الحوار الحي كيفية تحويل الشركات المساهمة الى شركات إسلامية ج2
- نشر في تسجيلات قاعة البث الحي
- قيم الموضوع
- قراءة: 369 مرات
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ويبقى في الأرض شرارُ أهلها تلفظهم أرضوهم وتقذرهم نفس الله وتحشرهم النار مع القردة والخنازير".
رواه أبو داود عن شهر رضي الله عنه والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه وقال صحيح على شرط الشيخين
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:- إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ- رَوَاهُ مُسْلِمٌ - وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ :- قَالَ لِعَائِشَةَ - عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ ، إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ " .
الرِّفْقُ:- ضِدُّ الْعُنْفِ وَهُوَ الْمُدَارَاةُ مَعَ الرُّفَقَاءِ وَلِينُ الْجَانِبِ وَاللُّطْفُ فِي أَخْذِ الْأَمْرِ بِأَحْسَنِ الْوُجُوهِ وَأَيْسَرِهَا ،( إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ ) :- أَيْ :- لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ، يُرِيدُ بِهِمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِهِمُ الْعُسْرَ ، فَيُسَامِحُهُمْ وَلَا يُكَلِّفُ فَوْقَ وُسْعِهِمْ ، أَوْ يُحِبُّ أَنْ يَرْفُقَ الْعِبَادُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا كَمَا بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ (يُحِبُّ الرِّفْقَ) أَيْ :- يَرْضَى بِهِ وَيُثْنِي عَلَيْهِ(وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ) أَيِ:- الْمَثُوبَاتِ وَالْمَآرِبَ أَوْ مِنَ الْأَغْرَاضِ وَالْمَطَالِبِ (مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ) أي :- ضِدُّ الرِّفْقِ (وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ ) أي :- سُوءِ الرِّفْقِ ، وَهُوَ الْعُنْفُ
اما قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ(عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ ) أي الْمُتَوَلِّدُ مِنْهُ(إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ ) لَا يُوجَدُ(فِي شَيْءٍ ) أي :- مِنَ الذَّوَاتِ وَالْأَعْرَاضِ ( إِلَّا زَانَهُ ) أي:- زَيَّنَهُ وَكَمَّلَهُ (وَلَا يُنْزَعُ ) أي :- لَا يُفْقَدُ وَلَا يُعْدَمُ( مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ) أي:- عَيَّبَهُ وَنَقَّصَهُ أي :- لَا يَكُونُ الرِّفْقُ مُسْتَقِرًّا فِي شَيْءٍ يُتَّصَفُ بِوَصْفٍ مِنَ الْأَوْصَافِ إِلَّا بِصِفَةِ الزِّينَةِ
قال سفيان الثوري لأصحابه : أتدرون ما الرفق؟ هو أن تضع الأمور مواضعها , الشدة في موضعها , واللين في موضعه , والسيف في موضعه , والسوط في موضعه.
قال الغزالي : الرفق محمود وضده العنف والحدة , والعنف ينتجه الغضب والفظاظة , والرفق واللين ينتجهما حسن الخلق والسلامة , والرفق ثمرة لا يثمرها إلا حسن الخلق , ولا يحسن الخلق إلا بضبط قوة الغضب , وقوة الشهوة وحفظهما على حد الاعتدال , ولذلك أثنى المصطفى صلى الله عليه وسلم على الرفق وبالغ فيه.
أي إن الله تعالى لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر , فلا يكلفهم فوق طاقتهم بل يسامحهم ويلطف بهم , ( ويعطي علي الرفق ) في الدنيا من الثناء الجميل ونيل المطالب وتسهيل المقاصد , وفي العقبى من الثواب الجزيل ( مالا يعطي على العنف ) أي الشدة والمشقة , ووصف اللّه سبحانه وتعالى نفسه بالرفق إرشاداً وحثاً لنا على تحري الرفق في كل أمر.
اخي المسلم :-
ان العمل للتغيير هو الوظيفة الاولى لحملة الدعوة ولا بد ان تشعر الأمة الاسلامية أنك في خدمتهم وأنك تحرص على سعادتهم في الدنيا والأخرة وأن هذا هوهمهم وشغلهم الشاغل - حقيقة - كما كان هم النبي صلى الله عليه وسلم همه انقاذ الناس من النار واسعادهم بالطاعة في الدنيا وبالجنة في الاخرة ، فحملة الدعوة قد شمروا سواعدهم لياخذوا بيد الامة بكل لطف ورفق خالية من الاستعلاء والوحشة والجفوة فهم ينظرون ان يضعوا الامور مواضعها - فان احتاجت لشدة لما فيه خير لمصلحة الامة تشددوا وكشفوا الحقائق لما يحيكه الكفار ضد مصالح الامة فتبنوا مصالحها ونابوا عنها لانهم جزء لايتجزء من الامة الاسلامية - مع دوام جسور المحبة - ليرتقوا بالأمة الإسلامية ويأخذوا بيدها لعز الدنيا والآخرة- باذن الله
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على إمام المتقين, وسيد المرسلين, المبعوث رحمة للعالمين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, واجعلنا معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أيها المسلمون :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في هذه الحلقة نواصل تأملاتنا في كتاب: " من مقومات النفسية الإسلامية ". ومن أجل بناء الشخصية الإسلامية, مع العناية بالعقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية, نقول وبالله التوفيق: قلنا في الحلقة السابقة: إن الأمة الإسلامية التي أنجبت أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وخالدا وأبا عبيدة والقعقاع وصلاح الدين وغيرهم من قادة الفتح العظماء الذين سطروا التاريخ المجيد لهذه الأمة, لا زالت بحمد الله قادرة على إن تنجب قادة عظماء أمثالهم! وسقنا على ذلك أدلة من الكتاب والسنة. وفي هذه الحلقة أقدم لكم ما يثبت صدق قولي!
أيها المسلمون :
لقد أكرمني الله وشرفني منذ عشرات السنين بحمل الدعوة مع حزب التحرير, وقد عشت عيشا طبيعيا مع شباب الدعوة من القياديين, ومن غير القياديين, في السجن وفي خارج السجن, ومن خلال سيري في حمل الدعوة رأيت رأي العين كيف يبني الحزب رجل الدولة, وكيف يصنع من أعضائه شخصيات إسلامية, يصنعهم على عين بصيرة, يبني فيهم العقلية الإسلامية, والنفسية الإسلامية, فيصيرون بفضل الله ورعايته ذوي شخصيات متميزة, لا يصدرون أحكامهم إلا بناء على العقيدة الإسلامية, ولا يشبعون غرائزهم وحاجاتهم العضوية إلا بناء على العقيدة الإسلامية. تماما كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء جيل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. وفي هذه الحلقة نقدم لكم أنموذجا واحدا فقط من هذه الشخصيات وهو القدر الذي يسمح به وقت الحلقة, وذلك على سبيل المثال لا الحصر, وإلا فالشخصيات الإسلامية التي بناها الحزب أكبر من أن تحصى وتعد :
في عام ثلاثة وثمانين وتسعمائة وألف ميلادية حين اعتقلت أجهزة المخابرات في ولاية الأردن أميرنا الحالي أبا ياسين عطاء بن خليل أبا الرشتة حفظه الله ورعاه, وجعل عزة الإسلام على يديه, آمين. قال له المحقق: ها نحن قد اعتقلناك, وإذا أردت الخروج, فما عليك إلا أن تثبت لنا حسن نواياك, بأن تجيبنا عن جميع الأسئلة التي نوجهها لك, فنحن الذين اعتقلناك, ونحن الذين بمجرد جرة قلم نخرجك! فكيف كانت إجابة هذا العالم الجليل يا ترى؟
أصيخي واسمعي أيتها الأمة الكريمة, يا من تبحثين عن قائد يقودك إلى بر الأمان! ويحكمك بشرع ربك الرحمن! أصيخي واسمعي أيتها الأمة الكريمة, يا من لا تعطين قيادتك لا لجاهل ولا لجبان! اسمعي الإجابة الجريئة والواعية والحكيمة, اسمعي وليسمع العالم كله الإجابة النابعة من قلب مليء بالحكمة والإيمان, قال بلهجة الواثق :
كلامك أيها المحقق غير صحيح, فأنتم لم تعتقلوني لضعف في تفكيري وفهمي, ولم تعتقلوني بمهارتكم, وقوة ذكائكم! وإنما دخلت هذا المعتقل بتقدير من رب العالمين, وسأخرج منه بتقدير من رب العالمين! ولا أخرج منه كما تقول بمجرد جرة قلمك, وأنا أتحداك, وأقول بأنك لا تستطيع أن تخرجني, فإن كنت صادقا فيما تقول, فهيا أخرجني بجرة قلمك! ولكي أثبت لك صحة كلامي أخبرك بأنه لم يكن من المقرر أن أتواجد في المكان الذي اعتقلتموني فيه, بل كان من المقرر أن يأتي شاب آخر مكاني, وهنا قاطعه المحقق متسائلا: من هو هذا الشاب؟ فأجابه أميرنا: لا شأن لك بهذا الأمر! واسترسل في كلامه قائلا: ذهبت إلى ذلك الشاب, وقلت له: إن معك في الحلقة التي تشرف عليها شبابا جددا, وهم حديثو العهد بالدعوة, نريدهم أن يتعلموا الدقة في المواعيد, والحرص على حمل الدعوة, والجدية فيها, فاذهب إلى شبابك, وسأذهب أنا مكانك, وكان من أمر اعتقالي ما كان!
ثم لماذا أيها المحقق المحترم أنت تضع تلك العصا في زاوية مكتبك, ولماذا لا تمسك بهذه العصا في يدك وأنت تحقق مع المعتقلين, كي تخيفهم, لأنني بصراحة تامة لست خائفا منك, فأنا لا أخاف إلا من خالقي الذي خلقني! فلما أنهوا التحقيق معه أودعوه السجن دون أن يمسوه بأذى, لما رأوا من جرأته وشجاعته في مواجهتهم!
أيها المسلمون :
والله الذي لا إله غيره, ولا إله إلا هو, لولا أمانة التبليغ, ولولا أن الدين النصيحة ما قلت هذا الكلام, ولكنها شهادة حق أؤديها على وجهها, وأقدمها لهذه الأمة الكريمة الحائرة وهي تبحث عن طريق الخلاص من هذا الواقع الفاسد الذي تحياه بعيدا عن منهج الله, لتعلم أن الرائد لا يكذب أهله, ولعلها تبصر طريقها طريق العزة, بإقامة دولة الخلافة, سائلا المولى تبارك وتعالى أن يتقبل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم, وأن يجنبنا التسميع والرياء, إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه. وهو وحده الهادي إلى الحق, وإلى سواء السبيل.
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, على أن نكمل تأملاتنا في الحلقات القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه. نشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إعداد الأستاذ محمد احمد النادي
إن تدويل أية قضية سياسية يعني خروجها من أيدي أصحابها، وبالتالي إلى أيدي الدولة العملاقة وباقي الدول الكبرى لحلها وتصفيتها وفق أهواء هذه الدول ومصالحها.
ولذلك نرى أن أول ما تسعى إليه الدول المؤثرة في السياسة الدولية هو جرِّ أية قضية ترى بها مصلحة لها إلى خارج نطاقها الوطني أو الإقليمي، أي إلى تدويلها.
• وهذه لمحة تاريخية عن العرف الدولي والقانون الدولي :
* العرف الدولي:
هو مجموعة القواعد التي نشأت جراء العلاقات بين المجموعات البشرية في حالة الحرب والسلم، فصارت جراء إتباع المجموعات لها أمداً طويلاً، أعراف دولية.
استقرت هذه المجموعة من القواعد لدى الدول، وصارت الدول تعتبر نفسها ملتزمة بهذه الأعراف التزاماً طوعياً، وصارت أشبه بالقانون، وهذا الالتزام التزام معنوي وليس التزاماً مادياً، وكانت المجموعات البشرية تتبعه طوعياً، وخوفاً من الرأي العام، ومن لا يتبعه يتعرض لنقمة الرأي العام، ويُعَيَّر في ذلك.
* أما القانــون الـدولــي :
نشأ القانــون الـدولــي ووجد ضد الدولة الإسلامية حين كانت تتمثل في الدولة العثمانية. وذلك أن الدولة العثمانية بوصفها دولة إسلامية قامت بغزو أوروبا وأعلنت الجهاد على النصارى في أوروبا، وأخذت تفتح بلادهم بلداً بلدا، وأثارت الرعب في جميع النصارى. فأخذت الدول الأوروبية في القرن السادس عشر تتجمع لتكون عائلة واحدة تستطيع أن تقف في وجه الدولة الإسلامية. وعملت هذه الدول التي يجمعها الدين النصراني على تكوين العائلة النصرانية من مجموعة الدول الأوروبية. فوضعوا قواعد تنظم العلاقات فيما بينهم فكان ذلك أول نشئ لما يسمى بالقانون الدولي.
فأساس نشأة القانون الدولي هو أن الدول الأوروبية النصرانية في أوروبا تجمعت على أساس الرابطة النصرانية من اجل الوقوف في وجه الدولة الإسلامية، فادى ذلك إلى نشئ ما يسمى بالأسرة الدولية النصرانية. لكن هذه القواعد والقوانين لم تستطع جمع دول أوروبا بسبب تسلط الكنيسة ووجود نظام الإقطاع الذي ظل حائلاً دون قوة الدولة إلى أن حصلت الثورات ضد الكنيسة ونظام الإقطاع، حتى زال نظام الإقطاع وزال سلطان الكنيسة على العلاقات السياسية داخلياً وخارجياً فادى ذلك إلى وجود دول أوروبية قوية لكنها لم تستطع الوقوف في وجه الدولة الإسلامية.
في منتصف القرن السابع عشر سنة 1648م عقدت الدول الأوروبية مؤتمر وستفاليا، وفي هذا المؤتمر وضعت القواعد الثابتة لتنظيم العلاقات بين الدول النصرانية ونظمت أسرة الدول النصرانية في مقابل الدولة الإسلامية.
وبقيت محرمة على الدولة الإسلامية حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث كانت توصف الدولة الإسلامية بالرجل المريض وحينئذ طلبت الدولة العثمانية الدخول إلى الأسرة الدولية فرفض طلبها وبعد الإلحاح اُشترط عليها شروط قاسية منها عدم تحكيم الإسلام في علاقاتها الدولية، وإدخال بعض القوانين الأوروبية ثم تطورت بعد ذلك هذه الأسرة إلى عصبة الأمم ثم إلى هيئة الأمم المتحدة.
* التــدويـــل :
* تعريفه :
- مصطلح التدويل يستخدم عادة من اجل الحماية الدولية المتعددة الأطراف لإقليم من الأرض أو مناطق مائية أو قنوات، ويتم بموجب اتفاقات دولية.
- أي هو وضع دولة أو إقليم تحت الإدارة المشتركة أو الحماية لدولتين أو لمجموعة مختلفة من الدول ضمن نظام دولي كبير وبالتالي يتم ترحيل النزاعات الداخلية في دولة ما إلى النظام الدولي.
* وقد أصبح تدويل القضايا من ابرز السبل للبحث عن حل للقضايا في هيئة الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، فبدل أن يكون الصراع على النفوذ مباشرة أصبح الصراع من خلال مجلس الأمن والأمم المتحدة، والدول ذات التأثير هي الدول ذات حق النقض (الفيتو) وهي الدول الخمس الكبرى أمريكا ،بريطانيا، فرنسا، روسيا، والصين وغالباً ما تكون الضحية الدول في العالم الثالث.
* فلذلك حرصت الدول الكبرى على الترويج لمفهوم التدويل للقضايا السياسية ليس من أجل السلم والسلام العالميين كما تدعي الدول الكبرى بل لبقاء الدول وخصوصاً في بلاد المسلمين تحت سيطرة هذه الدول.
* ولا يخفى ان الذراع المهم هو مجلس الأمن الدولي فهو يمثل إرادة الدول الكبرى وخصوصاً أمريكا بصفة قانونية وافقت عليها دول العالم. وله مطلق الصلاحيات في التدخل في شؤون الدول وسيادتها واتخاذ الإجراءات بحقها ومن بينها فرض الحصار أو الضربات العسكرية.
* فلذلك فإن تدويل أي قضية لا يعني أيجاد حل لها بل هو انتهاك لسيادة تلك الدولة وضياع قضيتها بين أيدي الكبار حسب مصالحهم ويؤدي تدويل الأزمة إلى الخضوع لأجندات الدول الكبرى بل قد يصل إلى الاحتلال المباشر كالعراق.
* مخاطر التدويل :
1. تدخل الدول الكبرى ذات المصالح في بلاد المسلمين وإعادة الدولة التي تم تدويل قضيتها إلى ما يشبه الاستعمار بل إلى الاستعمار الحقيقي وتقسيم البلاد والعباد مثل فلسطين وعد بلفور والسودان والعراق حيث الاحتلال العسكري والسياسي.
2. فرض شكل الدولة والدستور الذي تريده الدول الكبرى أو الدولة ذات العلاقة مثل أمريكا في العراق على الدول بشكل مباشر من جهة وعلى المفكرين والسياسيين من جهة أخرى.
3. وضع قوانين وشروط على الدولة تمنعها من أن تنهض أو تتقدم بل تصبح تابعة للدول الكبرى في كل شؤونها داخليا وخارجياً وتجعلها تحت الوصاية والمراقبة المستمرة بالاتفاقيات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية بحيث تصبح هذه الدولة عاجزة عن الانعتاق من سيطرة الدول الكبرى.
4. العبث بالدولة داخلياً من باب حماية الحريات الفكرية والسياسية والحريات الشخصية وحماية المنظمات الحقوقية والإنسانية والفكرية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني التي عادتاً ما تكون أداة من أدوات الكفر في بلاد المسلمين، وكذلك ما يسمى حماية حقوق الأقليات في بلاد المسلمين بحث تجعل هذه الدولة تحت رحمة الدول الكبرى وتجعل هذه الحريات والحقوق سيف مسلط على رقبة هذه الدولة.
5. استغلال البلاد والعباد من خلال ربط هذه الدولة باتفاقيات سياسية واقتصادية.
6. الخطر الأكبر هو تمركز الدول الكبرى في قلب العالم الإسلامي للحيلولة دون توحده أو قيام نهضة به ودون عودة الخلافة.
* كيف يتم التدويل لقضية معينة :
إن الدول الكبرى عادتاً تكون بحاجة لمبررات معينة حتى تستطيع تدويل القضايا أي رفعها إلى الأمم المتحدة أو مجلس فتقوم هذه الدول بالتالي :
1. الضغوط الدبلوماسية على الدولة ذات النزاع المثار، أو القضية الخلافية لنقل الملفات الداخلية إلى مجلس الأمن.
2. تقوم بالضغط عن طريق منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني لجعل القضايا الخاصة بحقوق المواطنين تحظى باهتمام دولي.
3. تستخدم الإعلام ودوره في الترويج لقضية ما من حيث تكبيرها وتسليط الضوء عليها والبهرجة الإعلامية لتنال الاهتمامات الدولية.
فلذلك بعد أن يكون الصراع قد اشتد إلى ذروته وأزهقت الأرواح وسالت الدماء وانتهكت الإعراض ودمرت البيوت والممتلكات وعمت الفوضى وهجر الناس من مدنهم وقراهم إلى المجهول أو إلى دولة مجاورة وعادة ما يكون يتربص بهؤلاء تجار الدماء والحروب لشراء الذمم واصطناع العملاء، بعد ذلك كله يأتي دور مجلس الأمن والأمم المتحدة وكأنهم البلسم الشافي لجراحات الأمة، وبما أن مجلس الأمن والأمم المتحدة أداة من أدوات الدول الكبرى بل أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين فيصيغ هذا المجلس القرار تلو القرار بحق الدولة المستهدفة وبالذات في بلادنا بغض النظر عن حقيقة الأمر كما ربط العراق بتصنيع أسلحة الدمار الشامل أو انه على علاقة بتنظيمات تعدها أمريكا إرهابية فقامت أمريكا بافتعال الأزمة واحتلت العراق وهذه الدولة المارقة ليست بحاجة إلى مبررات إلا لتأخذ العالم الغربي إلى جانبها.
* واجب الأمة الإسلامية تجاه تدويل قضاياها :
1. إن تدويل قضايا الأمة هو ربط لقضايانا بغيرنا وهو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين وهو انتحار سياسي عندما نسلم رقبتنا إلى جلادينا، فالدعوة إلى تدويل قضايا الأمة حرام شرعاً.
فلذلك لا بد أن تدرك الأمة حرمة الدعوة لتدويل قضاياها مهما لحقنا من أذى ،فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يمر على آل ياسر ويقول لهم صبراً آل ياسر فان موعدكم الجنة ونحن نقول للأمة الإسلامية إن مع العسر يسر إن مع العسر يسرا فيجب على الأمة العمل على تغيير هذا الواقع وطرق أبواب أبناء الأمة من أهل الحل والعقد لإقامة الدولة الإسلامية لا طرق أبواب مجلس الأمن أو هيئة الأمم المتحدة أو بريطانيا أو أمريكا فإنهم هم العدو فيجب إن نحذرهم.
وطرق أبواب الجيوش الإسلامية لحملها على القيام بواجباتها تجاه قضايا الأمة وهم أبناء هذه الأمة فيهم الخير الكثير.
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين) وقال(لا تستضيؤ بنار المشركين).
فهل نهرب من النار إلى النار زمن حاكم طاغية إلى حكام طغاة باسم الشرعية الدولية والقانون الدولي، فاللجوء إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن كاللجوء إلى السراب الخادع فلذلك يجب نبذها وفضح واقعها وبيان زيفها.
3. إن الأمم المتحدة ومجلس الأمن إحدى أدوات الظلم والشر والطغيان فيجب على الأمة الإسلامية امة الرسالة صاحبة العقيدة السياسية أن تعمل على إنقاذ العالم مع إنقاذ نفسها وان تضطلع بمهمة تحرير العالم من الرأسمالية وأدواتها. والأمة الإسلامية وجدت من اجل هدى البشرية والارتقاء بالإنسان من حيث هو إنسان قال تعالى: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) ولا يكون ذلك إلا بالعمل لإقامة الخلافة الراشدة التي بشرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ الله ُأَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيّاً ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، ثُمَّ سَكَتَ ).
و خصوصاً بعدما استفاقت الأمة من كبوتها وبدأ سقوط الأنظمة الجبرية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد العموش- أبو انس
القاهرة (رويترز) - دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قبل عدة أيام إلى تحقيق دولي في قتل المدنيين في سوريا الذي قال أنه يصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية عن العربي قوله في بيان " لابد من أن يكون هناك تحقيق دولي مُحايد يكشف حقيقة ما يجري من أحداث ويكشف المسؤولين عن هذه الجرائم ويقدمهم للعدالة ".
=================
بعد مرور عام على الثورة السورية المباركة، وبعد الأعمال الهمجية التى وصل صداها جنبات الأرض، من هول تفاصيلها ومدى وحشيتها بحق أهل الشام الكرام، يخرج نبيل العربي مطالبا بتحقيق دولي حول هذه الجرائم ومعرفة من يقف وراءها.
تبّاً للجامعة العربية وتبّاً لرئيسها، فهي تثبت يوما بعد يوم مدى تواطؤها مع نظام بشار الأسد، ومدى تضليلها للشعوب العربية لتفريقهم بدل جمعهم.
فالتحقيق الدولي المحايد الذي يطالب به العربي، هو إشارة واضحة على قبول كذب النظام وادعاءاته الفارغة حول ما يجري، وهو مطالبة بمهلة أخرى لهذا النظام الفاشي ليستمر بوحشيته وجرائمه بحق أهل الشام العزل.
وفي الوقت نفسه فإن هذه المطالبة تؤكد عقم تجربة إرسال لجنة المراقبين العرب وفشلها، كونهم لم يستطيعوا معرفة من يقف وراء الأحداث لكشفهم وتقديمهم للعدالة بحسب ما تعنيه تصريحات العربي، فربما كان المسؤولون عن أعمال القتل الوحشية من الفضائيين من أهل المريخ، يتغذون على جثث أهل الشام الشرفاء!
قاتل الله الجامعة العربية ورئيسها الكذاب الأشر.
لقد جبلت ثرى الشام الأبية خلال العام الفائت بدماء الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء لا لشيء إلا لقولهم -ما لنا غيرك يا الله-، ولقد وصل صوتهم أصقاع المعمورة من شدة البطش الذي لحق بهم من بشار وماهر وجنودهما من القوات الأسدية والشبيحة، إلا أنه لم يصل مسامع العربي والجامعة العربية فاستحق الأمر تحقيقاً دوليا محايداً!!!
لك الله يا شام... لك الله يا شام، فقد كشفت بثباتك وصبرك المنقطع النظير خيانة هؤلاء المرتزقة!!! وبالرغم من أننا لم نعول عليهم في أي يوم قط، وبالرغم من كشفهم وفضحهم منذ عقود، إلا أن هذه الثورة المباركة قد ضربت المسمار الأخير في نعشهم الخياني.
اللهم عجل بنصرك
كتبه للإذاعة: أبو باسل