الأربعاء، 25 محرّم 1446هـ| 2024/07/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

كلمة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير في المؤتمر غزة... بل كل فلسطين تستنصر جيوش المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 


العدوان اليهودي على أهلنا في غزة ليس الأول من نوعه ولا الأخير، فقد سبقته جولات وصولات واعتداءات لا تقل إجراما ووحشية شهدناها في عام 2012، ومن قبل في عامي 2008-2009، وشهدنا من قبل عدوان يهود على لبنان في عام 2006، ولو رجعنا إلى الوراء لوجدنا سجل الإجرام اليهودي الذي لم يقتصر فقط على أهلنا في فلسطين، بل تعداها إلى سوريا والأردن ومصر ووصولا إلى العراق وتونس...


وكيان يهود هذا هو جرثومة زرعها الاستعمار الكافر بدءاً من وعد بلفور سيئ الذكر، فما كان له أن يوجد لولا المكر الصليبي الحاقد على أمتنا، فبريطانيا أوجدته، ثم احتضنته أمريكا رأس الكفر، فالغرب أمدّ يهود بأسباب البقاء ماليا واقتصاديا وعسكريا وسياسيا، ومع كل هذا فلو كان للأمة الإسلامية قيادة مخلصة نابعة من ذاتها لما تمكن هذا الكيان المسخ من البقاء، ولهذا قامت دول الاستعمار بتفتيت الأمة الإسلامية إلى عشرات من الكيانات الهزيلة ثم نصبت على المسلمين حكاما لا يرقبون في المؤمنين إلا ولا ذمة، ديدنهم وشغلهم الشاغل خدمة مصالح أسيادهم في الغرب وقمع حركة الأمة للعودة إلى شريعة ربها وأحكام دينها. فلا شيء يفسر إجرام كيان يهود المستمر يوميا وتحديهم لأمة الإسلام إلا تخاذل وخيانة الحكام...


فذلك الرئيس السيسي ابن الجيش بدل أن يفتح الباب لخير أجناد الأرض ويكون هو على رأسهم لنصرة الأهل في غزة وتحرير الأقصى والانتقام من عدوهم... قام بتدمير الأنفاق التي كانت تمد أهل غزة ببعض مقومات الحياة، ولم يفتح معبر رفح إلا لبعض الجرحى الذين يواجهون خطر الموت، والأدهى من هذا هو الترويج لمبادرة تكرس احتلال فلسطين وتضمن لليهود الأمن والاستقرار وكل ذلك على حساب دماء وأشلاء الشهداء؟


أما ملك الأردن فلم يكن بأفضل حال من السيسي بل تجاوزه في تخطي كل الخطوط الحمر، فبدل أن يترك إخوان البطل الدقامسة أن يهبوا فزعة للأهل بالأرض المباركة، أرض المسجد الأقصى، بدل أن يقوم بهذا وجه النصح لكيان يهود بأن السبيل الوحيد لتحقيق أمن مواطنيها هو التوصل لتسوية سلمية مع الفلسطينيين!


وتلك تركيا صاحبة ثاني أقوى جيش في حلف الناتو، فبدل أن يرسل إردوغان جيشه لدك كيان يهود ونصرة أهل غزة!...جدد تصريحاته العنترية الفارغة، فأعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، وقال: "نحن مستعدون لعلاج كافة الجرحى الفلسطينيين، سواء أكان علاجهم علاجا نفسيا أم جراحيا، ونحن قادرون على استيعابهم جميعا، فالأعداد لا تهمنا".


أما بقية الحكام في بلاد المسلمين فلا يختلفون عن أمثالهم في بلاد الطوق وتركيا، فوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدة لبحث الوضع في قطاع غزة في 2014/8/12 نصح اليهود قائلا "على إسرائيل أن تدرك أن السلام هو الخيار الأوحد لبقائها"... أما الجنرال «محمد علي جعفري» القائد العام للحرس الثورى في إيران قال في تموز عام 2014 - إبّان عدوان يهود على غزة -: «لوْ أذِنَ لنا القائد المعظَّم للقوات المسلحة آية الله علي خامنئي بالجهاد.. فسوف نُسوِّى إسرائيل بالأرض خلال 24 ساعة.. إن صواريخنا تنتظر الانطلاق بلهفةٍ منذ سنين»! فصواريخهم لم تنطلق لنصرة الإسلام ولكنها انطلقت لذبح أهل سوريا!


إنها قمة التخاذل والخزي، من حكام ادعوا مناصرة أهل فلسطين وهم أبعد الناس عن ذلك. وهو التآمر على تغييب الجيوش عن المعادلة، وكأنّ الساحة ساحة خطابات وتقديم المواساة. إنّ نجاة أهل فلسطين وخلاصهم من أعداء الله يهود، لا يكون إلا من خلال تحرك الجيوش لتدك حصونهم وتمحو أثرهم من الأرض المباركة فلسطين، وهي المعادلة التي يدركها يهود وحكام المسلمين والغرب، وحريٌ بكل مخلص وقائد أن يعمل على إعادة المشهد إلى أصله والصورة إلى طبيعتها، صراع عقدي عسكري لا صراعا دبلوماسيا خطابيا فارغا.


وهكذا يتضح للقاصي والداني أن الغرب يرعى كيان يهود ليس فقط مباشرة وإنما مسخّراً في ذلك حكام العرب والمسلمين وأدواته من القيادات السياسية التي تخرج علينا لتبرر مواقفها المخزية، ولا ننسى مثلا كيف أنّ ياسر عرفات اعترف بالقرار 242 تحت وطأة قصف طائرات إف 16 في عز اجتياح يهود للبنان سنة 1982، ودائما تحت مقولة "ليس بالإمكان أحسن مما كان". فمع أن الأمة تثبت في كل مرة إيمانها بربها واستعدادها للتضحية إلا أن القيادات المتزعمة تجهض هذه البطولات وتنتهي بمبادرات وحلول ترسخ الاحتلال اليهودي، فقد صرح رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد في مفاوضات القاهرة: «ورقتنا التي قدمناها ليست أكثر من استعادة آليات العمل لدب شريان الحياة إلى قطاع غزة وفق ما كان معمولاً به قبل الانقسام الذي استغلته إسرائيل ووسعته وسلبت كثيراً من الحقوق التي سبق أن وقعت عليها مع الجانب الفلسطيني»، فإذن سقف مفاوضات القاهرة هو العودة إلى ما كان معمولا به قبل الانقسام بين حماس وفتح، وليس هناك أدنى تفكير أو بحث في فكرة تحرير فلسطين.


والمضحك المبكي هو ما صرح به سعود الفيصل في اجتماع جدة: "إن انقسام المسلمين سمح لإسرائيل بمهاجمة المسلمين مرة تلو الأخرى". وتساءل: "هل كان في مقدور إسرائيل القيام بالعدوان تلو العدوان لو كانت الأمة الإسلامية على قلب رجل واحد؟"!!


هاك الجواب الشافي لما تساءلت عنه: إن الخلافة هي التجسيد العملي السياسي لوحدة المسلمين، وقد جاء في الحديث: «الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به»، فلا حل إلا بإقامة الخلافة التي تجمع شمل المسلمين وتسير الجيوش فتقضي على كيان يهود وتحرر فلسطين، كل فلسطين.

 


أيها المسلمون


إنه ليس عجيباً ولا غريباً أن يتصرف الحكام بهذا التخاذل والخور، فهذا ديدنهم منذ ابتليت هذه الأمة بهم، لكن الغريب العجيب هو بالنسبة للجنود الذين يصاحبهم السلاح ويتعايشون معه لنصرة دينهم وأمتهم، كيف يطيقون مشاهدة وسماع القصف الوحشي على إخوانهم وأخواتهم، تحيط بهم الدماء، ويستغيثون ثم لا يجدون من يجيب؟! ومع ذلك فإذا رفض الحكام وتقاعس الجند فأين آباؤهم وإخوانهم وأبناؤهم؟! فلماذا لا تحرضونهم على القتال في سبيل الله، فينصروا العباد ويحرروا البلاد، وتكونوا بجهاد أبنائكم في نعمة من الله وفضل، فالجهاد هو ذروة سنام الإسلام... فأثيروا عندهم القوة والتقوى، وأن ينصروا المسلمين الذين يتعرضون لجرائم يهود ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، وأن لا يسكتوا على ظلمٍ أو ضيم، وأن ينكروا على الحاكم ظلمه وخيانته لله ولرسوله والمؤمنين، فلا يطيعوا في معصية، وبذلك تقونهم خزي الدنيا وعذاب الآخرة. فالمسلمون جسد واحد «إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» أخرجه مسلم عن النعمان بن بشير. لقد أصبح واضحاً لكل ذي عينين أن فلسطين لا تحرر كاملة إلا بعودتها قضية إسلامية من جديد، فتكون قضية كل مسلم، مدنياً كان أم عسكرياً، من أقصى الشرق في إندونيسيا إلى أقصى الغرب في الرباط، فيدرك أن فلسطين ليست بلداً صديقا ولا حتى شقيقاً، بل هي النفس والأرض والعِرض والفرض...

 


أيتها الجيوش في بلاد المسلمين وبخاصة بلاد الطوق الحزين:


إننا ندرك أنه لن تنزل ملائكةٌ من السماء تقيم لنا خلافة وتقود لنا جيشاً، وإنما ينزل الله سبحانه ملائكةً تساعدنا إذا عملنا بجد وصدق وإخلاص لاستئناف الحياة الإسلامية في الأرض وإقامة الخلافة، فتتحرك الجيوش لقتال يهود، ونصرة دين الله سبحانه، وعندها يُنزل الله القوي العزيز ملائكةً تساعدنا لا أن تقاتل بالنيابة عنا، والقرآن الكريم ينطق بهذا في آي الذكر الحكيم ﴿بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾، فإذا صبرنا واتقينا والتحمنا بالعدو في قتال فإن الله سبحانه يمددنا بآلاف من الملائكة... هذا هو الطريق لنصرة غزة، ونصرة المسلمين في كل مكان، وحقاً ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾.

 


أيتها الجيوش في بلاد المسلمين وبخاصة بلاد الطوق الحزين:


أليس منكم رجل رشيد يصنع خيراً، فيقود إخوانه من الجند، لنصرة غزة وفلسطين، فتُسطَّر له بذلك صحائف بيضاء يعزّ بها في الدنيا والآخرة؟ أليس منكم من يعيد سيرة القادة العظام في جند الإسلام الذين كانوا من أجل استغاثة امرأة ينطلقون أسوداً يصدعون: يا خيل الله اركبي...


إن حزب التحرير يناديكم ويستنهض هممكم، فالأرض المباركة هي درة بلاد المسلمين، وأولى قبلتيهم، ومسرى رسولهم ومعراجه صلى الله عليه وسلم فانفروا لقتال عدوكم ولنصرة أهلكم كما قال سبحانه ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، ولا تكونوا كما قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾... وإلا ﴿يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾.

 


عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع