الثلاثاء، 25 صَفر 1447هـ| 2025/08/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

الجزائر مسرح الصراع الدولي

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1098 مرات


تنتقد كل وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية وكل أطياف الشعب نجاح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية والتركيز التام على شخصه وكرسيه المتحرك واعتبروها وصمة عار في جبين الشعوب الإسلامية عامة والشعب الجزائري خاصة، إلا أن المسألة أعمق من الخوض في شخص بوتفليقة وكرسيه المتحرك بقدر ما هو جار في كواليس الحكم ومدى نجاح الإنجليز في المحافظة على العمالة لصالحهم منذ الإتيان ببوتفليقة في التسعينات بإنقاذ الجزائر مما هي فيه من صراعات بين أركان العسكر وفراغ سياسي في الحكم وبعث الأمن والاستقرار لدى الشعب المنكوب الذي ذاق الويلات من حكم وبطش جنرالات فرنسا التي كانت تحكم الجزائر ولا زالت من وراء الكواليس.


وللحد من هذه الممارسات وتقليص نفوذهم خاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي كادت أن تكون أيام غياب بوتفليقة عن الجزائر في المستشفى الفرنسي فال دوغراس بالاعتماد على المادة 88 من الدستور فكان من المفروض أن يواصل جناح السلطة الحكم وإن كان على الحالة الصحية المتردية لبوتفليقة لإتمام المشروع القديم الجديد ليكون الحكم في الجزائر مدنياً لا عسكرياً، فبوتفليقة يعتبر بالنسبة للجزائريين رمزا للمصالحة الوطنية ورمزا للجزائر المستقرة والقوية في المحافل الدولية، وكان من المؤكد لأغلب الساسة نجاح بوتفليقة في الانتخابات بالرغم من وجود منافس قوي (علي بن فليس) الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى الجزائريين وإقراره شخصيا بالتزوير الذي سيحصل في الانتخابات لصالح بوتفليقة، إضافة إلى مباركة وزير الخارجية جون كيري لديمقراطية الجزائر وزيارته الخاصة لبوتفليقة في قصر المرادية قبيل الاستحقاقات الرئاسية وإبرامه صفقات اقتصادية وتجارية وأمنية، هذا وحده كاف لرضا الأمريكان على بوتفليقة مؤقتا ورضا بالواقع نتيجة لفقدانها للبديل الذي يمكَن لها من خلاله أخذ المنطقة.


هنا يظهر جليا للعيان خبث ومكر الإنجليز في قطع الطريق أمام كل من تسول له نفسه دخول المنطقة خاصة حينما قرب بوتفليقة إليه أحمد أو يحيى رئيس حزب التجمع الديمقراطي المحسوب على ضباط فرنسا لامتصاص غضبهم وإشراكهم بممثلهم في الساحة السياسية وبالتالي يضع حدا للأعمال الإرهابية التي من شأنها أن تدخل البلاد في المجهول أو ربما تعيده إلى العشرية السوداء حسب ما هددوا به سابقا. إضافة إلى كل هذا السماح للمنافس المباشر لبوتفليقة علي بن فليس بإنشاء حزب "قطب التغيير" يضم في صفوفه 13 حزبا من المعارضة ليكون الحزب الأبرز سياسيا إلى جانب جبهة التحرير الوطني.


ولنجاح كل المخططات ورضا كل الأطراف بما أفضت إليه الانتخابات الرئاسية خاصة الشعب الرافض لعهدة رابعة تم افتعال بعض الأعمال الإرهابية وتحريك فزاعة إرهاب الشعب من عودة العشرية السوداء، ونذكر على سبيل المثال الأعمال الإرهابية في جبل الشعانبي حيث قتل جندي وجرح أربعة في إشارة إلى متشددين إسلاميين يهددون أمن الجزائر، ومقتل 14 جندياً في الجزائر إضافة إلى أحداث عبوات ناسفة من حين لآخر في الجامعات والتجمعات الأكثر كثافة سكانية. هذا لا يعني النجاح الكلي للإنجليز في المنطقة فلا بد من الإشارة إلى عدم استسلام بعض القوى الاستعمارية للواقع في محاولة منها دخول المنطقة كتحريك بعض النعرات الطائفية في غرداية والتزي وزي وفي كل منطقة القبائل الأكثر سخونة والرافضة لعهدة رابعة.


فالصراع ما زال قائما وعدة سيناريوهات يمكن أن تقع في الجزائر كثورة شعبية عارمة في كل المناطق أو انقلاب عسكري أبيض يقوم به قايد صالح رئيس الأركان على جناح الرئاسة لاختيار واحد منها يكون حاكما للبلاد خلفا لبوتفليقة أو انقلاب عسكري تقوم به أجنحة المخابرات على المؤسسة العسكرية وجناح السلطة وهذا بدرجة أقل وفشله مرتبط بمدى نجاح الإنجليز في تطهير المؤسسة العسكرية والسيناريو الرابع والأخير والأقل حظا على الأقل في الوقت الراهن بالذات هو انقلاب ضباط الأحرار على كل من الجنرالات والمؤسسة العسكرية وجناح السلطة.


هكذا هي الحال في كل بلاد المسلمين مسرح الصراع الدولي بين القوى الاستعمارية إلى بسط النفوذ ونهب الثروات ما دام المسلمون يفتقدون إلى دولة الخلافة حامية بيضة الإسلام والمسلمين.


قال تعالى: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو عبيدة - تونس

 

 

 

إقرأ المزيد...

ولاية السودان: القسم النسائي "لقاءات مع أخوات من مختلف الفئات"  

  • نشر في لقاءات
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1425 مرات

 

 

لقاءات تسجيلية أجرتها حاملات الدعوة مع الأخوات من مختلف الفئات ضمن حملة
"الخلافة قضية حياة أو موت"

تطالب فيها المسلمات بإقامة الخلافة وتطبيق شرع الله في الدستور والقوانين في المجتمع.

 

جمادى الآخرة 1435هـ - نيسان/أبريل 2014م

 

 

 

 

 

 

فلذات أكبادنا تستقيم حياتهم فقط في ظل الدولة الإسلامية

 

 

 

 

 

 

 

 

سوء الرعاية معاناة دائمة لن تحل إلا بتطبيق الإسلام وحمل الدعوة للتغيير

 

 

 

 

 

 

 

 

رفقاً بالقوارير

 

 

 

 

 

 

 

 

الخلافة تجمعنا

 

 

 

 

 

إقرأ المزيد...

ماذا يعني أن تكون رئيسا للجمهورية؟

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 963 مرات

 

 


من أجل الصراع على هذا المنصب، أو البقاء فيه ترى في الأمة العجب العجاب، فأحدهم ظل مستمسكًا به لأكثر من ثلاثين عامًا، يريد بعدها أن يورثه لأحد أبنائه، ولما ثارت الأمة ضده وضد هذا التوريث خرج علينا ليقول في بَلادة غير عادية: "لم أكن أنتوي الترشح"، وآخر يعدل الدستور الذي لا يسمح له بالترشح لفترة ثالثة فينجح لفترة ثالثة يكمل بها أعوامه الخمسة عشر على كرسي الجمهورية، وبرغم مرضه الظاهر يترشح للرابعة ويذهب إلى اللجنة الانتخابية ليصوت على كرسي متحرك في مشهد هزلي، وكأن النساء عجزن عن أن يأتين بمثله، وثالث تم عزله من رئاسة الجمهورية من خلال حركة انقلابية قام بها وزير دفاعه تحت غطاء ثورة شعبية مدبرة، ولكنه يقاتل من خلال جماعته لاستعادة هذا الكرسي المعوج تحت غطاء عودة الشرعية الديمقراطية الزائفة، ورابع يسعى لتحقيق حلم حياته بأن يكون رئيسا للجمهورية مع ساعة أوميجا. وما أن أعلنت لجنةُ الانتخاباتِ في مصر فتح باب الترشحِ للسباقِ الرئاسيِ في 2014/03/30م، حتى بدأ سُعار سباقٍ بين المرشحين الطامعين في هذا المنصب، حتى رأينا أعداداً تتجمع أمام الهيئة العامة للانتخابات يريدون أخذ طلب الترشيح، وبعضهم يندب حظه أن ليس لديه المال المطلوبِ للدعاية...! وكأن كرسي حكم مصر في ظل الجمهورية مغنمٌ يسيل له لعابُ المتسابقين البواسل. ولنا أن نتساءل ماذا يعني أن تكون رئيسا للجمهورية؟ ربما يرى البعض أن ذلك يعني أن يكون له الملك، وتجري الأنهار من تحته، وتنحني الرقاب له، وتدين له البلاد والعباد، يسير في موكب مهيب، يطل على الناس من سيارته المكشوفة يلوح لهم ويلوحون له، يخطب فيهم بكلام مملول مكرر فتنهال الأيادي له بالتصفيق، يسكن القصور يتبوأ منها حيث يشاء، وينال من كنوزها وخزائنها دون رقيب ولا حسيب...، ولكننا نقول أن تكون رئيسا للجمهورية فهذا يعني عدة أشياء غير كل ما سبق ومنها:


1- أنك تحكم بغير ما أنزل الله:


فالنظام الجمهوري سواء أكان نظاما رئاسيا أو نظاما برلمانيا أو حتى نظاما مختلطا، هو نظام يقوم على فكرة السيادة للشعب، بمعنى أن الشعب هو السيد وهو المشرع من دون الله، بينما جعل الإسلام السيادة للشرع. فالشعب في النظام الجمهوري هو الذي يحلل ويحرم ويحسن ويقبح ويعطي ويمنع، وكأنه اتُّخذ ربّاً من دون الله، فالله هو الخالق وهو المدبر وهو في الوقت نفسه المشرع، قال تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [التوبة:31]، جاء عدي بن حاتم - وكان على دين النصرانية - إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فتلا عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ﴾ قال له عدي: ما عبدناهم. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ألم يحلوا لكم الحرام، ويحرموا عليكم الحلال، فأطعتموهم؟ قال: بلى، قال: فتلك عبادتكم إياهم».


ومن هنا كان النظام الجمهوري نظام كفر يجعل التشريع لغير الله فضلا عن كونه مخالفاً لنظام الحكم في الإسلام الذي هو نظام الخلافة، حيث تضافرت الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، والحكم من خلال النظام الجمهوري هو حكم بغير ما أنزل الله، وأن تكون رئيسا لهذا النظام فأنت إما كافر إذا اعتقدت بصحة هذا النظام وأن الإسلام لا يصلح للحكم في هذا العصر، قال تعالى: ﴿مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: 44]، وإما فاسق وظالم إن كنت لا تعتقد بذلك، قال تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾[المائدة: 45]، ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: 47].


2- أنك أعلنت حربًا على الله ورسوله:


يقوم النظام الجمهوري في رعايته شئون الاقتصاد في الدولة على النظام الاقتصادي الرأسمالي الذي يختلف اختلافا جذريا عن النظام الاقتصادي الإسلامي في نظرته للمشكلة الاقتصادية وفي معالجاته، ويكاد يكون الربا هو حجر الزاوية في ذلك النظام الفاسد، بجانب العقود الفاسدة المخالفة للعقود في الإسلام كعقود شركات المساهمة والتأمين وغيرهما. ورئيس الجمهورية في إقراره للربا في المعاملات الاقتصادية في دولته أياً كان مبرره، حتى لو استند لفتاوى باطلة من مؤسسات أو مشايخ وعلماء سوء، هو من الذين أعلنوا حربا على الله ورسوله لإقراره الربا وتعامله به، بل وجعله أساسا في دولته وتعامله مع المؤسسات المالية الدولية كصندوق النقد والبنك الدوليين، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ، فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة: 278-279].


3- أنك معطل لذروة سنام الإسلام:


في ظل الأنظمة الجمهورية والملكية التي تشكلت على أنقاض دولة الخلافة الإسلامية، لم يعد من المقبول دوليا أن تقوم السياسة الخارجية لتلك الدول على ما كانت تقوم عليه السياسة الخارجية لدولة الخلافة؛ من جعل حمل الدعوة الإسلامية بالدعوة والجهاد هو الأساس الذي تقوم عليه. فقد قامت هذه الدويلات لتمزيق وحدة الدولة والأمة وإبعاد الإسلام عن الحياة والدولة في أنظمة الحكم والاقتصاد، وكذا بل وبالأخص في العلاقات الخارجية، خصوصا وقد تلقت الدول الأوروبية الضربات تلو الضربات من قبل دولة الخلافة. فالدولة الجمهورية الحديثة في بلاد المسلمين قد أسقطت من مفاهيمها حكم الجهاد ذروة سنام الإسلام، فهي مرتبطة باتفاقات دولية تقوم على حسن الجوار، وهي عضو في منظمات كفر دولية كمنظمة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي الّلذين يتحكمان في السياسة الدولية وفق مصالح الدول الكبرى، ولقد كان أصل نشأة الأمم المتحدة رابطة الدول الأوروبية النصرانية التي تم تأسيسها للوقوف في وجه الدولة العثمانية بوصفها دولة إسلامية تقوم سياستها الخارجية على الجهاد لنشر الإسلام، يقول تعالى: ﴿قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾[التوبة:29]، ويقول أيضا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [التوبة:123]. ومن هنا فعندما تكون رئيسا للجمهورية فأنت معطل لذروة سنام الإسلام بحجة أن الزمان غير الزمان، وأنك تحكم دولة لديها التزامات دولية، وهي عضو في منظمات دولية يجب احترام مواثيقها، ولكن أين أنت من أحكام الإسلام الشرعية؟!.


4- أنك صاحب لواء غدر يوم القيامة يرفع بقدر غدرك:


منذ أن ابتليت الأمة بهؤلاء الحكام بعد أن زال سلطان الإسلام، لم ترَ الأمة في ظل حكمهم الجبري يوم عدل واحداً، فقد ساموها القهر والذل وغدروا بها ونهبوا ثرواتها وخيراتها، ففي ظل حكمهم الجائر ضاعت فلسطين وأخواتها، ونال الأمة فقرٌ لم تعشه يوما في حياتها برغم أن الله حباها بثروات لا تمتلكها أية أمة من الأمم، ولقد حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمثال هؤلاء الحكام الغادرين عندما قال: «لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة» [رواه مسلم].


5- أنك ستمنع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:


في أغلب الأنظمة الجمهورية الحالية تكون هناك مادة في الدستور تمنع تأسيس الأحزاب كما يقولون على أساس ديني، وحيث إن وجود الأحزاب الإسلامية كان استجابة لقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران:104]، فالقيام بمنعها وحظر نشاطاتها هو منع لحكم شرعي، وهو في الوقت نفسه منع للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاسبة الحكام على أساس الإسلام. فهل يرضى أحد بعد ذلك أن يكون رئيسا للجمهورية محادّاً لله ولرسوله؟!.


6- أنك أداة في يد أعداء الأمة:


كانت وما زالت الدول ملكية كانت أو جمهورية والإمارات والمشيخات التي تشكلت على أنقاض الدولة الإسلامية بعد هدمها في آذار/مارس 1924م، مجرد أدوات في يد الكافر المستعمر، يستعملها لتكريس تمزيق الدولة الإسلامية، وللقضاء على توجه الأمة نحو الوحدة التي أمرها بها الشرع الحنيف، ولقد قام حكام تلك الدول على مدار عقود مضت بدورهم هذا خير قيام، وكل من يسعى ليكون حاكما في ظل هذه الأنظمة على الحالة التي عليها، فقد رضي بأن يلعب الدور نفسه الذي قام به أسلافه، نواطير يحرسون مصالح الغرب في بلادنا، ومعاول هدم في صرح دولة الخلافة التي بدأت تتشكل في أذهان أبناء الأمة لتكون عما قريب واقعا ماثلا للعيان، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.


﴿فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [غافر: 78]

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

 

 

 

إقرأ المزيد...

الإسلاميون: مقالة بعنوان "النظام الحاكم في كينيا يشن حملة ترويع ممنهجة ضد المسلمين بذريعة محاربة الإرهاب"

  • نشر في مع الإعلام
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 734 مرات

 

 

2014/04/25م

 

 


يتعرض المسلمون في كينيا لهجمة شرسة من القوات الأمنية وتتنوع أساليب هذه الهجمة ما بين اغتيالات وتصفية جسدية جبانة موجهة ضد علماء وشخصيات إسلامية بارزة، ومراقبة للمساجد ومضايقات يومية في المدن الساحلية ذات الأغلبية المسلمة. أما في المناطق الأخرى فالهجمة تستهدف المسلمين الكينيين من أصول صومالية وتخلق بيئة عدائية للاجئين الصوماليين في كينيا. هذه الهجمة الأمنية التي تقوم بها السلطات الكينية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع تحت مسمى محاربة الإرهاب وحفظ الأمن وتخليص البلاد من اللاجئين غير الشرعيين روعت الآمنين وحولت المناطق السكنية لثكنات عسكرية. بل وأصبحت الاعتقالات والمداهمات العشوائية للبيوت حدثاً يومياً، حيث تتعمد السلطات الإهانة والضرب والتعنيف، وتنقل من يشتبه بهم لمعسكرات اللاجئين شمال البلاد بالرغم من سوء أحوال هذه المعسكرات، والبعض نقل لها بعد أن ادعت السلطات أن أوراقهم الثبوتية مزورة وقامت بإتلافها على الفور دون دليل. وذكرت الـ هيومن رايتس ووتش أن زيارة لمركز شرطة بانغاني في منطقة إييست لايت ذات الأغلبية الصومالية كشفت عن تكدس المشتبه بهم بالمئات في زنازين أعدت لعشرين شخصاً فقط بحيث لا يجد المقبوض عليهم مكاناً للجلوس أو سبيلاً لقضاء حاجتهم، ثم تُركوا في نفس الزنازين في ظروف غير إنسانية. كما شهد فريق الهيئة الدولية حالات الإساءة والجلد والعنف ضد المقبوض عليهم وابتزاز الشرطة لهم وطلب الرشوة. (الجزيرة 12/04/2014).

