الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

فاروق حبايب؛ رجل كبير فارق الحياة... فلنوفِّه بعض حقه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أقدم التعازي بوفاة الأخ فاروق حبايب أبو محمود، إلى أهله وإلى الحزب؛ أميره وشبابه.


لقد أردت أن أذكر شيئا عن هذا الرجل الكبير ليُوفَّى بعض حقه، ولتُعرَفَ مآثر الرجال من حملة الدعوة في حزب التحرير الذين أفنوا عمرهم في حمل الدعوة إلى الله وإلى تحكيم شرعه وجعل كلمته هي العليا بإقامة الخلافة.
التقيت الأخ فاروق أبو محمود رحمه الله في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وقد عرف الشيخ المؤسس للحزب تقي الدين النبهاني رحمه الله من قرب حيث تتلمذ على يده وعمل معه، وكان يقوم بمهمات يكلفه بها الشيخ.


رأيته واثقا من النصر، ولكنه كان يقول: سيأتي النصر على مراحل بعد تقلبات ومحاولات، وضرب مثالا كيف أن النصر على الصليبيين لم يأت فورا إذ قامت محاولات عديدة لدحرهم فجاء عماد الدين زنكي ونور الدين زنكي، إلى أن جاء صلاح الدين الأيوبي... وكيف أنه استدرج الصليبيين لمحاربتهم في الوقت وفي المكان اللذين عينهما هو، ولم يكن الصليبيون مستعدين لتلك الحرب في ذلك الوقت. ولذلك يجب الصبر والمثابرة والعمل الجاد والثقة بالله حتى يتحقق النصر.


ومما حدثني به الأخ فاروق رحمه الله أنه حمل رسالة الحزب إلى الرئيس العراقي عبد السلام عارف ليحضَّه على نصرة الحزب حتى يعلن الخلافة فقرأها عارف وتأثر بها كثيراً، ولكنه كان خائفاً من طغيان عبد الناصر على الرأي العام في المنطقة في تلك الحقبة ومن هيمنة أمريكا التي تقف وراء عبد الناصر، وكان غير واثق بأنه يمكن أن تثبت الخلافة ويمكن إدارة الدولة في ظل الهيمنة الأمريكية، ولذلك سار مع عبد الناصر في الخط الأمريكي، فهذا الخوف جعله متردداً فلم يعط النصرة للحزب، مع العلم أنه أظهر استعداداً لنصرة الحزب قبل أن يصل إلى الحكم ويقوم بانقلاب على الطاغية عبد الكريم قاسم في 8 شباط عام 1963. ففوَّت عبد السلام عارف فرصة ذهبية لإقامة الخلافة وكانت لدى العراق مؤهلات لأن تكون نقطة ارتكاز، ولم يرد عبد السلام عارف أن يسجل لنفسه صفحة مشرقة وشرفاً في الدنيا والآخرة، ولم تدم له الحياة ولا الحكم، حيث لقي مصرعه في 13 نيسان عام 1966...


زارنا الأخ فاروق رحمه الله في تركيا وكنا نعمل بهمة ونشاط لتركيز العمل فيها... وكانت آراؤه ثاقبة ورؤيته بعيدة، لقد دار بيني وبينه حديث حول العمل في تركيا، فلفت نظري إلى بعض الأمور اللازمة لتركيز العمل... وكان ما أشار به صحيحاً موافقاً لما كان يطلبه منا الأمير الثاني الشيخ عبد القديم زلوم رحمه الله، وهو الذي شارك في بناء العمل في تركيا ويعرف ماهية الصعوبات فيها.


لقد تحقق ما كان يريده الأخ فاروق وما كان يوصي به الأمير عبد القديم، فقد تركز العمل في تركيا وتجذر وتوسع، خاصة على عهد الأمير الحالي عطاء الخير حفظه الله، وأصبح القائمون على العمل من أهل البلد واثقين بقيادة الحزب، متفانين في العمل بصدق وإخلاص وثبات، وهذا بفضل ومنة من الله.


رحم الله الأخ فاروق الذي شرفه الله بحمل هذه الدعوة مع حزب التحرير وجعل أعماله في ميزان حسناته، وأسكنه فسيح جنانه.


وصدق الله العظيم الذي بشر عباده العاملين الصادقين بقوله: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


أسعد منصور

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع