أقوال علماء الأمة في وجوب الخلافة الجرجاني
- نشر في أخرى
- قيم الموضوع
- قراءة: 329 مرات
إن الديمقراطية، بما هي حكم الإنسان للإنسان أو بالأحرى استعباد الإنسان للإنسان. حيث يصبح الإنسان مصدرا للتّشريع. وهذه من أفظع الجرائم التي شهدها تاريخ البشرية؛
- جريمة في حق صاحب الأمر "الله عز وجل" القائل في كتابه العزيز ﴿أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ﴾، وقال جل ثناؤه: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾. [الملك: 14]
فالتشريع لله وحده، فهو الخالق والمالك وهو الأعلم بمشاكل هذا الإنسان وكيف تُعالج مصائبه وتَنْتَظِم علاقاته. سواء أكانت الفرديّة منها أم المجتمعيّة أم علاقته بالدولة التي ترعى شؤونه وكذلك علاقة تلك الدولة بالعالم. هذا ببساطة لأن الله هو الذي أنشأ الإنسان بعد أن لم يكن شيئا مذكورا قال تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى﴾.
أي أوجده من العدم، وبرأه على هيئة لم يسبق لها مثيل وصوّره فأحسن تصويره ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾.
- وجريمة كذلك في حق البشرية، إذ إنّ هذا الإنسان الكائن الحي ذو الطاقة الحيويّة المفكّر، مدفوع في حركته بغرائز وحاجات عضوية تتطلب الإشباع. وبذلك يجد نفسه قد دخل في علاقة مباشرة مع بقية الناس وفي حاجة لمن ينظم له هذه العلاقات حتى يتمكن من إشباع حاجاته وغرائزه بشكل يُمنع فيه التعدي أو الحيف أو ظلم الآخرين.
ولمّا كان عقل الإنسان عاجزا ومحتاجا ومحدودا: محدوداً في مجالات البحث والحكم. إذ إنّه يستحيل عليه أن يبحث فيما لا يقع عليه حسّه، وحتى ما يقع عليه الحس لا يمكنه أن يحكم على صفاته الطارئة الخارجة عنه "كالطيّب والخبيث والحسن والقبيح" لأن هذه صفات تحتاج إلى قاعدة فكرية ينطلق منها البحث لتحديد تلك الصفات، ونقصد هنا العقيدة التي يُحدَّد من خلالها الحكم على صفات الأشياء والأفعال الطارئة. فالخمر مثلا لا يختلف فيه اثنان من أنه عصارة عنب مخمّر، أو أنه مسكر، لكن الحكم عليه بأنه طيب أو خبيث وهل يجوز شربه أو لا فذلك لا يمكن إيجاده في مكوّنات الخمر فكان لا بد من وجود قاعدة فكرية تحدّد لنا هذه الصفات. لذلك فإنّ الخمر حرام عند المسلمين بينما هو حلال بهوى البشر الغافلين. وبالتالي فكل الأحكام التي تصدر عن الإنسان في هذا الباب إنما تكون لزاما متأثرة بأهوائه وشهواته ورغباته ومحيطه حيث يستحيل عليه أن يكون مُطّلعا على كل البشر فردا فردا، ومحدودة بزمانه فقط حيث يستحيل عليه الإحاطة بالزمان من أوّله إلى آخره ومن هنا كانت جميع الأحكام والتشريعات التي أصدرها عقل الإنسان جريمة في حق البشر ولو نقّحوها كلّ يوم مرّة أو مرّتين.
كل ما تقدم هو معلوم عندنا ومفصّل في العديد من الكتب والإصدارات لعلّ أبرزها كتاب الشخصية ج1 للشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله وكُتيّب "الديمقراطية نظام كفر" للشيخ عبد القديم زلوم رحمه الله وفق ما نطق به القرآن العظيم وسنّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم المبعوث رحمة للعالمين.
وقد أردت من خلال هذه السطور الحديث على جريمة أخرى باسم الديمقراطية يراد لها أن تكون، ومن أين؟!! من تونس. فبعد ما حصل في هذا الجزء الطيّب من بلاد الإسلام وهو انطلاق شرارة ثورة سَرَتْ بسرعة البرق لتعمّ عديد المناطق من بلاد المسلمين. وقد كانت إرادة الناس هي إسقاط النظام الديمقراطي العلماني الذي سام الناس سوء العذاب واستهان بحياتهم وأعراضهم وأرزاقهم، وقبل ذلك كلّه بشريعتهم وعقيدتهم.
• وبعد أن فهم الناس أنّه لا بد من نظام يرعى مصالحهم رعاية فعليّة.
• وبعد أن تبدّدت أمام الناس أكاذيب الديمقراطية الزائفة، وتهافت أدعياؤها الذين صدّعوا آذان الشعب بما ينعقون به من كذب وتضليل وهم يُزيّنون الظلم وانتهاك الحرمات، فتبيّنت الأمّة وأهل البلد الحقيقة وهي أنّ النظام الذي كان يسود إنّما هو آلية استبداد وأنانيّة لحساب شخص واحد فقط ألا وهو "الفرعون" وبطانة السّوء حوله، ومن ورائهم أربابهم الكفّار المستعمرون الذين استبدّوا بخيرات البلاد والعباد. دول استعماريّة تتنفّذ في رقابنا وحكّام رويبضات نذروا أنفسهم لتأمين مصالح أسيادهم يتربّصون بالإسلام ويكيدون لحملة الدعوة ويحاربون من يقول "ربّيَ الله". وهذا كلّه أصبح ظاهرا ومعلوما عند الجميع.
• وبعد أن دبّ وعي لدى الناس بضرورة أن يكون الإسلام هو البديل على ظلم الديمقراطية الفاجرة بما شهدوه مما أسلفنا وأكثر.
• وبعد تهيؤ الأجواء لعرض أفكار الإسلام على الناس ونقاشها وصرع كل أفكار الديمقراطية والعلمانية وكل ما وافقهما، وحتى ما سُمي إفكا وافتراء "إسلام معتدل" فقد بان تهافته وأنّه وسيلة خبيثة لأسلمة الكفر.
• وبعد أن أدرك الناس أنّ لا عدل إلا في الإسلام، ولا خلاص لهم إلاّ بإقامة حكم الله.
بعد كلّ هذا، يخرج علينا أدعياء الديمقراطية والمضبوعون بها، يحاولون بأساليبهم القذرة إعادة إحياء فكرة سقطت كل دعائمها ولن تقوم لها قائمة ولم يبق لها سوى إعلان موتها. تارة يصوّرون للناس أن العيش في ظل الديمقراطية كأنه جنّة بزعمهم وأن الإسلام رِجعيّة وتطرّف وظلاميّة. وتارة يروّجون بأن الديمقراطيّة هي جوهر الإسلام بما فيها من حريّة التعبير والمعتقد وحق الاختيار، وتارة أخرى يقولون إن الديمقراطيّة هي مرحلة التدرّج نحو التحرّر.
مثلهم كمثل القائل "إبليس ينهى عن المنكر".
تبّا وتعسا لهم، خسئوا بما يصنعون. ألم يسمع هؤلاء قول الله عز وجل ﴿قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [النحل: 26]
أي أن بيت العنكبوت الذي بني بالكفر والظلم والقهر قد تحطّمت أركانه وقواعده ولن يقوم مرّة أخرى بإذن ربّ العالمين وتلك سنة الله ﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ ۖ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾ [الفتح: 23]. فقد تهدّم في العقول والنفوس نظام الأهواء والشهوات وصارت أمّة الإسلام تدرك أن هذا النظام يستجلب سخط ربّ العالمين وأنه لا يرعى شؤون الناس.
هذا جُرم يضاف إلى جرائم أدعياء الديمقراطيّة. فبعد أن تداعت كل مزاعمهم في كل بقاع الأرض وبعد أن تاق الناس للتحرّر من استعباد الإنسان للإنسان وطلبوا العيش تحت نظام عادل حيث لا ظلم ولا جور وبعد أن اتّضح سبيل الخلاص وتوفرت مقوّماته:
- رأي عام تجلّى عند المسلمين على وجوب تحكيم شرع الله وهم يطلبون التحرّر على أساس شريعة الرحمن حيث لا ظلم ولا حيف، وإن يكن فحرام عليهم ألاّ يأخذوا على يد الظالم.
- وحزب أعدّ رجالات دولة، قادرين بعون الله أن يُعيدوا سيرة الأوّلين بفكر مبدئي.
- وحول هؤلاء وأولئك وبينهم، رجال في مكامن القوة والقدرة يجب أن يغتنموا فرصة ربّانيّة تاريخيّة ليكونوا كأسيد بن حضير وسعد بن معاذ أهل نُصرةٍ للإسلام وأهله.
فبعد كل هذا الخير الذي منّ الله به علينا، يخرج علينا شِرذمة باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم ليكونوا دعاة على أبواب جهنّم ويصدّون عن سبيل الله وليكونوا حاجزا أمام تحقيق فرض الله ألا ساء ما يصنعون. قال تعالى ﴿الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾ [هود: 19]
إنّ أمانيّهم الخبيثة تلك زيّنها لهم الشيطان وغرّهم تقلّب أعداء دين الله في البلاد وظنّوا أنهم قادرون على نصرهم، فهم بذلك يلهثون وراء سراب خادع سيُرديهم في الأسفلين وقريبا بعون الله سيرون ما كانوا به يُكذّبّون ولات حين مندم.
﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [النور: 39]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير من تونس
أحمد بن يوسف المي - أبو عبد الرحمن
الخبر:
ذكرت الجزيرة نت بتاريخ 2014/04/27م أن بعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى أفادت في تقرير لها أن سبعة أشخاص قُتلوا في اشتباك عنيف اندلع مساء الخميس بين جنود فرنسيين ومسلحين غير معروفين في حي يقطنه مسلمون في العاصمة بانغي.
ولم توضح البعثة عدد الجرحى الذين سقطوا في هذا الاشتباك المسلح، بحسب تقريرها الذي أصدره القسم الأمني التابع لها الجمعة.
غير أنها أشارت إلى أن ثلاثة منازل في الحي "دُمِّرت بالكامل تقريبا" في ذلك الاشتباك.
وأضافت البعثة الأممية أن السكان المسلمين في ذلك الحي "غاضبون جدا من الفرنسيين" نتيجة تلك العملية التي كانت مدعومة بمروحيات.
وتعذر الاتصال بالجيش الفرنسي للتعليق على مضمون التقرير، لكن مصدرا قريبا من القوات الفرنسية أكد وقوع الاشتباك، لكنه لم يذكر حصيلة القتلى أو الجرحى الذين سقطوا.
التعليق:
يظهر واضحاً للعيان الحقد الدفين الذي تكنه فرنسا للإسلام والمسلمين، حيث تقوم بقتل المسلمين بأيدي السكان الأفارقة والمليشيات النصرانية تحت دعم وتغطية جيش حفظ السلام تارة، وبيد جيشها بكل قوته وعدته وعتاده تارة أُخرى، وكما بينت كثير من التقارير أن ما يتعرض له المسلمون بأفريقيا ما هو إلا عمليه تطهير عرقي، قد بات مألوفا أن نراه في بلاد المسلمين في ظل الضعف والتمزيق الذي تعيشه هذه الدول وغياب الخليفة الذي يحمي بيضة المسلمين ويدافع عنهم ويحفظ كرامتهم.
إن الحقد الفرنسي الدفين الذي بات من الصعب السيطرة عليه بحيث تتخبط فرنسا وتتجبر كما غيرها من دول الكفر ويتفننون بقتل المسلمين وما ذلك إلا في ظل محاولتها منع عودة الإسلام لسدة الحكم.
وكما كان قد قال خليفة المسلمين أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما بعث بخالد بن الوليد لمحاربة الروم: "والله لأُنسِيَنَّ الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد"، فإن هذا هو الذي يوجع فرنسا التي عاصرت الدولة الإسلامية وقت عزها وقوتها ونفوذها، فهي قد نسيت وساوس شيطانها بقواد مسلمين أقضّوا مضجعها وأرقوا ليلها.
فالدولة العثمانية مرة، والتي كانت فرنسا وقت السلطان سليمان القانوني حليفة للدولة العثمانية، والمسلمون يطلقون عليها "ولاية فرنسا" وكأنها تابعة للمسلمين وتظهر هيبة الدولة في مواقف كثيرة نذكر منها قصة عندما ظهر فن الرقص في فرنسا انزعج السلطان القانوني وتضايق من ظهور هذا الفن الذي وصفه بالفسق، فتدخل في شئون فرنسا كما يُقال - وأوقف الرقص خشية أن ينتشر في بلاد المسلمين.
ومرة أخرى وقت حكم المسلمون الأندلس التي تحاذي فرنسا، ليس هذا وحسب بل قاد أمراء المسلمين المعارك تلو المعارك طمعا بمواصلة الزحف والغزو في أراضي الفرنجة لضم هذه الأراضي إلى ديار الإسلام لتصبح فرنسا الدولة الإسلامية الثانية في أوروبا بعد الأندلس، وبعضهم طمع أن يصل إلى روما من خلال هذه الأراضي. وقد واصل المسلمون زحفهم داخل الأراضي الفرنسية مسيطرين على المدن التي تواجههم والأقاليم والأنهار إلى أن وصلوا إلى بلدة "سانس" على بعد 30 كيلو مترا جنوبي باريس.
ما زالت فرنسا تعاني من هذه الوقائع التي وقعت على أراضيها وعميقا في داخلها ترتعد خوفا من أن يعود الإسلام يواجهها فلا تقدر عليه فتتخبط يمنة ويسرة للقضاء على الإسلام وتتنقل من أجل هدفها إلى كل بقاع الأرض. وكأنها فهمت منذ القدم أن أمة الإسلام لا تموت وأن الخير باق فيها والمستقبل القريب لها بإذن الله. لكنهم ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [التوبة: 32].
وكذلك يخبرنا القرآن بحالهم في قوله تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 36]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم مالك
الخبر:
يرزح اثنان من كل ثلاثة أطفال أي ما نسبته 63.5% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين يوم و15 عاما تحت وطأة الحرمان المادي الشديد في تركيا. هذه الإحصائيات جاءت نتيجة بحث قام به مركز جامعة بهجيشهر للبحوث الاقتصادية والاجتماعية (بيتام). 64.7% من أطفال تركيا لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم من البروتين، في حين 39.9% منهم لا يستطيعون تدفئة أنفسهم وقت الحاجة بشكل كاف، و40% من أطفال تركيا لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم من الملابس. إضافة إلى ذلك كله، فقد أشار هذا البحث إلى أنه لم يحدث أي تغيير إيجابي في نسبة الفقر في البلاد لهذا العام.
وفي الوقت ذاته نشرت النقابات العمالية الثورية التركية الكونفدرالية (DISK-AR) تقريرا بعنوان "حقائق متعلقة بعمالة الأطفال في تركيا". وقد كشف التقرير أن إجمالي عدد الأطفال العاملين في تركيا والذين تتراوح أعمارهم بين 5-17 عاما وصل إلى 8.397 مليون طفل (من بينهم أولئك الذين يعملون في وظائف وكذلك الذين يعملون في البيوت). وفي تفاصيل أخرى ووفقا لبيانات مركز اسطنبول للصحة والسلامة المهنية فقد كان 59 من بين 1235 عاملا ممن فقدوا حياتهم عام 2013 من الأطفال العاملين. واحد من بين 20 عاملا من الذين لقوا حتفهم كان من الأطفال الذين اضطروا للخروج للعمل بسبب الفقر الذي يعيشون فيه. وقد صرح التقرير بأن "عمالة الأطفال مصدر رئيسي للتوظيف ذي الرعاية الضعيفة بالعمال وهذا يعني بوضوح أن معدل القتل الذي سيقع للأطفال في العمل ستزداد وتيرته".
التعليق:
في الواقع، فإن الجمهورية التركية وتحت ما يسمى "الاستقلال الوطني ويوم الطفل" في الـ23 من نيسان تحتفي بإزالة الدولة الإسلامية تدريجيا عن أرضها وبتغيير نمط الحياة في البلاد إلى علماني رأسمالي، هذا ما تحتفي به تركيا وليس تحقيق السعادة لأبنائها.
فأطفالنا اليوم يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل نظام تتردى أوضاعه يوما بعد يوم، ما يسبب ضغوطات على الآباء الذين يكافحون يوميا من أجل توفير قوتهم وقوت أطفالهم اليومي، أولئك الصغار الذين يحرمون بسبب هذه الأوضاع الصعبة من التعليم والعيش في بيئة صحية! لقد حوّل هذا النظام الرأسمالي العلماني الأغلبية العظمى من الناس حتى النساء والأطفال إلى أداة مسخّرة لخدمة مصالح وثروات أولئك الذين يملكون السلطة ورأس المال. ومثل هكذا إحصائيات تنشر مرة بعد أخرى كل عام. في حين تصب الحلول المقترحة في مصلحة النظام الرأسمالي وأصحاب الثروات لإبقائهم واقفين على أقدامهم.
إن الأمة في ظل دولة الخلافة التي تطبق شرع الله وأحكامه عاشت كريمة عزيزة بعلمائها وفاتحيها ومجاهديها وأبنائها وبناتها وآبائها وأمهاتها الذين عبدوا الله وأطاعوا رسوله، فنالوا في ظلها شرف الدنيا والآخرة. لقد عاشت هذه الأمة أيام عز وغنى ورفعة في ظل دولة الخلافة حتى إنك لم تكن تجد فقيرا أو من تعطيه صدقة. وفي مقابل هذا كله نرى الأبحاث السابقة تبين وبوضوح بأن هذا النظام الرأسمالي يثرثر وهو على شفير الموت، ولذلك فإن من الخطأ الاحتفاء به وبذل الجهود لإبقائه على قيد الحياة.
﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [التوبة: 109]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم خالد
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير