بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن يُحرق بمباركة الحكومة الدنماركية
(مترجم)
في الوقت الذي اجتمع فيه ما يقارب من 1000 مسلم في ساحة البرلمان لأداء صلاة الجمعة يوم 22 آذار/مارس، تضامنا مع شهداء المسلمين في كرايست تشيرش في نيوزيلندا - ولتبيان مسؤولية الحكومة الدنماركية والحكومات الغربية في مسؤوليتهم عن تغذية أجواء العداء ضد الإسلام والمسلمين، يُقام مرة أخرى بعمل حاقد على الإسلام على بعد 100 متر من المكان الذي أقيمت فيه الصلاة، حيث اجتمع عدد من أراذل الناس على الجانب الآخر من الساحة وقاموا بتقاذف المصحف بينهم وفي النهاية قاموا بإحراقه. كل ذلك تم بتصريح وحماية من السلطات.
على الفور قام البعض بانتقاد حزب التحرير بسبب النشاط الذي قام به في ساحة البرلمان، متعللين بأن هذا النشاط كان استفزازا تسبب بهذا العمل القذر، وقد تناسى هؤلاء بأنه قد تم في السابق أعمال حاقدة مشابهة من إحراق للمصاحف والدوس عليها في مناطق مختلفة في البلاد ولفترة طويلة، وفي كل المرات التي حصلت فيها تلك الانتهاكات، فإنها كانت تتم بموافقة الحكومة وتحت حمايتها. وفي الوقت نفسه يتم سن قانون الأئمة الذي يقصد من ورائه منع الأئمة من التصريح بقيم الإسلام وشرائعه، فيما لو تعارضت مع قوانين الغرب وقيمه. من المنتظر أن تتم التجربة الأولى لهذا القانون بتاريخ 2019/03/26م. الحكومة الدنماركية تبارك حرق القرآن تحت عنوان حرية التعبير وتُسخّر لاستمرار ذلك طاقات كبيرة. إن نفاق السياسيين الدنماركيين لا حدود له. فباسم الحرية يتم السماح بحرق القرآن، وباسم الحرية يضع السياسيون الدنماركيون لجاماً على فم الأئمة، وباسم الحرية يتم حظر نقاب المسلمات وباسم الحرية تقوم الحكومات الدنماركية المتعاقبة بالمشاركة في الحروب في بلاد المسلمين. باسم هذه الكذبة والاسم الزائف، الحرية، يتخذ السياسيون الدنماركيون موقفهم المعادي للإسلام، ويسعون لإيجاد الشك، والكراهية والحقد على المسلمين. هذه الأجواء من الحقد والكراهية ليست مجرد كلمة أو خطاب، رغم أن هذا مما يغذيها، ولكنها على العكس تُستخدم لإضفاء الشرعية على سياسة تذويب المسلمين في المجتمع والمشاركة في الحروب في بلاد المسلمين، التي حصدت عددا كبيرا من الأرواح وكانت سببا في معاناة الناس. هذه الأجواء هي المهيمنة على العالم الغربي بأكمله، وما المجزرة الشنيعة في المسجدين في نيوزيلندا، والقيام بحرق المصاحف في مناطق متعددة من الدنمارك سوى النتيجة العفنة للسياسات التي لطالما مارسها السياسيون في الدنمارك والغرب بشكل عام منذ عقدين من الزمن. من المنتظر في هذه الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية القريبة، أن تقوم مختلف الأحزاب بإعلان الوقوف في وجه التطرف اليميني، رجاء الحصول على أصوات المسلمين. ولكن بدلا من أن يقوم المسلمون بإعطاء أصواتهم لهؤلاء، يجب عليهم أن يُحمّلوا هؤلاء السياسيين مسؤولية الحقد والكراهية التي أوجدها هؤلاء السياسيون، ومسؤولية الشرخ الذي أوجدوه في المجتمع. إن تهديد اليمين المتطرف ليس وحشا خياليا جاء من الفراغ، ولكنه على العكس نتيجة طبيعية للتيارات المسيطرة على الأوساط السياسية في الدنمارك والغرب بشكل عام والتي ساهمت فيها حكومات اللونين الأحمر منها والأزرق على حد سواء.
إن الحريات العلمانية قد أعلنت إفلاسها وليس لديها ما ينفع لتقدمه إلى بلاد المسلمين، وما مخالفة أعداء المسلمين لمبادئهم، سوى دليل على الضعف واليأس. لقد أثبتت الأمة الإسلامية، أنه مهما بلغ عدد المصاحف التي حُرقت، فإن رسالة القرآن مطبوعة في قلوب مئات الملايين من المسلمين في جميع أصقاع الأرض. هذه الرسالة التي تجعلنا نتمسك بها مهما مرت علينا من محن.
﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [سورة آل عمران: 139]
التاريخ الهجري :19 من رجب 1440هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 26 آذار/مارس 2019م
حزب التحرير
اسكندينافيا