السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خطبة عيد الفطر المبارك 1445هـ

حمد طبيب – بيت المقدس

 

الحمد لله رب العالمين...

الله أكبر.. الله أكبر... الله أكبر...

 

الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا... لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده... لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون...

 

الله أكبر أيها المسلمون: تقرع آذان الحكام الأذلاء الجبناء الرويبضات، صباح مساء، الله أكبر من خياناتكم، من مؤامراتكم، ومن وقوفكم في صف يهود، وأمريكا ومن شايعها وناصرها...

 

الله أكبر أيها المسلمون: ترتفع فوق الغمام، ترفع بها أصوات المظلومين من غزة هاشم، يقولون: ربنا أفرغ علينا صبرا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، المجرمين، الظالمين... ربنا أجرنا من جور الكفار وأعوان الكفار ممن تآمروا علينا، ربنا أجرنا من بطش يهود، وظلم يهود وفساد يهود وشرورهم...

 

الله أكبر يرددها أطفال غزة من تحت الردم والركام: ربنا انتقم ممن قتلنا وقتل آباءنا وأمهاتنا وإخواننا... ربنا احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا يا رب المستضعفين...

 

الله أكبر أيها المسلمون: تلهج بها ألسنة المسلمين في الأرض، ربنا اجعل لنا من لدنك سلطانا نصيرا، نقاتل من ورائه، ونتقي به؛ لتحرير المسرى والأسرى، وإنقاذ إخواننا في غزة هاشم وأرض الرباط؛ الأرض المباركة...

الله أكبر أيها المسلمون: تنادي بها حرائر المسلمين في قبضة يهود تقول بأعلى صوتها: وا معتصماه، واصلاحاه، وا أمتاه، وا خليفتاه... نغتصب ونمتهن، وتنتهك أعراضنا، وتسفك دماؤنا فهل من مغيث؟ هل من مجيب؟ هل من ناصر؟

 

الله أكبر أيها المسلمون: ينادي بها الجوعى والمشردون: يا أمة الإسلام، لا نجد سدادا من عيش، ولا قواما ولا كفافا، مات أطفالنا من الجوع، وقتل أبناؤنا من أجل كيس من الطحين، أين خيرات المسلمين؟ ترسل إلى كيان يهود من تركيا والأردن ومصر والإمارات ولا تصل إلينا!!

 

أيها المسلمون: يظللنا العيد بوشاح الصمت والحزن والأسى، يظللنا العيد بوشاح الخذلان من قبل حكامنا، يظللنا العيد بفقد الأحبة من شهداء وأسرى ومفقودين، يظللنا العيد بوشاح المؤامرات على الأقصى، وأرضه المباركة، من وسطاء تارة ومن رعاة السلام تارة، ومن الرباعية والثلاثية وغير ذلك... يظللنا العيد وإخوة لنا ما زالوا تحت الردم والدمار... وأمة الملياري مسلم لا تحرك ساكنا أمام حفنة ذليلة من يهود، ضربت عليها والذلة والمهانة والمسكنة إلى يوم القيامة.. أصبح المسلمون في هؤلاء وهؤلاء أضيع من الأيتام على مائدة اللئام بل أشد من اللئام!! فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

 

أيها المسلمون: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، فهذه الشدة هي مفتاح الفرج والنصر؛ ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾، «وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ»، «بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ، فَمَنْ عَمِلَ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ»، «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ، لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: «بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ». فعما قريب ستكون هذه الأرض مقبرة لليهود، تماما كما كانت مقبرة للصليبيين والمغول من قبل.

 

أيها المسلمون: لقد كانت الحرب على غزة وكافة أرض الرباط - رغم ما وقع فيها من شرور - كانت عنوانا للخير ومفتاحا له بإذن الله؛ فقد سقطت كل أفكار الغرب ومبادئه ومؤسساته الدولية، وظهر عوارها وزيفها وكذبها، وسقط الحكام في الطين والأوحال والأوساخ حتى صاروا يحاولون إنقاذ أنفسهم بالتودد والتذلل لحمايتهم من شعوبهم بإنهاء مأساة غزة هاشم ﴿إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ، وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾.

 

نسأله تعالى أيها المسلمون أن يجعل من هذه الحرب شعلة نار على رؤوس الكافرين أجمعين ومن ناصرهم من حكام المسلمين، وشعلة نور وتبصّر لأمة الإسلام تنير لها طريقها وترشدها إلى طريق خلاصها، فإن الله عز وجل لن يضيع هذه الدماء، ولن يغفل عن الظلم والظالمين ﴿قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ﴾. ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ﴾.

 

فإن بعد هذا الظلام الدامس فجر مشرق وضاء، وأن أشد الآلام، وأكثرها نزفا هي ما يسبق خروج المولود من رحم أمه. وهذه الآلام أيها المسلمون، وهذه الدماء هي علامات ميلاد جديد يشرق على وجه الأرض؛ فيضيء مشارقها ومغاربها... اللهم عجل لنا يا ربنا بشمس الإسلام ونور الإسلام.. اللهم آمين.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

 

==============

 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث هداية ورحمة للعالمين...

الله أكبر... الله أكبر.. الله أكبر...

 

أيها المسلمون: لقد أكرمكم الله عز وجل بختام صوم رمضان وقيامه، ونسأله تعالى أن تكونوا ممن أعتقت رقابهم من النيران، وممن يدخلون باب الريان بصيامهم.

 

أيها المسلمون: تذكروا وأنتم في هذا العيد الطاعة والقربى وأن تكون الفرحة تتناسب مع الأحداث الجسام التي تعصف بأمة الإسلام.

 

أيها المسلمون: كونوا بعد رمضان كما كنتم في رمضان ﴿فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾.

 

وفي الختام: نسأله تعالى أن يجعل هذه الطاعات والقربات مقدمة لرضا الله عز وجل في الدنيا والآخرة، ودخول باب الريان، ونسأله تعالى أن يكرم ذوي الشهداء بشفاعتهم يوم القيامة، وأن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يكرم ذوي الأسرى بفكاكهم، وذوي الجرحى بشفائهم، وأن يكرم أمة الإسلام بالفرج القريب، وتحرير الأسرى والمسرى، وأن يعيد علينا العيد القادم وقد أدينا صلاة العيد في ساحات المسجد الأقصى المبارك؛ وقد تحرر من دنس يهود في ظل خلافة الإسلام، ورايات الإسلام وتكبيرات الإسلام؛ الله أكبر الله أكبر الله أكبر... وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم الطاعات والقربات...

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع