- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حملة الدعوة الثابتون على الحق
هم أمل الأمة في الخلاص من الواقع الفاسد
الجزء الثاني
أيُّهَا الشَّبابُ: أنتُمْ وَأمثَالُكُمُ الغُرَبَاءُ الذِينَ قَالَ اللهُ فِيكُمْ وَفِي أَشبَاهِكُمْ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيم﴾. (فصلت:30-32) أَسَمِعْتُمْ كَيفَ يُطَمئِنُكُمْ رَبُّكُمْ فَيَقُولُ لَكُمْ: ﴿أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا﴾ وَيُبشرُكُم بِالجنَّةِ الَّتِي أعَدَّهَا لِعِبَادِهِ المُؤمِنينَ؟ ثُم يَزِيدُكُمُ اطمِئْنَاناً فَيُخَاطِبُكُمْ بِأُسلُوبِ العَظَمَةِ الذِي يَلِيقُ بِجَلَالِهِ وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ، فَيَقُولُ لَكُمْ: ﴿نَحنُ أولِيَاؤكُمْ﴾ أَيْ أَنَّ اللهَ نَاصِرُكُمْ وَمُعِينُكُمْ عَلَى عَدُوِّكُمْ. وَقَولُهُ تَعَالَى: ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُون﴾ أيْ: لَكُمْ فِي الجنَّةِ مَا تَطلُبُون. فَكُونُوا رِجَالاً بِحَقٍّ كَمَا وَصَفَكُمْ رَبُّكُم حَتَّى تَستَحِقُّوا هَذَا التَّكرِيمَ مِنْ رَبِّ العَالمينَ، فَقَدْ وَصَفَكُم في مَوضِعٍ آخَرَ بِقَولِهِ: ﴿مِنَ المؤمِنينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبدِيلاً﴾. وَتَذَكَّرُوا إِخوَانَكُمُ الذِينَ كَانُوا بِالأَمْسِ القَرِيبِ بَينَكُمْ، وَقَضَوا نَحْبَهُمْ وَهُمْ ثَابِتُونَ عَلَى حَمْلِ الدَّعْوَةِ، فَخُتمَ لَهُمْ بِخَيرٍ، وَفَازُوا بِنَعِيمِ الجنَّةِ، وَمُرَافَقَةِ النَّبِيَّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، نَحسَبُهُمْ كَذَلِكَ وَاللهُ حَسِيبَهُمْ وَلَا نُزكِّي عَلَى اللهِ أَحَداً. نَسأَلُ اللهَ لَهُمُ الرَّحْمَةَ، وَلَنَا وَلَكُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ حُسْنَ الخِتَامِ.
أيُّهَا الشَّبابُ: أُوصِيكُمْ أَلَّا تَلْتَفِتُوا إِلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ الذِينَ بَاعُوا آخِرَتَهُمْ بِمَتَاعٍ مِنَ الدُّنيَا قَلِيلٍ، وَعَرَضٍ زَائِلٍ، وَتَركُوا حَمْلَ الدَّعْوَةِ، وَصَارُوا يُخَذِّلُونَ الثَّابِتِينَ. فَالإِسلَامُ بَدَأَ بِالقَلِيلِ فِي مَكَّةَ، لَم يُؤْمِنْ بِهِ إِلَّا ثُلَّةٌ قَلِيلةٌ، وَأكثَرُ الخَلْقِ عَادَوا دَعْوَةِ الحَقِّ، وَعَانَدُوا النَّبيَّ e وَآذَوهُ، وَآذوا أَصْحَابَهُ الذِينَ أَسْلَمُوا مَعَهُ، ثُمَّ انتَقَلَ إِلَى المدِينَةِ مُهَاجِراً، وَانتَقَلَ مَعَهُ مَنْ قَدِمَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وكَانُوا غُرَبَاءَ أَيضاً حَتَّى كَثُرَ أَهْلُ الإِسلَامِ فِي المدِينَةِ وَفِي بَقِيَّةِ الأَمْصَارِ، ثُمَّ دَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللهِ أفوَاجاً بَعْدَ أَنْ فَتَحَ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ مَكَّةَ، فَكَانُوا أَوَّلَ الأمرِ غُرَبَاءَ بَينَ النَّاسِ، وَكَانَ أكثَرُ الخَلْقِ عَلَى الكُفْرِ بِاللهِ، وَالشِّركِ بِه سُبحَانَهُ، ثُمَّ هَدَى اللهُ مَنْ هَدَى عَلَى يَدِ رَسُولِهِ محمد e وَعَلَى يَدِ أَصْحَابِهِ، فَدَخَلُوا فِي دينِ اللهِ، وَأخَلَصُوا العِبَادَةَ لَهُ جَلَّ وَعَلَا، فَصَارُوا لَا يَعبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَحْدَهُ، فَهَؤُلاءِ هُمُ الغُرَبَاءُ، وَهَكَذَا هُمُ الغُرَبَاءُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، يَستَقِيمُونَ عَلَى دِينِ اللهِ، عِندَمَا يَتأخَّرُ النَّاسُ عَنْ هَذَا الدِّينِ، وَيَكفُرُونَ وَتَكثُرُ مَعَاصِيهِمْ وَشُرُورِهِمْ يَستَقِيمُ الغُرَبَاءُ عَلَى طَاعَةِ اللهِ وَدِينِهِ، فَلَهُمُ الجَنَّةُ وَالسَّعَادَةُ وَلَهُمُ العَاقِبَةُ الحَمِيدَةُ فِي الدُّنيَا وَفِي الآخِرَةِ. وَهَا أنتُمْ مَعْشَرَ الشَّبَابِ تَسْمَعُونَ بِآذَانِ رُؤُوسِكُمْ، وَتَرَونَ بِأُمِّ أَعيُنِكُمُ مُخَالَفَةَ بَعْضِ المَارِقِينَ لِأَحكَامِ الإِسلَامِ، وَيُجَاهِرُونَ بِذَلِكَ عَلَى وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الإلكترونِيِّ دُونَ حَيَاءٍ، وَلَا خَجَل مِنَ اللهِ تَعَالَى وَلَا مِنْ عِبَادِهِ، وَتُشَاهِدُونَ فِي الوَقْتِ نَفْسِهِ ثَبَاتَ إِخْوَانِكُمْ عَلَى حَمْلِ الدَّعْوَةِ وَتَفَانِيهِمْ فِي القِيَامِ بِأَعْبَائِهَا.
كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد النادي
#YenidenHilafet
#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah