- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
تأملات في كتاب: "من مقومات النفسية الإسلامية"
الحلقة الرابعة والسبعون
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على إمام المتقين, وسيد المرسلين, المبعوث رحمة للعالمين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, واجعلنا معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أيها المسلمون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في هذه الحلقة نواصل تأملاتنا في كتاب: "من مقومات النفسية الإسلامية". ومن أجل بناء الشخصية الإسلامية, مع العناية بالعقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية, نقول وبالله التوفيق: عنوان حلقتنا لهذا اليوم هو: "أحاسنكم أخلاقا" وقد سبق الحديث عن ثلاثة عشر من الأخلاق الحسنة:
رابع عشر: توقير العلماء وكبار السن وأهل الفضل: قال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب}. (الزمر9) وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد، ثم يقول: "أيهما أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد" رواه البخاري.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "البركة في أكابركم" رواه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري، وابن حبان في صحيحه، وقال ابن مفلح في الآداب إسناده جيد.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا" رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه". قال المنذري رواه أحمد بإسناد حسن, وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن.
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا" رواه أحمد والترمذي وأبو داود والبخاري في الأدب المفرد. قال النووي حديث صحيح.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم ثلاثا، وإياكم وهيشات الأسواق". رواه مسلم. و"هيشات الأسواق" ما يكون فيها من الجلبة وارتفاع الأصوات، نهاهم عنها لأن الصلاة حضور بين يدي الحضرة الإلهية، فينبغي أن يكونوا فيها على السكوت وآداب العبودية، وقيل: هي الاختلاط، والمعنى: لا تكونوا مختلطين اختلاط أهل الأسواق، فلا يتميز أصحاب الأحلام والعقول من غيرهم، ولا يتميز الصبيان والإناث من غيرهم في التقدم والتأخر، ويجوز أن يكون المعنى: قوا أنفسكم من الاشتغال بأمور الأسواق، فإنه يمنعكم أن تلوني.
وعن أبي سعيد سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: "كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما، فكنت أحفظ عنه، فما يمنعني من القول إلا أن ههنا رجالا هم أسن مني". متفق عليه. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط". رواه أبو داود وقال: النووي حديث حسن. وقال ابن مفلح بإسناد جيد.
خامس عشر: الإيثار والمواساة: عن أبى هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني مجهود. فأرسل إلى بعض نسائه فقالت والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء. ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك حتى قلن كلهن مثل ذلك لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء. فقال "من يضيف هذا الليلة رحمه الله". فقام رجل من الأنصار فقال أنا يا رسول الله. فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية قال لامرأته: هل عندك شيء؟ قالت: لا إلا قوت صبياني. قال فعلليهم بشيء فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه. قال فقعدوا وأكل الضيف. فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال " قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة". متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طعام الاثنين كافي الثلاثة, وطعام الثلاثة كافي الأربعة" متفق عليه.
وعن أبى سعيد الخدري قال: "بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له قال: فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له, ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له". قال: فذكر من أصناف المال ما ذكر, حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل". رواه مسلم.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة, جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد, ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية, فهم مني وأنا منهم". متفق عليه.
فإذا التزم المسلم بالأخلاق الفاضلة, باعتبارها أحكاما شرعية واجبة الاتباع طاعة لله: امتثالا لأوامره, واجتنابا لنواهيه, فإنه يسمو ويرقى في المرتقى السامي من علي إلى أعلى, ومن شاهق إلى شاهق, ولله در الناظم حيث قال:
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طـيبا زد في تـقى ضع ظـالما
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد احمد النادي
وسائط
1 تعليق
-
أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..