الأربعاء، 02 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

لن تحقق "الانتخابات الوطنية" أي تغيير في "الحكم الجبري" والحل الوحيد للخلاص من هذه الحالة البائسة وتحرير الإنسانية هو التوحد لإقامة دولة الخلافة تحت قيادة حزب التحرير

 

مع اقتراب موعد الانتخابات، انقسمت الطبقة الحاكمة مرة أخرى إلى تحالفات تقودها "الأحزاب الوطنية البنغالية"، كل طرف يدعو الناس إلى التصويت له، ولأن أهل بنغلادش يتوقون للتخلص من الطغيان والفساد والقمع الذي تمارسه حسينة بأية وسيلة، يتشبثون بهذه الانتخابات كأمل لإزالتها. تستغل النخبة الحاكمة في الأحزاب الوطنية هذه الفرصة للفوز في الانتخابات والوصول إلى السلطة عن طريق تشكيل تحالف "أويكيا" وعرضه في ميدان الانتخابات، في كل انتخابات وطنية تأتي الطبقة الحاكمة في الأحزاب الوطنية البنغالية مطأطئة الرأس رافعة شعارات مختلفة مخادعة، وتنقسم إلى مجموعات تقدم كل واحدة منها وجها جديدا ووعودا خداعة مختلفة... لكن بعد حصولهم على السلطة، ينسون الناس، ناهيك عن تحقيق تطلعاتهم، ويتجاهلون حتى الحقوق الأساسية لهم، وعندما يرفع الناس أصواتهم للمطالبة بحقوقهم، فإنهم إما يتجاهلون تلك الأصوات أو يلجؤون إلى استخدام وسائل مختلفة من الترويع والقمع ضدهم. من ناحية أخرى، لا تجد تحالف المعارضة يقف أبداً للمطالبة بحقوق الناس، بل يعد الأيام للوصول إلى السلطة باستغلال حنق الناس وغضبهم على السلطة. وبهذه الطريقة، تحكم الطبقة الحاكمة في "الأحزاب الوطنية البنغالية" الناس على مدى عقود وتواصل قمعهم.

 

إن الهدف الرئيسي لهذه الطبقة الحاكمة هو خدمة مصالح الرأسماليين الاستعماريين، ولا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا والهند، ولخدمة مصالح الطبقة الرأسمالية الحاكمة، ومن ناحية أخرى يحرمون عامة الناس من حقوقهم الأساسية، لذلك ما الجديد الذي يمكن أن نتوقعه منهم؟! قال رسول الله r: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ» (صحيح البخاري). لذلك نحن بحاجة إلى اقتلاع هذه الطبقة الحاكمة والنظام الديمقراطي المزعوم، فهو المصنع الذي ينتج هذه الطبقة الحاكمة، ويجب أن نتوحّد لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، فهو النظام الوحيد الموحى من الله سبحانه وتعالى.

 

أيها المسلمون!

 

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾. فإن كنتم تريدون التخلص من الاستبداد الذي انبثق عن هذا النظام، فليس لديكم خيار القعود أو اتخاذ أية خطوة خاطئة، يجب عليكم رفض الشعارات والوعود الخادعة لهذه الطبقة الحاكمة، والوقوف في وجوههم، وبذل كامل الوسع للتوحد لإقامة الخلافة بقيادة حزب التحرير. عليكم أن تكونوا على قدر المسئولية التي شرفكم الله فيها، حيث قال سبحانه وتعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، فالمطلوب منكم هو أن تكونوا عند حسن ظن رب العالمين فيكم إن كنتم ترغبون في رؤية أنفسكم في دولة رائدة، تحيون بقوة وشرف وعزة. لهذا الغرض، نزودكم هنا بموجز مختصر للطريق الذي ستتبعه الخلافة القائمة قريبة بإذن الله بقيادة حزب التحرير لتحقيق هذه المرتبة الرفيعة والنبيلة في العالم:

 

أولاً: ستضع الخلافة نهاية لهذا الحكم الجبري وتضع الموازين بالقسط، وتقوم على مبدأ السيادة لله سبحانه وتعالى فقط، أي أن الله سبحانه وتعالى هو المشرع الوحيد للقوانين، وعليه فإن رئيس الدولة الإسلامية (الخليفة) لا يحق له سنّ القوانين غير المستمدة من النصوص الشرعية، وبالتالي لا يمكن أن يكون حاكماً مستبدَّا، يسنّ القوانين حسب رغبته. كما إن حكم البلاد بالقرآن والسنة، ورعاية شئون الناس، واتباع سياسة شفافة في الحكم هي واجبات على الخليفة وهو موضع محاسبة الناس. وتُعَدّ محكمة المظالم أحد أهم عناصر القضاء، حيث يمكن للقاضي مقاضاة أي حاكم في الدولة، بمن في ذلك الخليفة نفسه، إن ظلم أو قصر في رعاية شئون الناس، وأنتم تعلمون أنه عندما كان علي كرم الله وجهه الخليفة، استدعى القاضي علياً كرم الله وجهه إلى المحكمة لفض نزاع بينه وبين يهودي، ولما شاهد اليهودي عدالة الإسلام دخل في الإسلام. وسوف تقضي الخلافة على الفساد والمحسوبية، فقد قال رسول الله r: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» (صحيح مسلم).

 

ثانياً: بغض النظر عن دين الرعايا وأعراقهم، فإنهم كلهم سواسية في الحقوق الأساسية مثل المأكل والملبس والمسكن والصحة والتعليم والأمن، قال رسول الله r: «الْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» (رواه البخاري)، وأنتم تحفظون عن ظهر قلب قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (لو أن بغلة عثرت في أرض العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لِمَ لَمْ أسوِّ لها الطريق). علاوة على ذلك، سوف تتخذ الخلافة مختلف التدابير اللازمة لضمان تمكُّن الناس من تحقيق الرفاهية والازدهار.

 

ﺛﺎﻟﺜﺎً: ﺳﺘﻘﻮم دولة الخلافة بمنع الاحتكار وتحكُّم بعض التجار في السوق لإغلاء الأسعار: قال رسول الله r: «مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ، لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ، كَانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

 

وستقوم ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ، وﺗﻀﻊ ﺣﺪاً ﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﻟﺪﺧﻞ اﻻﺳﺘﻐﻼﻟﻴﺔ وﻧﻈﺎم ﺿﺮﻳﺒﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﻀﺎﻓﺔ، وتقوم ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة لإيجاد ﻓﺮص ﻋﻤﻞ كثيرة. وسوف تضمن توزيع الثروة من خلال تطبيق النظام الاقتصادي في الإسلام، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ﴾.

 

رابعاً: الموارد المعدنية مثل الغاز، والفحم، والنفط، واليورانيوم... وغيرها هي ممتلكات عامة وفقاً للشريعة الإسلامية، وهي موارد استراتيجية أيضاً، وفيما يتعلق بها، ستقوم الخلافة بإلغاء جميع معاهدات التأجير مع الشركات الأجنبية المحلية والاستفادة منها في رعاية شئون الناس، قال رسول الله r: «النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْمَاءِ وَالْكَلَأِ وَالنَّارِ» (أبو داود)، وسيتم استخدام هذه الموارد بشكل صحيح، ووضع رؤية وخطة لتحويل الأمة إلى دولة قوية غنية وذاتية الاكتفاء. بالإضافة إلى ذلك، ستقوم الخلافة بإلغاء جميع معاهدات الاستثمار مع الشركات الأجنبية متعددة الجنسيات، مثل معاهدات العبور واستخدام الميناء والحدود البحرية وغيرها، وأية معاهدات أخرى تم التوقيع عليها تمنح الكافرين نفوذاً على اقتصاد البلاد.

 

خامساً: من واجب الخلافة تدشين صناعات ثقيلة تقوم على السياسة الحربية، وسوف يتم ذلك لضمان تجهيز جيشنا بأسلحة متطورة ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾، وستحرر هذه الصناعة جيشنا من الاعتماد على العلمانيين الكافرين مثل الولايات المتحدة والصين والهند وروسيا.

 

سادسا: ومن خلال توحيد البلاد الإسلامية، ستوحد الخلافة الناس ومواردنا وجيشنا، ونتيجة لذلك ستصبح هذه الدولة قوة هائلة مهابة الجانب، كما إن وحدة الأمة ممكنة بشكل خاص في هذا الوقت الذي نشهد فيه الأمة من المغرب إلى إندونيسيا منتفضة للمطالبة بالعيش في ظل الخلافة. وفي حين حول النظام الحالي بنغلادش إلى دولة تابعة للهند، فإن دولة الخلافة ستعكس هذا الوضع وتعيد الهند تحت حكم بالإسلام، وبالتالي ستضع نهاية للاعتداءات الهندية المستمرة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «وَعَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ rغَزْوَةَ الْهِنْدِ فَإِنْ أَدْرَكْتُهَا أُنْفِقْ فِيهَا نَفْسِي وَمَالِي وَإِنْ قُتِلْتُ كُنْتُ أَفْضَلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ رَجَعْتُ فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ» (النسائي).

 

سابعاً: سوف تتحدى الخلافة العلمانيين الكافرين، وخصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا، الذين يشنون حرباً ضد الإسلام، وتقضي على نفوذهم على العالم، وتصبح الدولة في مكانة الدولة الرائدة، وتحرر البشرية من الاضطهاد والاستغلال، وتجبر الكفرة العلمانيين على الخضوع تحت ظل الإسلام. قال النبي r: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ أَوْ قَالَ إِنَّ رَبِّي زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا» (رواه مسلم).

 

أيها المسلمون!

 

إن إقامة الخلافة ليس فقط لتحقيق الرخاء والمكانة العالية في العالم، بل هو واجب عليكم من رب العالمين، لذلك ندعوكم للوفاء بهذا الواجب، قال رسول الله r: «وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» (صحيح مسلم)، وندعوكم في حزب التحرير إلى رفض النخب الحاكمة من الأحزاب الوطنية وتحالف (أويكيا) من وكلاء الرأسماليين الكافرين، وندعوكم للتوحد على مطلب واحد لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، تحت قيادة حزب التحرير، حتى تتم إزالة النظام الجبري الحالي وإلى الأبد، وندعوكم لمطالبة العسكريين المخلصين بالإطاحة بالطاغية حسينة وتسليم السلطة لحزب التحرير من أجل إعادة الخلافة.

 

أيها الضباط العسكريون المخلصون!

 

لقد شهدتم كيف تحدى شبابنا الشجعان هذه الطبقة الحاكمة والنظام الحالي! يجب أن تدركوا كم هو مخجل أن تحموا صناديق الاقتراع في الانتخابات الوطنية، حتى تتمكن الطاغية حسينة من الوصول إلى السلطة مرة أخرى، أو أي من الحكام الفاسدين ممن يصطفون على الدور! لذلك يجب أن تنحازوا إلى جانب الإسلام، حتى تتمكنوا من إنقاذ المسلمين من الحكم الجبري وإعادة الأمة إلى مكانتها المشرفة. وقد أرسل الله سبحانه وتعالى الإسلام ليكون طريقة للناس سائدة في العالم ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وأنتم كضباط في الجيش المسلم، فإن واجب إعادة الإسلام إلى السلطة ورفع راية الإسلام عالية في العالم تقع على أكتافكم، لأنكم أنتم الوحيدون القادرون على ذلك بسبب القوة المادية التي تمتلكونها بين أيديكم، فأنتم حراس الإسلام وفي خدمة الإسلام والأمة الإسلامية، ولستم حراس هذا الحكم الجبري! يجب أن توظفوا سلاحكم لذلك لا لخدمة هذا النظام الطاغية! يجب أن تنقذوا الأمة من هذا الاستبداد والنظام الاستعماري الجائر، وتستعيدوا مجدها التليد، فهبوا لنصرة الإسلام في هذه الأرض، وهبوا أيها الضباط المخلصون لإسقاط هذا النظام وإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة، فتنالوا رضوان الله سبحانه وتعالى والجنة ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ﴾.

 

 

التاريخ الهجري :14 من ربيع الاول 1440هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2018م

حزب التحرير
ولاية بنغلادش

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع