الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

الرشوة في مكاتب الحكومة الأفغانية هي نتاج النظام الديمقراطي

قضية انتشار الرشوة في مكاتب الحكومة الأفغانية معروفة لدى الحكومة الأفغانية والمستعمرين الغربيين على نحو بيّن جعل الرئيس حامد كرزاي يقول تعليقاً على مغادرة رئيس البنك المركزي الأفغاني السابق ذاهباً إلى الولايات المتحدة: "موظفون يحملون جنسيتين يفعلون ما يحلو لهم ثم يسافرون مغادرين إلى بلدان أجنبية كواشنطن ولندن وباريس وأماكن أخرى."


ويظهر تقرير جديد للأمم المتحدة تصاعداً كبيراً في الفساد الإداري في أفغانستان، ووفق هذا التقرير فإن ما دفعه الأفغانيون من الرشاوى في عام 2012م هو 3.9 مليار دولار أمريكي، وهذا يدل على زيادة بنحو 40% مقارنة بعام 2009م. وفي عام 2011م كانت أفغانستان في المرتبة الرابعة عالمياً في قائمة الدول الأكثر فساداً بعد الصومال وشمال كوريا ومينامار، فيما تصدرت أفغانستان القائمة في عام 2012م تاركة تلك الدول الثلاث خلفها.


لأجل تحقيق مصالحهم يضطر الأفغان إلى دفع رشاوى في حياتهم اليومية حيث يجبرون على دفع جزء من دخلهم كرشاوى لمؤسسات الدولة، حتى إنهم يدفعون رشاوى عند تحديد الضرائب وعلى فواتير الكهرباء وخدمات البلديات وغيرها. وقد أقامت الحكومة الأفغانية الفاسدة مؤسسات اسمية لمحاربة الفساد والرشوة غير أن هذه المؤسسات أصبحت تشارك في الفساد والرشوة مسببة نمواً إضافياً في الفساد.

أيها المسلمون في أفغانستان


لماذا أصبحت أفغانستان في بضع سنين الدولة الأكثر فساداً في العالم؟


إن جذور الفساد والرشوة في أفغانستان هي فكرية وسياسية، فنظرة إلى التوجه نحو الفساد في الوقت الحالي في أفغانستان تري أن انتشار الفساد والرشوة تسارع بعد إقامة النظام السياسي الحالي. فبعد احتلال أفغانستان فرض المستعمرون الغربيون النظام الديمقراطي على شعبها وانتشرت القيم العلمانية التي أنتجت الفساد لدى الأفراد وفي نواحي المجتمع الأفغاني المختلفة، وأحد هذه القيم التي جاءت مع العلمانية والديمقراطية هي جعل المنفعة مقياساً للأعمال. ووفقاً لهذه القيمة فإن أفضل الأعمال هو الذي يحقق أكثر المنافع، وأفضل الناس نجاحاً من يحصل أكبر قدر من المنافع. وكانت نتيجة ذلك مشاركة موظفي الحكومة الأفغانية في كافة مستويات المؤسسات الأفغانية (باستثناء عدد قليل منهم) في الفساد، فالتنافس لتحصيل أكبر قدر من الدخل أصبح مقياس الأعمال الذي نتج مباشرة من الإيديولوجية الرأسمالية ونظامها الديمقراطي.


السبب الثاني للفساد هو ما حصل بعد احتلال أفغانستان من ربط العملة الأفغانية وتغطيتها بالدولار الأمريكي غير المغطى، فالأمريكان يطبعون سنوياً مليارات الدولارات دون أية تغطية لأوراقهم النقدية، وقد أدى ذلك إلى وجود فائض من الدولارات في السوق وإلى تضخم وانخفاض في قيمة الدولار، ولأن العملة الأفغانية مغطاة بالدولار فإن قيمتها تنقص كلما نقصت قيمة الدولار. ونتيجة لذلك فإن الأجرة القليلة لموظفي الحكومة في أفغانستان لا تكفي لسداد مصاريفهم، وقد شجع هذا مع الجو العام الذي يدعو إلى تحصيل أكبر قدر من الدخل المادي الموظفين الحكوميين على أخذ الرشوة.


وإضافة إلى ذلك فقد قامت وسائل الإعلام بالترويج لسيناريو غير صحيح حول انسحاب قوات الاحتلال في عام 2014م مصورة أفغانستان بأنها ستعاني من الفقر والبؤس بعد انسحابها، مما كان سبباً في جعل الناس يبذلون كل جهد لجمع الثروة من أجل الأيام السوداء التي تأتي بعد انسحاب القوات الدولية فزاد ذلك من ممارسة الرشوة في بلد مزقته الحرب.


إن أفغانستان ليست النموذج الوحيد الذي جعلته الدمقرطة فاسداً، فالعراق أيضاً أصبح من أكثر البلدان فساداً بعد فرض النظام الديمقراطي عليه.

أيها المسلمون في أفغانستان


إن جذور الفساد والرشوة راجعة إلى قضايا فكرية وسياسية، ولذلك فإن علاجها يجب أن يكون فكرياً وسياسياً. لقد أوجب الله علينا أن نبني أفكارنا وأعمالنا على الإسلام، قال تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا.) سوره النساء، آية 65، وحرم الإسلام الرشوة ولعن آخذها ومعطيها، ففي الترمذي عن عبد الله بن عمرو قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي". وفي المستدرك عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله الراشي والمرتشي والرائش الذي يمشي بينهما".


يجب علينا أن نرفض الأفكار المادية القذرة التي جاءتنا من المبدأ الرأسمالي، وهذا يمكن أن يتحقق إذا خضنا فكرياً وسياسياً صراعاً ضد المبدأ الرأسمالي الديمقراطي الكافر، واستأصلنا قيمه واستبدلنا بها قيم الإسلام.

أيها المسلمون في أفغانستان


حزب التحرير /أفغانستان يقدم لكم حلاً جذرياً وصحيحاً لمشكلة الفساد والرشوة، إذ لا يمكن القضاء عليهما إلا بتطبيق الإسلام وإقامة الخلافة، فالخلافة وحدها هي التي ستطبق أحكام الإسلام تطبيقاً صحيحاً وتمنع الرشوة بوصفها من محارم الله. إن حزب التحرير- أفغانستان يدعوكم إلى مساندته في صراعه ضد القيم الغربية الفاسدة وفي عمله لإقامة الخلافة الإسلامية لاجتثاث الفساد، وهذا سيحقق لنا النجاح في الدنيا وفي الآخرة.

التاريخ الهجري :5 من جمادى الثانية 1434هـ
التاريخ الميلادي : الإثنين, 15 نيسان/ابريل 2013م

حزب التحرير
أفغانستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع