- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
جواب سؤال
آخر المستجدات السياسية في أوزبيكستان
السؤال:
قام مؤخراً في 2015/08/27 مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون وسط آسيا بزيارة لأوزبيكستان، وقبل ذلك بشهر أي يوم2015/7/27 قام قائد القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية بزيارة لأوزبيكستان، وقبل ذلك بأكثر من شهر، أي في 2015/06/12 قام الأمين العام للأمم المتحدة بزيارة أوزبيكستان... فهل هذه الزيارات المتلاحقة هي دليل الوثوق والاطمئنان بقوة العلاقات الأمريكية الأوزبيكية، أم هي دليل ضعف وعدم اطمئنان فتكثف أمريكا هذه الزيارات لتقوية العلاقات خشية استغلال روسيا لهذا الضعف فتنفذ إلى أوزبيكستان؟ هذا جزء من السؤال، والجزء الثاني له علاقة بابنة الطاغية وروسيا، فبعد أن أشيع أنها ستخلف والدها ثم مدد حكم الطاغية من جديد وهي تقبع في الإقامة الجبرية، فهل يعني ذلك أن لها صلة بروسيا فكُشفت ومن ثم كانت الإقامة الجبرية أو أسباب أخرى؟ وأرجو المعذرة على تشعب هذا السؤال، وأُلِحُّ في الجواب حتى وإن كانت أحداث الشرق الأوسط أكثر سخونة منه لكنه بالنسبة لمنطقته ذو أهمية وتأثير، وجزاكم الله خيراً...
الجواب:
لا تثريب عليك، سنجيبك إن شاء الله:
أولاً: موضوع الزيارات:
للجواب على ذلك نستعرض هذه الزيارات والغرض الذي أعلن عنه منها، وما يكون خلف هذا الغرض:
1- أدلى دانيل روزينبلم نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون وسط آسيا أثناء زيارته للعاصمة الأوزبيكية طشقند يوم 2015/8/27 بتصريح صحفي قال فيه: "إن الولايات المتحدة طلبت من أوزبيكستان الانضمام إلى التحالف الدولي ومحاربة تنظيم داعش المتشدد". وقال: "إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يقصف عناصر تنظيم الدولة في سوريا والعراق لديه العنصر العسكري، إضافة إلى الجهود الرامية لوقف تدفق التمويل للإرهابيين. إن التحالف يجمع معلومات عن تحركات الأشخاص عبر الحدود، وأن جهوده تتضمن خمسة أو ستة مسارات أخرى، وأن أوزبيكستان أو أي دولة أخرى تستطيع أن تختار المساهمة في واحدة أو أكثر من تلك العناصر". (رويترز 2015/8/27)...
* فأمريكا تريد أن تضم أوزبيكستان إلى حلفها بذريعة محاربة تنظيم الدولة والإرهاب لتربط أوزبيكستان بها بصورة أقوى وتضعها تحت قيادتها، وقد جربت ذلك سابقاً عندما احتلت أفغانستان فجعلت أوزبيكستان تقف بجانبها في الحرب وتسهل لها حركة تنقلها ووصولها إلى أفغانستان فأقامت حينها قاعدة فيها لتأمين الإمدادات العسكرية إلى هناك. والآن بذريعة محاربة تنظيم الدولة تريد أن تعزز علاقاتها مع أوزبيكستان لتقوي من نفوذها فيها ومن جعلها تحت سيطرتها داخل حلفها.
2- نشرت وكالة أنباء أوزبيكستان الرسمية يوم 2015/7/27 خبر زيارة قائد القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية لويد أوستين لأوزبيكستان، وأنه التقى مع الرئيس الأوزبيكي كريموف الذي رحب به قائلاً: "إن الحوارات المنتظمة على مختلف المستويات والاتجاهات تتيح فرصة لأوزبيكستان والولايات المتحدة لتطوير التعاون متعدد الجوانب وذي المنفعة المتبادلة". وأضافت الوكالة قائلة: "وخلال اللقاء تمت مناقشة بعض القضايا الدولية وخاصة مسائل التعاون من أجل توفير الأمن والاستقرار في المنطقة وجرى تبادل الآراء حيال تسوية قضايا أفغانستان بالطرق السلمية"...
* وهذا يدل على أن أمريكا كانت تبحث عن أساليب جديدة لتقوية نفوذها في أوزبيكستان تحت مسمى تطوير التعاون متعدد الجوانب وذي المنفعة المتبادلة. فهو ليس محصوراً في جانب بل متعدد الجوانب فهو يتعلق بالتعاون لدعم الوجود الأمريكي في أفغانستان كما ورد ويتعلق بانضمام أوزبيكستان لحلف أمريكا في حربها التي تشنها في سوريا وكذلك يتعلق بتعزيز الوجود الأمريكي في منطقة آسيا الوسطى باتخاذ أوزبيكستان قاعدة للانطلاق إلى باقي البلاد المجاورة التي تحيط بها في هذه المنطقة وهي كازاخستان وتركمانستان وقرغيزيا وطاجيكستان. حيث إن هذه المنطقة كلها مهمة بالنسبة لأمريكا لكثرة ثرواتها... ذكرت دير شبيغل الألمانية في تقرير مراسلها من طشقند في 2015/4/15 "... تتمتع أوزبيكستان بثروات كثيرة مع احتياطها الكبير من اليورانيوم والغاز الطبيعي، فضلا عن مناجم الذهب. بالإضافة إلى ذلك تشكل أحد أكبر مصدري القطن في العالم.." وكذلك، وهو أمر مهم: في منافسة روسيا التي ما زال لها وجود وتأثير فيها متفاوت، ثم هي منطقة مجاورة للصين فتريد أمريكا أن تطوق الصين من هذه الجهة وتجعل نشاطها هناك تحت السيطرة.
3- نشرت وكالة أنباء أوزبيكستان يوم 2015/6/13 خبر زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فأشاد رئيس أوزبيكستان كريموف "بأهمية الزيارة الحالية للأمين العام للأمم المتحدة لبلدان آسيا المركزية وبصفة خاصة لأوزبيكستان بهدف الاطلاع على الوضع في المنطقة عن كثب وتبادل الآراء حول القضايا الحيوية" وذكرت أن بان كي مون أشار إلى "إنجازات أوزبيكستان في تحقيق أهداف تنمية الألفية وتوفير سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان والأمومة والطفولة وتطوير نظام التعليم وذلك من خلال إجراء الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية الرامية إلى توفير مصالح الإنسان". وأشار إلى "دور أوزبيكستان في توفير الأمن في أفغانستان وإلى أهمية التوقيع على برنامج دعم التطور لمنظمة الأمم المتحدة للأعوام 2016-2020" وأضافت الوكالة قائلة: "أثناء المحادثات تمت مناقشة المسائل العديدة التي تتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية وسبل تعاون أوزبيكستان مع منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها وصناديقها المختصة"...
*ومع أن بان كي مون ذكر حقوق الإنسان إلا أنه ذكرها على استحياء دون تركيز فقد ذكرت إذاعة الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني تحت عنوان بان كي مون في أوزبيكستان في 2015/6/12 ما نصه (التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في العاصمة الأوزبيكية طشقند، مع رئيس البلاد إسلام كريموف، حيث قال: "إنه لا يمكن تحقيق السلام والتنمية بدون حقوق الإنسان.."، وأشاد بان كي مون بالرئيس إسلام كريموف "على التزامه بسيادة القانون، ولكنه قال إنه يجب أن تكون القوانين المكتوبة حقيقة في حياة الناس." وأكد السيد بان "أن الأمم المتحدة مستعدة لمساعدة أوزبيكستان في تعزيز وحماية الحريات الأساسية").
ولكنه أبرز الثناء والمديح لكريموف وحكمه كما بينا أعلاه، وليس هذا غريباً على تابع من توابع أمريكا، فمن المعلوم أن الأمين العام للأمم المتحدة يأتمر بأمر أمريكا وينفذ سياساتها. فتكون زيارته ضمن هذا الإطار لجذب أوزبيكستان نحو أمريكا بصورة أشد. حيث بزيارته هذه يلمع صورة نظام كريموف ويغطي على جرائمه وما يعتبر انتهاكا لما يسمى حقوق الإنسان ويبارك له في انتخابه لفترة جديدة. وأمريكا لم تكتف بتحسين صورة الطاغية بزيارة مون له بل سبقت ذلك بإرسال وفد قضائي كما ذكرت وكالة أنباء أوزبيكستان في 2015/06/04: "جرى في جامعة طشقند الحكومية للحقوق لقاء بأعضاء وفد رجال القانون الأمريكيين برئاسة السيد جيريمي فوغيل مدير المركز القضائي الفيدرالي بالولايات المتحدة الأمريكية. وأثناء اللقاء تمت الإشارة إلى أنه تجري في أوزبيكستان في إطار تعميق الإصلاحات الديمقراطية وتطوير المجتمع المدني إصلاحات جذرية في النظام القضائي الحقوقي وإعداد الكوادر لهذا المجال". وكل ذلك لتلميع صورة الطاغية كأن لديه قضاءً وقانوناً وليس بطشاً ووحشية!
وليست تهنئة أوباما للطاغية كريموف ببعيدة، فقد هنأه لتمديد حكمه خمس سنوات بانتخابات زائفة ساقطة مفتراة جرت في 2015/3/29، ومن "نزاهتها" أن المنافسين للطاغية في الانتخابات كانوا يدعون له في حملاتهم الانتخابية!! ومع ذلك فلم تنتقدها أمريكا ولا الأمم المتحدة بل كانت التهنئة! وحتى قبل الانتخابات بشهر أي في شباط/فبراير 2015 وافقت واشنطن على تزويد أوزبيكستان بـ300 عربة مدرعة متجاهلة تاريخ الطاغية كريموف باستخدام القوة المسلحة ضد أهل أوزبيكستان... وكل ذلك يدل على أن أمريكا أو الأمم المتحدة لا يهمهما نزاهة الانتخابات وجديتها، وإنما الذي يهمهما أن تكون نتائج هذه الانتخابات لصالحهما، وبالتحديد لصالح أمريكا. ويدل كذلك على أن أمريكا تَعدُّ كريموف ركيزة لها في المنطقة، ومن ثم تبذل الوسع في أن لا يفلت من يدها...
4- ولكن لا يعني هذا أن أمريكا في مأمن من نفاذ روسيا إلى أوزبيكستان، فإن روسيا حاولت وتحاول تقوية العلاقات مع أوزبيكستان وجذب كريموف إليها. فعلى الرغم من انسحاب أوزبيكستان من معاهدة "الأمن الجماعي" وهي الذراع العسكرية - الأمنية لرابطة الدول المستقلة منتصف العام الماضي 2012م، إلا أنها عضو في منظمة شنغهاي ومعروف تأثير روسيا فيها، وقد اجتمعت هذه المنظمة مؤخراً في 2015/7/8، والتقى بوتين خلالها في 2015/7/10 مع طاغية أوزبيكستان كريموف، وقد تناول اللقاء وضع العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ دعا بوتين كريموف إلى القيام بزيارة رسمية إلى روسيا، علما بأن الدولتين تحتفلان في العام الحالي بالذكرى الـ10 لعقد اتفاقية علاقات التحالف بينهما. وتعتبر روسيا من أهم شركاء أوزبيكستان في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية. ويزداد حجم التبادل التجاري بين البلدين. وفي عام 2014 تجاوز هذا المؤشر 6 مليار دولار أمريكي!
ومن الجدير ذكره أن الرئيس الروسي بوتين قد قام بزيارة أوزبيكستان في نهاية العام الماضي، وأعلن عن شطب 860 مليون دولار من ديون أوزبيكستان، ولا يستبعد أن تكون هذه خطوة في طريق المحاولات الروسية في اتجاه النفاذ إلى أوزبيكستان. وكان كريموف قد قال لبوتين خلال تلك الزيارة كما ذكر بيان الكرملين: "إن روسيا دائما حاضرة في آسيا الوسطى وإن مصالحها لعبت دورا هاما في إرساء الاستقرار". (د ب أ 2014/12/11). ومحاولات روسيا هذه واضحة للمراقبين، فقد قالت وكالة فرانس برس وهي تنقل أخبار الانتخابات يوم 2015/3/29"إن المساعدات الأمريكية لكريموف مستمرة وحاولت روسيا جذبه من جديد فقام بوتين في كانون الأول/ديسمبر بزيارة إلى طشقند محاولاً إقناع كريموف لضم أوزبيكستنان إلى الاتحاد الاقتصادي الأورو - آسيوي الذي تقوده موسكو ولكن كريموف رفض مدعيا: أنه يريد الحفاظ على استقلال بلاده بعيدا عن التكتلات السياسية". وهكذا فإن روسيا لم تيأس في محاولاتها إعادة كريموف إلى حظيرتها، فتعمل على تقوية الروابط معه رغم معرفتها بقوة علاقاته مع أمريكا.
5- ولا شك في أن أمريكا تدرك تلك التجاذبات بين روسيا وأوزبيكستان، ولكن الكفة راجحة وبقوة إلى أمريكا، ويمكن القول إنها مطمئنة بقوة نفوذها في أوزبيكستان، ولكنها في الوقت نفسه تدرك أن روسيا لن تتخلى عن أوزبيكستان بسهولة، وعليه فإن الراجح أن تلك الزيارات المتتالية من المسئولين الأمريكان إلى أوزبيكستان هي لدعم الطاغية وتثبيته وتحسين صورته ومن ثم إعطاؤه شحنة متصاعدة من القوة، وكأن أمريكا تقول له لا تخش روسيا... فنحن حولك ومن أمامك ومن خلفك، وكل ذلك لاستمرار نفوذها في أوزبيكستان والحفاظ عليه من أي خطر يأتيه أو ضرر يلقاه من جهة روسيا.
ثانيا: أما ما سألته عن ابنة الطاغية وعلاقتها بروسيا وأنها السبب في إقامتها الجبرية... فهذا مستبعد لأن تصرفاتها لا تؤهلها بأن يعتمد عليها الروس في إدخال نفوذهم إلى أوزبيكستان، فهي أقرب إلى الطيش والفساد منها إلى صاحبة السياسة والحكم، والراجح أن تصرفاتها الهوجاء ووقوعها في الفساد هي التي جعلت والدها يفرض عليها الإقامة الجبرية لخشيته من فسادها على حكمه، ففضائحها المالية تعدت أوزبيكستان إلى أوروبا وأمريكا، حتى أصبحت تلك الفضائح منتشرة انتشار النار في الهشيم، فقد ذكرت وكالة فرنس برس في خبرها الذي نقلناه أعلاه خلال تغطيتها للانتخابات في 2015/3/29، نقلت: "إن تحقيقا فتح بسبب علاقتها بمجموعة إجرامية ورجال أعمال من شركائها" وتضيف الوكالة "... ويقول بعض المراقبين: إن كريموفا بالغت في تقدير سلطتها، ولا يعرف ما إذا كان الرئيس أبعدها عن سابق تصور وتصميم أو على مضض. ولكنه اعتبر أن مواقف ابنته قد تؤدي إلى تقويض استقرار نظامه ووضع مصالح نظامه فوق كل اعتبار" وأضافت "وقد اتهمت بأعمال فساد وأصبحت ملاحقة من قبل عدد كبير من الأجهزة القضائية الأوروبية بتهمة اختلاس 300 مليون دولار من شركة الاتصالات السويدية تيلياسونيرا العاملة في آسيا الوسطى". وكذلك فإن المتحدث باسم مكتب العدل السويسري خلال اتهام ابنة الطاغية بالفساد رفض الإفصاح عن قيمة الأصول المرتبطة بابنة كريموف والتي قامت بلاده بالتحفظ عليها، لكنه أشار إلى أنها أقل من 640 مليون دولار، وهي القيمة التي ذكرتها عدة تقارير صحفية.
والخلاصة أن تلك الابنة غارقة في الفساد ويُستبعد أن تكون إقامتها الجبرية بسبب أن لها صلة بروسيا، بل لأن فضائحها أزكمت الأنوف فخشي والدها الطاغية أن يؤثر هذا الأمر في عرشه فيسقط، فرأى في كف يدها بالإقامة الجبرية مداً لعمر حكمه...!
وفي الختام فإننا نرى أن أمريكا وسائر دول الغرب التي تتشدق بحقوق الإنسان لا يهمها انتهاك نظام كريموف لهذه الحقوق بأبشع صورة، ولا يهمها كل قواعد الديمقراطية التي تتشدق بها أيضا، وإنما الذي يهمهما تحقيق مصالحها هناك. فأمريكا تعمل على جعل النظام مرتبطا بها ارتباطا وثيقا بحيث لا يتذبذب ولا ينأى عن مواصلة العمل معها أو أن ينتكس فيعود لروسيا التي لم تستيئس من مواصلة محاولاتها لجذب أوزبيكستان إليها مرة أخرى...
وخاتمة الختام فإن أهل أوزبيكستان متمسكون بإسلامهم، ولم يحطَّ من عزيمتهم ظلمُ الشيوعيين السابقين وبطشهم، ولا أشياعهم من بعدهم الذين لبسوا لباس العلمانية والليبرالية... إن في أوزبيكستان رجالاً لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً، رجالاً حملة دعوة، جادين مُجِدِّين، يصلون ليلهم بنهارهم في عمل دؤوب لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة، ولن يضعف من عزائمهم بطشُ طاغية أوزبيكستان ولا مجازره، بل لن يطول الوقت بإذن الله حتى يقصم القويُّ العزيز ظهرَ الطاغية، وظهر أعوانه وأسياده المستعمرين، ومن ثم تضيء من جديد بخارى وترمذ وسمرقند، وتشرق الخلافة على أوزبيكستان وآسيا الوسطى وكل بلاد المسلمين ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.