 

بالرغم من أن هذه الإجراءات الأمنية في مجملها ليست بجديدة ولها شواهد في السابق إلا أنها أتت بشكل مكثف وملحوظ في الأسابيع الأخيرة وتزامنت مع تصريحات سياسية تتوعد الإرهابيين وحملات إعلامية عنصرية مضللة ومغرضة تهدف إلى تهييج الرأي العام ضد المسلمين. وقد اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات الكينية في السابق باستخدام الترهيب وممارسة الانتهاكات "على نطاق واسع" بحق اللاجئين الصوماليين على أراضيها لحملهم على المغادرة. وقالت سارة جاكسون - نائبة المدير الإقليمي في منظمة العفو الدولية - "أن الجو في كينيا -بالنسبة للاجئين الصوماليين - أصبح عدائيا إلى درجة أن الكثير منهم يشعرون بأنهم لا يملكون خيارا سوى العودة إلى الصومال، حيث لا يزال الصراع الدائر في أنحاء البلاد يدمر حياة الناس. وكذلك فإن اللاجئين الصوماليين يواجهون مزيجا من انعدام الأمن والتحرش" (الجزيرة 20/02/2014).

 

ومن الجدير بالذكر أن وجود اللاجئين الصوماليين في البلاد ليس أمرا جديدا، حيث يعود اندلاع الحرب الأهلية في الصومال إلى عام 1991، إلا أن النظام في كينيا هذه الأيام استغل إعلامياً وجود اللاجئين الصوماليين فيه مدعيا أنه السبب في سوء الأوضاع فيها، واتخذهم النظام كشماعة يعلق عليها أخطاءه ويتنصل عبرها من مسؤوليته عن معالجة المشاكل المستفحلة في البلاد. وقد انشغل أهل كينيا بخطر الإرهاب وملاحقة المشتبه بهم عن المشاكل اليومية وتولد لديهم شعور زائف بالأمن يعزز الروابط اللحظية الهشة التي تقوم عليها كينيا مثل أي دول قُطرية أخرى، فوجود العدو يمنح الدولة قوة ويعزز الحس الوطني.


لم يقتصر الأمر على اللاجئين الصوماليين والمهاجرين غير الشرعيين بل إن العملية الأمنية استهدفت الكينيين من أصل صومالي بشكل ظاهر لا يقبل أي شك. ومن ذلك ما حدث لفرحان محمود شيخ الذي اعتقلته قوات الأمن في 15 نيسان/أبريل على خلفية الاشتباه بكونه لاجئا غير شرعي بالرغم من حمله للهوية الكينية التي تظهر أنه من مواليد وجير في المحافظة الشمالية الشرقية، لكنهم استنكروا عدم معرفته باللغة السواحلية وهو المقيم في العاصمة نيروبي، وقد أمضى فرحان أربعة أيام في استاد كاساران لكرة القدم الذي حولته القوات الكينية لمعتقل يضم آلاف النساء والأطفال والرجال وجرمه الوحيد أنه قروي أمّيّ لا يجيد اللغة السواحيلية. ولم تكن حالته هي الأسوأ من بين الشهادات التي وردت على لسان من تعرضوا للاعتقالات التعسفية الأخيرة التي تقوم بها أجهزة الأمن وتدعي أن المستهدفين هم مشبوهون بالتطرف أو مهاجرون غير شرعيين (ديلي نيشن 20 نيسان/أبريل).

 

هذا وقد أطلقت السلطات الكينية اسم عملية السلام (Usalama) على هذه العملية الأمنية الأخيرة وقالت أنها لن تنتهي حتى يعم الأمن والسلام ربوع كينيا، ولكن الهيئات الدولية أدانت العملية الأمنية ونوهت الـ هيومن رايتس ووتش وغيرها بكونها مخالفة للقوانين الكينية والمواثيق التي وقعت عليها كينيا، وأنها تتم بشكل منافٍ للإنسانية. ومن ضمن آثار عملية السلام الكينية هذه حالات الابتزاز والرشوة والجلد والاغتصاب لفتيات صغيرات ونساء حوامل وغيرها من شهادات نشرتها الجزيرة في تحقيق مروع أجرته مع ضحايا هذا السلام نشر يوم 22/04/2014. ومن فنون النظام الكيني في محاربة الإرهاب ونشر السلام على سبيل المثال لا الحصر حالة الأخت بيشارو حسن حسين التي اقتحمت القوات غرفتها في نيروبي وساقوها للشاحنة وحين أخبرتهم بصعوبة صعودها للشاحنة كونها ثقيلة وحامل حملوها من الأرض ورموا بها في الشاحنة لتقع فوق المقبوض عليهم وبعدها بقليل أتتها آلام الوضع وباتت تصرخ حتى رق لحالها أحد المارة وأعطى رجال الأمن ما يساوي 14 دولار رشوة لإطلاق سراحها ونقلت للمستشفى في حالة ولادة متعسرة ولا زالت تعاني وجنينها من مضاعفات صحية نتجت عن الحادث. وكذلك حالة المرأة التي وقعت مغشياً عليها بعد تسعة أيام قضتها في ملعب كاساران (معتقل كساران كما يسميه المسلمون) والذي يفتقر للخدمات الصحية ولا يسمح لمن فيه بأبسط الحقوق والذي احتجزت فيه السلطات آلاف البشر بشكل مهين بينما رحَّلت قرابة المائة مباشرة إلى الصومال، وشتت الأسر بين من رُحِّل لكاساران ومخيمات اللاجئين، ومن عاد لمنزله وحيداً، أو ترك وحيداً كالرضيع الذي مات من الجوع في منزله في منطقة إييست لايت بعد أن اعتقل ذووه. كما أدت هذه الحملات لخسارة مالية تقدر بملاين الدولارات للمسلمين في منطقة اييست لايت بينما فر الكثيرون بأموالهم ومصالحهم لدول مجاورة ضاق آخرون من فساد الشرطة الكينية التي باتت تنهج منهج البلاطجة وتأتي لحي إييست لايت في آخر اليوم طلباً للأتاوات من السكان المسلمين وقد أطلق أحد السكان صرخة "أنا أرفض أن أكون صرافاً آليّاً لشرطة فاسدة".

 

إن الحكومة الكينية تقوم بهذه الإجراءات القمعية والوحشية التي تستهدف المسلمين من أصول صومالية وتنشر حولهم نظرة الريبة والحذر، هذه النظرة السلبية ليست بجديدة بل تعود لقرابة النصف قرن من الزمان. وقد تحولت الأضواء لمنطقة إييست لايت التي يقطنها الكينيون من أصول صومالية وظهر للعيان أن الحكومة تنظر لهم نظرة أمنية متوجسة لا نظرة رعاية، وهي ذات النظرة التي ميزت تاريخ الإقليم الشمالي الشرقي الذي ضمته كينيا إلى أراضيها في 1963. هذا الإقليم الذي ضمته كينيا بتخطيط من المستعمر البريطاني ولم تكترث لنتيجة الاستفتاء الشعبي ورفض أهالي الإقليم المشاركة في حكومة جومو كينياتا التي شكلت عام 1963، بل واعتبرتها خيانة وحركات تمرد وارتكبت بحقها مجازر تتناقل قصصها الأجيال. وقد نهجت الحكومات الكينية المتوالية سياسة تهميش نحو الإقليم الشمالي الشرقي وتجاهلت حاجة سكانه المسلمين حتى بات الفرق بينها وبين باقي المناطق واضحاً، كما تقصدت الحكومات الكينية التأكيد على الفوارق بين سكان البلاد من عرقيات مختلفة محذرة من المسلمين على وجه الخصوص. أي أن معاناة المسلمين مع النظام الكيني مستمرة منذ رحيل المستعمر وكأنها استمرار لعهد الاستعمار وكأنهم لم يتخلصوا من أغلاله واستغلاله ومكره وسياسة فرق تسد.

 

وربما تكون الإضافة الجديدة هي استغلال الهوس العالمي بمحاربة "الإرهاب" واستغلاله لتبرير سياسات عنصرية وممارسات إقصائية تجاه فئة معينة. وإن الهجمة الجديدة على المسلمين تأتي بدعم مادي سخي وبتدريب من الولايات المتحدة ضمن سياسة دعم كينيا لمحاربة الإرهاب. حتى أصبحت كينيا تتصدر دول المنطقة من حيث الإنفاق على الأمن. فإن كينيا - كما الغرب - تربط بين وجودٍ لقواتها على الأراضي الصومالية وتدخل مستمر لبلورة الأوضاع داخل الصومال من جهة وبين محاربة الإرهاب من جهة أخرى، فقد أصدرت قانون مكافحة الإرهاب الذي يعطي السلطات صلاحيات غير محدودة بعد عام واحد من تدخلها العسكري في الصومال ضمن القوات الأفريقية "الأميصوم". وكلما تمادت السلطات الكينية في غيها كلما ارتعدت فرائصها وأخذت الاحتياطات لتأمين منشآتها لأنها تدرك أن من يطرق على الباب يأتيه الجواب عاجلاً أم آجلاً، فأي أمن خلقت وأي سلام أوجدت؟! إن أمن كينيا لا يهزه من أتى إليها فاراً من حرب تأكل الأخضر واليابس يصر الغرب على أن تستمر ليحصد من ورائها ويضمن نفوذه، أو من مستضعفين هاربين من مجاعات وقحط، كما أن وجود ما يزيد عن 2,5 مليون مسلم من أصل صومالي أغلبهم في المنطقة الشمالية الشرقية التي تقدر بـ 20% من مساحة كينيا لا يهدد أمن البلاد. فهل يعقل أن تستعدي حكومة شريحة كبيرة من الشعب وتنظر لها نظرة أمنية؟ إن ما يتعرض له مسلمو كينيا ينذر بفشل الأنظمة العلمانية وأنها لا تدرك أي معنى لرعاية شؤون المواطنين ولا تملك سوى سياسة القمع والإرهاب تجاه من يخالفها وهذا أمر متكرر في الدول التي تدعي محاربة الإرهاب.

 

إن المسلمين من أصل صومالي يعانون من محاولة الحكومة فصلهم عن باقي إخوانهم المسلمين والتمييز ضدهم وخلق عداء ضدهم وتجريمهم بالهوية دون بينة أو ما يسمى بالتنميط العنصري Racial Profiling (تحديد نمطي لأوصاف المشتبه بهم) فقد أصبح المهاجر من أصل صومالي (أياً كان هذا الشخص) رمزا للإرهاب والعنف والجريمة تماماً مثلما يحدث مع الجاليات المسلمة في الغرب. يصورون المسلمين من أهل المنطقة إرهابيين بينما المهاجر من أصل أوروبي هو مثال للإيجابية وإنسان مسالم. وتركزت هذه الصورة عبر تناول الإعلام للموضوع وتركيزه على زاوية محددة وأحداث معينة فيما يتجاهل ما يتعرض له الكثيرون بشكل يومي. ولعل هذا التركيز خفف عن حكومة الجوبيلي بعض الضغط الذي تتعرض له بسبب سوء إدارتها للبلاد وسجلها السيئ في الحقوق والحريات، وتجاهلها لمطالب التعويض التي تعود لأحداث العنف في انتخابات 2007 وغيرها من سجلات غير مرضية تلاحقها به الهيئات والمؤسسات المعنية وضحايا تلك الفترة الدموية.

 

إن العدو الأول لأهل كينيا ليس عرقية معينة أو ديانة معينة، بل هي الرأسمالية وما تفرزه من فساد وانحراف على مختلف الأصعدة، وبالرغم مما تقوم به الحكومة من حملات مفتعلة إلا أنها لن تتمكن من تغيير حقيقة الأوضاع داخل البلاد والتي لخصتها تقارير الفساد، "ورغم أن كينيا هي أكبر اقتصاد في شرق أفريقيا، وتعد طريقا تجاريا رئيسيا لبقية القارة، إلا أنها ابتليت بالفساد الذي تغلغل في كل شرائح المجتمع، ووفقا لمجموعة الشفافية الدولية فإن كينيا هي في أول القائمة من حيث الدول الأكثر فسادا، تتبعها 19 دولة فقط.". (سي إن إن 05/02/2011). إن هذه الهجمة التي يتوارى وراءها الفاسدون وحملات الإرهاب التي تدعي محاربة الإرهاب هو سلوك فرعوني متميز ونهج قديم لجميع الفراعنة، وإن قهرهم ووعيدهم لعباد الله لن يخلدهم في الأرض أو يذرهم عذاب يومِ عظيم، وإن هذا الفساد ينطبق عليه مثل "النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله". وقد أصبح المسلمون في ظل غياب كيان مركزي يحفظ لهم حقوقهم وهيبتهم فريسة سهلة لوحوش البراري وغنيمة لكل ذئب ماكر وأصبحت الشعوب تعاني من حكم وقمع أنظمة تجسد الإرهاب وتدعيّ محاربته.

 

﴿وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ * قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾

 

 

أم يحي بنت محمد، عضو بالمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

المصدر: الإسلاميون.

 

 

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق خطة فرنسية لمنع انضمام مواطنين للجهاد في سوريا

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 921 مرات


الخبر:


نشر موقع فرانس 24 الخبر التالي: كشفت صحيفة "لوفيغارو" في عددها الصادر في 22 أبريل/نيسان عن أبرز النقاط التي تحملها الخطة التي ستعرض على الحكومة غدا الأربعاء والتي تهدف إلى مكافحة ظاهرة سفر شبان فرنسيين إلى سوريا طلبا للجهاد ضد نظام الرئيس بشار الأسد.


المرشحون الفرنسيون للجهاد في سوريا سيصبحون عرضة لتدابير مكثفة ومنظمة. هذا ما نقلته صحيفة "لوفيغارو" في عددها الصادر في 22 أبريل/نيسان استنادا إلى الخطة التي ستعرض على الحكومة غدا الأربعاء والتي تهدف إلى مكافحة ظاهرة سفر شبان فرنسيين إلى سوريا للانضمام إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة. ففي الوقت الذي يزداد فيه عدد الشبان الفرنسيين الراغبين في السفر إلى سوريا طلبا للجهاد، وضع وزير الداخلية الفرنسي برنار كازونوف اللمسات الأخيرة على خطة كان سلفه مانويل فالس بدأ العمل عليها قبل أشهر بهدف الكشف عن الشبان المرشحين للجهاد وذلك قبل انتقالهم إلى سوريا للانضمام إلى الجماعات الجهادية.


وتشير "لوفيغارو" نقلا عن مصادر مطلعة أن نحو 20 تدبيرا سيعلن عنهم، بعض هذه التدابير سينفذ فورا وبعضها الآخر لاحقا بانتظار تعديلات إدارية وقانونية. ومن هذه التدابير، ضرورة حصول القاصرين على تصاريح خروج من البلاد، الأمر الذي يسمح لعائلات المراهقين الذين يرتادون مساجد متطرفة أو يبحرون على صفحات شبكات تمجد الإرهاب على الإنترنت تبليغ جهات قادرة على معالجة هذا النوع من المشكلات.


وتضيف الصحيفة أن خطة وزير الداخلية الفرنسي لمكافحة الجهاد، تسعى أيضا لتعزيز التعاون بين الدول الأوروبية في مكافحة هذه الظاهرة، خاصة في المطارات. كما تتضمن الخطة تدابير لتعزيز الرقابة والمراقبة على المواقع المتشددة والجهادية على شبكة الإنترنت. ويذكر أن وزير الداخلية السابق ورئيس الحكومة الراهن مانويل فالس اعتبر في كانون الثاني/ يناير الفائت "أن الجهاد يمثل بالنسبة لي الخطر الأكبر الذي علينا مواجهته في الأعوام المقبلة".



التعليق:


إن هذه التدابير الأمنية المشددة، والقوانين الصارمة، والمضايقات الإدارية القاسية، التي قامت بها دول مثل أستراليا وبريطانيا، والسعودية والأردن، جهرا، والتي تسعى فرنسا أيضا لاتخاذها لمنع الشباب المسلمين من الذهاب إلى سوريا لنصرة المسلمين هناك، ومعاونتهم في إسقاط نظام الطاغية بشار، وإقامة دولة الخلافة الإسلامية، ومثلها ما تقوم به كثير من الدول خفية.


ناهيك عن المساعدات المادية والعسكرية والسياسية التي تقدمها دول أخرى مثل روسيا، وإيران والعراق للطاغية بشار، أو حتى المساعدات التي تقدمها دول مثل قطر والسعودية لبعض الجماعات المقاتلة في سوريا، فضلا عن حالة اللامبالاة وعدم الاكتراث لما يدور في سوريا، من قبل دول العالم، بل تواطؤهم مع المجرم ابن المجرم.


كل ذلك يدل دلالة واضحة لا لبس فيها أن الخلافة باتت هاجس الغرب كله ثم صغارهم من عملاء وأتباع، ولذلك فهم يبذلون الوسع لئلا تعود تلك الخلافة العظيمة، لأنهم يدركون أنها إن عادت فستكون الأولى في العالم، تنشر الخير في ربوعه، وتقبر الطغاة وتحشرهم إلى مصيرهم الأسود، وتعود الأمة الإسلامية كما يجب أن تكون خير أمة، قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾، وتضيء الخلافة الدنيا من جديد، فتتمزق أكباد الكفار المستعمرين وعملائهم، ويستقر الرعب في قلوب الحاقدين على الإسلام وأشياعهم، ويعزُّ الإسلام وأهله، ويذلُّ الكفر وأهله.


وإنه لكائن بإذن الله وأنف أعداء الإسلام أمريكا وأوروبا وروسيا، وعملائهم حكام المسلمين عربا وعجما راغم.


﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع