الإثنين، 26 محرّم 1447هـ| 2025/07/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الرأسمالية أخذت الغذاء من أفواه الأطفال

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1187 مرات


وفقا لأبحاث حديثة قام بها كل من تيسكو، وبنوك الأغذية الخيرية، تروسيل ترست، وجمعية إعادة توزيع الأغذية الخيرية، Fair Share، فإن واحداً من كل خمسة آباء في المملكة المتحدة يكافح من أجل إطعام أطفالهم. يفوّت العديد منهم واجباتهم اليومية، بينما البعض الآخر يبقى دون طعام لعدة أيام لأجل إطعام أطفالهم، أو يعتمد على العائلة والأصدقاء لتقديم الغذاء لهم. تعتمد 70٪ من الأسر التي تعاني من نقص الغذاء ولديهم أطفال في التعليم الابتدائي، جزئيا على المواد الغذائية التي تقدمها المدارس. ونتيجة لذلك، نتوقع أن نرى في العطلة الصيفية المدرسية القادمة عددا كبيرا من الأطفال الجياع. وتبين البحوث أيضا أنه من غير المرجح أن تتحسن مشكلة الفقر الغذائي في المملكة المتحدة في المستقبل القريب. وفقا لتقرير مشترك، من قبل منظمة أوكسفام وهيئة الكنيسة لمكافحة الفقر، نشر قبل بضعة أسابيع، فقد تضاعف عدد الأشخاص الذين دفعهم اليأس لاستخدام بنوك الغذاء التي توزع المواد الغذائية المتبرع بها من قبل الجمهور، بثلاثة أضعاف في العام الماضي وحده. وعزا العديد من المؤسسات الخيرية هذا الارتفاع الكبير في الأشخاص الذين يلجأون إلى الإمدادات الغذائية الطارئة لإطعام أنفسهم وأسرهم، إلى خفض الحكومة الرعاية الاجتماعية، وانخفاض الأجور، والأزمة الاقتصادية الناجمة عن النظام الرأسمالي المعيب. ويعكس صعود هذه البنوك الغذائية فشل الحكومة البريطانية الرأسمالية وتخليها عن رعاية الأشخاص الأكثر ضعفا في المجتمع، بينما في الوقت نفسه تقوم بإعطاء الإعفاءات الضريبية للأثرياء وبإنقاذ مصارف بعدة مليارات.

 

وقد اقترن هذا مع تصريحات قاسية من قبل سياسيين رفيعي المستوى في المملكة المتحدة الذين ذموا أولئك الذين لا يستطيعون إطعام أطفالهم على نحو كاف أو أولئك الذين يزورون بنوك الغذاء، مما يعكس احتقارهم للفقراء، وعدم الاهتمام برعاية من يحكمونهم، ومحاولة منهم لتبرئة أنفسهم والنظام العلماني الذي هو من صنع الإنسان، من المسؤولية تجاه هذه الأزمة الاجتماعية. في تموز /يوليو الجاري، وصف اللورد فرويد، وزير العمل والمعاشات الثري، أولئك الذين يحضرون مراكز توزيع الأغذية بأنهم انتهازيون يفعلون ذلك لكسب الغذاء مجانا، بدلا من كونهم يائسين أصحاب حاجة حقيقية. في حين اقترح مايكل غوف، وكيل التعليم أن سوء الأبوة والأمومة بدلا من نقص الموارد المالية هو المسؤول عن ارتفاع أعداد الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة جياعا.

 

إن كل هذا هو نتيجة للنظام الرأسمالي المدمر الذي يخلق اقتصادات غير مستقرة مثقلة بالديون تعتمد على الاقتراض والائتمان التي هي عرضة للانهيار والأزمات، مما تسبب في ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، وتغرق المواطنين العاديين والعديد من الأسر في الفقر المدقع. وبالإضافة إلى ذلك، يتميز هذا النظام الضار بتلبية احتياجات ومصالح النخبة الغنية بدلا من احتياجات عامة الناس، وتغذي العقليات، بما في ذلك تلك الموجودة في الحكم التي ترى الفقراء والضعفاء بأنهم يشكلون عبئا على الاقتصاد بدلا من كونهم أفرادا، يتوجب على الدولة توفير الغذاء الكافي والمأوى والاحتياجات الأساسية الأخرى لهم. وعلاوة على ذلك، فهو نظام يركز على جلب الثروة بدلا من التوزيع الفعال للثروة لضمان تلبية جميع احتياجاتهم الأساسية، والتي تطبق سياسات اقتصادية خاطئة والنموذج المالي الربوي الذي يجعل الأغنياء أكثر ثراء والفقراء أكثر فقرا. وباختصار، فإن إنسانية أي أيديولوجية أو مجتمع يمكن الحكم عليها وفقا لكيفية معاملتها لأكثر الناس ضعفا واستضعافاً. وقد أظهرت الرأسمالية أنه يعامل الفقراء والضعفاء بازدراء. فهي أيديولوجية محتقرة للإنسانية التي تقدس الثروة وتحقق مكاسب مالية بينما في نفس الوقت تخفض من قيمة الإنسان، وتتجاهل حاجاته.

 

وهذا كله يثير التساؤل التالي، لماذا تصر حكومات العالم الإسلامي في الاستمرار في تنفيذ ومتابعة الأنظمة الرأسمالية وغيرها المصنوعة من قبل الإنسان على أراضينا المسلمة. وحتى بعد الانتفاضات العربية، فإن القيادات الجديدة في مصر وتونس وليبيا، واليمن واصلت وضع ثقتها في النظام الرأسمالي وسياساته لبناء الاقتصاد والدولة، على الرغم من أن هذا النظام وسياساته كان سببا في إفقار، واضطهاد المسلمين منذ عقود. وكانت النتيجة هي تدهور الحياة السياسية والاقتصادية لشعوب المنطقة، بما في ذلك النساء والأطفال. فوفقا لتقرير نشر في تموز/يونيو هذا العام من قبل برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة، فإن سوء التغذية بسبب الفقر يسبب 11٪ من معدل وفيات الأطفال في مصر. وفي اليمن، تتعاظم الأزمة الإنسانية مع كون ربع النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 49 عاما تعانين من سوء التغذية الحاد وتكافحن من أجل إطعام أسرهن، ومع وجود 10 مليون يمني (أي ما يقارب ½ السكان) ليس لديهم ما يكفي من الطعام. ومما لا شك فيه، في هذا الشهر من رمضان، وكما هو الحال في العقود الماضية، ستكافح الملايين من النساء المسلمات والأطفال من أجل العثور على الطعام لسحورهم أو إفطارهم.

 

وحده نظام الإسلام، الذي ستنفذه دولة الخلافة، يستطيع أن يوفر شريان الحياة للخروج من هذه الأزمة الاقتصادية القاسية التي تجتاح أراضينا المسلمة. إنه النظام الذي لا تكون فيه أولوية 'مكافحة الفقر' مجرد خطاب السياسيين، ولكنها تتجلى في القوانين والسياسات الاقتصادية الإسلامية التي تلزم التوزيع العادل للثروة والزكاة وتوفير الاحتياجات الأساسية للجميع. هذا إلى جانب حظر احتكار الثروة، ومبدأ المصالح الاستغلالية، وخصخصة الموارد الطبيعية بحيث يستفيد الجميع من عائداتها. بل هو النظام الذي يكون التركيز فيه على رعاية احتياجات الإنسان بدلا من الحسابات المصرفية للأثرياء، وهو النظام الذي يكون الخليفة فيه مأموراً بأن يكون راعيا للرعية والحامي والمعيل للفقراء والضعفاء. إنها الدولة التي لديها تاريخ في القضاء على الفقر من البلدان. فقد روي أنه في زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وبعد عدة سنوات من الحكم الإسلامي، بعث معاذ بن جبل، الذي عين واليا على اليمن، للخليفة الزكاة التي تم جمعها من أهل اليمن وقال إنه لا يستطيع أن يجد فقيرا يحتاج إليها أو يقبل منه. وقد كان ذلك نتيجة لتنفيذ قوانين الإسلام فقط لا غير، وتطبيق النظام الاقتصادي الإسلامي الشامل على المنطقة مما رفع الفقر عن الناس وخلق الازدهار الواسع النطاق. يجب علينا أن نتذكر أنه في هذا الشهر من رمضان، الذي أنزل الله سبحانه وتعالى فيه القرآن رحمة للبشرية، أن هذه الرحمة لا يمكن أن يتجسد عمليا لهذه الأمة وللإنسانية إلا على النحو الذي أمر به الخالق من خلال التنفيذ الكامل لأحكام هذا الكتاب العظيم في إطار نظام الخلافة. لذلك، فبالإضافة إلى اجتهادنا في العبادات في هذا الشهر المبارك، فإنه يجب علينا أيضا كمؤمنين التركيز وزيادة جهودنا في حمل الدعوة لإقامة هذه الدولة على أراضينا الإسلامية.

 

((وما أرسلنك إلا رحمة للعالمين)) [الأنبياء: 107]

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. نسرين نواز / عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق اللواء الأبيض يهزّ عروش الطغاة

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1048 مرات


الخبر:


أغلقت حركة طالبان/أفغانستان مكتبها في العاصمة القطرية (الدوحة) مؤقتا، وذلك احتجاجا على مطالبتهم بإزالة اللافتة التي تعرف الحركة باسم "أمارة أفغانستان الإسلامية" (وفقا لدبلوماسي ومسئول في الحركة). وكان المكتب قد فتح قبل أقل من شهر لتسهيل مباحثات السلام، وتعرض كذلك لضغوط بسبب استخدامه نفس العلم الأبيض الذي استخدمته طالبان أثناء حكمها أفغانستان لمدة خمس سنوات، والذي انتهى بالغزو الأميركي عام 2001. (skynewsarabia).

 

التعليق:


إن أي متابع للأحداث السياسية الجارية في كافة أرجاء المعمورة، يلحظ بوضوح مدى قوة الصراع الكامن بين الكفر والإسلام القادم، فهو ظاهر في قضايا شتى وعلى كافة الأصعدة، فقد تناول الإعلام الإساءة للشكل العام للباس المسلمين والمسلمات، والحجاب والخمار والذقن، حيث كان واضحا للعيان أن الأمر ليس موضوع خرق للعرف العام واللباس والمظهر الخاص بالمجتمعات. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل وصل بهم إلى حد الاعتداء المباشر على المعتقدات الخاصة بديننا الحنيف، مثل القرآن والرسول الكريم. غاضين أبصارهم عما يدعونه من الحريات!


فهذه الأحداث ليست مجرد صدف، بل إنما هي تعبير عما يدور في أروقة مكاتب السياسيين، حيث يجمعهم هدف عدم انتقال الإسلام لشعوبهم، وإن نقل نقل مشوها على غير الوجه الصافي النقي الذي هو عليه. ولم تدخر وسائل الإعلام جهدا في ترويج ما يقال من إساءات للقرآن الكريم والرسول الحبيب، مع أن من قام بمثل هذه الاعتداءات ليس أكثر من نكرة في مجتمعاتهم، ولكنهم يضخمون الأمر لغاية يبغونها في أنفسهم.


إن الحملة الموجهة ضد الإسلام ورموزه أوجدت في مجتمعاتنا الإسلامية ردة فعل لم يكونوا يتوقعونها، فخرج الناس في مسيرات ومظاهرات غفيرة تنديدا بهذه الأعمال، وأوجدت وعيا عاما على السياسة التي اتخذها الغرب، ضد هذه الأمة، من ازدواجية المعايير بعدم الاكتراث بمعتقدات المليار ونصف مسلم، والاهتمام فقط بمصالحهم الآنية، فمكروا وكان مكرهم في نحرهم، ورده الله عليهم خير مرد، بأن أوجد في هذه الأمة صحوة على ما يمتلكون من قوة تهيب الغرب الكافر وترعبه.


والآن بعد أن أنهك الجيش الأمريكي في أفغانستان ووقع في مستنقع لا يستطيع الخروج منه، جاء صاغرا يطلب التفاوض مع من عدهم إرهابيين في الماضي، وسمح لهم بأن يفتحوا لهم مكتبا يمثلهم في قطر. لكنهم لم يستطيعوا تحمل ذاك اللواء الأبيض الذي كتب عليه الشهادتان، ولم يتمكنوا من تمالك أنفسهم، لما يحمل من معان هائلة تهدد بقدوم الخلافة وإنهاء حربهم على الإسلام، فهم يعلمون أن هذا اللواء رمز قوة وتمكين، ويزرع في نفوس من يستظل بظله شعور العزة والكرامة. فلم يسمحوا لهذا اللواء بأن يبقى مرفوعا فوق البناء، لأنه أين ما رفع اللواء يكون المكان مكان قوة، لهذا نراهم يطالبون رافعيه بالتخلي عنه واستبدال خرقة به يتخذونها لهم، كغيرها الموجودة في البلدان الإسلامية الآن.


إن الله سبحانه وتعالى سيعز هذا الدين وسيمكن له ولأهله، وسيرتفع هذا اللواء خفاقا فوق دار الخلافة، وسيعقد للجيوش حتى تفتح البلاد وتزيل الفساد من الأرض، فيعم الخير والبركة عليها من جديد، تحت لواء رسول الله ورايته المكتوب عليها الشهادتان، وإنه إن شاء الله ليس ببعيد، وبإذنه لقريب، وما ذلك على الله بعزيز.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أخوكم أبو يوسف

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع