعاد رستم يُكلِّم حاشيته مرة أخرى..

 

رستم: أرأيتم من مَنطِقِه؟! أرأيتم من قوته؟! أرأيتم من ثقته؟! يخاطب قومه ليستميلهم إلى عقد صلح مع المسلمين؛ وبذلك يتجنب الدخول معهم في حرب.

ولكنهم رفضوا ولجُّوا..

 

وكان القتال..

وانتصر المسلمون وانتهت دولة الفرس

 

أخي، هل هذا الحوار صحيح أم أنه مكذوب

والسلام عليكم ورحمة الله

 

الجواب:

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

يا أخي هذه عزة الإسلام ومنعته وعدم الخشية إلا من الله القوي العزيز... وهذه القصة موجودة في مصادر عدة مع اختلاف في بعض الألفاظ دون تغيير في المعنى العام، ومن المصادر التي نقلتها:

 

تاريخ الطبري (3/ 33-40)

البداية والنهاية لابن كثير (7/ 46+47)

تاريخ ابن خلدون (2/94+95)

 

ونعم، كما جاء في هذه المصادر (... قال له الترجمان: ما جاء بكم؟ فقال: الله بعثنا لنخرج عباده من ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، وأرسلنا بدينه إلى خلقه فمن قبله قبلنا منه وتركناه وأرضه ومن أبى قاتلناه حتى نفيء إلى الجنة أو الظفر. فقال رستم: هل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه؟ قال: نعم، كم أحب إليك يوما أو يومين؟ قال: لا، بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا. فقال: إن مما سن لنا رسول الله ﷺ أن لا نمكن الأعداء أكثر من ثلاث فانظر في أمرك وأمرهم واختر إما الإسلام وندعك وأرضك، أو الجزية فنقبل ونكف عنك وإن احتجت إلينا نصرناك، أو المنابذة في الرابع إن تنبذ، وأنا كفيل بهذا عن أصحابي. قال أسيد: هم أنت؟ قال: لا، ولكن المسلمين كالجسد الواحد يجيز بعضهم عن بعض يجيز أدناهم على أعلاهم...)

 

ونعم، هذه عزة الإسلام، فوز في الدنيا والآخرة.

 

﴿يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

 

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

 

18 رجب الخير 1443هـ

الموافق 2022/02/19م

 

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على: الفيسبوك

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع