هل لي بأنصار مثلهم؟ الحلقة الثامنة
- نشر في ثقافية
- قيم الموضوع
- قراءة: 403 مرات
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجة "بتصرف" باب ما جاء في صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"
حدثنا أبو مروانَ محمدُ بْنُ عثمانَ العُثمانيُّ حدثنا إبراهيمُ بْنُ سعدٍ عنِ الزُّهْرِيِّ عن سالمِ بنِ عبدِ الله عن ابْنِ عُمَرَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم، فاقدروا له. قال: وكان ابن عمر يصوم قبل الهلال بيوم".
قوله ( إذا رأيتم الهلال ) أي هلال رمضان ( فصوموا ) لا دلالةَ فيه على النهي عن الصوم قبله، لا منطوقا وهو ظاهر، ولا مفهوما،. ( وإذا رأيتموه ) أي هلال شوال. ( فأفطروا ) ليس المراد الإفطار من وقت الرؤية حتى يلزم أن يفطر قبل الغروب إذا رأى الهلال في ذلك الوقت، كما أنه ليس المراد الصوم من وقت الرؤية؛ بل المراد الإفطار والصوم على الوجه المشروع فلا بد في كل منهما من معرفة ذلك الوقت. قوله ( فإن غم ) بتشديد ميمه أي حالَ بينكم وبين الهلال غيم رقيق ( فاقدروا ) بضم الدال وجُوِّزَ كسرُها أي قدروا له تمام العدد ثلاثين..
أيها الأحبة الكرام:
إن ما يشير إليه الحديث وبكل وضوح، أن الرؤية العينية في الصيام والإفطار، هي ما أوجبها الشرع، ولم يوجب غيرها، فوجب القول بها، وبها وحدها. وأن لا عبرة لغيرها، كالحسابات الفلكية، التي أصبحت مكان الرؤية الشرعية هذه الأيام، فهل هذا هو ديننا أيها المسلمون؟
لقد ذهب الجمهور إلى عدم جواز الأخذ بالحساب الفلكي. إلا أننا اليوم نعيش في عصر العلم والعلوم والعلمانية، التي تُعنى بالقوانين والنظم والقواعد العلمية العقلية، دون نظر في القواعد والأحكام الدينية. فالعلمانية تعني إقصاء الدين من حياة الناس، والعمل في الحياة بمقتضى القوانين والقواعد العلمية والعقلية، التي توصلت إليها أبحاثُهم وعقولُهم، دون نظرٍ في الأحكام والقواعد الدينية. وقد أُخذ الناسُ بسحر هذه الكلمة، واتخذوها مقياسَ النهضة والتقدم، فقدسوا العلم وقدسوا العقل البشري، ورفضوا أي رأي أو حكم أو تشريع لا يصدر عن العقل البشري، لذلك نرى أن الناس قد فُتنوا بهذا الحساب الفلكي، لكونه علما من العلوم، حتى إن بعضاً من المسلمين، راح يطالب بالعمل به في سائر العبادات، ناسين أو متناسين أن الشريعة لا تُؤخذ إلا من مصادرها.
أيها المسلمون: إن هذا الحال الذي أصبحنا نعيشه، قارب على الزوال، فهذه الرأسمالية وتفريخاتها، من علمانية وديمقراطية، قد أصبحت تترنح، وهي آيلةٌ إلى السقوط، فلا تَغُرَّنَّكُمْ أحكامُها العفنةُ، ولا حساباتُها الفلكيةُ في تحديد بَدْءِ صومكم وعيدكم. فالله سبحانه وتعالى، قد أكمل لنا الدين، ولا يجوز إدخالُ ما ليس منه فيه، وما هذا الحال الذي نعيشه إلا بفعل حكامكم، الذين رَعَوْا مصالح الغرب الكافر خيرَ رعاية، فأدخلوا إلينا هذه المفاهيمَ النتنة، كي تَحُلَّ مَكانَ دينِنا العظيمِ، ولكنْ - والحمدُ لله - فقد خابَ فَأْلُهُم وطاشَ سَهْمُهم، فالأمةُ عادت إلى ربها، وإلى رشدها، ولم تعدْ تقبلُ بغير قرآن ربها وسنة نبيها، وما هي إلا سويعات، حتى ينبلجَ فجرُ دولتِها، فترقبوه عاملين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركات.
يقول سبحانه (﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾)، ويقول جل وعلا (﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾)، ويقول صلوات الله وسلامه عليه فيما أخرجه البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ أَبُو القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم : «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ»، وأخرجه مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، برواية أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعَدَدَ».
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ وعلى آلهِ وصحبِهِ ومَن والاه، ومَن تبعَهُ فترسَّمَ خُطاه؛ فجعلَ العقيدةَ الإسلاميةَ أساساً لفكرتِهِ، والأحكامَ الشرعيّةَ مِقياساً لأعمالِهِ ومَصدراً لأحكامِهِ أمّا بعد،
أخرجَ البُخاريُّ في صحيحِهِ مِن طريقِ محمدِ بنِ زيادٍ قال: سمعتُ أبا هريرةَ رضي اللهُ عنه يقولُ: قال النّبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلّمَ أو قال: قال أبو القاسمِ صلى الله عليه وآله وسلم: "صوموا لِرُؤيتِهِ وأَفْطِرُوا لرؤيتِهِ فإنْ غُـبِّيَ عليكم فأَكْمِلُوا عِدَّةَ شعبانَ ثلاثين".
وفي هذا الخصوصِ فقدْ جاءَنا منَ العالِمِ الجليلِ عطاءِ بنِ خليلٍ أبو الرشتةَ أميرِ حزبِ التحريرِ ما يليْ:
-------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الإخوة الصادقين المخلصين حملة الدعوة...
وإلى كل المسلمين في كل مكان على هذه المعمورة...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
يقول سبحانه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ويقول جل وعلا ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾، ويقول صلوات الله وسلامه عليه فيما أخرجه البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ أَبُو القَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم - : «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ»، وأخرجه مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، برواية أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعَدَدَ».
وبعد تحري هلال رمضان المبارك هذه الليلة ليلة الثلاثاء، فلم تثبت رؤية الهلال رؤية شرعية، وعليه فإن غداً الثلاثاء هو المتمم لشعبان إن شاء الله، وسيكون بعد غد الأربعاء هو أول أيام شهر رمضان المبارك سنة 1434هـ الموافق 10/07/2013م.
وإننا لنسأله سبحانه أن يتقبل من المسلمين الصيام والقيام وأن يغفر الله سبحانه لنا أجمعين ما تقدم من ذنبنا كما قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، وفي رواية أخرى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
أيها الأخوة الكرام لقد فرض الله سبحانه في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة صيام شهر رمضان، وهو شهر أنزل الله فيه القرآن ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾، كما أنه شهر أكرم الله فيه الأمة بالنصر والفتح المبين، فكانت معركة بدر الكبرى في السابع عشر من رمضان حيث اهُزم فيها مشركو مكة هزيمة كبيرة... ثم كانت معارك فاصلة أخرى في هذا الشهر الكريم ابتداء من فتح مكة المكرمة في العشرين من شهر رمضان المبارك من السنة الثامنة للهجرة إلى معركة البويب "قرب مدينة الكوفة حالياً" التي هي يرموك فارس حيث انتصر المسلمون بقيادة المثنى في الرابع عشر من رمضان سنة إحدى وثلاثين للهجرة، ثم فتح عمورية بقيادة المعتصم في السابع عشر من رمضان سنة مئتين وثلاث وعشرين للهجرة، ومعركة عين جالوت التي هَزَمَ المسلمون فيها التتارَ في الخامس والعشرين من رمضان سنة ست مئة وثمانٍ وخمسين للهجرة إلى غيرها من الانتصارات في هذا الشهر الكريم...
وهكذا اقترن الصيام بالقرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه... واقترن الصيام بالفتح والنصر... اقترن الصيام بالجهاد... اقترن الصيام بتطبيق أحكام الله... وعلم كل صاحب بصر وبصيرة أن أحكام الله سبحانه لا ينفصل بعضها عن بعض، سواءٌ أكانت عبادات أم جهاداً أم معاملات أم أخلاقاً وسلوكاً، أم حدوداً وجنايات... فكلها من مشكاة واحدة، ومن يتدبَّر آيات الكتاب الكريم يجد ذلك واضحاً بيّناً، وهو ظاهر هنا كذلك في آيات الصيام وما قبلها وما بعدها، وإليكم البيان:
لقد أنزل الله سبحانه آيات الصيام في سورة البقرة - الجزء الثاني في الربع الثاني منه الذي يبدأ بقوله سبحانه ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ...﴾ إلى قوله سبحانه ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾، وبتدبر هذه الآيات يتبين أنها اشتملت على أحكام البر والإيمان، والقصاص، والوصية، وآيات الصيام، والدعاء... والحكام وأكل المال بالباطل، ثم القتال في سبيل الله والحج. فكانت أحكام الله آخذا بعضها برقاب بعض، فلا فرق بين حكم وحكم ولا بين واجب وواجب، فالذي بيّن العبادات هو سبحانه الذي بيّن المعاملات والعقوبات والسياسة والجهاد، وبيّن الأخلاق والمطعومات والملبوسات وغيرها، وهي على وجهها في القوة نفسها من حيث التنفيذ والالتزام، فالفرض في العبادات كالفرض في المعاملات مثل الفرض في العقوبات ومثل الفرض في بيعة الخليفة والجهاد وسائر الأحكام، لا يصحّ الفصل بينها بحال فالإسلام كلّ لا يتجزأ والدعوة إليه واحدة لتطبيقه في الدولة والحياة والمجتمع، وعليه فمن فصل بين آيات الله، وقال بفصل الدين عن الحياة، أو بفصل الدين عن السياسة، فقد ارتكب إثماً عظيماً وجريمة كبرى تقود صاحبها إلى الخزي في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة.
وفي الختام فإن الله سبحانه قد ذكر الدعاء بين آيات الصيام الخمس في سورة البقرة، فقال سبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ والفصل بين المتلازمين دليل على عظمة الفاصل، فالله سبحانه قد أمر بالصيام، ثم أمر بالدعاء، ثم أكمل آيات الصيام لتعظيم شأن الدعاء، فأكثروا من الدعاء في رمضان، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في الحديث الشريف الذي أخرجه أحمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ»، فذكر الدعاء بين آيات الصيام دلالة على الحث عليه في شهر الصوم وبيان لفضله وبشرى بالإجابة فالله قريب مجيب.
وخاتمة الختام فإننا كما يجب أن نحرص على الصيام ليرضى الله عنا ويغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا، فيجب أن نحرص كذلك على العمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة لنكون من الفائزين في الدنيا بتطبيق أحكام الله، المستظلين براية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، راية العُقاب، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، ونكون من الفائزين في الآخرة كذلك بإذنه سبحانه، المستظلين بظله يوم لا ظل إلا ظله، وإننا نسأله سبحانه أن يتقبل منا الصيام والقيام في هذا الشهر الكريم الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وأن لا يأتي علينا شهر رمضان القادم إلا وتكون الخلافة الراشدة على منهاج النبوة قد أظلتنا وأعزتنا وعادت الأمة بها خير أمة أُخرجت للناس ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾، ويكون الخليفة فينا كما قال - صلى الله عليه وسلم - «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ...» أخرجه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، ويكون الخليفة قد قضى على الطغاة في أرض الشام، وأنقذ المسلمين فيها، الشيوخ والنساء والأطفال، من دنس الطغاة والظالمين... ونكون من ورائه لإزالة كل الطغاة من أرض الإسلام، وتطبيق أحكام الإسلام فيها، فتزول الفتن في مصر وغير مصر الناتجة عن عدم تطبيق أحكام الله سبحانه... ومن ثم يقودنا لتحرير فلسطين كل فلسطين من رجس دولة يهود، فتعود القدس مسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعراجه عزيزة كريمة بالإسلام، وبجند الإسلام... ونقاتل من ورائه كذلك لتحرير كشمير، وباقي بلاد المسلمين المحتلة من الكفار المستعمرين، فلا يبقى شبر من أرض الإسلام إلا ويستظل براية الإسلام، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير
-------------------------
كما ويَسُرُّني أنْ أنقُلَ تهنئةَ رئيسِ المكتبِ الإعلاميِّ المركزيِّ لحزبِ التحريرِ وجميعِ العامِلينَ؛ لأميرِ حزبِ التحريرِ العالِمِ الجليلِ عطاءِ بنِ خليلٍ أبو الرشتةَ وجميعِ المسلمينَ بهذا الشّهرِ الكريم، سائلينَ اللهَ سبحانَهُ أنْ يجعلَنا مِنْ عُتقاءِ شهرِ المغفرةِ والخَيْرات، كما ونسألُ اللهَ سبحانه وتعالى أنْ يُبَلِّغَنا ليلةَ القَدْرِ وأنْ يمُنَّ علينا بأجْرِها،
اللهمَّ ربَّ السمواتِ والأرضِ شَرِّفْنا ببيعةِ خليفةِ المسلمينَ في الخلافةِ الراشدةِ الثانية، قريباً عاجلاً يا الله...
اللهمّ آمينَ آمينَ آمين.
والسلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ
ليلةَ الثلاثاء، المتممِ لشهرِ شعبانَ، لعامِ ألفٍ وأربعِ مئةٍ وأربعةٍ وثلاثينَ للهجرة، الموافقَ للتاسعِ من تموزٍ ألفينِ وثلاثَ عشْرَةَ للميلادِ.
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
-------------------------
الخبر:
صدمت أسرة سعودية بعد إعلان صندوق التنمية العقارية الدفعة الجديدة من القروض السكنية المعتمدة لأكثر من 10 آلاف مواطن، وذلك حين وجدوا اسم والدهم ضمن القائمة بعد وفاته بثلاث سنوات، وقال ابن عم المتوفى أن ابن عمه تقدّم بطلب القرض منذ عام 2004، لتأمين سكن له ولعائلته الصغيرة. (المصدر: العربية.نت ، 4 يوليو 2013م).
التعليق:
حلّت السعودية في المركز الثاني في قائمة أكبر عشر دول مصدرة للنفط في العالم وفقا لمجلة فوربس. إلا أن المواطنين في السعودية يحتاجون إلى الاقتراض من أجل تأمين مساكن مناسبة لهم ولأسرهم. ويحصل المواطنون على قروض لمساعدتهم على إقامة مساكن خاصة بهم بعد تقديم طلباتهم لصندوق التنمية العقاري السعودي، وهو صندوق أنشئ بموجب مرسوم ملكي عام 1975.
إن وفاة مواطن في بلاد الحرمين دون حصوله على القرض الذي تقدم به منذ 9 سنوات قبل وفاته لإقامة سكن خاص له ولعائلته، وحصوله عليه بعد ثلاث سنوات من وفاته، لدليل على فشل نظام آل سعود، وهم ثاني أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، في تأمين حاجات رعاياهم الأساسية وإدارة مصالحهم بسهولة ويسر ودون تأخير.
إن لنا أن نتساءل أين تذهب عائدات النفط في بلاد الحرمين حتى يضطر رعاياها للاقتراض من مثل هذا الصندوق لسد حاجاتهم الأساسية. ألا يعلم حكام السعودية أن الإسلام عدّ النفط من الملكية العامة للأمة والتي يجب أن ينتفع جميع أفراد الأمة منه، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الناس شركاء في ثلاث: في الماء والكلأ والنار". فكيف يقترض الناس من أملاكهم؟. وقد أقطع الرسول صلى الله عليه وسلم أراضي للناس تمليكا لهم دون إقراض، وكذلك فعل الخلفاء الراشدون. فقد أعطى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أموالا من بيت مال المسلمين دون إقراض. فأين هم حكام آل سعود من الفاروق رضي الله عنه الذي كان يقول وهو يوزع المال على الناس: "اليوم أعُدّ لكم المال عدا وإن شئتم حثوته عليكم حثوا، إنما هي أموالكم أعطيكموها".
إن الإسلام قد أناط بدولة الخلافة أن تقوم برعاية شؤون جميع رعاياها، ومن هذه الرعاية توفير الحاجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن. كما أناط بها القيام بإدارة الأموال الواردة للدولة وإدارة المصالح حتى تتمكن من رعاية الشؤون ومن حمل الدعوة. وتقوم سياسة إدارة المصالح في دولة الخلافة على البساطة في النظام، لأنها تؤدي إلى السهولة واليسر، وعلى السرعة في إنجاز المعاملات والكفاية فيمن يتولون الإدارة. فالإحسان في قضاء المصالح مأمور به في الشرع، قال عليه الصلاة والسلام: "إن الله كتب الإحسان في كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح....".
إن نظام آل سعود رغم ادعائه تطبيق الشريعة الإسلامية لا يختلف عن باقي أنظمة الضرار الرأسمالية القائمة في بلاد المسلمين اليوم، كونها أنظمة جباية وتجويع وإفقار، ودولة الخلافة الثانية القائمة قريبا بإذن الله هي التي ستضمن الرعاية والحماية لجميع رعاياها.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم أم المعتصم
08/07/2013
وكالة أنباء الروهنجيا: أنطلق في العاصمة الماليزية كوالالمبور مؤتمر شابات حزب التحرير، وذلك يوم أمس الأحد، تحت عنوان: بعد مضي عام من المجازر، من سينقذ نساء وأطفال الروهنجيا؟، حيث بدأت الأخوات مؤتمرهن بآيات من القرآن الكريم، وبعدها بدأ الحديث عن مسلمي روهينجا والحال الذي وصلوا له في ظل وضعنا الراهن ، ووضعن أيديهن على المرض وكيف أن القومية والوطنية لها أثر كبير في التعصب للبلد والدولة التي يعيش فيها كل مسلم وأنه لا دخل له بما يحدث حوله في بلاد المسلمين طالما أن الأمر بعيد عن مكان مسقط رأسه.
وتتالت الكلمات واحدة بعد الأخرى من الأخوات حيث تحدثن عن ما تعرضن له مسلمات الروهينجا من عدم نصرتهن من قِبل الجيوش والحكام وتمت المقارنة بين وضع المسلمين الحالي وكيف وصل بهن الحال من الظلم والقتل والتهجير والفقر وبين وضعهم يوم أن هبت الجيوش لنصرة امرأة صرخت وامعتصماه في ظل دولة الخلافة .. كما تحدثت إحدى الأخوات عن مكانة المرأة في الإسلام .
وبعد أن تحدثت الأخوات عن المرض الذي أصاب الأمة والوضع الذي حالت إليه بلاد المسلمين تحدثن عن الحل الجذري لما فيه الأمة وبَيَّن كيف أن خلاص الأمة يتم بدولة تطبق الإسلام وترعى شؤون المسلمين على أساس الإسلام وتحدثن عن حزب التحرير وأنه الحزب الوحيد الذي يعمل للوصول لدولة الخلافة هذه التي تخلص الأمة من كل ما هي فيه .
وفي الختام جمعن الأخوات تواقيع للأخوات كميثاق منهن لدعم نساء وأطفال الروهينجا -حصلت الوكالة على نسخة منه - ..
ميثاق دعم لنساء وأطفال الروهنجيا:
نحن الموقعات أدناه نعلن تأييدنا ودعمنا ونصرتنا لأهلنا الروهنجيا، ونؤكد بأن الأمة الإسلامية كالجسد الواحد كما وصفها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وإن ما يواجه أهلنا الروهنجيا من مصائب وجرائم رهيبة لا يقبل به من كان لديه ذرة من إنسانية، وعليه نعلن نحن المؤتمرات في هذا اليوم الآتي:
1 - أن نتكاتف كنساء مسلمات لا تفصلنا حدود أو مسافات، وأن لا نسمح للحدود التي رسمها الكافر المستعمر أن تفصل بيننا، أو تحول دون نصرة بعضنا بعضاً.
2 - إن المسلمين في أنحاء الأرض إخوة، دمهم واحد، وهم يد على من سواهم مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيُرَدُّ عَلَى أَقْصَاهُمْ»، فحرمة الدم الذي يراق في أرض فلسطين كحرمة الدم الذي يراق في مالي وكرحمة دم إخواننا في سوريا وكحرمة دم إخواننا الروهنجيا.
3 - إننا نؤكد بأننا سنبذل وسعنا ونسخر كل طاقاتنا لنصرة المسلمين استجابة لقوله تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾.
4 - إن الخلافة هي الحل الجذري لما يواجهه الروهنجيا وبقية المسلمين في العالم، ففي إقامتها مرضاة ربنا، و صلاح أمرنا، وقهر عدونا، وحماية دمائنا.
5 - إننا نتعاهد أمام الله على العمل الجاد المجد مع حزب التحرير من أجل إقامة الخلافة التي ستوحد بلادنا وقوانا في مشارق الأرض ومغاربها من جاكارتا وكوالالمبور مروراً بقاهرة المعز ووصولاً إلى طنجة في أقصى الغرب، ستوحدها تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله فنقيم دولة عزتنا التي ستحمي النساء والأطفال من ظلم الظالمين واعتداء المعتدين.
والله على ما نقول شهيد وهو الموفق وعليه التكلان.
المصدر : وكالة أنباء الروهنجيا