الخميس، 20 رمضان 1446هـ| 2025/03/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أيتها الجيوش: ﴿ما لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ

 

استأنف يهود حملتهم العدوانية من الجو والبحر والبر على غزة اعتباراً من 18/3/2025م، وحتى اليوم، فطال عدوانها البشر والشجر والحجر، فقتلت أكثر من 400 من النساء والأطفال والشيوخ، وذلك بعد نحو شهرين مما زعموه وقفاً لإطلاق النار، لكنهم نقضوه.. فاليهود قوم غدر لا يرعوون إلا كما قال الله القوي العزيز: ﴿فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ.. لا يردعهم إلا (خندق) جديد، يزيل جذورهم، و(خيبر) يعود يصعقهم كما صعقت ثمود.. وإلا فهم قد مردوا على نقض العهود، وها هم يفعلون:

 

[استأنفت إسرائيل حربها على أنحاء عدة من قطاع غزة بسلسلة من الغارات العنيفة التي أسقطت 412 شهيدا فضلا عن مئات الجرحى.. الجزيرة، 18/3/2025]

 

[أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فجر اليوم الثلاثاء، بمهاجمة أهداف تابعة لحركة "حماس" في جميع أنحاء قطاع غزة.. وأضاف البيان: "من الآن فصاعدا ستعمل إسرائيل ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة" سكاي نيوز عربية، 18/3/2025]

 

[ذكرت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غاراتها على غزة الثلاثاء.. الحرة، 18/3/2025].

 

كل هذه المجازر والعدوان الوحشي تمت على مرأى ومسمع من الجيوش في بلاد المسلمين وخاصة المحيطة بفلسطين، كمصر والأردن والسعودية وتركيا وإيران، ناهيك عن تلك الدول التي أشغلت نفسها بهوانها كلبنان والعراق وسوريا! ومع كل هذا وذاك فالحكام يناشدون أمريكا والمجتمع الدولي للضغط على يهود في الوقت الذي فيه أمريكا هي التي تدعمهم، أما الحكام أنفسهم فيكتفون بالتنديد على استحياء، وكأن التنديد يعيد الحياة لشهيد، أو يجلب الشفاء لجريح، أو يحرر شبراً من القطاع! قاتلهم الله أنى يؤفكون:

 

فمصر التي ردت الصليبيين والتتار على أعقابهم تكتفي بالتنديد بكلمات لا تسمن ولا تغني من جوع! (نددت وزارة الخارجية المصرية في بيان، الثلاثاء، بالغارات الإسرائيلية على قطاع غزة ووصفتها بأنها "انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار وتصعيد خطير ينذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة".. مطالبة المجتمع الدولي "بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للحيلولة دون إعادة المنطقة لسلسلة متجددة من العنف والعنف المضاد".. سكاي نيوز، 18/3/2025)

 

وهكذا الأردن أرض اليرموك، المعركة العظيمة التي أزالت سلطان الروم عن الشام فهي كذلك تندد! (من جانبه، أكد رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، الثلاثاء، أن الحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة "هي حرب على الإنسانية" ونقلت وكالة الأنباء الأردنية بترا عن حسان قوله خلال جلسة لمجلس الوزراء عقدت اليوم، إن "كل المجتمع الدولي يجب أن يكون معنياً بوقف هذا التوحش الذي طال الأطفال والنساء والعزل، واليوم يتمثل في التجويع لغايات التهجير... سكاي نيوز، 18/3/2025)

 

وأما تركيا بلد الفاتح الذي أزال إمبراطورية الروم فهي كذلك تندد بالأقوال دون الأفعال (ونددت تركيا بالضربات الإسرائيلية القاتلة في غزة معتبرة أنها تشكل "مرحلة جديدة من سياسة إبادة" تنتهجها الدولة العبرية في القطاع الفلسطيني... سكاي نيوز، 18/3/2025).. كذلك إيران جارتها فتقول قولها (في بيان له، الثلاثاء، لفت المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إلى أن الهجمات الإسرائيلية على غزة، فجر اليوم، أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص، بمن فيهم نساء وأطفال.. واعتبر المتحدث الإيراني أن الولايات المتحدة هي "المسؤولة المباشرة عن هذه الهجمات"... الأناضول، 18/3/2025)

 

وأما السعودية فقد أصبحت تدور مع أمريكا ترامب، تقول قوله ولا تعارض دعمه ليهود، بل لا تتجاوز التنديد اللفظي كأشباهها: (أدانت السعودية بأشد العبارات الثلاثاء تكثيف إسرائيل إبادتها الجماعية بحق الفلسطينيين بقطاع غزة وقصفها المباشر مناطق مأهولة بالمدنيين دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني. الأناضول، 18/3/2025)

 

هكذا نددت الدول المحيطة بفلسطين بالعدوان اليهودي وجرائمهم المستمرة على قطاع غزة! هكذا دون تحريك جيش أو رفع رمح!

 

أيتها الجيوش في بلاد المسلمين وخاصة التي حول فلسطين:

 

هل بقي عذر لمعتذر؟ هل بقيت حجة لمحتج؟ كيف ترون وتسمعون عدوان يهود ومجازره وأنتم قابعون في مكانكم دون حراك بدل أن تتوجهوا إلى أرض الرباط، فلسطين، الأرض المباركة، فتردوا عدوان يهود وتزيلوا كيانهم؟ كيف ترضون لأنفسكم القعود وأنتم تتلون قول القوي العزيز: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؟!

 

هل تحتجون بطاعة الحكام الذين يتبعون خطوات الكفار المستعمرين حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ ويجعلون طاعة الله ورسوله خلف ظهورهم؟ إنهم لا يريدون قتال يهود وكأنهم على الحياد بل هم إلى يهود أقرب؟ إن هؤلاء الحكام يحمون ظهور يهود وهم يرتكبون المجازر في فلسطين.. إن طاعتكم لهم لن تنقذكم من خزي الدنيا ولا من عذاب الآخرة، وستندمون ولات حين مندم: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ، إن طاعة الحكام في معصية الله هي جريمة كبرى ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا.

 

أيتها الجيوش.. أليس فيكم رجل رشيد يقود الجيش وينصرنا لتحقيق وعد الله القوي العزيز ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ؟ أليس فيكم رجل رشيد يقود الجيش وينصرنا لإقامة الخلافة بعد هذا الحكم الجبري الذي فيه نعيش لتحقيق بشرى رسول الله ﷺ «ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ»؟!

 

أليس فيكم رجل رشيد يقود الجيش ويكسر القيد الذي صنعه الحكام الرويبضات بعدم قتال يهود، ومن ثم ينطلق جند الإسلام فيحقق هؤلاء الجند ما أنبأنا به الصادق المصدوق.. أخرج البخاري في صحيحه «تُقَاتِلُكُمْ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ..» وأخرج مسلم في صحيحه «لَتُقَاتِلُنَّ الْيَهُودَ فَلَتَقْتُلُنَّهُمْ..» ومن ثم تقتلعون كيان يهود من الأرض المباركة، وعندها تعود الأرض المباركة إلى دار الإسلام، كما فتحها عمر وحررها صلاح الدين وحفظها عبد الحميد ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ؟!

 

 

التاريخ الهجري :19 من رمــضان المبارك 1446هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 19 آذار/مارس 2025م

حزب التحرير

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع