شابات حزب التحرير / أستراليا ينتصرن لأختهن زولفيا أمانوفا ويطالبن بالإفراج الفوري عنها رجب الفرد 1435هـ - أيار/مايو 2014م
- نشر في الصور
- قيم الموضوع
- قراءة: 380 مرات
الخبر:
تناقلت وسائل الإعلام الأردنية ما يحدث في مدينة معان مروجة ما يريده النظام من مطاردة المطلوبين الخارجين على الدولة، وإعادة هيبة الدولة وسيادة القانون، وسط إجراءات أمنية مشددة، وأعمال قتل وانتهاك للبيوت والحرمات.
التعليق:
أولاً: إن مدينة معان عوقبت من النظام منذ أن نشأ؛ لأنها وقفت مع دولة الخلافة العثمانية ضد الثورة العربية ابتداءً، وعندما دخلت وبايعت إنما بايعت على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله، وعلى الجهاد في سبيل الله، ورفض التدخل الأجنبي، وكان لها مواقف مشرفة في التاريخ الإسلامي لا زالت تعتز بها وتحن إليها! وأما ما يروجه بطانة النظام من أن سبب الاضطرابات في معان إنما هو لقمة العيش. فما الفقر والعوز وسوء الخدمات إلا نتيجة لمواقفها المشرفة، ورفضها الذل والخنوع، ورجولة رجالها الأبرار! فقضية معان قضية كرامة وعزة وشرف، وليست قضية لقمة عيش وخدمات ابتداء!
ثانياً: إن ادعاء النظام في الأردن بوجود مطلوبين وخارجين على النظام في مدينة معان ما هو إلا ادعاء كاذب وباطل من عدة أوجه:
1. من رعى هؤلاء المجرمين، وترك لهم الحبل على الغارب حتى ضج منهم الحجر والشجر؟
2. إن كانت الدولة وإثبات هيبتها في تجمع هؤلاء المطلوبين في مسيرة الولاء، فلماذا لم تقبض عليهم؟
3. إن عدد المطلوبين قليل جدا، وهم معروفون لدى النظام، فلماذا سياسة العقاب الجماعي، وانتهاك البيوت، وقتل الأبرياء، وترويع النساء والأطفال؟!
4. أليس في باقي المدن الأردنية مجموعات خارجة على القانون؟ فلماذا لم تعامل الدولة بقية المدن مثل معان؟ أم أن باقي المدن لها حسابات أخرى؟
ثالثاً: أما ادعاء وجود أسلحة فهي حجة أوهن من بيت العنكبوت! فجميع الناس في الأردن: مدنها وقراها فيها أسلحة، بل إن دراسات تابعة للدولة تكلمت عن وجود أكثر من مليون قطعة سلاح بين أيدي الناس.
رابعاً: إن النظام في الأردن إذ ينطلق في هجمته على معان إنما ينطلق من منطلق الحقد الدفين، لكل من يقف في وجهه محاسبًا له على جرائمه، وقد تميزت مدينة معان بمثل هذه المواقف المشرفة. كيف لا وقد كانت في مقدمة الفتح الإسلامي لبلاد الشام؟! لقد كان فروة بن عمرو الجذامي أمير معان أول من أسلم واستشهد من أهل الشام!
فهل يعود بها رجالها الأبرار الأخيار إلى تاريخها الإسلامي المجيد فتكون بداية لفتح جديد كما كانت؟! نرجو ونأمل ذلك، وما ذلك على الله بعزيز!!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حاتم أبو عجمية / أبو خليل - ولاية الأردن
الخبر:
أدى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أول أمس الاثنين بقصر الأمم غربي العاصمة الجزائر القسم الدستوري لولاية رئاسية رابعة وسط استمرار الجدل بشأن قدرته "صحيا" على إدارة شؤون البلاد في المستقبل. وعرض التلفزيون الرسمي الجزائري لقطات لبوتفليقة وهو يجلس على مقعد متحرك ليؤدي اليمين ثم ألقى كلمة مقتضبة في ظهور نادر له منذ إصابته بجلطة العام الماضي.
التعليق:
إنّ المرض يجعل الإنسان يدرك ضعفه وعجزه وافتقاره إلى الله في هذه الحياة الدنيا الفانية فيكون خيرا له ما أصابه إذ يدفعه دفعا لينيب إلى الله تائبا مستغفرا عن زلاته مكفرا عمّا فاته.
ولكن للأسف هناك من يمضي في هذه الحياة الزائلة على غير هدى؛ وحتى حين ابتلائه بالأمراض وغيرها يواصل نهجه المعوجّ بل لعلّه يغذّ الخُطا في ذلك الدرب درب الضلال.
هذا الأمر يلمسه بجلاء كل من شاهد بوتفليقة وهو يؤدي اليمين الدستورية وهو على كرسيه المتحرك؛ مكررا القسم وراء رئيس المحكمة العليا بصوت خافت لا يكاد يسمع أمام صوت رئيس المحكمة العليا سليمان بودي ويده اليمنى على القرآن الكريم.
يده اليمنى على القرآن الكريم وهو يقسم بأن يحترم الدين الإسلامي ويمجده ويحافظ على سلامة التراب ووحدة الشعب والأمة؛ مقسما على العمل بدون هوادة والسعي بكل قواه.
فهل أنت قادر يا بوتفليقة على الإيفاء بما أقسمت عليه؟
وكيف ستمجد الدين الإسلامي وأنت تقسم بعد ذكره بقليل بتعزيز المسار الديمقراطي مسار إقصاء الدين عن الحياة؟ مسار جعل أحكام الدين نسيا منسيا؟ وكيف ستحترم الدين وأنت لم تقف ابتداء أمام شريعته بل تعاليت عليها مولّياً وجهك شطر نظام حكم غربي أعوج؛ نظام كفر وتعالٍ عن معالجات الإسلام. إن إحياء أمجاد الإسلام الغابرة لا يكون إلا بجعل شريعته مجسدة على أرض الواقع يساس بها أمر الناس فتعزّ الأمة وتقوى شوكة الدولة. فهل ستفعل هذا أم أنّ ذكر الدين الإسلامي أثناء اليمين هو فقط دغدغة لمشاعر الناس وضحك على ذقونهم يا حامي حمى الدين والشرع زورا وبهتانا!
وأين وحدة الأمة وأنت ونظامك تحرسان حدودا لعينة تفرق ولا تجمع، تضعف ليست تقوّي، جعلت أمة الإسلام شذر مذر؛ حدودا ملعونة كلعنة الاستعمار أو أشد؛ حدودا تخنقنا ويزيد الخناق شدة مع سماع المسلمين هنا أو هناك يستصرخون فينا أخوّة الدين وما توجبه من نصرة ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [الأنفال: 72]؟؟
فيا بوتفليقة أَفِقْ وأدرك قيمة الجرم الذي تقترفه يمناك؛ فأمرنا وأمرك إلى زوال؛ أمرنا وأمرك إلي يوم عسير نحاسب فيه على ذرّات الذنوب؛ فما بالك بذنب عظيم عظيم؛ ذنب الحكم بغير ما أنزل الله ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: 44]، ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [المائدة: 45]، ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: 47].
فانظر أين أنت منهم؛ فالأمر جدّ لا هزل يا "عبد العزيز" فأنت عبدُ اسمٍ على مسمّى، والله مولاك أمرك أن لا تعبد إلا إياه عبادة خالصة لوجهه تعالى إقرارا وتحاكما حقا وعدلا؛ فلعل مرضك وكربك يكون خيرا لك؛ إذ مؤكد أنك تستشعر عجزك واحتياجك لخالقك، فتب إلى الله متابا قبل فوات الأوان.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أنس - تونس
الخبر:
لندن- يو بي اي: دعا رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، القادة الغربيين إلى إنهاء خلافاتهم مع روسيا حول أوكرانيا، والتركيز على مواجهة خطر ما وصفه بـ'الإسلام الراديكالي'. ونسبت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى بلير، الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، قوله في كلمة أمام مناسبة بلندن، أمس الأربعاء، إن قادة الدول القوية "يجب أن ينحازوا لصالح الجماعات المنفتحة العقل إثر ضياع الفرصة لخلق حل متفائل، ويرفعوا قضية مواجهة التطرف إلى أعلى الأولويات في جدول أعمالهم". وأضاف بلير "يتعيّن على القادة الغربيين التعاون مع البلدان الأخرى، وعلى وجه الخصوص روسيا والصين بغض النظر عن الخلافات الأخرى، بعد انتشار تهديد وجهة نظر راديكالية تشوّه رسالة الإسلام الحقيقية في مختلف أنحاء العالم". وحذّر من أن هذا التهديد "يزعزع استقرار المجتمعات وحتى الدول، ويقوّض إمكانية التعايش السلمي في عصر العولمة"، مشيراً إلى أن الغرب يبدو في مواجهة هذا التهديد "متردداً في الاعتراف به وعاجزاً عن مواجهته على نحو فعّال". وقال مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، إنه "يتعيّن على القادة الغربيين إعادة النظر في إنفاق المليارات من الدولارات على الأمن ضد إيديولوجية يتم الدفاع عنها في مدارس ومؤسسات دول نقيم معها علاقات وثيقة في مجالي الأمن والدفاع".
التعليق:
هذا غرابٌ آخر يعود لينعق مع أعداء الله ضمن الحملات الصليبية المتكررة على الإسلام والمسلمين. وإنه مما يسعدنا نحن حملة الإسلام "الراديكالي" أن يؤكد هذا المجرم من جديد أنه لم يشبع حقده بعد من دماء المسلمين، فتاريخه يشهد له مشاركاته في المجازر ضد المسلمين في العراق وأفغانستان والشام. هؤلاء مصاصو دماء الأبرياء هم أحفاد أولئك الذين اجتمعوا على "أُمِّنا الرؤوم" الخلافة الإسلامية في استانبول، فقتلوها شر قتلة وأسقطوا عزها وداسوا على كرامتها، أفيصمت رويبضات العالم الإسلامي وعلماء السلاطين عن هكذا مجرم ما زال يدنس عفة تطلعاتنا لعودة دولتنا والنهوض بأمتنا وإخراج العالم من الظلام إلى النور.
كانت أقل من هذه التصريحات ينتج عنها إعلان الخليفة للحرب على الغرب فتخرج لهم جيوش المسلمين لتؤدبهم وتعيد إليهم رشدهم وتحملهم حملاً على الرضوخ للحق.
إن ثورة الشام أنطقت اللات والعزى وهبل ومناة وكل الأصنام التي اتخذها حكام المسلمين آلهة من دون الله تعبد، أنطقتهم كي تظهر البغضاء منهم وصدق الله العظيم: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾.
أيها القزم السياسي، بلير، إن دولة الخلافة آتية رغم أنفك، وإن الأمة الإسلامية هي المؤهلة فقط لأخذ زمام المبادرة عالمياً وسترى كيف أن أوهامك ستطير من رأسك عندما يعلّمك أمير المؤمنين أدب الخطاب السياسي. والله بالغ أمره رغم أنفك وأنف أمثالك من بوش إلى أوباما إلى لافروف إلى كل مجرم صليبي يتخفى تحت عباءة السياسة. قل موتوا بغيظكم، فإننا في طريقنا سائرون وعلى طريقة رسول الله ثابتون وللخلافة على منهاج النبوة مقيمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. هشام البابا
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
قال الحسن البصري رحمه الله: لقد روي أنه لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: نزلت والله قاصمة الظهور، فإذا قال ذلك أبو بكر، وقد شُهد له بالجنة، فكيف يجب أن يكون قول سواه؟ فاعتبروا معشر المؤمنين وكونوا على حذر، لعلكم تأمنون من عذاب يوم عظيم.
آداب الحسن البصري وزهده ومواعظه
لأبي الفرج ابن الجوزي
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحييكم جميعا أيها الأحبة الكرام في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا"
جاء في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
قوله: (لا هجرة بعد الفتح)
أي فتح مكة. قال الخطابي وغيره: كانت الهجرة فرضا في أول الإسلام على من أسلم لقلة المسلمين بالمدينة وحاجتهم إلى الاجتماع، فلما فتح الله مكة دخل الناس في دين الله أفواجا فسقط فرض الهجرة إلى المدينة، وبقي فرض الجهاد والنية على من قام به أو نزل به عدو انتهى. وكانت الحكمة أيضا في وجوب الهجرة على من أسلم ليسلم من أذى ذويه من الكفار, فإنهم كانوا يعذبون من أسلم منهم، إلى أن يرجع عن دينه، وفيهم نزلت ((إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها)) الآية، وهذه الهجرة باقية الحكم في حق من أسلم في دار الكفر وقدر على الخروج منها. وقد روى النسائي من طريق بهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده مرفوعا: "لا يقبل الله من مشرك عملا بعدما أسلم ويفارق المشركين". ولأبي داود من حديث سمرة مرفوعا: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين". وهذا محمول على من لم يأمن على دينه
(ولكن جهاد ونية)
قال الطيبي وغيره: هذا الاستدراك يقتضي مخالفة حكم ما بعده لما قبله، والمعنى أن الهجرة التي هي مفارقة الوطن التي كانت مطلوبة على الأعيان إلى المدينة انقطعت، إلا أن المفارقة بسبب الجهاد باقية، وكذلك المفارقة بسبب نية صالحة كالفرار من دار الكفر والخروج في طلب العلم، والفرار بالدين من الفتن، والنية في جميع ذلك
(وإذا استنفرتم فانفروا)
قال النووي: يريد أن الخير الذي انقطع بانقطاع الهجرة يمكن تحصيله بالجهاد والنية الصالحة, وإذا أمركم الإمام بالخروج إلى الجهاد ونحوه من الأعمال الصالحة فاخرجوا إليه.
أحبتنا الكرام:
الهجرة هي الخروج من دار الكفر إلى دار الإسلام قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)).
والهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام باقية لم تنقطع. روى أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد» وفي رواية أخرى عنه «لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار»
أما حكم الهجرة فإنها تكون بالنسبة للقادر عليها فرضاً في بعض الحالات ومندوباً في الحالات الأخرى. أما الذي لم يقدر عليها فإن الله عفا عنه وهو غير مطالب بها، وذلك لعجزه عن الهجرة إما لمرض أو إكراه على الإقامة أو ضعف، كالنساء والولدان وشبههم كما جاء في ختام آية الهجرة.
فمن كان قادراً على الهجرة ولم يستطع إظهار دينه، ولا القيام بأحكام الإسلام المطلوبة منه فإن الهجرة فرض عليه، لما ورد في آية الهجرة قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97)).
أما من كان قادراً على الهجرة ولكنه يستطيع إظهار دينه، والقيام بأحكام الشرع المطلوبة منه فإن الهجرة في هذه الحال مندوبة وليست فرضاً. أما كونها مندوبة فلأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يُرغب في الهجرة من مكة قبل الفتح حيث كانت دار كفر. وأما كونها ليست فرضاً فلأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أقر من بقي في مكة من المسلمين. فقد رُوي أن نُعيم النحَّام حين أراد أن يهاجر جاءه قومه بنو عدي فقالوا له أقم عندنا وأنت على دينك، ونحن نمنعك عمن يريد أذاك، واكفنا ما كنت تكفينا. وكان يقوم بيتامى بني عدي وأراملهم فتخلف عن الهجرة مدة ثم هاجر بعد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «قومك كانوا خيراً لك من قومي لي. قومي أخرجوني وأرادوا قتلي، وقومك حفظوك ومنعوك» ذكره ابن حجر في الإصابة. فقال: يا رسول الله بل قومك أخرجوك إلى طاعة الله وجهاد عدوه، وقومي ثبطوني عن الهجرة وطاعة الله.
أحبتنا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.