الثلاثاء، 22 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نيك جرفن في برنامج Question Time: تعقيب من حزب التحرير - بريطانيا

 

(مترجم)

 

 

لقد أثارت دعوة زعيم الحزب الوطني البريطاني (BNP) المزيد من الجدل حول حدود حرية التعبير، وغضباً في بعض الدوائر. وفي ضوء ذلك فإننا نسجل النقاط التالية:

 

 1 ـ إن غالبية المسلمين يعرفون آراء جرفن المعادية للإسلام. فهو سياسي هامشي، لا وزن له، ولا مساندة. ولكن سياسيين مخضرمين من كافة الاحزاب السياسية، يتحملون بالدرجة الرئيسية، مسؤولية خلق أجواء، جعلت من المقبول مهاجمة الإسلام وقيمه. وهم أنفسهم الذين أوجدوا البيئة المعادية للإسلام، بحيث صار ممكناَ لشخص مثل جرفن أن ينضح حقده بهذا الشكل الصارخ. فالدعاية لحربهم، وقوانين مكافحة الإرهاب المجحفة، بالإضافة إلى شعبوية رخيصة، خلال السنوات الثماني الماضية، جعلت الشعب البريطاني أكثر الشعوب ريبة من المسلمين، بين أمم اوروبا.

 

عضو البرلمان، جاك سترو، والذي شارك في النقاش، ساهم من جهته في تغذية المشاعر المعادية للإسلام، بتهجمه على نقاب المرأة المسلمة. ومع ذلك، فإنه من غير المستبعد، أن يستغل هذا البرنامح للحصول على أصوات المسلمين.

 

زملاء البارونة "ورسي" من حزب المحافظين، ضيف آخر في البرنامج، قاموا كذلك بتغذية الكراهية للإسلام. إنه مع سياسيين من أمثال جاك سترو، توني بلير، ديفيد كاميرون، مايكل جووف، غل وولز وجيم فتس باترك، يمكن للمرء أن يدرك أن الحزب الوطني البريطاني، ليس الوحيد الذي يغذي العداء للإسلام.

 

 2ـ إن الدعوة الموجهة لجرفن، من قبل البي بي سي، وقرار سياسيين بارزين المشاركة معه، تكشف نفاقهم، وسوء استغلالهم لما يعرف بمبدأ حرية التعبير.

 

 

فإما أن تكون أفكار السيد جرفن عنصرية، خارجة عن حدود المسموح، ولا يمكن السكوت عليها (حتى لو كان عضوا في  البرلمان الأوروبي)، أو أنه لا بد من اعتبارها وإعطائها فرصة التعبير عن نفسها. كما هو الحال كذلك بالنسبة إلى أفكار أولئك غير المرغوب فيهم أيضا. ومع ذلك، فإننا نرى أن هؤلاء الساسة، يرفضون الحديث إلى غير العنصريين، من الأحزاب الإسلامية السياسية التي لا تنتهج العمل المادي، كحزب التحرير. بل إنهم يدعون لمنعه (الآنسة ورسي، السيد سترو). وفي مقابل ذلك، فإنه يسرهم الجلوس مع جرفن، الذي يقود حزباً عنصرياً. ورأيه في هتلر، أنه "تمادى بعيداً، شيئا ما"

 

إن هذا المستوى من النفاق، والانتهازية السياسية، تجعل المسلمين لا يدركون فقط إجحاف المؤسسة السياسية، بل يدركون فشل هذه المؤسسة في إقناع المسلمين، بفكرتهم عن حرية التعبير.

 

3 ـ إن المساحة الإعلامية المعطاة بشكل متزايد لأقصى اليمين المعادي للإسلام، سواء حزب جرفن، أو تحالف الدفاع الإنجليزي (EDL) يفتح منبراً للأكاذيب، التي تسعى لتصوير الإسلام كدين عنفي، غير متسامح، ورجعي. في مقابل مساحة ضيقة لمواجهة هذه المزاعم والأكاذيب.

 

وهم إذ يفعلون ذلك، فإنما يرسخون به الأجواء، التي يأملون فيها أن تدفع المسلمين للاعتذار عن قيمهم الإسلامية، وتطالبهم بالرضا بالقيم الغربية الليبرالية. وعلى ذلك، فإن على المسلمين في هكذا بيئة أن يأخذوا حذرهم. وأن يكونوا واعيين لهذا المخطط، وما ينصب لهم من مصائد.

 

إننا نعتقد أن الهدف من وراء ذلك، هو الدفع باتجاه إيجاد وتوجيه جناح يميني متعصب ومستفز، يؤدي بدوره للدفع باتجاه إيجاد وتوجيه تيار إسلامي "متشدد". كما بدا ذلك واضحاً في "ملحمة" تحالف الدفاع الإنجليزي مؤخرا. بحيث يقوم الساسة باستغلال ذلك في تشويه الإسلام، وتشجيع إسلام "عصري". يجعل من السهل على المسلمين القبول بسياسة بريطانيا الاستعمارية الخارجية.

وعليه فإن كل من يقدم على الاعتذار عن شيء في الشرع، أو أية مفاهيم إسلامية. أو من يبدأ بتغيير جانب من جوانب دينه، لتوافق النمط الليبرالي. أو يقع في شَرَك نعت أنفسنا بالمعتدل والمتشدد. إن كل من يفعل ذلك سيكون من المشاركين في مخطط الكارهين للإسلام.

 

وبنفس الطريقة، يخدم مخطط الكارهين للإسلام، فيما لو أقدم مسلم على القيام بأعمال طائشة، غير عقلانية، تضيف إلى الانطباع، الذي خلقته الأكاذيب، الساعية إلى تصوير الإسلام، على أنه دين عنيف، غير متسامح، ورجعي. ما سيقود إلى مزيد من الضغط على المسلمين، لدفعهم للاعتذار عن دينهم، وللقبول بالقيم الليبرالية. إن أعمالا من هذا القبيل، ستكون الرعونة نفسها. ولن يرحب بها إلا أولئك المخوِّفون من الإسلام، في المؤسسة السياسية.

 

في ظل هذه البيئة الرافضة، وغير المستقرة، نعتقد أنه يجب على المسلمين أن يبقوا ثابتين. ولا يقعوا في شرك التقسيم هذا. ولا يقدموا أية تنازلات على حساب دينهم. وأن لا تكون تصرفاتهم رعناء.

 

إننا ندعو المسلمين للعمل معنا، على استئناف الحياة الإسلامية، في العالم الإسلامي. هناك حيث يتوق المسلمون لذلك. وللعمل على الحفاظ على قيمنا في المجتمعات التي نعيش فيها في الغرب.

 

علينا أن نشعر بتميزنا، حيث مصدر عزتنا آت من اتباع دين الله.

 

علينا أن نكون على ثقة من أن قيمنا، هي أفضل القيم. خصوصا، ونحن نرى الحياة المأساوية، للذين سحقتهم طريقة العيش الرأسمالية العلمانية.

 

علينا أن نتفاعل مع من حولنا، نشرح لهم الإسلام، وندحض الأساطير، والصور النمطية عن الإسلام. لا أن نساهم في ترسيخها.

 

علينا ألا نلزم الصمت، او نختبئ، أو نقدم تنازلات، تقودنا لأوساط الطبقات السياسية. بل لا بد من أن نظهر للناس طبيعة الإسلام السامية، وأن نجادل الناس بالتي هي أحسن.

 

 

 

التاريخ الهجري :3 من ذي القعدة 1430هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 22 تشرين الأول/أكتوبر 2009م

حزب التحرير
بريطانيا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع