السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

جواب سؤال: إيران توافق على التخصيب خارج أراضيها

 

 

السؤال:

 

ما الذي حدث حتى عادت إيران توافق على التخصيب خارج أراضيها في تركيا، وتوقع اتفاقاً بذلك مع البرازيل وتركيا؟

 

 

الجواب:

 

في الأونة الأخيرة اشتدت الضغوط الأوروبية لفرض عقوبات قاسية على إيران بسبب برنامجها النووي، وازدادت هذه الضغوط مع مجيئ الحكومة البريطانية الجديدة حتى إنها هددت بالأعمال العسكرية، وبطبيعة الحال فهي لا تستطيع وحدها وإنما تقصد جرّ أمريكا إلى التصعيد مع إيران، كما أن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ توجه إلى الولايات المتحدة في أول زيارة خارجية له بعد ثلاثة أيام من توليه لمنصبه ، حيث أكد على ( أنه اختار التوجه إلى واشنطن في أول زيارة له كوزير خارجية بريطانيا للتأكيد على العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة ) الشرق الاوسط 15/5/2010 . في اشارة الى التقرير الذي اصدرته مجموعة من اعضاء مجلس العموم البريطاني في وقت سابق ، يشكك في العلاقات الخاصة بين الجانين . وبهذا يؤكد وليم هيغ  على اهمية هذه العلاقة وحاجة بريطانيا لها .

ولقد تعهد هيغ بالضغط على ايران ، وعبر عن اتفاقه مع الموقف الامريكي وقال ( إن حكومته ستعمل على إقناع الاتحاد الاوروبي على تبني قرارات وإجراءات شديدة مع إيران ، وأضاف : نحن متفقون على الحاجة إلى إرسال رسالة قوية وموحدة حول برنامج إيران النووي ، وتمرير قرار مجلس الامن ، وبعدها ستلعب المملكة المتحدة دورا أساسيا في التأكيد على أن هناك تحركا حازما من الاتحاد الاوروبي لمتابعة مثل هذا القرار ) الشرق الاوسط 15/5/2010 . وطلبه تشديد العقوبات على إيران كمرحلة أولى تقود إلى إيجاد الشرعية الدولية لعمل عسكري . حيث قال ( لم نستثن دعم العمل العسكري مستقبلا ولكننا لا ننادي به ) المصدر السابق نفسه، وهذا  ليس مجرد ضغط تفاوضي فحسب على إيران بل هو موقف بريطانيا  ، ولقد كان واضحا أثناء الشغب الذي اجتاح إيران عقب الانتخابات الرئاسية ، أن ((بريطانيا )) تحاول جاهدة زعزعة النظام الايراني والقضاء عليه، وهي تحاول إيجاد رأي أوروبي ضاغط بالتعاون مع فرنسا وألمانيا، ناهيك عن الضغط الإسرائيلي في هذا الاتجاه، فكان أن قامت أمريكا بالاتفاق مع إيران على تكليف رئيس البرازيل ورئيس وزراء تركيا للذهاب إلى إيران وتوقيع اتفاق تبادل اليورانيوم، وبالتالي لوقف زخم التهديدات والعقوبات التي ترفع شعارها أوروبا، وبخاصة بريطانيا وخلفها فرنسا، بالإضافة إلى "إسرائيل"، وهكذا كان، فقد وقَّعت إيران الاتفاقية الأخيرة برعاية البرازيل وتركيا وهي تنص على موافقة إيران على إرسال 1200 كيلوغرام من اليورانيوم ضعيف التخصيب بنسبة 5.3% إلى تركيا لمبادلته مع 120 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 20% وهو المطلوب لمفاعل الأبحاث السلمية الموجود في طهران، وكان جوهر هذا الاتفاق قد اقترحته وكالة الطاقة الذرية للخروج من انسداد الأفق في المفاوضات بين إيران والدول الخمس الكبرى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا قبل عام تقريباً وفشل ذلك الاتفاق وقتها بسبب الضمانات والثقة.

وقد أُضيف إلى هذا الاتفاق الجديد بندان رئيسيان يتعلقان بالضمانات والثقة وهما:

  • 1) أن يكون التخصيب في تركيا محل وسط.
  • 2) إذا فشلت المفاوضات حول تطبيق هذا الاتفاق مع مجموعة فينا المكونة من أمريكا وفرنسا والوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن تركيا ملزمة بإعادة اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب إلى إيران.

وبالتدقيق في هذا الاتفاق نجد أن أمريكا هي التي شجَّعت البرازيل وتركيا للقيام برعايته فقد نقل موقع (France24) ما نصه: "شجَّعت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا زيارة "لولا" رئيس البرازيل إلى طهران رسمياً واعتبرتها بمثابة الفرصة الأخيرة لتجنب عقوبات". ونقلت صحيفة المصري بتاريخ 18/5/2010 هذا الخبر نفسه نقلاً عن وكالات أنباء لم تُعينها.

وبدأت قصة هذا الاتفاق مع مأدبة العشاء التي دعا إليها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر بما فيهم الدول الخمس العظمى وتركيا والبرازيل وهما عضوان غير دائميين في مجلس الأمن الدولي على هامش مؤتمر متابعة تطبيق معاهدة الحد من الانتشار النووي.

وقد حضر مأدبة العشاء تلك الرجل الثاني في البعثة الأمريكية للأمم المتحدة أليخاندرو وولف، وقد شارك في المأدبة ممثلون على مستوى السفراء أو على مستويات أقل لجميع أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر.

ونقلت الأنباء قول مسؤول أمريكي قبل مأدبة العشاء أن: "الولايات المتحدة تعتبر هذه المأدبة فرصة جديدة لإيران لتثبت لمجلس الأمن أنها قادرة على الوفاء بموجباتها".

إن نجاح تمرير هذه الاتفاقية يعني إنقاذ إيران وفي اللحظة الأخيرة من العقوبات المؤكدة التي كانت أوروبا تُجهزها مع الولايات المتحدة والصين وروسيا وألمانيا، ومنح إيران على الأقل ثلاثة أشهر أخرى قبل إيقاع العقوبات عليها فيما لو حدث أي اختلاف مستقبلاً.

ولا شك أن تصرف تركيا والبرازيل كان بإيعاز من أمريكا لهما، بدليل أن البرازيل وهي القوة الاقتصادية الثامنة في العالم تحتاج إلى أمريكا في استمرار نمو اقتصادها وهي قد وقَّعت قبل أشهر على اتفاقية دفاع عسكري مع أمريكا.

وأما تركيا فقد صرَّح أردوغان رئيس الوزراء التركي بأنه سينسق مع أمريكا مباشرة مسألة تنفيذ بنود الاتفاقية.ثم صرح بعد ذلك بأن ما تم كان بتنسيق مع واشنطن...، ومثل هذا التصريح ورد عن البرازيل!

إن اعتماد أمريكا على تركيا والبرازيل وقت الحاجة يساعدها في المراوغة في إيقاع العقوبات على إيران كما تريد أوروبا ودولة يهود من ناحية، ومن ناحية أخرى يعني استفادة أمريكا من الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن على حساب الأعضاء الدائميين.

وخلاصة القول أن دخول تركيا والبرازيل كطرفين جديدين في الملف النووي الإيراني يساعد أمريكا على تجنيب إيران إيقاع أي ضربة أو عقوبات قاسية تتربص بها، لأن دخول البرازيل وتركيا في توقيع الاتفاقية هو كسر واضح لوحدة ما يُسمى بالمجتمع الدولي ضد إيران في هذا الملف.

كما أن الاتفاق صيغ صياغة عامة تتطلب مفاوضات على تنفيذه، وهذا يعطي فرصة لإيران لالتقاط الأنفاس من ضغط المجتمع الدولي وبخاصة أوروبا، وسواء أنفذ الاتفاق عاجلاً أم آجلاً، فإن موجة الضغط على إيران تهدأ بالتدريج، وكذلك إحراج أوروبا ودولة يهود لأمريكا للقيام بعمل عسكري أو حتى بعقوبات مؤثرة فعلياً، هذا الإحراج يكون كذلك قد زال.

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع