الأربعاء، 02 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

الثامن والعشرين من رجب- ذكرى هدم دولة الخلافة إعادة إقامة دولة الخلافة أهم فرض على الأمة الإسلامية (مترجم)

الإسلام هو الدين الذي انزله رب العالمين سبحانه وتعالى على نبيه الأمين محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لينظم حياة الناس على الأرض مسلمهم وكافرهم وبالشكل الصحيح. كما أن الأفكار والأحكام التي جاء بها الإسلام جاءت لتنظم الشئون الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والروحية لدى الإنسان عن طريق الشريعة الإسلامية. ومن المعلوم أن النظام السياسي والمتمثل بالدولة يلعب أهم دور في تطبيق الأحكام وطريقة العيش المنبثقة عن العقيدة. ولا يمكن تنظيم شئون الناس عن طريق تطبيق الأحكام بدون الدولة. من اجل ذلك فقد ورد في السيرة أن محمداً (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وصحابته الكرام كافحوا مدة ثلاث عشرة سنة في مكة المكرمة وهاجروا إلى المدينة بعد ذلك ليقيموا الدولة الإسلامية الأولى. وبعد إقامة الدولة طبق الإسلام عمليا في حياة الناس. وكان نتيجة الحكم بالإسلام أن توحدت القبائل التي كانت متناحرة في المدينة، وتوحدت معها باقي القبائل في الجزيرة العربية، وانصهرت جميعها في بوتقة الأمة الواحدة وهي الأمة الإسلامية. وكان النبي محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) أول رئيس للدولة الإسلامية، وخلفه أبو بكر في رئاسة الدولة بعد أن بايعه المسلمون خليفة عليهم بعد وفاة المصطفى (صلى الله عليه وعلى آله وسلم). حيث عرفت الدولة بعد ذلك باسم دولة الخلافة.

 

ودولة الخلافة هي رئاسة عامة على المسلمين، وهي تطبق الشريعة نظام حياة للناس وتحمل الدعوة الإسلامية للبشرية كافة. وفي دولة الخلافة ينصب المسلمون عليهم خليفة يبايعونه على السمع والطاعة على الحكم بكتاب الله وسنة نبيه محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم). ومسئولية الخليفة الحكم بالشريعة الإسلامية وحمل الدعوة للعالم. ونظام الحكم في الخلافة الإسلامية نظام فريد لا يماثله أي نظام حكم أخر في العالم. ودولة الخلافة ليست دولة كهنوتية، بل هي دولة مبنية على عقيدة توفر الأمن والأمان للناس وتضمن لهم سد حاجاتهم الأساسية بصرف النظر عن عرقهم ودينهم.

 

وعلى مر القرون التي عاشتها دولة الخلافة كانت الخلافة زهرة العالم، والشمس الساطعة بين الأمم، ومنارة يهتدي بها سكان المعمورة. ولم تنهض البشرية وتزدهر مثلما ازدهرت ونهضت تحت قيادة الخلافة. ولم تنعم البشرية بالأمن والسلام كما نعمت في ظل دولة الخلافة. وقد تربعت دولة الخلافة على العالم لأكثر من ثلاثة عشر قرنا من غير منازع، وقادت العالم سياسيا وعسكريا واقتصاديا وروحيا وثقافيا. حيث عَمَّرَت دولة الخلافة منذ أن أقام رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) الدولة الإسلامية في المدينة المنورة حتى ألغيت في الثامن والعشرين من رجب 1342 هجري على أيدي الاستعمار الانجليزي وعميل الإنجليز مصطفى كمال.

 

وكنتيجة لإلغاء دولة الخلافة مُزِقت الأمة لأكثر من خمسين دولة، وخسر المسلمون من يدافع عن حياتهم وعن عرضهم وأموالهم. مصداقا لقوله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) : [الإمام جُنَة يقاتل من ورائه ويتقى به]. وبسقوط الخلافة فقدنا الراعي الذي يرعى شئوننا ويحل مشاكلنا. ونرزح ألان تحت أنظمة الكفر التي تطبق أحكام الكفر علينا. ونصب الكافر المستعمر علينا حكاماً عملاء يسوسونا بأحكام الكفر من مثل مشرف، وكريموف، وبشار، ومبارك، وكرزاي، وعباس، وفخر الدين... وأدرك عدونا أن ضعفنا يكمن في عدم وجود قيادة مخلصة تجمع شمل الأمة، لذلك أصبحنا نهبا لكل طامع في فلسطين، وكشمير والبوسنة، وكوسوفا، والشيشان، وأفغانستان، والعراق، والقائمة تطول. فقد أصبحت فوهات البنادق اليوم مصوبة على المسلمين. فالمسلمون اليوم ممزقون وضعاف لدرجة أن أمريكا وحلفاءها إن اختاروا شن حرب على أي من البلدان الإسلامية تحت ذريعة الحرب على "الإرهاب" لا تجد حاكماً واحداً يقف بقليل من الشجاعة أمام الاعتداء الأمريكي دفاعا عن الإسلام والمسلمين. وفي الوقت نفسه فان العقيدة الرأسمالية وتحت شعار الحرية والديمقراطية التي ترعاها اليوم قد فشلت في جلب أي خير للأمة. بل إن العقيدة الاستعمارية دفعت بالبشرية إلى شفير الهاوية.

أيها المسلمون!

 

 

إن العمل لإقامة دولة الخلافة أعظم واهم فرض عليكم من ربكم. فالخلافة مبعث عزكم، وهي قاهرة عدوكم، ومحررة بلادكم، وهي منارة الخير والعدل في جميع أنحاء العالم

 

في مناسبة ذكرى سقوط الخلافة، يدعوكم حزب التحرير في بنغلادش للعمل معه لإقامتها مرة ثانية بأقصى طاقة وأقصى سرعة، كي يسقط الحكم بالكفر ونستأنف الحكم بما انزل الله سبحانه وتعالى. إذ ما دمنا نُحكَم بالأنظمة البشرية الكافرة متقاعسين عن القيام بفرض إقامة الحكم بالإسلام, فان الآثام ستظل تتراكم على رقابنا. حيث انه بعد الإيمان بالعقيدة الإسلامية, فإن العمل لإقامة دولة الخلافة هو خير ما يقوم به المسلم, وهو أعظم الفروض المعلقة في رقبة المسلم. وزيادة على ذلك فان التلبس بهذا الفرض ليس مسئولية حزب بعينه, بل هو فرض من الله عز وجل على الأمة جمعاء. حيث يقول رب العزة:

 

{... فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ ... } المائدة48

 

 

وقال (صلى الله عليه وعلى آله وسلم:)" [كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر، قالوا فما تأمرنا؟قال:فُوا، ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم ]

 

 

 

التاريخ الهجري :26 من رجب 1429هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 30 تموز/يوليو 2008م

حزب التحرير
ولاية بنغلادش

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع