- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حكام آل سعود من مرحلة التوحيد إلى حقيقة التجديف!
ما كان حكام آل سعود من عهد أبيهم وجدهم الهالك عبد العزيز إلى نسله المشؤوم في يوم الناس هذا إلا أعداء شديدي النكاية في الإسلام وأهله، تمسحوا بالإسلام نفاقا وكذبا حينا من الدهر خدمة لسيدهم الكافر المستعمر، فزعموا توحيدا لإخفاء سوأة عمالتهم وخيانتهم لله ورسوله والمسلمين، واستفزوا بادعائهم التوحيد خلقا كثيرا وأَغْوَوْا بتدليسهم جمعا عظيما، فكانوا بحق خنجرا شديد السم أُهلِك به صنف من الناس وخُدر به آخر وشُلَّت به حركة ثالث. وقد صرح صبي سلمان لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية سنة 2018 عن بعض من حقيقة الخديعة قائلا: "إن بلاده نشرت الوهابية بطلب من حلفائها لمواجهة نفوذ الاتحاد السوفيتي"، وما كان حلفاؤهم إلا دول الغرب الكافرة.
ثم حكام آل سعود في كل هذا عملاء خونة، في عمالتهم يتقلبون وفي خيانتهم يتناسلون وفي غيهم سادرون. بالأمس كانوا مدفعا من مدافع أوروبا الكافرة ولغما من ألغامها، كانوا قنبلة للكفرة الإنجليز في هدم صرح الإسلام العظيم ومحو خلافته مكمن ومستقر ومستودع أحكامه وشريعته، والذابة عن حياضه وحمى بيضته وعياله، بعد أن فارقوا جماعة المسلمين وشقوا عصا السمع والطاعة ونازعوا خليفة المسلمين أمره وسلطانه في أرض الله، وحادّوا الله فيما أوجب من وحدة الخليفة وحرمة تعدد الخلفاء، وعصوا أمر النبي ﷺ فيما رواه مسلم من كتاب الإمارة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الآخَرَ مِنْهُمَا»، بل في غيهم ظاهروا الكافر الإنجليزي على خليفة المسلمين وأمعنوا في تفتيت كلمة المسلمين وكشف أرضهم لعدوهم، واستباحوا في منكر فجورهم دماء المسلمين وفي شنيع وقبيح صنائعهم سبوا حرائر المسلمات العفيفات واستحلوا أموالهم، وكأنك بهم بذرة للخوارج لا نسلاً منهم. نصَّبوا شقِيَّهم عبد العزيز بن محمد بن سعود ثم ولده سعود رئيسا ورأسا لخيانتهم ولم يكن إلا عميلا رخيصا لكفرة الإنجليز العدو اللدود للإسلام وأهله. فكان حكام آل سعود بحق مدفعا من مدافع الصليبيين فحاربوا خلافة المسلمين وجيوشهم بتحريض من الكفرة الإنجليز وإمداد منهم، فاستحلوا الدم الحرام بمكة الحرم ومدينة الحرم النبوي والرياض بولاية الحجاز وبعدها بحمص وحلب بولاية الشام ثم بكربلاء بولاية العراق، فاستحلوا دماء المسلمين وعاثوا في أرضهم فسادا وخرابا ثم أسلموا رقاب المسلمين لعدوهم الكافر المستعمر، وهي لعمرك سبة الدهر ألحقها حكام آل سعود بأنفسهم وكانوا لها أهلا.
أما اليوم وقد أعلنها الغرب الكافر صريحا فصيحا حربا على الإسلام وأهله، بعد هزيمته الفكرية المدوية وإفلاسه الحضاري في تحويل هذه الأمة حضاريا إلى مستنقع فلسفته وعدمية فكره، وها هو في يأسه وبؤسه يخوض آخر حروبه ضد الإسلام وأهله، وقد استجلب علينا أوباشه وعملاءه ومرتزقته وسفلة القوم وأراذلهم وأخلاطهم لعلَّه وعساه في هوانه وأرذل عمره ينجز ما تعذر واستحال عليه إنجازه وهو في سطوة مقتبل عمره. ثم كان حكام آل سعود من سفلة السفلة جزءا من حربه وفي خستهم ورخص عمالتهم بعد أن سقط القناع وتكشفت سوأتهم وباتوا في عراء الخيانة التام، أعادوها حربا شعواء على الإسلام وأهله وأوكلوا بها كبير سفهائهم سلمان وصبيه الغر المغفل رويبضة زمانه وشقي قومه. وكانوا قد جعلوا من بلاد الحرمين قاعدة متقدمة في الحرب الصليبية التي أعلنها حكام أمريكا آل بوش الكفرة المجرمون على بلاد المسلمين، فكانوا بحق لأبي رغال خلفا ومن نسل ابن العلقمي فرعا.
