الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

جواب سؤال:

 

هل نفضت أمريكا يدها من اتفاقية الدوحة المتعلقة بدارفور؟

 

 

 

 السؤال:

 

نقلت (سونا) في 2014/3/23عن السفير عثمان درار الخبير الوطني برئاسة الجمهورية السودانية قوله: "إن الموقف الأمريكي من وثيقة الدوحة لسلام دارفور يتصادم مباشرة مع موقف ورغبات أصحاب المصلحة الحقيقية داخل دارفور..."، وكان يعلق على تصريح مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن سامنثا باور في مداخلتها أمام اجتماع مجلس السلم الأفريقي بأديس أبابا 2014/03/10 حيث قالت: (إن وثيقة الدوحة عفى عليها الزمن وأصبحت لا يُعتمد عليها، ودعت المجلس إلى إيجاد منبر جديد لحل قضية دارفور) علماً بأن أمريكا كانت وراء توقيع هذه الوثيقة في الدوحة في 2011/7/14. فهل هذا يعني أن أمريكا نفضت يدها من اتفاقية الدوحة؟ وإن لم يكن، فكيف يمكن فهم تصريح مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن سامنثا باور؟ وجزاك الله خيرا.

 

 

الجواب:

 
1- نعم، إن أمريكا هي التي كانت وراء توقيع اتفاقية الدوحة، وقد بذلت الوسع في ذلك، وكان المقصود منها إبعاد تأثير الأوروبيين، فقد كانت أمريكا تعمل على الإمساك بخيوط مسألة دارفور وحدها بينما تعمل على إبعاد فرنسا وبريطانيا عنها وتبقيهم هم وعملاءهم في تشاد وقطر مشتركين في الاحتفالات بالتوقيعات وشاهدي زور عليها ومشتركين في دفع المصاريف اللازمة والتعويضات للنازحين وخاصة قطر التي تلعب دوراً معيناً لصالح بريطانيا. وأكبر دور أعطتهم إياه أمريكا هو جعلهم في لجنة آلية المراقبة لتنفيذ ما تقرر، أي كمراقبين دوليين ينفذون القرارات الأمريكية في الوثيقة المتعلقة بدارفور. ومع ذلك فإن أوروبا "فرنسا وبريطانيا" لن تسلم بسهولة بأن تنفرد أمريكا بدارفور كما انفردت في جنوب السودان، وهي وإن ليَّنت موقفها تجاه الاتفاقية... فليس أكثر من استراحة المحارب إلى أن تجد أوروبا فرصة مناسبة تخترق فيها هذه الاتفاقية بكيفيةٍ تتمكن خلالها من الإمساك مرة أخرى بخيوط دارفور حتى وإن لم تكن بكل الخيوط...


2- إن تلك الوثيقة مهمة لأمريكا، وقد اعتبرتها أمريكا إنجازاً ذا وزن! فأمريكا لا تعتبر هذا الاتفاق نهائيا بل اعتبرته خطوة إلى الأمام نحو حل دائم للأزمة في دارفور ما يعني أنّ أمريكا تقول إنه سيليه خطوات أخرى قد لا تكتفي بأن يكون إقليم دارفور يتمتع بحكم ذاتي له صلاحيات موسعة، بل يصل الأمر إلى فصل دارفور نهائيا عن السودان بإيجاد اتفاقية أخرى على غرار اتفاقية نيفاشا بإعطاء حق تقرير المصير لأهالي دارفور إلى أن يتحقق الاستفتاء على ذلك ومن ثم الانفصال كما حدث في جنوب السودان. ولهذا فليس من المحتمل أن تتخلى أمريكا عن البنود الأساسية في وثيقة الدوحة لأنها عبارة عن خطوة من خطواتها للتفرد في قضية دارفور تتبعها خطوات جديدة...


3- غير أن أمرين حدثا، قامت أمريكا بناء عليهما بمحاولة إيهام أوروبا أن أمريكا لا تمانع في إشراك أوروبا في موضوع دارفور، وبحث اتفاقية الدوحة من جديد، وذلك بتصريحات خادعة يترتب على قبول أوروبا لها أخذ وردّ حول اتفاقية الدوحة لا يؤدي إلى تغيير بنودها الأساسية، بل تجميلها ببعض الرتوش تُرضي الأطراف الأخرى ومن ثم توقع عليها. أما هذان الأمران فهما:

 
الأول: إن حركة التحرير والعدالة التي وقعت اتفاقية الدوحة تعصف بها خلافات، حتى إن أنباءً ترددت عن استقالة نائب رئيس الحركة للشؤون السياسية أحمد كبر جبريل وهو نائب والي شرق دارفور. وقد اعترف الأمين العام للحركة بحر إدريس أبو قردة بهذه الخلافات قائلا: "إن الوضع داخل الحركة ليس سمنا على عسل في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الترتيبات الأمنية وتنفيذ الجداول الأخرى"، وأشار إلى "وجود اتصالات مع الحركات غير الموقعة (على وثيقة الدوحة للسلام) للانضمام إلى العملية السلمية، لأن السلام لن يكتمل إلا بتوقيع كافة الحركات المسلحة في دارفور (على وثيقة) السلام. (2014/2/27 آخر لحظة)، فهذه الحركة غير متماسكة، بل هي عبارة عن تجميع أفراد لتكثير السواد ولتحقيق مكاسب معينة في أسرع وقت، فهي كباقي حركات التمرد في السودان، فكلها تسودها انقسامات وخلافات، لأن قياداتها لها ارتباطات بقوى خارجية، وتبحث عن المال والمناصب، ولا تحركها مبادئ ولا أفكار، وتستغل أوضاع الناس السيئة بسبب الظلم وسوء الرعاية، بل عدم قدرة الدولة على الرعاية وعجزها عن تدبير الأمور... وهكذا تتصرف تلك الحركات اعتماداً على الدول الاستعمارية مباشرة، حيث تعمل هذه الدول على صناعة قيادات جديدة لتتبعها تَبَعِيَّةَ العميل وتنفذ أهدافها الإستعمارية. فهذه الخلافات داخل حركة التحرير والعدالة تؤثر على تماسكها وهي الحركة التي شكلتها أمريكا من منفصلين عن الحركات المتمردة الأخرى لتقود المفاوضات وتوقع وثيقة الدوحة بعدما عزلت الحركات الأخرى التي تتبع الأوروبيين مثل حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان.

 
الثاني: الاضطرابات السياسية المستمرة في وجه النظام بالخرطوم حيث بدأت تتسارع مؤخراً لدرجة دفعت رئيس النظام عمر البشير للبحث عن حلول للتهدئة... وكان في وضع مضطرب ألجأه إلى أن يتصل بقيادات موالية لبريطانيا قد سبق أن قام بعزلها! ما يدل على نفاد الحلول لدى النظام وأنه في حالة حرجة وأن الأوضاع السياسية مضطربة في وجهه.


4- لقد استغلت أوروبا "بريطانيا وفرنسا" هذين الأمرين واعتبرت الفرصة سانحة تتمكن خلالها من تعويض إقصائها عن موضوع جنوب السودان، فتتحكم بموضوع دارفور، أو على الأقل أن يكون لها دور في الحل ذو شأن. وعليه فقد تولى عملاؤها العمل بقوة في جنوب السودان لإضعاف نفوذ أمريكا فيه وإشغالها هناك، وفي دارفور لفرض واقع سياسي جديد يجبر أمريكا على عدم إقصاء أوروبا عن حل مشكلة دارفور، ومن ثم يكون لها رأي ذو شأن في الحل. وتفصيل ذلك في جنوب السودان وفي دارفور على النحو التالي:

 
أ- أما في دارفور، فقد حصلت في الفترة الأخيرة تطورات لافتة للنظر حيث قامت بعض حركات التمرد في دارفور بتصعيد الأحداث هناك، وذلك عندما بدأت هذه الحركات بشن هجمات شديدة في بداية الشهر الماضي شهر شباط/فبراير 2014 حتى أصبحت فاشر عاصمة إقليم شمال دارفور غير آمنة وكذلك نيالا عاصمة جنوب دارفور. وأصبح أهالي المدينتين في حالة خوف وقلق بعد أن سيطر متمردون على منطقة "طويلة" التي تبعد 60 كم عن الفاشر. وكذلك هاجمت جماعات مسلحة نحو 45 قرية في منطقة تبعد 50 كم عن نيالا. فقد ذكرت الأنباء أن حركة تحرير السودان جناح مناوي وبجانبها حركة التحرير والعدالة جناح علي كاربينو التي لم توقع على اتفاقية الدوحة شنتا هجوما على مناطق حسكنيته واللعيت "جار النبي" وأنهما سيطرتا عليهما، وكذلك شنتا هجوما على مليط وعلى الطويشة مسقط الوالي عثمان كبر. وقد تعرض والي شمال دارفور عثمان يوسف كبر لمحاولة اغتيال حيث قتل سائقه وأحد أفراد حراسته. وقد اعترف "الجيش السوداني بهذا الهجوم فأدانه واتهم مرتزقة مني اركو مناوي قائد حركة تحرير السودان المتمردة في دارفور بتنفيذ المحاولة، ومحاولتهم زعزعة الأمن والاستقرار وترويع المواطنين بمدينة مليط بولاية شمال دارفور". وقالت "مصادر موثوقة إن كبر الذي زار السبت الماضي (2014/3/15) منطقة مليط التي هاجمها المتمردون ورفض الأهالي استقباله تعرض موكبه لكمين مسلح أثناء عودته من المدينة. (الوطن السعودية 2014/3/18). والذي زاد هذه الأحداث سخونة وتأثيراً هو أن قوات حفظ السلام المؤلفة من دول عديدة لم تتمكن من منع هذه الهجمات كما أشارت المندوبة الأمريكية، لأن في هذه القوات قوى تتبع الأوروبيين وليست كلها قوى أمريكية خالصة ما دعا المندوبة الأمريكية إلى انتقاد دورها وعدم قيامها بوظيفتها من منع اندلاع الأحداث الأخيرة التي فجرتها حركات التمرد التابعة للأوروبيين.

 
ب- وأما في جنوب السودان، فقد تزامنت أحداث دارفور مع ما حدث في جنوب السودان في الأشهر الأخيرة من تمرد رياك مشار عميل الإنجليز على سلفا كير عميل أمريكا، وما زال هذا التمرد مستمرا ويقلق أمريكا ولم تستطع أن تضع له نهاية حتى الآن...

 
وهكذا حرَّكت أوروبا "بريطانيا وفرنسا" حركات التمرد الموالية لها لتسعِّر الحرب من جديد في دارفور بعد هدوء نسبي منذ توقيع وثيقة الدوحة... وواضح من هذه التحركات أنها مخطط لها لإيجاد واقع سياسي جديد يفرض إشراك الحركات غير الموقعة على وثيقة الدوحة بشكل مؤثر، وأن تعود للساحة من جديد. وما يؤكد أن هذه الحركات المتمردة قد تحركت بخطة معدة من قبل الأوروبيين هو تصريح أبو عبيدة عبد الله التعايشي مساعد رئيس حركة جيش تحرير السودان - جناح مناوي لشؤون الإعلام والعلاقات العامة الذي قال فيه: "إن انتصارات الحركة في إقليم دارفور فرضت واقعا سياسيا جديدا". (صفحة سودان تربيون 2014/3/18).


5- كل هذا دعا أمريكا بلسان مندوبتها أن تصرح ذلك التصريح لإيهام أوروبا أن أمريكا مستعدة لإعادة وضع اتفاقية الدوحة على الطاولة، وتلبية رغبات الحركات المتمردة غير الموقعة بأن يكون لها دور "مؤثر" في الحال بإلغاء وثيقة الدوحة أو تعديل البنود الأساسية فيها... علماً بأن أمريكا في الحقيقة متمسكة بالخطوط العريضة الأساسية في الوثيقة فهي تعتبرها إنجازاً مهماً وخطوة أولى على طريق مشروعها لفصل دارفور، وإنما التصريح مقصود منه هو الخديعة لإدخال الحركات التي لم توقع اتفاقية الدوحة إلى أن تأتي للتوقيع عليها بعد إدخال بعض المساحيق التجميلية. والذي يدل على أن أمريكا لا تريد إسقاط الخطوط العريضة في وثيقة الدوحة للسلام في دارفور هو عدم وضع تلك العبارة التي ذكرتها المندوبة الأمريكية باور أمام مؤتمر السلم والأمن الأفريقي في أديس أبابا (إن وثيقة الدوحة عفى عليها الزمن وأصبحت لا يُعتمد عليها، ودعت المجلس إلى إيجاد منبر جديد لحل قضية دارفور)، عدم وضعها في بيانها الرسمي الذي أصدرته بعد يومين والذي نشر في موقع (آي آي بي ديجيتال الموقع رسمي لوزارة الخارجة الأمريكية 2014/3/14)، فلم تُنشر كلمتها التي ألقتها في ذلك المؤتمر بالموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية كالعادة، وإنما صاغت بياناً جديداً يتضمن ما ذكرته في المؤتمر إلا تلك العبارة! ما يدل على التلاعب بالألفاظ، فهي ذكرتها في المداخلة، ولكنها لم تذكرها في موقع وزارة الخارجية الرسمي حتى لا يحسب رسميا عليها لأن ما ينشر في الموقع يصبح خطابا رسميا يعبر عن سياسة الإدارة الأمريكية. وهكذا فإن وثيقة الدوحة تلك هي إحدى إنجازات أمريكا التي جعلتها تمسك بقضية دارفور لتتفرد فيها، وقد أبطلت الاتفاقات التي كان لأوروبا يد فيها مثل اتفاقية أبوجا عام 2006 والاتفاق الإطاري مع العدل والمساواة عام 2009. ولذلك فإنه من المستبعد أن تتخلى أمريكا عن البنود الأساسية في هذه الوثيقة التي تخطط أمريكا من ورائها إلى عقد اتفاقية سلام شاملة لتقرير مصير دارفور على غرار اتفاقية نيفاشا.


6- أما ما ظهر من تصريحات سودانية بالاحتجاج على تصريحات مندوبة أمريكا، فهي ليست أكثر من ذر للرماد في العيون، وكل ذلك ما هو إلا إكمال للخديعة التي حاكت خيوطَها أمريكا لتُظهر للأوروبيين أنها تُعدّ لخطة تُرضي أوروبا وعملاءها حتى لو لم تُرْضِ النظام السوداني! وذلك لإيجاد الاطمئنان بأن أمريكا صادقة في دعوتها من أجل أن تدفع أوروبا عملاءها للاشتراك في المحادثات حول وثيقة الدوحة، وأمريكا تدرك أنهم إن أقبلوا على المفاوضات، فسيشتغلون برتوش على الاتفاقية تأخذ زمنا طويلاً لتعديل هنا وعدم تعديل هناك، وأخذ وردّ... وفي هذه الأثناء تكون الأعمال العسكرية للمتمردين قد هدأت إن لم تصبح في خبر كان! وذلك بحجة عدم تعكير أجواء المفاوضات. والذي يبين أن تصريحات النظام في السودان حول استيائه من تصريحات مندوبة أمريكا ما هي إلا جعجعة دون طحن، ما يبين ذلك هو ما أعلنته المندوبة نفسها في بيانها بتاريخ 2014/3/14 حيث ذكرت فيه استعداد الحكومة السودانية للحوار السياسي ودعت الفصائل المسلحة إلى المشاركة في الحوار السياسي الذي يستهدف التوصل إلى تسوية سياسية سلمية وشاملة، وهذا ما جاء في بيان المندوبة المنشور في 2014/3/14: "إننا نلاحظ أن الحكومة السودانية ذكرت في شهر كانون الثاني/يناير أنها على استعداد لقيادة حوار سياسي يضم جميع الفاعلين في الطيف السياسي فضلا عن الجماعات المسلحة التي نبذت العنف... ونحن نهيب بجميع الفصائل المسلحة بمن فيهم الجماعات شبه العسكرية التي تؤازرها حكومة السودان أن تضع حدا لكافة الهجمات العنيفة وتشارك في الحوار السياسي الذي يستهدف التوصل إلى تسوية سلمية وشاملة للنزاعات الدامية في السودان بما في ذلك معالجة الخلافات الباقية حول دارفور...". ( آي آي بي ديجيتال موقع رسمي لوزارة الخارجة الأمريكية 2014/3/14)، ما يدل على تنسيق تام بين النظام السوداني مع أمريكا... وأنها أي أمريكا تريد أن تُظهر نفسها كأنها بجانب هذه الحركات ضد النظام السوداني وأنها تريد أن تخضع النظام لمطالب هذه الحركات حتى توقف هذه الحركات هجماتها ومن ثم تأتي للتفاوض مع النظام تحت إشراف أمريكا.


7- والخلاصة، أن تصريحات مندوبة أمريكا ضد اتفاقية الدوحة هي من باب الخداع لإيهام أوروبا وعملائها بأن أمريكا جادة في إشراكهم في الحل لمشكلة دارفور، وأنها توافق على أن تناقش اتفاقية الدوحة بين الفصائل المجتمعة لإيجاد حل لدارفور بموافقة الجميع وعدم إقصاء أي طرف... وحقيقة الأمر أنها متمسكة بالخطوط العريضة الأساسية في اتفاقية الدوحة، وتريد بتصريحاتها إظهار جدِّيتها وأنها مع مصالح أوروبا والحركات التي لم توقع... ولكي توهمهم بمصداقيتها كانت تلك التصريحات التي تظهر الخلاف مع النظام السوداني! وكل ذلك، كما قلنا، هو لخداع أوروبا وعملائها بالإقبال على التفاوض السياسي حول اتفاقية حل مشكلة دارفور، ومن ثم إيقاف الحركات المتمردة أعمالها المسلحة في دارفور بحجة عدم تعكير أجواء التفاوض.

 
إنه لمن المؤلم أن تتحكم في قضايا المسلمين الدول الكافرة المستعمرة على مرأى ومسمع من الحكام الظلمة العملاء في بلاد المسلمين، فيكيد المستعمرون للإسلام وأهله جهاراً نهاراً، ولا يجرؤ حاكم في بلاد المسلمين أن يقول لا! ﴿ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ﴾.

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع