بسم الله الرحمن الرحيم
رسول الله عزتنا... كرامتنا
لقد قام بعض الأوغاد وشذاذ الآفاق بالإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق عمل فيلم بذيء سموه "براءة المسلمين"، حُرِّف وغُيِّر مُحتواه بعد تصويره. وقد اجتاحت العالم الإسلامي موجة غضب عارمة نتيجة له، وإزاء ما حصل خلال الأيام الماضية نود أن نبين الآتي:
أولاً: إن الرد على مثل هذه الإساءات يكون عن طريق أمير المؤمنين أو خليفتهم الذي يأخذ على يد من يسيء للمسلمين عن طريق الحزم مع دولهم وبيان مخاطر إقدامهم على مثل هذه الأفعال، وتكون عنده الغيرة على أحكام الله والإخلاص للمسلمين، فيقف سداً منيعاً أمام كل من تسوّل له نفسه الاستهزاء بدين الله ورسوله أو الاعتداء على المسلمين. وإن لنا لعبرة فيما فعله الخليفة عبد الحميد الثاني عام 1890م عندما حاول كاتب فرنسي "ماركي دي بوريز" عمل مسرحية تسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فما كان منه إلا أن أرسل للفرنسيين بمنع هذه المسرحية على كل مسارح فرنسا، فاستجابت فرنسا لذلك ومنعت عرض المسرحية. ثم حاول كاتب المسرحية عرضها في بريطانيا فأرسل لهم الخليفة بمنعها، فمُنِعت. فما احتاج المسلمون أن يخرجوا في مظاهرات لمنع عرض المسرحية، بل أغناهم عن ذلك موقف الحزم من الخليفة الذي كان كافياً لمنعها وللأبد. ولو كانت هناك أدنى نخوة أو أنفة لدى أي حاكم لَما قَبِل أن يُهان حبيب الله ونبي المسلمين محمد صلى الله عليه وسلم ولا يحُرك ساكناً.
ثانياً: إن الغرب بحكوماته وإعلامه يرفض دائماً منع ومعاقبة من يتهجم على الإسلام أو رسوله بدعوى حرية التعبير التي يعتبرها حقاً مقدساً، ولكن هذا التقديس يكون حسب مقاسهم ومصالحهم، وإلا لماذا مثلاً تعتبر اللاسامية جرماً ولا يعتبر الاستهزاء بالرسل وخاصة رسول الله صلى الله عليه وسلم جرماً؟ ولماذا يتم منع أفلام أو مواد إعلامية كما حصل في مهرجان "كان" بدعوى اللاسامية؟ وهل مشاعر أناس وأقوام أكثر حساسية من مشاعر المسلمين؟ أم هي المصلحة والمنفعة التي يجنيها الغرب من مثل هذه التشريعات والقوانين؟ ولماذا يريد الغرب أن يفرض على المسلمين قيمه وأفكاره مثل حرية التعبير فلا يريد منهم الغضب عند الاستهزاء برسول الله مع أن قيم المسلمين وأفكارهم ترفض مثل هذه التعبيرات والإساءات؟ ولماذا لا يقبل الغرب بحرية التعبير عند المسلمين عندما يرفضون مثل هذه البذاءات؟ ولماذا يعتبر الغرب التزام المسلمين بدينهم تطرفاً وإرهاباً وليس حرية تعبير؟ إنها مصلحة الغرب في محاولة تشويه الإسلام من أجل إبعاد الناس عن الدين الصحيح الذي يخرجهم من الظلمات إلى النور.
ثالثاً: إن غضبة المسلمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم هي في ميزان حسناتهم، وتؤكد مدى حب المسلمين لرسولهم وللأحكام التي جاء بها من عند الله عز وجل، فحيث لا يُقبل من مسلم أبداً الرضا أو السكوت عند الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فكذلك لا يُقبل من مسلم أيضاً الرضا أو السكوت على عدم طاعة رسول الله وتحكيم غير شرع الله عز وجل. فعلى المسلمين أن يتوّجوا أفعالهم بالعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإيجاد دولة الخلافة التي تحمي بيضة المسلمين وتدافع عنهم وتمنع الاستهزاء بهم وبدينهم، وأن يغذّوا السير نحو تطبيق أحكام الله عز وجل، وإن على المسلمين في الغرب أن يكون همُّهم حمل الإسلام فيدعموا سير المسلمين لاستئناف الحياة الإسلامية في العالم الإسلامي، ويدعوا غير المسلمين للإسلام عن طريق المجادلة بالحسنى، وعلى المسلمين تسديد طاقاتهم وقدراتهم وأموالهم لخدمة دعوة غير المسلمين إلى الإسلام من مثل إنتاج مواد إعلامية ومحاضرات ونقاشات عامة ومفتوحة، ونقاشات مع مفكري الغرب وعلمائهم لبيان عظمة الإسلام في كونه رحمة للناس كافة.
التاريخ الهجري :28 من شوال 1433هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 15 أيلول/سبتمبر 2012م
حزب التحرير
أمريكا