ثم على عادة خونتهم افتتحوا لرأس الكفر والإرهاب أمريكا سنة 2017 مركزا ضرارا في الرياض جعلوا كُنْيَتَه "اعتدالا" وسموه المركز العالمي لمكافحة التطرف، خدمة لأمريكا في حربها الحضارية للإسلام وأهله. وقبلها كان نظام آل سعود في فجوره وسفوره قد أنشأ هيئة لإشاعة الرذيلة والفاحشة في أبناء المسلمين في أرض الحرمين وسماها هيئة الترفيه، ليستحل بها الفجور كله لا يستثني منه شيئا. ثم سنة 2019 كانت وثيقة مكة الظالمة الآثمة ذات السبعة عشر بندا، ما من بند فيها إلا ويؤسس للظلم والفجور والمروق من الدين، وما كانت إلا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وصدا عن سبيل الله وزيغا واعوجاجا وانحرافا وإرصادا لمن حارب الله ورسوله وأولياءه وعباده المتقين.
ثم ها هم حكام آل سعود قد ضاقوا بنفاقهم ذرعا، فأعلنوها صريحا فصيحا كفرا لا شية فيه ولا لبس عبر مؤتمر الرياض للفلسفة، وما كانت فلسفته إلا كفر الغرب فإن كان لكفر الغرب من قواعد وأصول فهي فلسفته، فهي كتاب كفره وديوان إلحاده وسجل أحكامه وشرائعه وأصل وجذر موبقاته وشروره. فقد استجلب حكام آل سعود الخونة لمؤتمر ضلالتهم سفلة الكفرة من زنادقة وملاحدة ومضلي الغرب وسقط أخلاطهم من غلمانهم بأرض المسلمين. وما كان مؤتمر الضلالة هذا إلا قنبلة أخرى ألقيت فينا من مدفع الغرب الكافر المستعمر وهي محشوة كفرا وضلالا، في محاولة أخرى منه في قهر هزيمته الفكرية أمام الإسلام العظيم وفشله الحضاري، يبغي بها هدم إيمان قائم فينا وحكام آل سعود هم معول هدمه، فاستضافة هذا الجمع من الركام البشري من الملاحدة والزنادقة والضالين المضلين بأرض الحرمين هو لإشاعة ونشر ترهات وسقيم فلسفة الغرب وعقيم فكره الغارق في العدمية والعبث واللامعنى، فلسفته هذه التي بات أصحابها من ذوي العقول يتنذرون من شؤمها وشرور مآلاتها ووخيم عاقبتها. لكن حكام آل سعود كعادتهم في عمالتهم وخيانتهم لله ورسوله والمسلمين أبَوْا إلا نشر وإشاعة كفر الغرب في أرض الإسلام والنبوة بلاد الحرمين.
ما كان حكام آل سعود إلا مصيبتنا وبليتنا وخَبَث أرضنا ومادة ابتلائنا، بهم نبتلى ونختبر ويكأن فيهم يتلى قول الجليل سبحانه: ﴿لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾.
معشر المسلمين: خبرنا أن ليس البلية في أيامنا هذه عجبا بل السلامة في الدين أعجب، فالله الله في دينكم والثبات الثبات عليه واسألوا مقلب القلوب تثبيتها على دينه في زمن تزاحمت علينا فيه بوائق وشرور وفتن حكام الضرار، وابرأوا إلى الله من صنيعهم وشنيع خياناتهم وانفضوا عنكم غبار المهانة وانزعوا عنكم لباس الذل واكسروا أغلال القهر، واتخذوا من تحكيم شرع ربكم قضية مصيرية لكم وانتزعوا سلطانكم المغصوب من هكذا رويبضات وأقيموها خلافة راشدة على منهاج النبوة لتستحقوا بحق تكريم بارئكم؛ قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾.
﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مناجي محمد