المقدمة
- نشر في تسجيلات
- قيم الموضوع
- قراءة: 1402 مرات
العناوين:
التفاصيل:
ردت الدول العربية والأفريقية على أمر الاعتقال الذي أصدرته محكمة الجنايات الدولية بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير رداً باهتاً هزيلاً مخيباً لآمال شعوبها.
فخطورة أمر الاعتقال آتية من كونه لأول مرة يتعلق برئيس ما زال في سدة الحكم، وهذا يعني بكل بساطة أن الدول الغربية التي تقف وراء أمر الاعتقال أصبح تدخلها في الدول التابعة لها تدخلاً سافراً يطال كل شيء حتى الرئيس نفسه.
فعبث الغرب في شؤون الشعوب المستضعفة فاق كل الحدود بحيث عادت البلدان المسماة بالنامية أشبه ما تكون بمستعمرات حقيقية تابعة كما كانت قبل منحها الاستقلال الوهمي قبل حوالي الستين عاماً.
فالاتحاد الأفريقي الذي يفترض أنه يمثل جميع دول شعوب القارة الأفريقية لم يجد من رد على أمر الاعتقال سوى إرسال وفد إلى مجلس الأمن الدولي يستجديه، ويرجوه، أن يؤجل تنفيذ الأمر لمدة عام فقط، واعترف حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بأنه لا توجد ضمانات بنجاح طلب تأجيل توقيف البشير المقدم من قبل العرب والأفارقة إلى مجلس الأمن لاستخدام صلاحياته وفق المادة 16 من النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية. فقد بلغت النذالة في حكام الدول العربية والأفريقية درجة لم تطالب هذه الدول معها بإلغاء الاعتقال وإنما بتأجيله فقط.
وفيما يبلغ العجز من قادة الحكام العرب والأفارقة مبلغه تُظهر بعض الصحف الغربية حجم النفاق الغربي المتعلق بالعدالة الدولية فتقول صحيفة ((ألمانيا الجديدة)): "إن من صلاحية المحكمة ملاحقة مجرمي الحرب في العالم ومحاكمتهم وفقاً للقانون الدولي الذي تسير عليه المحكمة، إلا أننا نرى أن من يحاكم هم فقط أشخاص من دول العالم الثالث أو من يوغوسلافيا سابقاً في حين أن بوش ورامسفيلد يجب أن يحاكموا وبنفس التهم الموجهة للرئيس السوداني"، وتساءلت الصحيفة: "إن كان مبدأ لا أحد فوق القانون مطبقاً فعلاً في أروقة المحكمة الدولية".
وأما صحيفة الغارديان البريطانية فقالت: "إن العدالة الدولية يجب أن تدعم وتحظى بالتشجيع، وما ينطبق على رئيس السودان يجب أن ينطبق على رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بوش، فالعدالة ليست مصممة فقط للدول الضعيفة"، وأما صحيفة التايمز فقالت: "إن الغرب اعتبر المذكرة نصراً لحقوق الإنسان في حين نظر إليها آخرون أنها عدالة الرجل الأبيض التي من شأنها إضاعة أي فرصة لتحقيق السلام في إقليم دارفور".
لقد أثبتت عدالة الغرب (البيضاء) عنصريتها ونفاقها وظلمها للشعوب الضعيفة، وليس أدل على ذلك من عدم توجيهها أي اتهام لأي دولة غربية أو دولة من تابعاتها كدولة يهود التي تتضافر الأدلة على جرائمها والتي لا تحتاج إلى كبير جهد في إثباتها، فجرائمها منذ قيامها عام 48 وارتكابها لمجازر دير ياسين وأخواتها مروراً بصبرا وشاتيلا وقانا في لبنان وانتهاءً بمجازرها في غزة واستخدامها لكل ما هو محرم دولياً ضد المدنيين كالفسفور الأبيض، فجرائمها هذه ظاهرة ظهور الشمس في رابعة النهار والصور والوثائق التي تثبتها متاحة في جميع وسائل الإعلام. ولكن محكمة الجنايات الدولية لا تبصرها ولا تلتفت إليها.
ومثلها جرائم أمريكا وبريطانيا ودول حلف الناتو في العراق وأفغانستان، وكذلك جرائم فرنسا في رواندا وبوروندي والتي قتل فيها قرابة المليون شخص، وجرائم روسيا في الشيشان والهند في كشمير والصين في تركستان الشرقية، لكن المحكمة الدولية الظالمة لا تنظر في مجازر هذه الدول لأنها فوق القانون، فهي لا تحاسب إلا الدول الضعيفة والمغلوبة على أمرها.
وحتى بالنسبة للاتهامات الموجهة إلى الرئيس السوداني فإنها في الواقع يجب أن توجه إلى أوروبا وأمريكا لأنها هي من أثار المشكلة، وهي من أشعل الحرب الأهلية في دارفور. فمعالجة المشكلة لا تكون إلا بقطع دابر هذه الدول الاستعمارية ومنعها من إثارة هذه الفتن وكنس نفوذها من جميع البلدان الإسلامية والأفريقية.
-----------
في تطور نوعي هو الأول من نوعه في منطقة القبائل الباكستانية المحاذية للحدود الأفغانية، تمكن مجاهدو طالبان باكستان من إسقاط طائرة أمريكية دون طيار كانت تحوم مع طائرة أخرى في سماء المنطقة تبحث عن أهداف لقصفها.
وقال مسؤول في شرطة محلية: "سمعنا دوي إطلاق النار من قبل المسلحين وأعقبه سقوط الطائرة".
وكانت المناطق القبلية في وزيرستان قد شهدت أكثر من عشرين هجوماً بمثل هذا النوع من الطائرات القاتلة منذ الصيف الماضي أسفرت عن استشهاد أكثر من مائتي شخص.
وللرد على هذه الاعتداءات الأمريكية المتكررة وفي ظل تقصير وتآمر الحكومة الباكستانية توحدت ثلاث جماعات باكستانية مجاهدة تحت إمرة عسكرية واحدة للقيام بواجب الدفاع عن الأراضي الباكستانية التي تنتهك هذه الطائرات حرمتها، بينما تتآمر الحكومة الباكستانية مع أمريكا وتنسق معها هذه الهجمات أولاً بأول.
ومن جهة ثانية فقد دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى عقد مؤتمر دولي في 31/3 حول أفغانستان ستشارك فيه جميع دول الجوار بما فيها إيران لمساعدة أمريكا في حربها الفاشلة على أفغانستان.
لكن قوة المجاهدين في باكستان وأفغانستان الذين تحتضنهم الشعوب الإسلامية في كل من باكستان وأفغانستان سوف تحول دون نجاح أمريكا وحلفائها وعملائها في كسر شوكة المجاهدين.
وستبقى باكستان وأفغانستان مصدر الجرح الأمريكي النازف والدائم حتى يندحر آخر جندي أمريكي من المنطقة.
----------
بعد أن استقبلت دمشق ثلاثة وفود من الكونغرس الأمريكي في الأسابيع القليلة الماضية وصل إليها جيفري فيلتمان القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى وأجرى محادثات وصفها بالبناءة مع المسؤولين السوريين.
وعقد فيلتمان مؤتمراً صحفياً بحضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم وطاقم الخارجية السورية المكون من بثينة شعبان وفيصل المقداد صرَّح فيه بأن "سوريا تلعب دوراً بناءً في المنطقة، وأنها عنصر مهم في السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط" وأضاف قائلاً: "إن إدارة أوباما تولي اهتماماً بالمسار السوري الإسرائيلي ضمن خطتها للسلام الشامل بين إسرائيل وجيرانها عبر المساعي التي يقوم بها الآن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل".
ويؤكد هذا الاتجاه تركيز وزيرة الخارجية كلينتون لدى اجتماعها مع وزير الخارجية التركي علي باباجان على أهمية المسار الإسرائيلي السوري في عملية السلام بالشرق الأوسط، وإعلان باباجان عن أن تركيا مستعدة لاستئناف الوساطة بين سوريا وإسرائيل.
إن هذا التمهيد لعودة المفاوضات على المسار السوري يؤكد على أن المسار الفلسطيني سيشهد جموداً أكيداً مع عودة نتنياهو إلى السلطة في الكيان اليهودي حيث لا تستطيع حكومته اليمينية السير في العملية السياسية التي فقدت مصداقيتها.
ويبدو أن أمريكا في هذه المرحلة ستشغل نفسها والمنطقة بالمسار السوري وستترك المسار الفلسطيني برهة من الوقت حتى يتم إفراز قيادة فلسطينية جديدة تمثل كل التيارات السياسية المراد إدماجها في المستقبل ضمن سياساتها الرسمية للمنطقة والقائمة على أساس فكرة الدولتين.
----------
أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية الأخيرة الجمعة الماضي أن (651) ألف مواطن فقدوا وظائفهم والتحقوا بطوابير العاطلين عن العمل خلال شهر شباط (فبراير) الماضي بسبب الأزمة الاقتصادية.
ويعتبر هذا الرقم هو الأعلى على الإطلاق منذ 25 عاماً، وبذلك تكون نسبة البطالة في أمريكا قد ارتفعت إلى نسبة 8.1% وهي أعلى نسبة بطالة سجلت من العام 1983م من القرن الماضي.
وتقول البيانات الأمريكية إن أكثر من مليوني شخص فقدوا وظائفهم خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، فيما فقد قرابة الأربعة ملايين ونصف شخص وظائفهم منذ نشوب الأزمة.
حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ، قال : حدثنا سفيان ، عن أسلم بن عبد الملك ، أنه سمع ابن سعيد بن أبي الحسن ، يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « أنتم اليوم على بينة من ربكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، وتجاهدون في سبيل الله ، وستحولون عن ذلك فلا تأمرون بالمعروف ، ولا تنهون عن المنكر ، ولا تجاهدون في سبيل الله ، أنتم اليوم على بينة من ربكم ، لم تظهر فيكم السكرتان : سكرة الجهل وسكرة العيش ، وستحولون عن ذلك ، القائمون يومئذ بالكتاب سرا وعلانية كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، لهم أجر خمسين » ، قالوا : يا رسول الله ، منا أو منهم ؟ ، قال : « لا بل منكم »
الخوف هو مظهر من مظاهر غريزة البقاء، وهو حالة طبيعية تحصُل للإنسان في ظرف ما. وهو ليس عيباً بحد ذاته، ولو كان الخوف عيبا ونقيصة لما جاز أن يحصل للأنبياء والرسل. قال تعالى في شأن موسى عليه السلام: {لَمّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ}، وقال: { فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى. قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى}. وقال تعالى في شأن إبراهيم عليه السلام: {فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ}. وقال تعالى في شأن لوط عليه السلام: {وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}.
ولكن الخوف الذي نحن بصدد بحثه هو الخوف الذي يحولُ دون الإلتزام بأحكام الإسلام حق الإلتزام، وبالتحديد دون الإلتزام بفرض العمل لإقامة الخلافة الإسلامية. ويندرج تحت هذا النوع من الخوف أصناف عدة منها الخوف من السجن والتعذيب وملاحقة الحكام الظلمة، والخوف على الأولاد والزوجات، والخوف من الموت، والخوف على الأرزاق.
ويعيب القران الكريم هذا الخوف الذي نحن بصدده في قوله تعالى: (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني. ألا في الفتنة سقطوا)، وقال: (ومن الناس من يقول امنا بالله، فاذا اوذي في الله جعل فتنه الناس كعذاب الله، ولئن جاء نصر من ربك ليقولن انا كنا معكم، اوليس الله باعلم بما في صدور العالمين)، وقال : ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
لقد عالج الإسلام الخوف من السجن والتعذيب وملاحقة الحكام الظلمة بأن بين:
أولا: أن السجن ليس عيبا، فقد سُجن يوسف عليه السلام وهو نبي من الأنيباء، قال تعالى: (فلبث في السجن بضع سنين).
ثانيا: أن المؤمن مبتلى، وأن الإبتلاء سنة من سنن الله، وأننا لن ننال الراحة بالراحة، قال تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنه ولما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا)، وقال (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون).
ثالثا: أن المؤمن يؤجر على ما يتعرض إليه من سجن وتعذيب، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أن مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا).
رابعا: أن على المؤمن أن يرضى بالقضاء والقدر خيرهما وشرهما، قال تعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)، وقال صلى الله عليه وسلم: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.
خامسا: أن الله تعالى مع عبادة حملة الدعوة، يثبتهم، وينزل عليهم السكينة، ويكتب لهم النصر والغلبة ولو بعد حين، قال تعالى على لسان هارون وموسى (قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى)، فأجابهم الله عز وجل (قال لا تخافا، إنني معكما أسمع وأرى).
سادسا: أن الله سبحانه هو الأحق بأن نخشاه، قال تعالى (اتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين). فعذاب الله أشدُ من عذاب الحكام الظلمة، وما البراكين التي تصهر كل ما يقف أمامها، وما النيران المشتعله في أستراليا مثلا والتي يذهب ضحيتها مئات الأرواح سنويا، إلا أمثلة حية على قدرة الله وشدة عذابه في الدنيا، ولعذاب الآخرة أكبر، حيث قال الله تعالى (قل نار جهنم أشد حرا)، وقال (فانذرتكم نارا تلظى)، وقال (يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسولا) ، وقال (إن بطش ربك لشديد)، وقال ((يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكرى وما هم بسكرى ولكن عذاب الله شديد)، فالنار التي سعرت 100 عام حتى إسودت، والتي قعرها 70 عاما، فيها مقامع من حديد، وطعامها الزقوم، وشرابها ماء يغلي يقطع الامعاء، وعذابها لا ينتهي، قال تعالى (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب)، فاذا كان هذا الوصف لجهنم هو للذوق، فما هي طبيعة العذاب اذا؟ ويقول صلوات ربي وسلامه عليه: (إن أهون أهلْ النار عذابا يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه).
أما الخوف على الأولاد والزوجات، فقد عالجه الإسلام:
أولا: بأن عابه لقوله تعالى: (قل إن كان اباؤكم و أبنأكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب من إليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره).
ثانيا: بأن بين أن يوم القيامة لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. فالأولاد والزوجات لن يغنوا عن امرء من الله شيئا إذا ما قصر المرء في فرض كفرض العمل لإقامة الخلافة الإسلامية. بل سيكون منهم الفرار قائلين: نفسي نفسي، قال تعالى: (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل مرئ منهم يومئذ شأن يغنيه).
ثالثا: بأن بين أن الله يحفظ الذرية لصلاح الأب ولالتزامه بما يرضي الله، قال تعالى: (وكان أبوهما صالحا)، وقال: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذريه ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا).
أما الخوف من الموت، فقد عالجه الإسلام:
أولا: بأن بين أن الموت حق ولا بد منه لكل إنسان ، قال تعالى (كل نفس ذائقة الموت). فمن لم يمت بالسيف مات بغيره.
ثانيا: بأن بين أن الموت سببه الوحيد هو انتهاء الأجل، قال تعالى: (فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)، وقال صلى الله عليه وسلم (ألا لا يمنعنّ أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده فإنه لا يقرب من أجلٍ ويباعد من رزق أن يقول بحق أو يذكر بعظيم). فالذهاب إلى أرض المعركة لا يقرب الأجل، والبقاء بين الأهل لا يطيل الأجل. فخالد بن الوليد رضي الله عنه شارك في معارك عدة، ولكنه مات كما تموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء. فأيضا العمل لإقامة الخلافة لا يقصر الأجل، والقعود عنه لا يزيد الأجل.
ثالثا: بأن حث على الموت في أمر عظيم، وجعل لذلك منزلة لا يدانيها منزلة، قال صلى الله عليه وسلم (سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فنصحه فقتله)، وقال (لميته في طاعة الله خير من حياة في معصيته).
أما الخوف على الرزق، فقد عالجه الإسلام بأن بين:
أولا: أن الله تعالى هو وحده الرزاق، وأنه هو الذي يوزع الأرزاق كيف ما يشاء، قال تعالى (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، وقال (الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر)، وقال (نحن نرزقكم وإياهم)، وقال (نحن نرزههم وإياكم)، وقال (إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ). وها هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه يضرب أروع وأسمى وأعظم الأمثال حين قدم ماله بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ماذا أبقيت لأهلك؟ قال: اللهَ ورسولُه.
ثانيا: أن تقوى الله هو سبيل لتيسير الرزق، قال تعالى (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).
ختاما، نقول بأن الإسلام بمفاهيمه قد عالج هذه الأصناف من الخوف، فلنقدم ولنلبي نداء الله تعالى حيث يقول (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين)، ولنلتحق بالعاملين لإقامة الخلافة الإسلامية، ولنكن من من قال الله تعالى فيهم (اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون (.