الثلاثاء، 22 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

جواب سؤال: إعلان أمريكا عن خطتها بيع أسلحة لتايوان

 

 

 

السؤال:

 

  في 29/1/2010 أعلن ان إدارة أوباما أبلغت الكونغرس الأمريكي عن خطتها بيع أسلحة لتايوان بقيمة 6,4 مليار دولار تشمل صواريخ مضادة للصواريخ ومروحيات وسفن كاسحات للألغام وأجهزة اتصال للطائرات المقاتلة إف 16.   

فما فائدة أمريكا من صفقة السلاح مع تايوان؟ وكيف تغامر أمريكا بعلاقاتها مع الصين التي دعمتها نسبياً وقت الأزمة الاقتصادية، بالإضافة إلى ما كان يبدو من تحسن في العلاقات بين أمريكا والصين وبخاصة بعد مجيء أوباما وبخاصة زيارته للصين في تشرين الثاني 2009م؟ وهل لتايوان أهمية لأمريكا بعد أن تخلت أمريكا عن اعترافها بها ممثلة للصين؟ أو أن الأمر وراءه أهداف أخرى؟ نرجو توضيح ذلك وجزاكم الله خيراً؟

 

 

الجواب:

 

1- نعم إن إدارة أوباما كما جاء في السؤال قد أبلغت الكونغرس في 29/1/2010م، عن خطتها بيع أسلحة لتايوان بقيمة 6,4 مليار دولار تشمل صواريخ مضادة للصواريخ ومروحيات وسفن كاسحات للألغام وأجهزة اتصال للطائرات المقاتلة إف 16...  

وعلى أثر ذلك... جاءت ردة الفعل الصينية منزعجة وغاضبة بشكل شديد. فقد أعلن نائب وزير الخارجية الصيني خه يا في ردة فعل الصين القوية بحيث اصدر بيانا حذر فيه من أن هذا المشروع الأمريكي ببيع الأسلحة لتايوان" سيلحق ضرراً من دون شك بالعلاقات الصينية الأمريكية، وستكون له تداعيات سلبية وخطيرة على المبادلات والتعاون بين البلدين في مجالات كبرى" وأضاف:" ان هذه الخطوة الأمريكية الجديدة لبيع أسلحة لتايوان التي تشكل جزءا لا يتجزأ من الصين هي تدخل سافر في الشؤون الداخلية وتعرض الأمن القومي الصيني لخطر جسيم وتقوض الجهود الرامية إلى إعادة توحيد البلاد سلميا". "وقد أرسل إلى السفير الأمريكي في بكين احتجاجا شديد اللهجة".(صفحة الصين "شينخوا"30/1/2010)، ومن ثم أعرب وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشيه عن موقف بلاده الحازم تجاه مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوان حيث قال:" إن الولايات المتحدة، في تجاهل سافر للمعارضة القوية والاحتجاج الصيني المتكرر، أعلنت خطتها لبيع أسلحة إلى تايوان بقيمة 6,4 مليار دولار". وقال:" إن هذه الخطوة تتعارض تعارضا صارخا مع البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة وخاصة بيان 17 أغسطس". وأضاف إن ذلك يشكل تدخلا فجَّاً في شؤون الصين الداخلية ويضر بالأمن الوطني للصين وجهود إعادة توحيدها سلميا". وطالب أمريكا على الفور إلغاء القرار الخاطئ المتعلق بهذه الصفقة وان تحترم المصالح الجوهرية للصين وان تحترم التزام الولايات المتحدة بتأييد النمو السلمي للعلاقات عبر مضيق تايوان. (المصدر نفسه) وكذلك فإن وزارة الدفاع الصينية ولجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشعب الصيني قد  أصدرتا بيانات مشابه شديدة اللهجة احتجاجا على صفقة السلاح الأمريكية لتايوان. وعدا ذلك قامت الصين بخطوات عملية متعلقة باحتجاجها، فقد صدر بيان صحفي عن وزارة الخارجية الصينية يقول:" إن الصين قررت وقف برامج التبادلات بين جيشي البلدين بشكل جزئي، وكذا المشاورات على مستوى نواب الوزراء حول الأمن الاستراتيجي وضبط التسلح ومنع الانتشار التي كان من المقرر في الأصل إن تعقد قريبا". وقالت" إن الصين ستفرض أيضا عقوبات على الشركات الأمريكية المتورطة في مبيعات الأسلحة لتايوان". وذكرت:" ان التعاون الصيني الأمريكي في القضايا الإقليمية والدولية الكبرى سيتأثر حتما بسبب تلك القضية"، (شينخوا 30/1/2010).

2- هذا من جهة ردود فعل الصين وسخونتها اللافتة للنظر. أما أمريكا فكان رد فعلها على ردود الفعل الصينية بارداً وغير مبالٍ، حيث لم يصرح احد من المسئولين الكبار في الإدارة الأمريكية بشيء واكتفت هذه الإدارة بتصريح من متحدثة باسم وزارة خارجيتها لورا تشيلر قالت فيه: "مثل هذه المبيعات تسهم في حفظ الأمن والاستقرار عبر مضيق تايوان. وانها تتفق مع السياسة الأمريكية "صين واحدة" وقانون العلاقات مع تايوان، وتتفق كذلك مع البيانات الثلاثة الصينية الأمريكية المشتركة التي توجه العلاقات بين الدولتين"، (رويترز 30/1/2010). هذا مع العلم أن التصرف الأمريكي يعارض فعلاً البيانات الثلاثة، وبخاصة بيان 17 أغسطس الذي تعهدت فيه الولايات المتحدة بعدم السعي لتنفيذ سياسات طويلة الأجل لمبيعات أسلحة لتايوان والعمل على تخفيض مبيعات الأسلحة للجزيرة تدريجيا!  

3- إن تصرف الولايات المتحدة لم يأتِ عشوائيا، ولم يقصد منه الربح التجاري ببيع السلاح لتايوان، وإنما أرادت به أن تضغط على الصين لتتجاوب معها في مسائل عدة منها رفع قيمة العملة الصينية مقابل الدولار، ومسائل تجارية أخرى، وكذلك مسألة الرقابة على ماكينة البحث الالكتروني الأمريكية "غوغل" حيث تدخلت فيها الدولة الأمريكية بشكل مباشر.

4- ثم إن الصين بدأ يظهر عليها العمل السياسي الدولي بعيداً عن محيطها، مستغلةً اهتزاز موقف أمريكا الدولي بسبب أزمة أمريكا المالية، وأزمتها في العراق وأفغانستان، فأرادت أمريكا إيجاد مشكلة مؤثرة في جوار الصين، لإشغالها في موضوع تايوان وتسخينه بعد أن كانت حرارته، أو كادت، تتجمد... هذا من جهة،  ومن جهة أخرى لتكون رسالة إلى الصين بأن أمريكا قوية وبريقها الدولي لم ينطفئ بعد، فضلاً عن أنها رسالة كذلك للدول الكبرى الأخرى.         

5- أما عن أهمية تايوان لأمريكا فهي ليست شيئاً ذا بال أمام مصلحة أمريكا التي تتحقق بعلاقتها مع الصين، فإن أمريكا منذ عام 1979 قد تخلت عن اعترافها بتايوان وأقرت أن الصين الشعبية هي التي تمثل شعب الصين، وأضاف أوباما لهذه المواقف تجاه الصين، مواقف أخرى مشجعة منذ مجيئه إلى الحكم وبخاصة ما حاول إظهاره للصين بالابتسامات العريضة خلال زيارته الأخيرة إلى الصين في تشرين الثاني 2009م، حيث رحب أوباما في زيارته تلك بالدور العالمي للصين. وأعلن نيته تقوية وتطوير العلاقات حتى العسكرية منها... وذلك لأن أمريكا بحاجة للصين في كثير من الأمور سواء أكانت مالية أم تجارية أم في السياسة الخارجية...

6- كل ذلك يدل على أن أمريكا لا يمكن أن تضحي بعلاقاتها مع الصين من اجل 6,4 مليار دولار ولا من اجل تايوان التي لا تساوي شيئا في الخريطة السياسية الدولية، وقد تخلت عنها كدولة تمثل الصينيين...

ولذلك فإنّ تسخين الأجواء مع الصين لن يتجاوز وسائل ضغط محسوبة، وبخاصة وأن أمريكا مقتنعة أن ردة الفعل الصينية لن تصل حد القطيعة في العلاقات بينهما،

حتى إن أحد المسئولين الأمريكيين قد قال مؤخراً: " إن ردة فعل الصين هي مؤقتة".


  

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع