السبت، 16 شعبان 1446هـ| 2025/02/15م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ترامب وتابعك نتنياهو: عميت أبصاركم ﴿وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ

فنسيتم مصير أشياعكم من قبل الروم والفرس وصغاركم يهود!

 

 

ما زال ترامب وحاشيته يجترّ تقولاته بأنه سيشتري غزة وتكون ملكه ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً﴾،

 

(وفي وقت سابق اليوم جدد الرئيس الأمريكي ترامب تأكيده على خطته لسيطرة الولايات المتحدة على غزة وترحيل الفلسطينيين منها قائلاً إنه ملتزم بشراء وامتلاك غزة.. جاء ذلك في تصريح جديد لترامب مساء الأحد على متن طائرة الرئاسة وهو في طريقه نيوو أورليانز لحضور مباراة السوبر بول... بي بي سي 10/2/2025) ثم عاد فقال خلال استقباله ملك الأردن (إن "الفلسطينيين سيعيشون بأمان في مكان آخر غير غزة وأدرك أننا قادرون على التوصل إلى حل" بحسب تعبيره. وتابع ترامب "سندير غزة بشكل صحيح للغاية ولن نشتريها" وفق ما نقلت "رويترز".. وردا على سؤال عن ضم إسرائيل للضفة الغربية قال ترامب إن "الأمر سينجح" بحسب تعبيره.. رويترز - إرم نيوز، 11/2/2025)، وكان من قبل قد صرّح (بأن إسرائيل ستسلم غزة للولايات المتحدة بعد انتهاء القتال فيها.. متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني.. الجزيرة، 6/2/2025)

 

إن هذا المهووس بطغيانه لا يعي ما يقول، فيظن أن غزة ملك يمينه أو يمين صغيره نتنياهو فيبيع غزة ويشتريها أو يسلمها له نتنياهو! وكأن طغيانه أفقده عقله وأعمى بصره.. ونسي أو تناسى ما حدث لأشياعه من قبل.. فقد سبقه في طغيانه أكاسرة فارس وقياصرة الروم حتى إن كسرى لما علم بمبعث رسول الله ﷺ أخذه الغرور فأرسل أحد زبانيته قائلاً له اذهب إلى الجزيرة وأحضر لي رأسه.. هكذا يقول لما أصابه من غرور! (ذكر ابن هشام في السيرة: كَتَبَ كِسْرَى إلَى بَاذَانَ: أَنّهُ بَلَغَنِي أَنّ رَجُلاً مِنْ قُرَيْش خَرَجَ بِمَكّةَ، يَزْعُمُ أَنّهُ نَبِيّ، فَسِرْ إلَيْهِ فَاسْتَتِبْهُ فَإِنْ تَابَ وَإِلّا فَابْعَثْ إلَيّ بِرَأْسِهِ..) فكانت عاقبته زوال ملكه، وأصبح سلطان كسرى أثراً بعد عين من ضربات جند المسلمين ثم فتحت فارس وأضاءها نور الإسلام.. وأما قيصر الروم فأعد جيشاً للقضاء على المسلمين في اليرموك فكان عاقبة أمره خسرا، وفر من الشام قائلاً لها "سلام عليك سوريا سلام لا لقاء بعده" وانكفأ إلى مسقط رأسه في القسطنطينية حتى فتحت وأصبحت دار إسلام.

 

وأما صغارهم يهود فليسوا بذي شأن بل أذلاء حيث حلوا ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ﴾ وقد قطعوا حبل الله بعصيانهم أنبياءه سبحانه ولم يبق لهم إلا حبل الناس وهو سيقطع لا محالة بإذن الله في موعد لن يُخلَفه بأيدي جند الإسلام يقودهم إمامهم يقاتلون من ورائه ويتقون به: أخرج مسلم في صحيحه عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

 

أيها المسلمون.. إن ترامب ولصيقه نتنياهو ينسون تاريخ أقوامهم وهوانهم على الناس وينسون ذلهم وعظمة الإسلام فوقهم عندما كانت خلافة المسلمين قائمة.. فلم يكن لأجداد ترامب ولصيقه نتنياهو أن يجرؤوا على أن تتحرك ألسنتهم بشراء شيء من أرض الإسلام، ناهيك عن غزة هاشم، بل كانوا يطأطئون رؤوسهم عند ذكر أي ذراع بل شبر من أرض الإسلام والمسلمين.

 

نعم إنهم يرون المسلمين الآن دون خلافة منذ مائة سنة أو يزيد ويرون بلاد المسلمين ممزقة ويحكمها عملاء لهم رويبضات، فيصرح ترامب بتهجير أهل غزة وشرائها وامتلاكها، والحكام في بلاد المسلمين لا يحركون جيشاً لتحرير غزة وللطم ترامب وتابعه على وجهه، بل هو يصرح في وجههم أنهم سيوافقون على التهجير وعلى كل ما يريد، وعندما يسأل إذن لماذا تتعالى أصوات هؤلاء الحكام بعدم الموافقة على التغيير، فيقول: إنهم سيوافقون، وينتظرون اللقاء معي، إنه يصرح بذلك علناً ومع ذلك يستدعيهم لزيارته فلا يُحرجون ولا يستحيون!

 

أيها المسلمون.. إن الخلافة ستعود وتنهي حكم الرويبضات في بلاد المسلمين، وستعود بإذن الله وهذا مقطوع به لقول الله سبحانه: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ وقول رسول الله ﷺ بعودة الخلافة بعد هذا الحكم الجبري الذي فيه نعيش، أخرج أحمد عن حُذَيْفَة قال: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «...ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ. ثُمَّ سَكَتَ».

 

ولكن كما قلنا مراراً وتكراراً وهو مما يدركه أولو الألباب، فإن سنة الله اقتضت أن لا ينزل علينا ملائكة من السماء تقيم لنا خلافة تقاتل عدونا ونحن قاعدون، بل ينزل ملائكته مدداً وبشرىً بنصره رجالاً آمنوا بربهم وزادهم هدى، جُنداً مسلمين، صُبراً في الحرب، ومن ثم ينصرهم الله العزيز الحكيم، ونكون حينها ممن حقت لهم البشرى ﴿نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ.

 

والحمد لله فإن مبشرات عودة الخلافة من جديد تنطق بقربها.. فالأمة الإسلامية أمة حية فاعلة، تُقبل على العمل لإقامة الخلافة، وعلى تأييد هذا العمل، إلى أن يتحقق وعد الله، ثم من بعدُ ترابط لحراسة الخلافة واحتضانها... حيث إن الأمة تتوجه بتسارع إلى سيرتها الأولى التي أخرجها الله لها، يقول سبحانه: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾.

 

ثم إن في الأمة حزباً مخلصاً لله سبحانه، صادقاً مع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، يغذ السير، واصلاً ليله بنهاره، حتى يتحقق وعد الله وبشرى رسوله على يديه، لا يخشى في الله لومة لائم، لا تلين له قناة ولا تضعف له عزيمة بإذن الله، حتى يأتي أمر الله وهو كذلك. وكأنه مصداق قوله صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الذي أخرجه مسلم من طريق ثوبان «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ...».

 

وهكذا فالخلافة عائدة بإذن الله بسواعد أبنائها بعد هذا الملك الجبري الذي فيه نعيش ومن ثم يقضى على كيان يهود وتعود فلسطين كاملة دار إسلام من جديد.. أخرج مسلم في صحيحه... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ..» بل إن روما ستفتح على أيدي المسلمين كما فتحت القسطنطينية، أخرج أحمد في مسنده.. عن عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ ﷺ نَكْتُبُ إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ».

 

أيها المسلمون.. إنها لإحدى الكبر أن تكون الدول في بلاد المسلمين محيطة بكيان يهود إحاطة السوار بالمعصم ومع ذلك لا تحرك جيشاً لقتالهم وتطهير الأرض المباركة من دنسهم.. إنها لإحدى الكبر أن يصرح ترامب علناً بتهجير أهل غزة دون أن يعبأ بحكام المسلمين المحيطين بها، فإذا سئل بأن الحكام العرب بل والمسلمين يقولون برفض تهجير أهل غزة، فيقول بل إنهم سيقبلون عاجلاً أم آجلاً، فيحرجهم ومع ذلك لا يستحيون.. إنها لإحدى الكبر أنهم لا يجرؤون حتى على مقاطعة أمريكا أو حتى على عدم اللقاء مع ترامب الذي فضحهم بتصريحاته، وعلى الرغم من كل ذلك فهم يهنئونه وإذا دعاهم يستجيبون فيزورونه ويستمعون إليه صاغرين.

 

إنها لإحدى الكبر أن تبقى جيوش المسلمين دون حراك وهي ترى ما صنعه عدوان يهود الوحشي من تدمير للبشر والشجر والحجر ظناً منهم أن طاعتهم لحكامهم في القعود عن قتال يهود تنجيهم بل ﴿يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ويندمون ولات حين مندم! ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ.

 

التاريخ الهجري :14 من شـعبان 1446هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 13 شباط/فبراير 2025م

حزب التحرير

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع